شخصيات متألقه ونفوس عظيمه (30)... الصحابى الجليل عبد الله بن عباس...

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾...

اللهم املأ جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين...
شخصيات متألقه ونفوس عظيمه (30)...
الصحابى الجليل عبد الله بن عباس...
هو الصحابى الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، ، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن، ولد ببني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين، ، فجاء به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله ومسح وجهه ورأسه ودعا له، فقال: اللهم املأ جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين، ثم قال: يا عم، هذا عن قليل حبر امتي وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل وكان يدنيه منه النبي صلى الله عليه وسلم وهو طفل ويربّت على كتفه وهو يقول: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل
و عن موسى بن ميسرة ; أن سيدنا العباس رضى الله عنه وارضاه بعث ابنه للصحابى الجليل عبد الله إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حاجة ، فوجد عنده رجلا ، فرجع ، ولم يكلمه . فلقي العباس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك ، فقال : أرسلت إليك ابني ، فوجد عندك رجلا ، فلم يستطع أن يكلمه . فقال : يا عم ! تدري من ذاك الرجل ؟ قال : لا . قال : ذاك جبريل لقيني ، لن يموت ابنك حتى يذهب بصره ، ويؤتى علم وقد كف بالفعل بصره في آخر عمره وعُرفَ بغزارة علمه
وكان الصحابى الجليل عبد الله ابن عباس رضي الله عنه من أشهر مفسري الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سناً،
ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره، وذلك لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرابته من السبده ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
وكان الصحابى الجليل عابدًا قانتًا زاهدًا خاشعًا أوابًا لله عز وجل كثير البكاء إذا صلى وإذا قرأ القرءان، يقوم بالليل ويصوم بالنهار
وعُرفَ بسموّ أخلاقه، وذكاء قلبه، واتساع معارفه حتى ملأ الدنيا علماً وفقهاً، ولُقّبَ بِحَبْر الأمة، والبحر، وترجمان القرآن واشتهر كذلك بالسّخاء ونقاء النفس وطهارة القلب ووسامة الوجه ورجاحة العقل
و كان يمتلك إلى جانب ذاكرته القوية، ذكاء نافذا، وفطنة بالغة.. وهو في حواره ومنطقه، لا يترك خصمه مفعما بالاقتناع وحسب، بل ومفعما بالسرور من روعة المنطق وفطنة الحوار.. ومع غزارة علمه، ونفاذ حجته، لم يكن يرى في الحوار والمناقشة مباره ذكاء، يزهو فيها بعلمه، ثم بانتصاره على خصمه.. بل كان يراها سبيلا قويما لرؤية الصواب ومعرفته
: قال الصحابى الجليل مرةً عن نفسه
همَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم للوضوء ذات مرة، فما أسرع أن أعددتُ له الماء، فَسُرَّ بما صنعت، ولما همَّ بالصلاة أشار إليّ أن أقف بإزائه، فوقفت خلفه ، فلما انتهت الصلاة مال عليَّ، وقال: ما منعك أن تكون بإزائي يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله، أنت أجلُّ في عيني، وأعزّ من أن أوازيك في الصلاة فرفع النبي عليه الصلاة والسلام يده إلى السماء وقال:
اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابى الجليل وهو غلام : يا غلام - أو يا غليم - الا أعلمك شيئا ينفعك الله به، احفظ الله يحفظك، اذكر الله يذكرك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم ان النصر مع اليقين، وان الفرج مع الكرب، وان مع العسر يسرا، وانه لو اجتمع الخلائق على ان يعطوك شيئا لم يقضه الله لك لم يستطيعوا، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا قضاه الله لم يستطيعوا
ويروى أنه كان معتكفًا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل على وجهه علامات الحزن والأسى، فسأله عن سبب حزنه؛ فقال له: يا ابن عم رسول الله، لفلان علي حق ، وحرمة صاحب هذا القبر (أي قبر الرسول )ما أقدر عليه؛ فقال له: أفلا أكلمه فيك؟ فقال الرجل: إن أحببت؛ فقام ابن عباس، فلبس نعله، ثم خرج من المسجد، فقال له الرجل: أنسيت أنك معتكف ولا يصح لك الخروج من المسجد فرد عليه قائلاً: لا، ولكن سمعت صاحب هذا القبر وهو يقول: من مشى في حاجة أخيه، وبلغ فيها كان خيرًا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يومًا ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين المشرق والمغرب
وقد ملأ الصحابى الجليل الدنيا علما وفهما وحكمة وتقى فلما اتاه اجله توفي وقد دفن بالطائف وصلى عليه الإمام محمد بن الحنفية، وهو يقول:
"مات والله حِبْر هذه الأمة"
اللهم
أن هذا الصحابى الجليل كان صواما بالنهار قواما بالليل ومستغفرا بالاسحار يكثر البكاء من خشيتك يا الله ...و لا نزكي عليك أحداً، أنت حسيبه وحسيبنا وحسيب كل أحد. وهو الآن ضيفك و أنت يارب أكرم الاكرمين فَجْد عليه بإكرامك وجود إحسانك و افتح له بابا من أبوب الجنه تهب عليه نسائمها ولا يسد أبدا
اللـهـم ارزقه بكل حرف في القراّن حلاوة وبكل كلمة كرامة وبكل اّية سعادة وبكل سورة سلامة وبكل جْزءٍ جَزاءً .
اللهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقربه منه وهو طفل ويربّت على كتفه فاجعل اللهم نبيك وحبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقربه منه في الفردوس الاعلى ....
اللهم
اغفر لي ولوالدي، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا برحمتك عذاب النار
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اّله وصحبه وسلم إلي يوم الدين
اللهم اني اسالك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا وباسمك الطاهر الاعظم ان تتقبل منى دعائى بقبول حسن وان تجعله خالصا لوجهك الكريم
اللهم آمين ... اللهم آمين ...اللهم آمين...
والحمد لله رب العالمين
 
تسلم ايدك لحن الحياة
موضوع رائع بمعني الكلمة
تقبلي مروري
تحياتي..
 
الوسوم
30 الجليل الصحابى الله بن شخصيات عباس عبد عظيمه متألقه ونفوس
عودة
أعلى