وها نحن نعيش في مكان قفر نحسّ فيه بالغربة ونحن في الديار

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
UHZSeeGYngbuX8U1X8usr3uxmwp%2019.jpg

فتاة نشيطة .. مجتهدة تعيش سياقاً طبيعياً في الحياة .. في اسرة تقليدية تحب المناسبات وتشتاق اليها
مسالمة, منظمة, تفرح نفسها من أجل اللآخرين هي مصدر الفرح في بيتها وبين اهلها ..
يبدو انها الكبيرة بين اخوتها .. تحب المطالعة والدرس مع الانشغال بكثير من الامور التي تؤخرها عن التفوف .
أما تفاصيل الرسم على الورقة وما عليها من خطوط هي صورة عن حيوية الفتاة ونشاطها وتعودها على اصلاح المشاكل المحيطة بها والسير بأقل الأضرار .. فهي مهتمة بظروف البيت واخوتها واصلاح اوضاعهم انها سريعة البديهة تحاول الاستمرار باقل الاضرار الممكنة .. هذا الدور تأقلمت به الفتاة بعد غياب نشاط الاهل عن اهتمامهم بجانب معيّن وحضورهم الفعال أو أن هناك فارق كبيربالسن بين الأهل والفتاة .. أو ان البعد هذا ناتج عن التباعد بالافكار بينها وبينهم ..
في الاصل هناك فرق بين الاجيال في النظرة الى الامور هذا في المجتمعات المستقرة والتي تعيش تقاليدها وخصوصياتها .. فالجيل الأصغر يتملّص من اساليب وأفكار الجيل الذي سبقه جيل الأهل .. هذا نمو طبيعي .. لكن ما يضاف اليوم الى ذلك تطور وسائل التواصل والمعلومات المختلفة التي غيرت المفاهيم عبر العالم كله وطرحت مفاهيم غريبة وجديدة وانجازات وتطور لم نعهده من قبل أدت الى نشوء فرق شاسع بين الاجيال الثلاثة الحالية الأهل - الابناء- الاحفاد .. العلاقات بين الاسر والعائلات تغيرت حتى التواصل والتناغم بين الافراد داخل الاسرة الواحدة لم يعد كما كان منذ بضع سنوات فقط
حتى لو كنا نسكن ضمن تجمعات سكنية مدنية أو ريفية قد تكون الامكنة هي هي التي نعيش فيها لكننا أصبحنا نعيش في عزلة مزدوجة داخلية وخارجية
ما نراه ليس مشكلة فردية بقدر ما هي مشكلة عامة ..أنها أزمة في مجتمعاتنا العربية عامة .. لقد فقدنا الاصالة ولم نبلغ الحداثة التي اجتاحتنا من كل الجهات ورغماً عنا .. والمسار بينهما غير واضح المعالم بحيث ان الانسان يفقد هويته ولا يجددها لأننا لم نحمل بعد هوية جديدة فما نعيشه من اهتمامات وهموم لا يتوافق في أساسه مع حاجاتنا الحقيقية التي تختبىء في وجداننا وقيمنا الاصلية ..

لم تعد الاصالة وتقاليدنا الموروثة تلبّي رغباتنا .. لأن فهمنا لها لم يكن مكتملاً للانطلاق منها .. بالمقابل ما استوردناه أو ما وصل الينا من طباع ومفاهيم استهلاكية يلبي مزاجاتنا المنفعلة ويتعارض مع ما اختزناه أو بقي من تراثنا وأصالتنا .. وها نحن نعيش في مكان قفر نحسّ فيه بالغربة ونحن في الديار .

 
الوسوم
الديار بالغربة في فيه قفر مكان نحسّ نحن نعيش ونحن وها
عودة
أعلى