السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإحسان؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك),...
أختي الكريمة: المشكلة في مشاهدة الأفلام الإباحية هي مشكلةٌ من أخطر المشاكل التي يمر بها الشاب المسلم, ولا شك أن أعداء الإسلام يحاولون أن يروّجوا هذه الأفلام, و يدفعون المليارات من أجل دس السموم القاتلة ضد الجيل المسلم, وينسفوا مبدأ رقابة الله تعالى عند الجيل المسلم .
فهذا أستاذٌ يقول لطلابه معي جوهرةٌ ثمينة. ضعوها في مكان لا يراه أحد. فجاء طالب وقال: يا أستاذ، لم أستطع أن أخبئ الجوهرة في مكان لا يراه أحد، فقال الأستاذ لِمَ يا بني؟ فقال الطالب: يا سيدي إنَّه الأحد الصمد يراني ويراها. فردد الطالبُ: “الله شاهدي، الله ناظري، الله معي”.
ولقد تذكرت قصةً واقعية حدثت مع ثلة من الشباب وذلك عندما كانوا يمشون على قارعة الطريق فمرت أمامهم بنت سافرة, فقال أحدهم معاكساً هذه الفتاة يا حُلوة يا……….. ,,, فقال صديقه يا غبي يوجد كاميرا تصور أمام هذا البيت, هيا لنسرع بالهروب قبل أن يأتوا بالانقضاض علينا, فقلت في نفسي عجباً يخافون من فضيحة الكاميرا ولا يخافون من الله العلي العظيم الذي يعلم السر وأخفى, لو أن الإنسان علم علم اليقين أن الله تعالى يراه في السر والعلن لما أقدم على مشاهدة هذه الأفلام التي تهدم الحياء والأدب والفضيلة في الشاب المسلم,
أين استشعار عظمة الله تعالى ؟! أين استشعار رقابة الله تعالى ؟! أين الحياء من الله يا أختي ؟!, ألا يستحي من أن يرى هذه المشاهد أمام الناس أو على أقل تقدير أمام أمه أو أبيه أو بعض أهله ؟! فمن أحق بهذا الحياء؟!..
قولي لأبيك: تذكر إطلاع الله عليك وإن أغلقت دونك الباب وأسدلت على نافذتك الستار واختفيت عن أعين البشر ، تذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ، تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء.
ومشاهدة هذه الأفلام كما ذكر علماء النفس خطيرٌ جداً على المسلم ومن هذه المخاطر:
مشاهدة الأفلام الإباحية تُذهب المروءة وتُسقط العدالة
لاسيما أنها تجعل الإنسان ينظر ليس فقط إلى عورات النساء بل إلى عورات الرجال المغلّظة.
مشاهدة الأفلام الإباحية تفسد الفطرة السليمة والأخلاق الكريمة.
تذهب الغيرة وتقتل الحمية في النفس وهذا من مفاسدها العظيمة, و
الاستمرار عليها تفضي إلى ما هو أشد حرمهً, كطلب أوضاع محرمة كالجماع في الدبر, فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( لا ينظر الله إلى رجل أتى امرأته في الدبر ) أخرجه ابن أبي شيبه والترمذي وحسنه، وللأسف إن كثيراً ممن ابتلي بمشاهدة هذه الأفلام الساقطة يشتهي أن يطبق ما يراه فيها، والواقع خير شاهد على ذلك.
أيضاً أثبتت الدراسات النفسية أن من يشاهد الأفلام الإباحية تتأثر نظرته للعلاقة الجنسية ولا يحصل على الإشباع الذي يحصل عليه من لا يشاهد هذه الأفلام الساقطة التي تهدم أخلاق الشاب.
أيضاً من المفاسد النفسية أن المدمن لهذه الصور ينتهي به الأمر إلى عدم الاستجابة لصورة عادية بل يبحث دائماً عن الصور الأكثر شذوذاً عن العادة , حتى يصل به الأمر إلى أن زوجته لا تثيره جنسياً و لا تحرك فيه شيئاً و إن كانت أجمل الجميلات.
وأيضاً من المفاسد النفسية الشعور بالاكتئاب والعصبية في المزاج وسرعة الغضب والشعور بصداع شديد ومتكرر.
أيضاً من المفاسد انخفاض مستوى التركيز مما يضعف الذاكرة وخاصةً عند الطلاب، ويجعل عملية الاستيعاب بطيئة جداً، كما تجعل الشخص أكثر عرضة لسرعة النسيان.
أيضاً من المفاسد أن الأفلام الإباحية تسبب الأرق وقلة النوم، والسرحان الدائم نتيجة للانشغال بتلك الأفلام.
أيضا من المفاسد الشعور بالإرهاق والخمول والكسل والميل للعزلة والبعد عن الاجتماعات الأسرية.
أختي الكريمة : أنصحك أن تنصحي أباك عن طريق الحكمة واللطف و الأدب بملأ الفراغ وغض البصر, وذكر الله تعالى, وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, ومراقبة الباري تعالى, والصوم, والرياضة الجسدية, وصحبة الصالحين, والله ولي التوفيق والهداية, ولاتنسي الدعاء له في ظهر الغيب بالهداية والرجوع إلى رحاب المولى سبحانه وتعالى...