درس الكهانة والعرافة لمادة التوحيد للصف الثاني المتوسط الفصل الثاني لعام 1434-1435هـ

  • تاريخ البدء

املي بالله

نائبة المدير العام
درس الكهانة والعرافة لمادة التوحيد للصف الثاني المتوسط الفصل الثاني لعام 1434-1435هـ











الكهانة والعرافة







الكاهن هو الذي يخبر عما في الضمير , أو يخبر عن المغيبات والعراف اسم جامع للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم من الذين يدعون معرفة الغيب المستقبلي أو الماضي سواء بالاتصال بالجن أو بالنظر في النجوم أو الخط في الرمل أو قراءة الكف أو الفنجان ونحو ذلك , ومعلوم أن الغيب لا يعلمه إلا الله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاهو الأنعام : 51 وقال تعالى على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- أشرف الخلق وأكرمهم : قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون الأعراف : 188 فلا يستقل بمعرفة الغيب إلا الله تعالى , وحتى الجن الذين أوتوا قدرات خارقة محدودة لا يعلمون من الغيب شيئا كما قال تعالى عن جن سليمان عليه السلام : فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين سبأ 14



وقد قال -صلى الله عليه وسلم- في حكم الذهاب لمدعي علم الغيب من هؤلاء الدجاجلة : من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد الحاكم وصححه وقال -صلى الله عليه وسلم- : ليس منا من تطير أو تطير له , أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له البزار وقال -صلى الله عليه وسلم- : من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما أحمد



فإذا كان إتيان هؤلاء - سواء صدقهم السائل أو لم يصدقهم - بهذه المنزلة الكبيرة من الإثم والضلال فكيف بهؤلاء الكهنة والعرافين أنفسهم ؟ لا شك أنهم اقترفوا أمرا عظيما ولا حول ولا قوة إلا بالله أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم المائدة : 174















س/ ما المقصود بالكهانة وما تأثير الكهانة على أصول الدين؟



الجواب: المقصود بالكهانة الإخبار عن المغيبات، وقيل: الإخبار عما في الضمير، وكان الكاهن قبل بعثة النبي محمد، - صلى الله عليه وسلم -، يأخذ من الشياطين التي تسترق السمع، ولما حرست السماء بالشهب بعد مبعث النبي محمد، - صلى الله عليه وسلم -، صار الكهان يتلقون عن أوليائهم من الجن الأخبار البعيدة، فيخبر الكاهن الجهال بذلك فيقع في أذهانهم وظنونهم أن هذه كرامة لهذا الكاهن فيعتقدون فيه الولاية فيصدقونه بما يقول مما يضرهم في دينهم ودنياهم قال ـ تعالى ـ: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} ومعنى استمتاع الإنس والجن أن تقضي الجن حوائج الإنس، واستمتاع الجن بالإنس أن الإنس يعظمونهم، وكون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب خير لا يدل على أنه ليس من الشرك.







أما تأثير الكهانة على أصول الدين فلأنها تتضمن ادعاء علم الغيب وهذا خاص بالله ـ تعالى ـ ولأن الكهانة تعتمد على وسائل الشرك كاستخدام الجن، فكلا الأمرين يؤثر على التوحيد لكونه اعتقد علم الغيب في غير الله واعتقد صحة هذه الوسائل الشركية.







س/ ما حكم الكهانة والتصديق بها ؟



وحكم الكهانة كفر في الجملة وكذلك التصديق بها، فإذا تضمنت اعتقاد جواز اتخاذ هذه الوسائل الشركية وإضافة علم الغيب للمخلوق فهذا كفر وإن كان عمله دجلاً ومجرد ادعاء من دون استخدام الجن وتخرصاً وتمويهاً على العامة فهذا حرام ويكون كفراً دون الكفر الأكبر.











س/ ما هي العرافة وما حكمها مع الدليل؟



الجواب: تحدث عنها الشارع بأسلوب التحذير عن إتيان الكهان والتحذير عن تصديقهم ببيان كفر من أتاهم وعدم قبول ثواب طاعاتهم ففي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي، - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً» وعن أبي هريرة ـ - رضي الله عنه - ـ عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد، - صلى الله عليه وسلم -» وتارة ببيان أن من تعاطى بالكهانة فليس على طريقة الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، كما في حديث عمران بن حصين مرفوعاً: «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد، - صلى الله عليه وسلم -».



س/ ما الفرق بين الكاهن والعراف؟



الجواب: الفرق بين الكاهن والعراف أن الكاهن هو من



يدعي علم الغيب، والعراف هو من يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك، وقيل لا فرق بينهما.







س/ ما الأسباب الداعية إلى الكهانة؟



الجواب: والأسباب الداعية إلى الكهانة إما عدم الإيمان بالشرع أو ضعف الإيمان أو المحبة لامتصاص الأموال بما يأخذه الكاهن عوضاً عن تكهنه وإخباره بما لا يعلمه الناس مما أطلع عليه أولياؤه من الجن فأخبروه به وهذا النوع له مكانته عند الكفار وضعفاء الإيمان من عوام المسلمين في قديم الزمان وحديثه.



س/ ما الأسباب الداعية إلى إتيان الكهان؟



الجواب: الأسباب الحافزة على إتيان الكهان وتصديقهم لها عدة عوامل منها أن الإنسان مجبول على طلب الشفاء وحبه إذا كان الكاهن يستعمل كهانته باسم العلاج، ومن العوامل ما في غريزة الإنسان من حب الاستطلاع على ما غاب عن نظره وعلمه فيأتي الكاهن ليخبره بما قد حدث وما قد يحدث فيعتقد أن ذلك من الكاهن علم بالغيب وما علم أنه استخدام للجن الذين لا يخدمون إلا على حساب عقيدة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.



* * *



س/ ما الآثار المترتبة على الكهانة؟



الجواب: الآثار المترتبة من الكهانة:



1 - فقد الإيمان أو ضعفه.



2 - الكفر بما أنزل على محمد، - صلى الله عليه وسلم -.



3 - عدم الثواب على الأعمال الصالحة عقوبة على ما ارتكبه من معاصي.



4 - حدوث التشكيك بين صفوف المسلمين والأسر ومن ثم ينتج التفرق والتباغض.



5 - بذل الأموال في غير محلها لتحريم صرفها في الكهانة وأمثالها، ومعلوم أنهم لا يتكهنون إلا بمال.



6 - من آثارها تعلق قلوب العامة بالطرق الممنوعة شرعاً وترك الأسباب المباحة شرعاً كما المشاهد من حب العامة للكهان والدجالين وترك الأسباب الناتجة عن خبرة أو دراسة كعلوم الطب.



7 - التفريق بين الزوجين بحيث يستخدم الكاهن بإخباره عما حصل من زوجته إن صدقاً وإن كذباً فينتج عن ذلك فراقها وتشتيت شمل الأسرة.



8 - من آثار التكهن والكهانة الاضطراب النفسي والقلق والضجر لأن مريدها لا يصل إلى نهاية وليس لها غاية، فما طاب منها تبعه، وما فيها من الخبث والأضرار يربو على ما استطابه.



9 - الوقوع في الشرك كأن يصف له الكاهن علاجاً شركياً كسفك دم في ساعة محددة وفي مكان معين ووصف للذبيحة، ومعلوم أن الذبح لغير الله شرك.

















العلاج عند طبيب شعبي يستخدم الجن



















السؤال : هناك فئة من الناس يعالجون بالطب الشعبي على حسب كلامهم ، وحينما أتيت إلى أحدهم قال لي : اكتب اسمك واسم والدتك ثم راجعنا غدا ، وحينما يراجعهم الشخص يقولون له : إنك مصاب بكذا وكذا وعلاجك كذا وكذا . . ويقول أحدهم : إنه يستعمل كلام الله في العلاج ، فما رأيكم في مثل هؤلاء ؟ وما حكم الذهاب إليهم ؟



الجواب : من كان يعمل هذا الأمر في علاجه فهو دليل على أنه يستخدم الجن ويدعي علم المغيبات ، فلا يجوز العلاج عنده ، كما لا يجوز المجيء إليه ولا سؤاله ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجنس من الناس : - ص 29 - من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة أخرجه مسلم في صحيحه .



وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث النهي عن إتيان الكهان والعرافين والسحرة والنهي عن سؤالهم وتصديقهم ، وقال صلى الله عليه وسلم : من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وكل من يدعي علم الغيب باستعمال ضرب الحصى أو الودع أو التخطيط في الأرض أو سؤال المريض عن اسمه واسم أمه أو اسم أقاربه فكل ذلك دليل على أنه من العرافين والكهان الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤالهم وتصديقهم .



فالواجب الحذر منهم ومن سؤالهم ومن العلاج عندهم وإن زعموا أنهم يعالجون بالقرآن لأن من عادة أهل الباطل التدليس والخداع فلا يجوز تصديقهم - ص 30 - فيما يقولون ، والواجب على من عرف أحدا منهم أن يرفع أمره إلى ولاة الأمر من القضاة والأمراء ومراكز الهيئات في كل بلد حتى يحكم عليهم بحكم الله وحتى يسلم المسلمون من شرهم وفسادهم وأكلهم أموال الناس بالباطل . والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
التوحيد الثاني الفصل الكهانة المتوسط درس لعام للصف لمادة والعرافة
عودة
أعلى