فضائل التبرع بالدم

املي بالله

نائبة المدير العام
فضائل التبرع بالدم




من المعلوم عند الجميع، أن التبرع بالدم، عملية إنسانية يقصد منها مساعدة المريض المتبرع له، ولكن ما يجهله الكثير من الناس، أن التبرع بالدم في حد ذاته له منافع جمة على المتبرع أيضا.


بالنسبة للإنسان العادي، السليم فكمية الدم تقارب 5 إلى 6 ليترات، وتبرعه بكمية قليلة من دمه تقريبا من 350 إلى 450 مل، لا يؤثر على جسمه، بل بالعكس، فإن التبرع بالدم يعمل على تجديد الدم، وتجديد حيوية ونشاط الجسم. كيف نفسر هذا النشاط الذي يلي عملية التبرع؟
داخل الشرايين والأوردة الدموية، تسبح كريات الدم الحمراء إلى جانب كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية في البلاسما. ومن المعلوم أن مهمة الكريات الحمراء، هي إيصال مادة الأكسجين الضرورية إلى جميع الخلايا لتتنفس وبالتالي لتعيش وتمنح الحياة للجسم.
إذا تابعنا شخصا قبل تبرعه وبعد تبرعه، نلاحظ أنه قبل عملية التبرع بالدم، يكون عنده عدد الكريات الحمراء مرتفعا، مما يجعلها مزدحمة وبالتالي فإن وصولها إلى الخلايا لتزويدها بالأكسجين بطيء، إذن عمل الخلايا سيكون ضعيفا، وذلك لقلة الأكسجين الذي يصلها، فنلاحظ أن الشخص أقل نشاطا وأقل حيوية.
أما بعد التبرع بالدم، فإن عدد الخلايا في الدم يصبح أقل، وبالتالي فوصول الكريات الحمراء إلى الخلايا لتزويدها بالأكسجين يكون سريعا، لانعدام الازدحام، إذن فنشاط وعمل الخلايا سيكون مائة بالمائة، ويتبلور عنه زيادة في نشاط وحيوية الجسم.
هذا التفسير ليس تفسيرا نظريا فقط، وإنما أكدته التجربة من خلال المتبرعين المنتظمين، فهؤلاء يسرعون إلى مركز تحاقن الدم بعد شهرين أو ثلاثة على الأكثر بعد تبرعهم السابق، قصد التبرع مرة أخرى، لأنهم أحسوا بنوع من الخمول وحالة غير مريحة في الجسم. وبالفعل بعد التبرع يحسون بتجديد النشاط والحيوية.
وأثبت العلم الحديث مؤخرا بالدراسة والتجربة أن التبرع بالدم، يكون العلاج الأنسب لبعض الحالات المرضية سندرجها فيما يلي:
بعد التبرع بالدم، يسترجع المرء البلاسما في 24 ساعة، الكريات البيضاء في 24 ساعة، الكريات الحمراء في ثلاثة أسابيع، والصفائح بعد سبعة أيام.
إذن بعد عملية التبرع يقع ما يسمى hemodilution. يعني أن الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح أقل عددا، وأن البلاسما يحتل الحجم الأكبر، وبالتالي فإن عوامل التخثر الموجودة في البلاسما تكون أكثر تركيزا في الدم، وتصل بسرعة للمكان الذي يشكو من النزيف، و إذا علمنا أن عوامل التخثر تلعب دورا أساسيا في إيقاف النزيف، فالتبرع بالدم يعالج حالة النزيف مثل نزيف الأنف، كذلك بالنسبة للبر وتينات في البلاسما، التي تلعب دورا في انسداد الجروح، تكون مركزة في السائل الدموي وتصل بسرعة إلى مكان الجرح. فمثلا في حالة المريض بقرحة المعدة، إذا تبرع فإن البر وتينات ستصل بكمية كبيرة وبسرعة إلى المعدة لعلاج وسد القرحة. مقارنة مع إنسان مريض بقرحة لا يتبرع بالدم، فإن هذه البر وتينات لن تصل بسرعة لمكان الجرح، وبالتالي فانسداد الجرح سيستغرق وقتا أطول.
نذكر أيضا حالة الشقيقة التي ترجع أساسا إلى تقلص قطر بعض شرايين الدماغ، فإن الكريات الحمراء الحاملة للأكسجين تجد صعوبة للوصول إلى خلايا الدماغ وبالكمية المطلوبة فينتج عن هذا آلام مزمنة في الرأس. ولكن بعد عملية التبرع بالدم، رغم تقلص الشرايين، فإن الكريات الحمراء ستكون قليلة وبالتالي يمكنها اختراق هذه الشرايين والوصول إلى خلايا الدماغ وتزويدها بالأكسجين فيزول ألم الرأس بإذن الله.


تبرعك بدمك،بصفة منتظمة يحميك من أمراض القلب المزمنة



هذا ما خلصت إليه دراسة *، فلندية أقيمت على مجموعة 2682 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 42 سنة إلى 60 سنة منهم 153 متبرع بالدم، وهذا خلال 5 سنوات. المتبرعون بالدم أصيبوا بمرض القلب المزمن بنسبة (0.7%) فقط، مقابل (3.8%) من الغير متبرعين بالدم. إذن فنسبة الإصابة بمرض القلب المزمن منخفضة عند المتبرعين بالدم.
ولقد فسر العلماء أن انخفاض تخزين الحديد الناتج عن التبرع بالدم هو الذي يحمي المرء من أمراض القلب المزمنة، و أثبتت المعلومات الطبية أن تخزين الحديد بصفة مستمرة يرفع من نسبة الإصابة بأمراض القلب. كما أكد العلماء أن المتبرعين بالدم يتمتعون بصحة جيدة، ولهم ميزات صحية كثيرة، ولقد انتهى ناشرو هذه الدراسة لضرورة إجراء دراسات أخرى في هذا المجال، وخاصة بالنسبة للحالات المرضية التي تجد صعوبة في العلاج، والتي يمكن تفاديها بالتبرع بالدم.
إننا نقف مبهورين أمام عطاء يمنحنا الأجر الكبير، ويمنحنا الصحة، ونسترجع دمنا بسرعة، ونمنح الخير لغيرنا.
أي عطاء غير هذا، يتصف بالسمو و يسمو به صاحبه معنويا وصحيا ؟
 
بحر الشووق
يسلموو كتيرر لما طرحتي
فعلا التبرع بالدم يحمي القلب وينشط الدورة الدموية ويجدد الخلايا
لكن الي ما بيقدر شو يعمل ؟؟؟؟!!!
تحياتي لك دمت بخيرر وصحة
 
الوسوم
التبرع بالدم فضائل
عودة
أعلى