إنهاء الصراع مع طفلك *... مثال تطبيقي : الصراع على النوم

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
من فضلك ... أنهي صراع النوم مع طفلك ..
=========================
استشارة:
(( السلام عليكم ... دكتور ملهم عندك أي أفكار تقنع طفل عمره حوالي 3 سنوات ليذهب إلى النوم مع أنه نعسان جدا و عيونه لا يستطيع فتحها. مع العلم أني يوميا أذهب إلى مكان نومه و ألاعبه قليلاً لأرغبه وأحيانا آتي معه أنا وأمه و نغني له فإذا استسلم للاستلقاء يحارب النعاس بأي كلام وبأي محاولة وحجة جديدة للاستيقاظ ..
و الله تعقدنا أنا و أمه من الموضوع والله لحتى ينام أحيانا يستغرق ساعة أو ساعة و نصف !!!!
في الفترة القريبة الماضية صرت أضربهم للأسف من أجل أن يناموا .. للأسف لكني و الله لم يعد لدي أي طريقة ..))
==================================
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أقدر معاناتك تماماً فأنا طبيب نفسي وأب في نفس الوقت..
أولاً: لفهم مشكلة رفض الطفل الذهاب إلى النوم لابد من معرفة الدافع من ذلك، وربما يكون أحد الاحتمالات التالية:
1- عدم حاجته للنوم ببساطة ، إما لكونه ينام فترة الظهيرة مثلا ، أو كون يومه خالي من التعب الجسدي والحركة الرياضية باللعب والحركة الذهنية الإبداعية. ومليء بالتجمّد أمام التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية التي ربما تملأ نفس الطفل بالتوتر والتهييج وتمنعه من الاستسلام إلى النوم وبخاصة إن كانت قبيل النوم.

2- أو أن لدى الطفل قلق أو خوف الانفصال عن المربي، ويخشى أنه لو نام وخاصة في غرفة أخرى أن يترك أبوه أو أمه البيت أو يُصابا بأي مكروه. وخاصة إذا كان الطفل يشهد مشاكل زوجية ومشادات، أو أن المربي تعرّض أو يتعرّض لمرض خطير أو منهك.
3- عناد أو التمرد على المربي ، كتعبير من الطفل عن غضبه في حال تلقيه لإهانة أو أي شكل من أشكال الإساءة من المربي (ضرب – سب – إهمال).
وأحيانا يكون رفض النوم تمرّداً على سلطة المربي وخاصة في العائلات المتعددة بوجود - إضافة للأم والأب - الجد أو الجدة أو الخالة .. ، فيصبح الطفل يلعب على الحبال ويتمرد على السلطة ويبحث عن ملذاته بعصيان سلطة الأب أو الأم.

4- سوء التحضير لوقت النوم، حيث أن وقت النوم بالنسبة للكبير هو فرصة للراحة فهو وقت منتظر محبب ، أما الأطفال فيعني لهم وقت النوم انتهاء اللعب والمتعة، لذلك يكره الطفل ذلك الوقت.
*********************************************
ثانياً: أخي الحبيب من الممكن إتباع الخطوات التالية لحل المشكلة:
1- أولاً الاتفاق أنت والأم على موعد ثابت للنوم ليلا للأولاد.
2- عمل ساعة للاسترخاء قبل النوم كتهيئة للطفل لكي ينام ، مثل تخفيض الإضاءة، إلغاء النشاط أو اللعب العنيف أو برامج الكرتون، قراءة قصة أو أكثر للطفل ، قراءة أذكاء النوم ، وجبة لطيفة كحليب مع كعك ، كاسة يانسون مع بابونج...

3- عدم الانفعال عليه والتعصيب أو إرهابه لكي ينام.
4- إلغاء فترة القيلولة ما بعد الظهر.
5- إيقاظه صباحا أبكر من موعدهم بساعة أو ساعتين.
6- القيام بنشاط بدني حركي له لفترة لا تقل عن ساعتين يوميا، بعيدا عن موعد النوم ولفترة 3 ساعات على الأقل (هام جدا انتبه).

7- إعطاءه فرصة نصف ساعة لكي ينام مع قصة ومساعدة منك أو من الأم، وإن لم يستطيع النوم فشأنه شأن الكبار ، يخرج لمكان أو غرفة في البيت مضاءة بشكل خفيف لا تلفزيون بها، وفيها بعض الألعاب اللطيفة كيلا يزعجوكما. حتى ينعس ثم يعاود محاولة النوم من نفسه.
8- تسجيل صوت قبل موعد النوم بنصف ساعة يذكره بموعد النوم بصوتك أو بصوته.
وإليك هذه الطريقة المبتكرة من إهداء زميلي وأخي الدكتور عبيدة والتي جرّبها مع بنته وهي بنفس العمر ونجحت:
--------------------------------
بالفعل د ملهم كانت مشكلة النوم صراعا بكل ما للكلمة من معنى صراخ بكاء عصبية نرفزة وفشل .. ، في النهاية خطر ببالي فكرة ويسعدني أن أذكرها في صفحتك، والفكرة باختصار :
منبه على الجوال بوقت النوم لكن نغمة المنبه عبارة عن ملف صوتي سجلته ابنتي بصوتها وكلماتها
تخاطب به نفسها : " حان وقت النوم ، انا رايحة نام "
أبشركم أن الطريقة تجاوز عمرها عدة أشهر و ما زالت فعالة بشكل مذهل. لكنها تتحايل احيانا بوضع غفوة للمنبه !!
---------------------------------
أتمنى أن تكون الإجابة واضحة ومفيدة ..
وإن لم تنفع الطرق السابقة لفترة شهر على الأقل والأفضل 3 أشهر فلا بد حينها من مراجعة طبيب أطفال لإجراء تقييم الطبي لنفي بعض الأمراض التي قد تعيق النوم وتسبب الأرق مثل اضطراب نشاط الغدة الدرقية و متلازمة فرط الحركية وتشتت التركيز.

نصيحة من أخ حريص عليك وعلى طفلك
لا تستعمل الضرب أو التعنيف لكي ينام الطفل
وحتى ولو نفع لكنه سيطيل من عمر هذا الصراع

وأنت سألت أب مجرّب وطبيب نفسي في نفس الوقت..
بالتوفيق أخي لك وكل أخ وأخت في إنهاء صراع النوم وكل أشكال الصراع مع طفلك.
الحياة رحلة لطيفة فاسعد بها وأسعد بها من تحب وترعى ..
د/ ملهم الحراكي
معالج نفسي للأطفال والمراهقين


 
الوسوم
إنهاء الصراع النوم تطبيقي طفلك على مثال مع
عودة
أعلى