وقفة مع فلسفة الابتلاء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
إن مسألة ابتلاء الإنسان في هذه الدنيا :
تارة تتعلق بأصل هذه النشأة باعتبارها دار اختبار وامتحان .. الذي يعقبه إعلان النتيجة النهائية وليس من المنطق ان يكون هناك قاعة امتحانيه دون امتحان يقيم الممتحنين والاّ اعتبر وجودهم عبث ..
و تارة اخرى يرتبط الأمر ببعد روحي .. فوجود الابتلاءات هي الجسر الموصل للارتقاء بالنفس وبلوغ درجات كمالها وسموها وبقدر درجة التفاعل الايجابي مع تلك البلايا والمحن يحصل الإنسان على درجة من الرقي ..فطريق التكامل في الوجود يبدأ وينتهي بالابتلاء وهو يتناسب شدة وضعفا مع إيمان الإنسان ومدى تحملهم وطاقته الروحية و قابليته النفسية
*********************
وان قلة الابتلاء مؤشر على ضعف الإيمان وعدم القابلية الروحية وبالتالي هو لا يدل على كرامة أو ميزة الا اذا كان ابتلاء شكر نعمة كما حصل للنبي الكريم أيوب (ع)... ويمكن التفكر ببعض الفوائد الملموسة للابتلاءات حيث أنها :
• تشعرالإنسان حجمه الحقيقي ككائن ضعيف لا حول له ولا قوة لايملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا سبيل أمامه سوى اللجوء الى حول الله وقوته مغيثه والقادر الوحيد على إعانته وتفريج همه .. وبالتالي فالابتلاء يقوي الصلة الروحية للعبد بربه ..وينشأ علاقة مستمرة ومتجددة قوامها الاحتياج والتسليم والرضا ...
• تفجر المحنة طاقة روحية لدى الإنسان كامنة تحت رماد الدعة والسكون والاطمئنان للدنيا .. فيتأرجح العبد المبتلى بين الرجاء والأمل والخوف والتضرع وانتظار الفرج والفرح بنصر الله وتوفيقه مما يخرج الانسان من روتين الحياة الثقيل ويعطي لها دفقا من الأمل بالغد ويكسبه المزيد من خبرة التعامل مع طرق الحياة الوعرة وهو أمر يفتقده غير المبتلى والذي يعيش على هامش حياة لا يفقه منها غير لذة عابرة وسعادة مؤقتة ..
• يشعر الإنسان بحقيقة الدار الدنيا وإنها دار امتحان وان الآخرة هي دار القرار وعليه فالتفكر بكثرة ابتلاءاتها تجعل من الإنسان (او يفترض كذلك ) عبدا زاهدا بدار الفناء موطن نفسه على الرحيل عنها مفكرا في أمر آخرته دار مقره .
 
الوسوم
الابتلاء فلسفة مع وقفة
عودة
أعلى