في يوم الأم ، في مطلع الربيع ولد نزار قباني ...وهذه قصيدته :

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
وٌلدت ..فى الحادى والعشرين من آذار.
فى ذلك اليوم المِزاجى الذى
تُراهقُ الأرض به
وتحبلُ الأشجار...
ماذا جرى فى بيتِنا ؟
فى ليلة الواحد والعشرين من آذار.
فحرك الدُمُوع والأشجان
ومالأُمى قدبدت شاحبةً؟
وابتلعت صُراخها.
ومزقت فراشَها.
واستَنجدت بمريم العذراء ,فى مخاضِها
وسورةِ الرحمنْ .
لاأحدُ أجابنى ..
لكننى أحسستُ أن امرأةً فى بيتنا
كانت تعيشُ حالةَ أبتكارْ...
وُلدت فى بُرج الحملْ.
بُرج المجانين الذين قرَّرُوا
أن يسرقُوا من السماءِ النارْ...
خرجتُ من محارتى
مُضّرجاً كالسمكه..
وفى يدى طبشُورةُُ تبحثُ عن جدارْ..
هوايهُ التكْسِيرِ ..
كانت مهنتى .
وشَهْوّةُ الخُروجِ منْ
عباءةِ الأخْوالِ والأعمَامْ...
يوم اشتروا لى َقلَََماً..ودَفْتراً
قرَّرتُ أن أكون من عائلة البُرُوقِ..
لا عائلِة الأحجارْ ..
وعندما جاء أبى
فى آخر النهار
قال لأمى ضاحكاً
إستبشرى
هذا الذى أنجبته
ليس بطفلٍ أبداً..
لكنه إعصارًْ...
ولدتُ فى دمشق .
بين خصاص الفل...
والخبيزةِ الخضراءِ..
والنرجسِ..
والأضاليا..
ولم يزلْ فى لُغَتى
شئُ من القرفةِ , والكمُّونِ , والبَهَارْ...
مسقط رأسى فى دمشق الشام.
معجزةُ أن يولد الإنسان فى مدينةٍ
ترمى على أكتافِهِِ
فى الصيف ِ , آلافاً من الأقمار...
ما كان عندى أبداً مشكلهُ
فكلُ شئٍ هاهنا , وجدته مُلحنَّاً
الأرض , والسماءُ , والحقولُ,
والطيورُ , والرياحُ , والأمطارْ
كيفَ أقول : إننى وُلدتْ ؟
ولم أزل فى بطن أمى جالساً
كفرْخةٍ مَذْبُوحهٍ..
منتظراً أن يأخُذُُوا أُمى
إلى طاولةِ الولادهْ..
ولادتى ..
كانت بلا سابقةٍ.
لم يسحبِ الطبيبُ رأسى أولاً
وإنما أعطيتُهُ أصابعى..
شابت حروفُ القَلْب , ياسيَّدتى
وشابت الأوراقُ والأقلامْ.
ولم أزل من ألف ..ألفِ عامْ
فى غرفة الولادهْ ..
مُنتظراً ولادتى الأخرى , على يَديْكِ..
مُنتظراً..أن تفتحى الأقفاص ياسيدتى..
كى يخرجَ الحَمَاْم...
نزار قبانى
 
الوسوم
الأم الربيع في قباني قصيدته مطلع نزار ولد وهذه يوم
عودة
أعلى