الأم ومراحل الحياة ( إهداء إلى كل أم ):

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
عندما نكون صغارآ يكون حضنها عالمنا... وعندما نكبر قليلاً يكون طرف ثوبها دليلنا...
وحين نصبح في عمر السابعة تكون الأمان عند عودتنا من المدرسة ...
وفي العاشرة هي المرأة و نحن نمتص من كلامها و تصرفاتها ما يبصم شخصيتنا...
وفي الثانية عشر تصبح الصديقة في لحظة و العدو عند الغضب لكننا لانستطيع النوم دون ابتسامتها ...
وفي الرابعة عشر نهرب منها لنؤكد استقلالنا في محاولات مضحكة...
وفي السادسة عشر نواجهها بأنها جيل ونحن من جيل آخر!
وفي الثامنة عشر لا نفرح بنجاحنا إلا من خلال فرحة عينيها و دمعة زهوها...
وفي العشرين قد نودعها لنلتحق ببعثة أو نظن أننا نسيناها إزاء حب العشرين العاصف ...
وفي الرابعة و العشرين نخجل من قبلتها أو توددها وحرصها ونتأفف لأننا لم نعد أطفالا يا أمي !
وفي الثلاثين ننشغل بزواجنا و أبنائنا وقد نهاتفها أو نزورها...
وفي الخامسة و الثلاثين تجمعنا و عائلاتنا الصغيرة فنحاول أن نوازن بين انشغالنا عنها والبر بها...
وفي الأربعين تداهمنا لحظات الصحو بين وقت وآخر: أريد أمي ... أريد أن أعود إلى حضنها وأتذكر أكلاتها الشهية وكلماتها الظريفة...
أما ما بعد الأربعين فنكتشف فجأة أننا أصبحنا نسخة منها ... و ماكنا نرفضه من توجيهاتها نكرره مع أبنائنا ... و ماكنا نغفله من حكمتها أو نتجاهله من نصائحها يداهمنا بقوة لأنه يجري في دمنا وفي ايقاع نبضاتنا ...
أمي...
أحبك في الصغر والكبر... أنت الحضن والبوصلة ... و غيمة الأمان السارية فوق رأسي من المهد الى اللحد

أمي وهبتني عمركِ وكنت لي عيداً في كل حياتي ... أفأحتفل بعيدكِ يوماً واحداً في السنة !!!
أمي أنت و أبي عزي وسندي و باب جنة ربي ... وفقني ربي للبر بكما كل عمري و جعلني الله قرة عين لكما في الدنيا واﻵخرة
يا رب في كل دقيقه تمر على (( أمي وأبي )) افتح لهما باب راحة لا يسدّ ... وهبهم عطايا كَجبل أحد ... و اجعل الجنة لهما دار خلد
اللهم ارزقنا برهم في الحياة و في الممات ... و سامحنا إن أخطأنا في حقهم

أطال الله في أعمار أمهات وآباء أحبابنا ... وغفر الله لمن توفاهم
 
الوسوم
أم إلى إهداء الأم الحياة كل ومراحل
عودة
أعلى