( بقرة بني إسرائيل والابن البار )

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
( بقرة بني إسرائيل والابن البار )
روي أنه كان في بني إسرائيل رجل صالح وله طفل له عجلة ، فأتى بها غيضه ، وقال : اللهم إني استودعتك هذه العجلة لابني حتى يكبر ، ومات الرجل ، فصارت العجلة في الغيضة عواناً ، وكانت تهرب من كل من رآها ، فلما كبر الابن ، وكان باراً بأمه ، كان يقسم الليل ثلاثة أثلاث: يصلي ثلثاً وينام ثلثاً ، ويجلس عند رأس أمه ثلثاً، وكان إذا أصبح انطلق واحتطب على ظهره ، وأتى به السوق ، فيبيعه بما شاء الله ، ثم يتصدق بثلثه ، ويأكل ثلثه ، ويعطي أمه ثلثه .
فقالت أمه له يوماً: إن أباك ورثك عجلة استودعها الله في غيضة كذا وكذا فانطلق وادع له أن يردها عليك ، وعلامتها أنك إذا نظرت إليها يخيل لك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها ، وكانت تسمى المذهبة لحسنها وصفرتها .
فأتى الفتى الغيضة فرآها ترعى ، فصاح بها ، فأقبات تسعى حتى قامت بين يديه ، فقبض على عنقها وأقبل يقودها، فتكلمت العجلة بإذن الله تعالى ، وقالت أبها البار بوالدته ، اركبني ، فإن ذلك أهون عليك.
فقال الفتى : إن أمي لم تأمرني بذلك، ولكن قالت خذ بعنقها.
فقالت : وإله بني إسرائيل ، لو ركبتني لما قدرت علي أبداً ،فانطلق فإنك لو أمرت الجبل أن ينقلع من أصله وينطلق معهك لفعل لبرك بأمك.
فسار الفتى بها إلى أمه ، فقالت له إنك فقير لا مال لك ويشق عليك الاحتطاب بالنهار والقيام بالليل ، فانطلق فبع البقرة.
قال : بكم أبيعها؟
قالت : بثلاثة دنانير ، ولاتبع بغير مشورتي.
فانطلق بها إلى السوق، فبعث الله إليه ملكاً ليرى خلقه ، وليختبر الفتى ، كيف بره بوالدته؟
فقال له الملك: بكم تبيع هذه البقرة؟
قال : بثلاثة دنانير ، وأشترط رضا أمي
فقال له الملك: فإني أعطيك ستة دنانير ، ولا تستأمر والدتك.
فقال الفتى : لو أعطيتني وزنها ذهباً لن آخذه إلا برضا أمي.
ثم رجع الفتى إلى أمه وأخبرها بالثمن ، فقالت له : ارجع وبعها بستة دنانيرعلى رضا مني.
فانطلق بها إلى السوق ، فأتاه الملك، فقال له :أستأمرت أمك ؟
فقال له الفتى : إنها أمرتني ألا أنقصها عن ستة دنانير على أن أستأمرها
فقال له الملك: فإني أعطيك اثنى عشر ديناراص على ألا تستأمرها.فأبى الفتى ورجع إلى امه،فأخبرها بذلك، فقالت له: إن الذي يأتيك ملك في صورة آدمي ليختبرك ،فإذا أتاك ، فقل له : أتأمرنا أن نبيع هذه أم لا نفعل؟
فقال له الملك : اذهب إلى أمك ، وقل لها أمسكي هذه البقرة ، فإن موسى يشتريها منك لقتيل من بني إسرائيل ، فلا تبيعها إلا بملئ جلدها ذهباً ، فامسكوها
وقدر الله على بني إسرائيل ذبح تلك البف\قرة بعينها مكافأة له على بره بأمه.
فيا أيها الغافلون ويامن عققتم أمهاتكم أذهبوا وقبلوا أقدامهن فالجنة تحته
 
الوسوم
إسرائيل البار بقرة بني والابن
عودة
أعلى