تأملات قرآنية في رحاب قصة نبي الله يوسف (عليه السلام)

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
قال تعالى :
((وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين))يوسف: ٢٠

إن المصاعب والمشاق التي تواجه أولياء الله تعالى على صعوبتها وقسوتها تمثل مرحلة إعداد نفسي وتهيئة روحية للولي وذخيرة إيمانية يستعين بها لقابل الأيام المليئة بالأحداث .. لذا كان البئر أولى الظلمات التي واجهها يوسف الصديق وقد أفادته تلك التجربة على مرارتها ووحشتها وهو ينتقل وبلا مقدمات من حضن أبيه الدافئ متنعما بفيض حنانه ورعايته الى قعر بئر موحش مظلم جسده غض ملقى أشبع ضربا مبرحا لكن روح يوسف هي من كانت تتألم أكثر وهو يرى إخوته أصبحوا أعدائه دون أن يرى مبررا لذلك ..
فالعبودية في قاموس أولياء الله تعالى هي في إطاعة الهوى والنفس الأمارة بالسوء وامتثال أمر الشيطان ..العبودية والحرية تنطلقان وتعودان الى الروح أما الجسد وما يتعرض له من أسباب خارجية طارئة ..فما هي الا ابتلاءات لتزكية النفس ودرجات سمو للروح التي تعيش حرة في عالم عبوديتها لله (عز وجل ) وكلما أرتقت في درجات تلك العبودية المقدسة كلما حصلت على درجات أسمى وأعلى ..
في الحسابات الأرضية المقلوبة ..أصبح يوسف (عبدا) في سوق النخاسة .. و (إخوته ) كانوا أحرارا .. ولكن في الحقيقة : من كان السيد ومن كان العبد ؟ فيوسف بأغلاله وعبوديته الظاهرية كان حرا اما الأخوة هم العبيد بدرجة وأخرى لأنفسهم الامارة بالسوء ..
 
الوسوم
السلام الله تأملات رحاب عليه في قرآنية قصة نبي يوسف
عودة
أعلى