لبر لا يبلى...

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
روي أن أعرابياً جلس ذات يوم أمام إبل له فوجد ناقة قدامتلأ ضرعها ، فتذكر جاراً له له بنات سبع فقير الحال فقال والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري إعمالاً بقوله تعالى لن تنالووا البر حتى تنفقوا مما تحبون )وأحب حلالي هذه الناقة، فأخذها وابنها، وطرق الباب على جاره واهداها له، فكان يشرب من لبنها ، ويحتطب على ظهرها ، وينتظر وليدها يكبر فيبيعه ، وجاءه منها خير عظيم ، فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه ، تشققت الأرض ، فاضطر أن يدخل أحد الدحول ـ هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية تحت الأرض ـ ليحضر الماء ، وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ، فتاه تحت الأرض ولم يعرف الخروج وانتظر ابناؤه يوماً ويومين وثلاثة حتى يئسوا
فاعتقدوا موته وهلاكه ، فذهبوا لجارهم الفقير ليستردوا عطية أبيهم ، فقال الرجل : أشتكيكم إلى أبيكم ، فقالوا له أشتك إليه ، فإنه قد مات
قال: مات ، كيف مات؟ وأين مات ؟ ولم لم أعلم بذلك ؟
قالوا دخل دحلاً في الصحراء ولم يخرج .
قال : ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان هذا الدحل ، ثم خذوا الناقة ، وافعلوا ماشئتم ولا أريد جملكم ، فذهبوا به
فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي وإذابه يجد صاحبه حي يتنفس بعد أن قضى أسبوعاً تحت الأرض ، ثم أخرجه معه خارج الدحل ، ومرس له التمر وسقاه، وحمله على ظهره ، وجاء به إلى داره، ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون ، فقال : أخبرني بالله عليك ، أسبوعاً كاملاً وأنت تحت الأرض ولم تمت ، قال سأحدثك حديثاً عجباً:
فقال :آوى إلى الماء الذي وصلت إليه، وأخذت أشرب منه، ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي.
وبعد ثلاثة أيام ، وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ، وبينما أنا مستلق على قفاي فإذابي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي
فاعتدلت في جلستي، وإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأشرب حتى أرتوى ، فأخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم ، ولكنه منذ يومين انقطع ماأدري ماسبب انقطاعه؟
فقال الرجل: لوتعلم سبب انقطاعه لتعجبت ، ظن أولادك أنك مت ، وجاءوا إلي وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها ، والمسلم في ظل صدقته، ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)
 
الوسوم
لا لبر يبلى
عودة
أعلى