لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم..

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
لمّا تولى الحجاج شؤون العراق، أمر مرؤوسه أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه،
فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان فأحاط بهم وسألهم:
من أنتم، حتى خالفتم أوامر الحجاج؟

فقال الاول:
أنا أبن من ذلت الرقاب له ... ما بين مخزومها وهاشمها
تأتيه طوعا إليه خاضعة ... يأخذ من مالها ومن دمها

فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب الأمير

وقال الثاني:
أنا ابن الذي لا تنزل الدهر قدره ... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
ترى الناس أفواجاً على باب داره ... فمنهم قيام حولها وقعود

فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب

وقال الثالث:
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه ... وقوّمها بالســــيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه عنـــهما ... إذا الخيل في يوم الكـــريهة ولّت

فترك قتله وقال: لعله من شجعان العرب !

*******

فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم ...

فإذا الأول ابن حجام،.... والثاني ابن فوّال،... والثالث ابن حائك ملابس !!

فتعجب الحجاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه :

علّموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم .. !

ثم أطلقهم وأنشد:
كان ابن من شئت واكتسب أدبًا ... يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي
 
الوسوم
أعناقهم فصاحتهم لضربت لولا
عودة
أعلى