مُدوَّنَةُ يَتيم

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
ثَوبٌ منْ عَتَمةِ الحُزنِ دِثاري
نسَجهُ اليُتْمُ فصارَ شعاري
،،
،،
الأسَى رَفيقي مُنذُ الصِّبا

عاشتْه طفولتي بيْن إقبالٍ وإدبارِ
،،
،،
طعمُ الحياةِ مُرّاً تجرَّعتُه
حينَ تَخلُّفِ الأهلِ والجارِ
،،
،،
إذ كانتْ عيونُهم تنطقُ تَشفُّقاً
وحيرةً ذاتَ الوقتِ ،وهلْ مِنْ خَيارِ؟
،،
،،
أصبحتُ بين يديْ هذا وذاك
كعبد يُساقُ من دارٍ لدارِ
،،
،،
وبِتُّ مٌتَنَقَّلاً صَباحٍا ومساءًٍ
بضاعةً بخسةً بين مُشترٍ وشاري
،،
،،
اليُتمُ أثقل وجداني كآبةً
فبات الفؤادُ به مُكتوِياً بالنّارِِ
،،
،،
زهرةُ عمري أصابها الذُّبولُ
اصْفرّتْ أوراقُها بعد خَضارِ
،،
،،
وغاص العمرُ في دجى الأحزان
فاندثرتِ المُنى وما كانَ اختياري
،،
،،
فاقدٌ أنا حنانَ أمّي وكانتْ
ليَ الفرحة و قمر الأقمارِ
،،
،،
يا حسرتاهُ أنّى لقلبي بساعةٍ
قُربَ أمّي هيَ كلُّ الأعمارِ
،،
،،
يا ليلُ أين أبي الرؤوفُ وحبّه
من كان يفخرُ بي بين الصغارِ
،،
،،
حين أرى أقْراني والبهجة تَسكنُهم
أقول حمداً ربّي هذه أقداري
،،
،،
أحاولُ اختلاقَ السعادةِ عُنوةً
تأتي النتائجُ عكسَ التيَّارِ
،،
،،
فتنسكبُ الدموع تاركةً على
الخدَّين أخاديدَ كعُمقِ الأنهارِ
،،
،،
البسمةُ غادرتْ شفاهي والأمانُ
فأنّى بلحظة ضَحكٍ واستقرارِ
،،
،،
يا فراشُ لو تُدركُ أشجاني
لما استطعمتَ حُلوَ رحيق الأزهارِ
،،
،،
ولاستَحليْتَ المُكوثَ بجابني
تواسيني رحمةً بالليل والنهارِ
،،
،،
حتى الطيور من شدة بكائي
تُحاكي في تغريدها لحْنَ انكساري
،،
،،
فصرتُ وقد بُحَّ صوتي
أدون بدمعي قصتي بأشعاري
،،
،،
أيا قارءً لأحرفي كنْ رحيماً
إنْ صادفكَ يتيمٌٌ كنْ له نِعمَ شُوَّارِ
.
 
الوسوم
مُدوَّنَةُ يَتيم
عودة
أعلى