وقفات إيمانية

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
لقد خلق الله سبحانه السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام كما أخبر سبحان وتعالى وهو قادر على أن يخلقها في لمحة بصر
كما قال عز وجل (( إنما أَمره إذا أَراد شيئا أَن يقول له كن فيكون ))
ولكن ذكر العلماء رحمهم الله أنه خلقها في ستة أيام ليعلم عباده عدم العجلة وأن يتدبروا الأمور ويتعقلوها
فربهم الذي يعلم كل شيء وهو القادر على كل شيء لم يعجل في خلق السماوات ولا في خلق الأرض بل جعلها في ستة أيام ونظمها ودبرها أحسن تنظيم وأحسن تدبير ليعلم عباده التريث في الأمور وعدم العجلة
وأن تكون أمورهم منظمة موضحة تامة على بصيرة وعلى علم من دون عجلة أو إخلال حتى تستقيم أمورهم على طريقة واضحة يطمئنون فيها على مصالحهم
وقد أشار الله سبحانه إلى هذا المعنى في آيات قال عز وجل
(( وهو الذِي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أَحسن عملا ))
فأخبر أنه خلقها هكذا ليبلونا وليختبرنا أينا أحسن وأتقن وأكمل عملا
فالمتعجل الذي لا يتدبر الأمور قد يخل بالعمل
فالله خلقها في ستة أيام ليبتلي العباد بإتقان أعمالهم وإحسانها وعدم العجلة فيها حتى لا تختل شؤونهم ومصالحهم
قال سبحانه إنا جعلنا ما على الْأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أَحسن عملا )) وجعل ما على الأرض من جبال وأشجار ونبات وحيوانات ومعادن وغير ذلك ليبلوا العباد أى ليختبرهم أيهم أحسن عملا في استخراج ما في هذه الأرض والاستفادة من ذلك والانتفاع به
ففي هذه الآيات وما جاء في معناها الدلالة على أنه سبحانه خلق هذه الأشياء بهذا التنظيم وبهذه المدة المعينة ليبلوا عباده ويختبرهم أحسن عملا
فما قال أكثر عملا بل قال أحسن
فالعبرة بالإتقان والإكمال والإحسان لا بالكثرة
 
الوسوم
إيمانية وقفات
عودة
أعلى