أم معبد تصف النبي صلى الله عليه وسلم !!

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
يُروى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما ، خرجوا من مكة ومَرّوا على خيمة امرأة عجوز تُسمَّى (أم مَعْبد) ، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتُطعِم ، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها ، فلم يجدوا عندها شيئاً.
نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شاة في جانب الخيمة ، وكان قد نَفِدَ زادهم وجاعوا .

سأل النبي - عليه الصلاة والسلام - أم معبد : (ما هذه الشاة يا أم معبد ؟)
فأجابت أم معبد : شاة خلَّفها الجهد والضعف عن الغنم .
قال الرسول - صلى الله عليه و سلم:-: (هل بها من لبن ؟)
ردت أم معبد: بأبي أنت وأمي ، إن رأيتَ بها حلباً فاحلبها .
فدعا النبي - عليه الصلاة و السلام - الشاة ، ومسح بيده ضرعها ، وسمَّى الله - جلَّ ثناؤه - ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رِجليها ، ودَرَّت.
فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ ، ثم سقى المرأة حتى رويت ، و سقى أصحابه حتى رَوُوا (أي شبعوا) ، ثم شرب آخرهم ، ثم حلبَ في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء ، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها ...
وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق أعنُزاً يتمايلن من الضعف ، فرأى اللبن

قال لزوجته: من أين لكِ هذا اللبن يا أم معبد و الشاة عازب (أي الغنم) ولا حلوب في البيت؟
أجابته: لا والله ، إنه مَرَّ بنا رجل مُبارَك من حالِه كذا وكذا
فقال لها أبو مـعبد : صِفيه لي يا أم مـعبد
أم معبد تَصِفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ، أبلَجَ الوجهِ (أي مُشرِقَ الوجه) ،لم تَعِبه نُحلَة (أي نُحول الجسم) ولم تُزرِ به صُقلَة (أنه ليس بِناحِلٍ ولا سمين) ، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء) ، في عينيه دَعَج (أي سواد) ، وفي أشفاره وَطَف (طويل شعر العين) ، وفي صوته صحَل (بحَّة و حُسن) ، و في عنقه سَطع (طول) ، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر) ، أزَجُّ أقرَن (حاجباه طويلان و مقوَّسان و مُتَّصِلان) ، إن صَمَتَ فعليه الوقار ، و إن تَكلم سما و علاهُ البهاء ، أجمل الناس و أبهاهم من بعيد ، وأجلاهم و أحسنهم من قريب ، حلوُ المنطق ، فصل لا تذْر ولا هذَر (كلامه بَيِّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير) ، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحَدَّرن ، رَبعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير) ، لا يأس من طول ، ولا تقتَحِمُه عين من قِصر ، غُصن بين غصين؛، فهو أنضَرُ الثلاثة منظرا ً، وأحسنهم قَدرا ً، له رُفَقاء يَحُفون به ، إن قال أنصَتوا لقوله:، وإن أمَرَ تبادروا لأمره ، محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه) ، لا عابس ولا مُفَنَّد (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخُرافة)
قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذُكِرَ لنا من أمره ما ذُكِر بمكة ، ولقد همَمتُ أن أصحبه ، ولأفعَلَنَّ إن وَجدتُ إلى ذلك سبيلا
و أصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس ، و لا يدرون من صاحبه و هو يقول :
رفيقين حلا خيمتي أم معبــد **** جزى الله رب الناس خيرَ جزائه
فقد فاز من أمسى رفيق محمد **** هما نزلاها بالهدى واهتدت به
أخرجه الحاكم و صححه ، ووافقه الذهبي
صلى الله عليك يا بدر الدجى ....
 
الوسوم
أم الله النبي تصف صلى عليه معبد وسلم
عودة
أعلى