سـSARAـاره
من الاعضاء المؤسسين
قهوتي...
كنت احتسي قهوتي الصباحية عندما تبعثر ذهني الى غرفة شخوص مظلمة ..... كانت تلك اللحظة قد ادخلتني في عالم مليء بالغموض و الامعرفة ..... وقعت عيني على القهوة و ليس على النصف الفارغ من الكاس , لان الذين ينظرون الى هكذا انصاف يجتاحهم الظلم و التشاؤم , القلق و عدم الصبر ..... صبرت و شربت بتمهل كبير , فكلما صبرت احسست بان النصف الثاني من الكاس يمتلئ بالهدوء و الصبر و الامل , حيث ان لحظات ما قبل الارتشاف و لحظات النظر الى الجزء السفلي من الكاس قد ملاتني بالسعادة , بل ان اللحظة التي سبقت اعداد قهوتي لهي الاسعد , ملاتني بالسعادة التي لا يمكن ان استنفذها في اعوام....
ما زلت اشرب تارة و انظر تارة اخرى , و دعوت الله تعالى ان يطيل فترات الشرب و الانتظار و الامل , ما احلى هكذا لحظات مليئة بالسعادة والامل يا لها من لحظات يتقاتل عليها الملوك و الرؤساء ...
عندما انهيت قهوتي لم تكن فد انتهت , بل لاحظت ان جزءا كبيرا منها ما زال موجود في قاع كاسي , فعرفت ان الامل دائما موجود , و عرفت ان اشخاص كثر كل يفسر القهوة على طريقته الخاصة .....
قبل قهوتي , عرفت اصناف من كؤوس العصائر التي تم اعدادها بكل سهولة , حتى انني لم اتمكن من التمعن او التفكير في انصاف هذه الاصناف , لسهولة اعدادها , بل انها كانت في الغالب تحتسى مشيا بل ان الكثير من سيالاتي العصبية لم توليها اي اهتمام ..... بل ان هذه الكؤوس قد احتجت علي مرة بسبب لامبالاتي بها , و نظرت الى القهوة بمئة عين , ناسية او متناسية ان الحسد يحصد الحسنات .....
نسيت هذه الكؤوس سهلة الاعداد قول شكسبير مرة ان الحلاوة نتاج الصعاب , ونسيت ايضا ان هذه القهوة التي كنت احتسيها يتم استيرادها من بلد اخر , و انني تعبت في تحصيلها و تحصينها و انه من الصعب التفريط بها , لان نوعيتها ليست موجودة و ان وجدت تكون " دبلوكيت " . بل حفاظا على هذه القهوة كنت قد اشتريت الكاس من تلك البلاد , لان الكؤوس عندنا هشة و شفافة و سهلة المنال , اما الكاس الذي اشتريته فقد تقاتل عليه الكثير لانه مصان .....