جراحات متناثرة

رنون

من الاعضاء المؤسسين
بسم الله الرحمن الرحيم
جراحات متناثرة

في ذلك اليوم الذي أشرقت فيه الجراح وتساقطت الدموع لتمزق ما تبقى من ثوب الكرامة العربية , في ذلك المشهد الذي انسكبت من مرارته الدماء , وتناثرت أشلاء العروبة على أرصفة الأحزان , في ذلك اليوم ركبت الرياح وعانقت الزهور واستخرجت ضميري من بين أنقاض التاريخ توجهت نحو مدينة لعلها ترسل رائحة الأصالة والقدم لعلها تعبق برائحة الدماء التي انتشرت من بين جنابتها.
كان الوقت مساء والشمس تهوي لتسقط خلف الأفق , سرت في شوارع ٍ اشعر وكأنها تنظر إلي بحزن ٍ يمزق القلوب أو كأم ٍ تستنجدني لأغيث ما تبقى من عروبتها الممزقة , سرت وما أزال اشعر بان قلبي لم يزل في مكانه لعله ذهب ليواسي تلك الأم التي تستعد لتدفن بقايا كرامتها في النفوس في تلك الليلة استأجرت غرفة في حي سكني قديم يقطن في زقاق من أزقة القدس .
أمضيت ليلتي وكأن شيئا غريبا ً يناديني من النافذة إنه ضوء يسطع من مكان يوشك أن يكون قريب,فنهضت وتوجهت لأرى هذا الشيء فإذا به المسجد الأقصى نظرت إليه فشعرت برغبة في البكاء وكأنني رأيت هذا التاريخ يبكي وشعرت بأن المسجد يعانقني بدموعه التي أرسلها مع هذا الضوء الساكن , لم استطع أن أقاوم فبكيت وكلما سالت دمعة شعرت وكأن بركانا ً قد تفجر فأرسل صراخات تنطلق من أعماقي لتجعل من دمعي شلالاً لا يتوقف .
وفي تلك اللحظات أصبح الليل ينقشع وأضواء الفجر تعانق الأقصى وكأنها لم تزره منذ زمن بعيد وفي لحظة لم ادري ما افعل فإذا بي انطلق نحو الباب لأجد نفسي في شوارع المدينة وكان أذان الفجر ينطلق من الحناجر ليستقر في الصدور ركضت وكأن الأرض لم تعد تقوى على حملي وإذا بي أمام شجرة من أشجار الزيتون المعمرة فسمعت من خلف أغصانها أنين يؤلم القلب , صوت تشعر وكأنه يقيدك مع الأحزان في زنزانة الحياة , أسرعت الخطى بصورة لا إرادية فإذا بي أمام حاجز تنطلق أصوات كأنها الأشباح ومن خلف هذا الحاجز جرح قلبي الذي ما زال ينزف انه الأقصى ! انه الأقصى!
الذي زرع الأحزان في قلبي فأنبت الثورة والغضب التي اجتاحت كياني رأيته ينظر إلي ودموعه تبتسم من شدة المعاناة أسرعت وأسرعت وأسرعت وعندما كدت أن ألقى بنفسي بين أحضانه فإذا بي اسقط أمام جندي لعين لبس الحقد ثوبا ً , وحمل الجبن سلاحا ً , ليردع به كل من حاول أن يقذف بطوق النجاة لهذا المسجد .
نظر إلي وكأنه يرسل لي أسئلة كثيرة لم أنت هنا كان هذا ما تكلم به والبندقية تقصد قلبي وتستعد لترسل إليه جمرة من لهب وقفت وتلعثم لساني لم أكن في وعي في هذه اللحظة فلم اجبه بل أخذت انظر إليه مرة والى المسجد مرة أخرى وفي حماقة لا تشبهها أي حماقة تجمع حولي جيش بأكمله وكأنني أحاول أن أدمر الأمن الذي يتمتعون به وفي همجية فضة قيدوني وأنا أحاول أن أُقبلَ الأقصى بعيناي وأحاول أن أرسل إليه بدموعي رسالة لعلها تشفي من جراحي ما طال أمده فرأيته يرسل لي بأنامله الذهبية ويحاول أن يخلصني من قبضة هذا العدو الذي انتهك كرامة هذه الأرض وقداستها بكيت وبكيت وبكيت ....
شعرت وكأن قلبي ينزف ألماً وعيوني تقذف حمما ً لترسلها ثورة على كل من منعني أن اقبل تراب المسجد الأقصى .
آه من جرح استوطن حياتي وآه من صمت مزق رواياتي وآه من عروبة أضاعت هويتي في هذه اللحظة شعرت بالقيود تطوق معصمي وبالجنود يجروني إلى مكان اشعر انه مكان مرتفع والقوا بي من هذا المكان فهويت وهويت وهويت وفي هذه اللحظة استيقظت من نومي وإذا بشاشات التلفاز تعرض حملة صهيونية عربية ضد قداسة الأقصى بكيت لأنني لم استطع أن أناصر الأقصى ولو في حلمي .
 
رناااااااااااااا

يسلمووووووو على القصه الجميله

لكى تحياتى
 
تنطلق من أعماقي لتجعل من دمعي شلالاً لا يتوقف .
وفي تلك اللحظات أصبح الليل ينقشع وأضواء الفجر تعانق الأقصى

يسلموووووووووووووو
رناااااااااااااااااااااااااا
لا اختيارك الرائع
تحياتى لكى

 
جراحات متناثرة
 
الوسوم
جراحات متناثرة
عودة
أعلى