الجواب سيكون في جزئين , في الجزء الأول : أنا أرى أن القرآن العظيم يجيب على هذه النقطة بشكل غير مباشر وأنه يدعو الناس أن تأكل وهي بعيدة عن الغضب والانفعال ونحن نرى ذلك في قوله تعالى " يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " (31) الأعراف , فالله سبحانه وتعالى قد ابتدأ الآية بأخذ الزينة , وقال العلماء أنه من الزينة أن يتوضأ الإنسان , والوضوء واحد من الأسباب التي تزيل الغضب كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " " إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " رواه أبو داود وأحمد والطبراني , ثم إنه من أخذ الزينة التعطر ولبس أفضل الثياب ولا أعتقد أنه بعض الوضوء والتزين يكون الإنسان في حالة مزاجية سيئة وغاضبة وهو في حالة أفضل لبس وتعطر بل على العكس تماما , ثم بعد ذلك تأمرنا الآية أن نذهب للمسجد للصلاة التي يكون فيها ذكر لله تعالى " الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " (28) الرعد , ولعل هذا من قوله صلى الله عليه وسلم " " أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلالُ الصَّلاةَ " رواه احمد وأبو دواد والطبراني ولذلك نقول أن الإسلام وبعد هذه الخطوات من وضوء وتزين وصلاة وذكر والتي وردت نصوص واضحة في أنها تريح النفس وتزيل الغضب , يأتي فيطلب منا أن نأكل بعدها مباشرة " يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " (31) الأعراف فأنا أرى أن في ذلك نهي عن تناول الطعام وأنت غاضب والله تعالى أعلم أما من ناحية طبية فسأشرح ذلك في النصيحة القادمة
