((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ))

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) المائدة 27
من الأحداث الهامة التي وردت في قصة البشرية الأولى كانت القضية رقم (1) في تاريخ الأنسان على هذه المعمورة كانت أول حادثة جنائية عمدية الجاني كان قابيل التي أخذ الدروس الأولى من عدو الله ابليس وأعانته على ترجمتها الى فعل شيطاني نفسه الأمّارة بالسوء ليفتتح سجل الأجرام البشري .. ولعل ما يميز هذه الجريمة:
- أنها كانت أسرية حيث وقعت في محيط أول كيان أسري بشري بين أخوين شقيقين ...
- دافع الجريمة كان سيئا ودنيئا ويلخص جوهر صراع بني آدم في كل العصور كان الحسد والحقد والغيرة فلو نظرنا لحقيقة دوافع القتل لما تعدت مثلث الإجرام هذا( الحسد- الحقد - الغيرة )..
الجريمة نتاج عوامل تتراكم وهواجس اجرامية تتفاعل لحظة ارتكابها هي لحظة الذروة التي تصل اليها بتنفيذ الفعل المادي أما ركنها المعنوي فهو قائم ومتحقق قبل ذلك بكثير فباستثناء الجرائم التي تحدث بانفعال نفسي مفاجئ تقوم الجرائم العمدية التي يسبقها اصرار وتحضير للجريمة على تهيئة نفسية واستعداد وذلك بتمهيد وتقبل لفكرة الجريمة فعبارة (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله ) يعجز الوصف عن سبر أغوارها وهي تمثل أهم نظرية لعلم الإجرام النفسي حيث أن الجاني (حين يرتكب جريمته الأولى ) مهما بلغت درجة اجرامه يعيش صراعا نفسيا بين فطرته الرافضة للشر والتي أودعها الباري (عز وجل) في نفسه وبين النفس الأمارة التي يعينها الشيطان .
..والتطويع كما هو اقتراب تدريجي نحو الفعل تبدأ بوسوسة ثم بهمّ ثم ارتكاب الفعل بمعنى آخر أن الفعل المنافي للفطرة لا يمكن أن يرتكبه الأنسان سواء أكان الفعل أخلاقيا أو جنائيا الا بعد تخطي الحواجز النفسية الفطرية وهذا جل عمل الشيطان الذي يزين للنفس أمرا وهميا بالمطلق أو في جزء منه لتتفاعل معه لتنتج أثرا خارجيا سلوكا منحرفا لصاحب النفس الذي يطيعها حين لا يمتلك الرادع المؤثر أو الكابح والذي يتلخص في التقوى ومخافة الله عز وجل .
 
الوسوم
آدَمَ ابْنَيْ بِالْحَقِّ عَلَيْهِمْ نَبَأَ وَاتْلُ
عودة
أعلى