القتل بدافع الشفقة( الموت الرحيم)

smile

شخصية هامة
العمل الاكثر انساني من اجل ابنتي التي تجاوز عمرها السنتين باشهر قليلة ..هو حقنها بالسم لتخليصها من آلامها الفظيعه..

لذا اتوسل اليكم دعوا ابنتي تموت وارحموها من عذااابها ..""

هذه العبارات ترددت على شفتي ام ترى طفلتها كل يوم تعاني الآلام ممدة على سرير المرض في المستشفى تحيطها الاجهزة الطبية من كل جانب ..ولولا هذه الاجهزة لكانت الطفلة في عداد الاموات منذ زمن ..بعمر 6 شهور تبين ان الطفلة مريضة بمرض نادر لا علاج له ..بدات تعاني من التهاب في الرئتين وبعد وقت قصير اصيبت بالعمى ..ومنذ ذلك الوقت وهي ترقد بالمشفى تعالج بالمضادات والاوكسجين كي لا تموت ...فارقت وجهها ابتسامة وهي تعاني آلام مبرحه تصرخ على اثرها مقطعة قلب والديها ...

بعد ان ايقنت الام ان لا علاج لهذا المرض النادر وان لا شيء سيخلص طفلتها من المعاناة سوى الموت .....

كل ما تطلبه الان ان يدعو طفلتها تموت لترتاح مما تعانيه
وتقول " ليس هناك أم في العالم تريد وترغب بموت ابنائها .. وانا اطلب هذا بقلب كسير ..دعوها تمووت وارحموها من عذاباتها "

الى هنا قصة هذه الام وكثيرة هي القصص المشابهه لها لأهل يعانون وهم يرون اقاربهم بحالات المرض المستعصي على العلاج يعانون اللآلام بشكل يومي ..هذه القصص تفتح الباب على مصراعيه لقضية الموت الرحيم او القتل بدافع الشفقة ...
هل يمكن أن تكون طلقة الرحمة حلاًّ للأمراض المستعصية والشيخوخة؟

متى نفكّربالموت بوصفه حلاًّ لما نعانيه؟ وهل يمكن أن يكون التخلّص من الحياة أمراً قابلاً للتنفيذ؟
وهل تسمح الأديان حتى بمجرد التفكير في الموت الرحيم ؟

بعد جدل واستفتاءات ونقاش دام ثلاثين عاماً، صدر أول قانون في العالم يقونن وينظّم الموت الرحيم ويعدّه عملاً مشروعاً وفق حالات وشروط دقيقة حدّدها المشرّع. غير أن معارضي القانون اتهموا الحكومة الهولندية بأنها أصدرت هذا القانون لتخفّف من مصاريف المعالجة الطبيّة والأدوية للمواطنين.

الموت الرحيم: "هو استجابة الطبيب المعالج لرغبة مريضه، بإنهاء حياته نتيجة لمعاناة هذا المريض من آلام مبرّحة لايمكن تحمّلها، والميؤوس من شفائها نهائياً وقطعياً " ولكن..هل يُعتبر هذا العمل جريمة قتل يعاقَب عليها الطبيب، أم يُعدّ عملاً إنسانياً مشروعاً؟

الموت الرحيم من وجهة النظر الدينية

إذا كان القتل بدافع الرحمة يعني إنهاء حياة إنسان أو مساعدته على الانتحار فإن الأديان كلّهاتحرّم ذلك تحريماً مطلقاً وتعتبره جريمة قتل، لأن الله هو الوحيد الذي يحيي ويميت. فالديانتان اليهودية والمسيحية تحرّمان القتل بحسب الوصية الخامسة من الوصايا العشر "لاتقتل" والكنيسة ترفض الإجهاض والموت الرحيم. أما عن رأي الإسلام بهذه المسألةفكثيراً من الآيات القرآنية التي تدلّ على أن الموت هو من حق الله وحده واهب الحياة. وقد حرص الإسلام على حياة الإنسان ولم يجعل النفس ملكاً حتى للإنسان ذاته،وإنما هي ملك لله استودعه الله إياها، فلا يجوز له الانتحار، كما لايجوز له التفريط فيها بواسطة الغير ولو كان طبيباً يهدف إلى إراحة المريض من آلامه.

وهنالك جملة من الأسباب التي يتمسك بها أخصام نظرية الموت الرحيم، منها أن هناك مئات الحالات من المرضى الميؤوس من شفائهم قد مـنَّ الله عليهم بالشفاء وعاشوا عشرات السنين بعد أن كانوا يُحتضرون، وأن العلم يأتي كل يوم بجديد، ومن الممكن للمريض الذي لاعلاج له اليوم أن يشفى غداً، وأن مهمة الطبيب حماية حياة المريض ومتابعةعلاجه بكل الوسائل الممكنة، وفقاً لِقَسَم (أبقراط) الطبي.

وبالرغم من ذلك كله، يتحوّل بنا الحديث عن الموت الرحيم إلى الحديث عن الموت الأكلينيكي ليعرض وجهةنظر مختلفة من خلال رأي مختلف لأحد شيوخ الأزهر، فنورد قولاً ورد في كتاب (بيانللناس) للشيخ جاد الحق علي جاد الحق يقول فيه: ((أما بالنسبة للموت الأكلينيكي فإنه يمنع تعذيب المريض المحتضر باستعمال أية أدوات أو أدوية متى يتبين للطبيب أن هذاكله لاجدوى منه، وعلى هذا فلا إثم إذا أوقفت الأجهزة التي تساعد على التنفس وعلىالنبض متى تبيّن للمختص القائم بالعلاج أن حالة المحتضر ذاهبة به إلى الموت)). ولقداستند شيخ الأزهر السابق جاد الحق في ذلك إلى مقررات مجمع الفقه الإسلامي الثالث التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في عمّان بالأردن عام 1987 حول أجهزةالإنعاش والموت الأكلينيكي. وهذا ما أقرّه أيضاً مؤتمر جنيف الدولي المنعقد عام /1979/ إذ عرّف المؤتمر الموت بتوقّف جذع المخ عن العمل بغضّ النظر عن نبض القلب بالأجهزة الصناعية. ورفع تلك الأجهزة الصناعية عن المريض هو ماسمّاه بالموت الرحيم السلبي ومال إلى جوازه من غير تصريح علني واضح.

الموت الرحيم من الناحية القانونية

أما عن الموت الرحيم من الناحية القانونية فقد نأكّد أن جميع القوانين والتشريعات في أكثر بلدان العالم لاتقرّ بـه لأي سبب من الأسباب، وتوجب العقاب على من يقوم به. وقانون العقوبات السوري صنّف هذه الأعمال في باب القتل القصد، ويعاقب مرتكبه بالأشغال الشاقة من خمس عشرة إلى عشرين سنة. وتبقى إذن صفة جرم القتل الذي يعاقب عليه القانون مهما يكن نوعه.

وهنا نبيّن ميل الغالبية إلى مشروعية الموت الأكلينيكي لذا يجب المطالبة بتعديل قانون العقوبات … والأخذ بنظرية الموت الأكلينيكي على الأقل … وإن إقدام الطبيب بهذه الحالة على نزع جميع الآلات والأدوات وإيقاف الأدوية عن المريض يُعتبر عملاً مشروعاً وهذا ماعبرنا عنه بالموت الرحيم السلبي.

الموت الرحيم من الناحيتين: الاجتماعيةوالإنسانية

أن الموت الرحيم يمارَس بشكل خفي في كثير من المجتمعات بالرغم من حظـره دينياً وقانونياً، والذين يقومون به يبررون فعلهم بدوافع إنسانية محضة لتخليص المريض من وضع ميؤوس من شفائه. وعلى سبيل المثال فلقد اعترف أحد الأطباء الفرنسيين بأنه مارس الموت الرحيم على العديد من مرضاه، كما أن ممرضاًأمريكياً أطلق على نفسه اسم ملاك الموت حيث كان ينهي حيوات بعض المرضى الميؤوس من شفائهم، حتى أنه في إحدى المرات خنق مريضاً ظل يتنفس بعد أن نزع عنه جهاز التنفس الاصطناعي.

وهناك عدة دول تبحث الآن إمكانية الاقتداء بهولندا مثل استرالياونيوزيلنده وفرنسا وسواها لإصدار قانون مماثل للموت الرحيم.

ودمت بكل خيررر
 
التعديل الأخير:
ديننا رحمه ومغفره وليس نقمه

سبحان الله بحكمته يعطينا المرض ويعطينا الدواء

وكل انسان بما كتب الله له

تقبلي تحياتي سمولتي
 
موضوع قيم جدا ويناقش الفكرة من جميع جوانبها وابعادها
شكرا لك سمايل.. تحياتي
 
موضوع رائع

تحياتى دوماً وابداً بالنجاح الدائم
 
الوسوم
الرحيم الشفقة القتل الموت بدافع
عودة
أعلى