الأصوات بدات تعلو من كل حدب وصووب ...

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
- وصل رسول الله ...وصل رسول الله ...
أخذ الصبية بتراكضون إلى مشارف المدينة ... بل الجميع كان يركض بذلك الاتجاه ... نحو ثنية الوداع
صعد بعضهم إلى رؤوس النخل ...واعتلى آخرون أسطح المنازل ....الكل كان يريد أن يحظى برؤيته من أول ثانية يصل بها ...
انحنى أحدهم على صاحبه وقال بلهفة ظاهرة ...
- بالله عليك أخبرني ..كيف يبدو ... أخبرني ...
استغرق الآخر فترة من الزمن للرد ...عبثا استطاع أن يكفكف دمعه .. وبالكاد أجاب ... – النور ينضح من وجهه ... ستراه حالا ...
- لا أملك صبرا ...
أحد الصبية قال لصاحبه ...
- قالوا إنه باسم الثغر أبدا ... جميل المحيا ...
- نعم ... سنراه حالا ... اصبر ...
أحد الواقفين المتسلقين على النخل صاح مشيرا إلى نقطة متحركة تبدو من بعيد ...
- هذا هو ... إنه رسول الله ..
كادت عيون الجمع أن تخرج من أحداقها ... لتجري نحوه وتحتويته ...
بعضهم خانته قداماه فجلس على الارض باكيا ... وآخرون أطلقت الفرحة سيقانهم باتجاهه ...
رائحة طيبه عمت المكان ...
قال أحدهم ويهو ينظر إلى محياه بعشق ...
- إنه كالبدر ... الذي طلع نهارا من ثنية الوداع
بدأ رجل ينشد بصوت عال يخنقه دمعه ..
- طلع البدر علينا من ثنية الوداع ..... وجب الشكر علينا ما دعا لله داع ...
تابع آخر ....
- أيها المبعوث فينا .. جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة ...مرحبا يا خير داع ...
بدأت الأصوات تجتمع معا ... تردد النشيد ...
وبدأ النشيد يعلو قليلا قليلا ...
مع اقتراب طلعته ...
احاط الجمع بناقته حتى كادو يحملونها ...
انحنى آخرون يقبلون يديه ...
اختلط صوت البكاء بصوت النشيد ...حتى لم يعد أحد يميز بينهما ...
ومما روي ...
ان رسول الله لما دخل المدينة أضاء منها كل شيء ...
ليتني كنت معهم ...
ليتني كنت معهم .....
حبيبي يا رسول الله ... كم اشتقنا إليك
 
الوسوم
الأصوات بدات تعلو حدب كل من وصووب
عودة
أعلى