جرني حبي لك
الى هنا
وهاأنا ذا اكتبها
للأمس واليوم والغد
أنت في القلب والروح ساكنة
تنتظر ين المعاد الموعود
وعد بالنصر من الله
فلنتهيأ جميعا للوعد المعود فهو ات
ان لم نكن نحن سيكون احفادنا
من المغر ب الى جاكرتا كلنا فلسطين
كلنا غزة
كلنا في حصار
كلنا جسد واحد رغم كل مظاهر الخداع
نحن واحد
فتدبر وتجهز
وكفاك اتباعا للعم سام ياشعبا زعم الاسلام حكما
غزة حبيبتي
بينك وبين العزة نقطة
غزة لك الله
قلبي يتفطر كمدا عليك
لك دعواتي
لك حبي
غزة جرح غائر .. غزة بركان ثائر .. غزة تشكو صمت عالم حائر خائر .. غزة نموذج أراضي الصمود الحية .. ها هي ذي اليوم تنادي كل نفس أبية .. ألا تسمعون ؟!! ألا تغيثون ؟!! غزة عزت عن كل أرض .. غزة فخر علا صدرها وشاح الورود .. غزة أرض المقاومة .. أرض الصمود .. غزة حضن شباب أسود .. رشقوا بني صهيون بني يهود .. هي صرخة في وجه الطاغوت العنيد .. أن لن أستسلم .. لن أحيد ..
حتى أوحد أرضي من جديد ..
حتى يعود أبنائي من بعيد .. أو أموت دونه موتا أكيد.. ان لي في كل يوم عيد .. أزف الشهيد تلو الشهيد ..
لعرس في السما .. لرب كريم .. وعدهم عيش الهنا.. و حور بالحسن تحلت .. و أعدت مسكنا .. نعم الأرض أنت .. نعم الزرع .. نعم المنزل و السكنا .. أرض الرباط أنت .. رباط بين الأرض و السما .. سموت و علوت .. و غيرك في الذل دنا .. ياغزة العزة .. هذا النصر قريب منك قد دنا.
في غزة أزقة يلفها الملح و الدم دمى مقتولة تشرب الرماد والسموم والقمر طائر ذبيح يرفرف فوق المقابر يصيح هنا في الازقة أصوات أخوة يوسف يتنازعون و يوسف في غياهب الجب يتلو آيات الوطن الذبيح و الذئب يشحذ انيابة مل التعب و الإنتظار في غزة غراب ينعق في المخيم يلعق لحاء شجر الدم و حمامة نوح على السارية ميتة والسفينة تتحطم تغرق على مشارف الشاطيء قطعان من الذئاب تطارد خراف المسيح و الراعي ينام في سرير عاهرة ماذا بقي للموت حتى ينزح عن غزة أنا ظلك أيها الموت الاتي من سنابل أحزاننا نفترش سماء المجهول نتسلق جبال الحلم وأعمدة النار و نعود لنتنازع على قصبة هاشم أيها المدثر في عباءة النسيان قم و انظر أترى من هذا الطفل الذي يعبر النار يسجد لزيتونة تتباهى أمام الريح و يغازل الشمس والشمس تفتح فاها تنتظر لتبتلع صقيع الصمت هنا سنابل الروح تغزل وجة اله حزين و امرأة تقف بين ثلج و نار تبيع بيض الأحلام ما تبقى من قصائد الشعراء وتلملم و أغاني الفرسان حزينة فراشات الشعر و عصافير الغناء فغزة هاشم تطحن بين حجري الرحى و أخوة يوسف يتنازعون على القسمة عناة تتجة و تيمم وجهها شطر جبال الليل تجرجر آيل من شعيرات لحيته البيضاء تضع في الارض خبزا و في التراب لقاحا و تنادي على أطفال غزة غزة، يا عنيدة ، تنامين وحدك تحت سماء الحريق أود لو تفتحي طرف ردائك و تطلقي سراح كل عصافير الانسجام فوطني مركب في بحر لجي تخلى عنه ملاحوه غزة سأحبك من بعيد من تلك المسافة التي لا تلتقي فيها الشفاه يتلاشى فيها صوت السماء صاعدا إلى الروح فما عاد البحر يرعد ولا الموج يوشوش الحصى غزة أنا بين الريح و العدم و بلغت من العمر عتيا وسيف الجوع يمزق أضلعي نبتهج بالوهم والزبد و نبحث عن شيء لا نجدة فما قيمة الانتصارات و الهزائم إذا كان الجوع يحاصرنا
من هناك من بعيد
اسمع بكاء الاطفال
اسمع مناجات النساء الثكالى
اسمع انين غزة
اسمع اهاتها
تبكي غزة ولا من مجيب
يداس شرف غزة
والصمت يطبق على افواه العرب
باعوا غزة اسمع همس النساء يعلوا
همهمة النساء تتكرر باعوا غزة
وفي الجانب الاخر اسمع طفل صغير
بيعت ارضنا بيع شرفنا
بيعت كرامتنا وقبلها بيع الشرف العربي
نحن الان امة بدون شرف
فهل تقبل امة ان يداس شرف نسائها
لك الله يا غزة
لقد باعوك بدون ثمن
الله معكم يا اهل غزة
قلبي يعتصر الما وانزف في كل لحظة
فكل الطرق مباحة الا طريقك غزة
معبدة بكل الاحزان معبدة بكل الالم
غزة ابكيكي بدمي
غزة ابكيكي بجسدي وجسدي قليل
ليبكيكي غزة لقد قتلنا قبلك
الاف المرات لكن جتتنا لا تزال معلقة
تنزف دماء الشرف العربي
من زمن عبد الناصر
الى هدا الزمن الرديء
الدي فقدت فيه غزة بكارتها
غزة اكتبكي بدمي ودموعي
لكنك غزة ستظلي املنا الباقي
غزة ............
غزة............
غزة حبنا الاول والاخير
ستشرق شمس يوم جديد
وسنبتسم يوما
ويستمر انين النساء وهمهماتهم
ويستمر صراخ الطفل وينضاف له عجوز
انهكه استشهاد كل ابنائه
باعوا غزة
وبصوت جماعي اسمعهم يصرخون
دنس شرف غزة
لقد بيع الشرف العربي
صمت من أجل غزة !
بقلم محمود درويش - من كتاب ( حيرة العائد )
--------------------------------------------------------
تحيط خاصرتها بالألغام .. وتنفجر .. لا هو موت .. ولا هو انتحار
انه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة
منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف
لا هو سحر ولا هو أعجوبة ، انه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو
ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه .. مفتون بمغازلة الزمن .. إلا في غـزة
لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء .. لأن غـزة جزيرة كلما انفجرت وهي لا تكف
عن الإنفجار خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن .
لأن الزمن في غـزة شيئ آخر .. لأن الزمن في غـزة ليس عاً محايداً
انه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل . ولكنه يدفعهم إلى الإنفجار والارتطام بالحقيقة . الزمن هناك
لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولكنه يجعلهم رجالاً في أول لقاء مع العدو .. ليس الزمن
في غـزة استرخاء
ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة .. لأن القيم في غـزة تختلف .. تختلف .. تختلف .. القيمة الوحيدة للانسان
المحتل هي مدى مقاومته للإحتلال هذه هي المنافسة الوحيدة هناك .
وغـزة أدمنت معرفة هذه القيمة النبيلة القاسية .. لم تتعلمها من الكتب ولا من الدورات الدراسية العاجلة
ولا من أبواق الدعاية العالية الصوت ولا من الأناشيد . لقد تعلمتها بالتجربة وحدها وبالعمل الذي لا يكون
إلا من أجل الاعلان والصورة
ان غـزة لا تباهى بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها انها تقدم لحمها المر وتتصرف بإرادتها وتسكب دمها
وغزة لا تتقن الخطابة .. ليس لغزة حنجرة ..مسام جلدها هي التي تتكلم عرقاً ودماً وحرائق .
من هنا يكرهها العدو حتى القتل . ويخافها حتى الجريمة . ويسعى إلى إغراقها في البحر او في الصحراء
او في الدم
من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة والخوف أحياناً . لأن غزة هي الدرس الوحشي والنموذج المشرق للاعداء والاصدقاء على السواء .
ليست غزة أجمل المدن ..
ليس شاطئها أشد زرقة من شؤاطئ المدن العربية
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض .
وليست غزة أغنى المدن ..
وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن . ولكنها تعادل تاريخ أمة . لأنها أشد قبحاً في عيون الأعداء ، وفقراً وبؤساً وشراسة . لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته ، لأنها كابوسه ، لأنها برتقال ملغوم ، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة ، ونساء بلا رغبات ، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب
نظلمها حين نبحث عن أشعارها فلا نشوهن جمال غزة ، أجمل ما فيها انها خالية من الشعر ، في وقت حاولنا أن ننتصر فيه على العدو بالقصائد فصدقنا أنفسنا وابتهجنا حين رأينا العدو يتركنا نغني .. وتركناه ينتصر ثم جفننا القصائد عن شفاهنا ، فرأينا العدو وقد أتم بناء المدن والحصون والشوارع .
ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم
وحين نتساءل : ما الذي جعلها أسطورة ؟
سنحطم كل مرايانا ونبكي لو كانت فينا كرامة أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا
ونظلم غزة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار ، وغزة لا تجيء الينا غزة لا تحررنا ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصى سحرية ولا مكاتب في العواصم ، ان غزة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غزاتها في وقت واحد وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا ، لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار
صحيح ان لغزة ظروفاً خاصة وتقاليد ثورية خاصة
ولكن سرها ليس لغزا : مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها )
وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هي علاقة الجلد بالعظم . وليست علاقة المدرس بالطلبة .
لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة و لم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة
لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد
ولا يهمها كثيراً أن نعرف اسمها وصورتها وفصاحتها لم تصدق أنها مادة أعلامية ، لم تتأهب لعدسات التصوير ولم تضع معجون الابتسام على وجهها .
لا هي تريد .. ولا نحن نريد
من هنا تكون غزة تجارة خاسرة للسماسرة ومن هنا تكون كنزاً معنوياً واخلاقياً لا يقدر لكل العرب
ومن جمال غزة أن أصواتنا لا تصل إليها لا شيئ يشغلها ، لا شيئ يدير قبضتها عن وجه العدو، لأشكال الحكم في الدولة الفلسطينية التي سننشئها على الجانب الشرقي من القمر ، أو على الجانب الغربي من المريخ حين يتم اكتشافه ،انها منكبة على الرفض .. الجوع والرفض والعطش والرفض التشرد والرفض التعذيب والرفض الحصار والرفض والموت والرفض .
قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون كل أشجارها )
قد يكسرون عظامها
قد يزرعون الدبابات في أحشاء أـطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر أوالرمل أو الدم ولكنها
لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة : نعم
وستستمر في الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في اعلان جدارتها بالحياة ...
فاصلة :
وستستمر في الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في اعلان جدارتها بالحياة ...
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.