اغلى واو في القران

املي بالله

نائبة المدير العام
أغلى واو في القرآن











اغلى واو في القران



أغلى واو في القرآن





قال الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله، صاحب كتاب "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"، في قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، ذلك هو الفضل الكبير * جنات عدن يدخلونها.....) [فاطر:32]
قال الشيخ: فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب دليل على أن الله اصطفاها في قوله: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه؛ وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضًا.
والثاني: المقتصد؛ وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.
والثالث: السابق بالخيرات؛ وهو الذي يأتي بالواجبات، ويجتنب المحرمات، ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة.
ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف الميعاد في قوله: (جنات عدن يدخلونها....)، والواو في (يدخلونها) شاملة؛ للظالم والمقتصد والسابق على التحقيق، ولذا قال بعض أهل العلم: "حق لهذه الواو أن تُكتب بماء العينين"..

فلم يبق من المسلمين أحد خارج عن الأقسام الثلاثة.




تمنى موت ابنه

عن محمد خلف وكيع قال: كان لإبراهيم الحربي ابن، وكان له إحدى عشرة سنة، قد حفظ القرآن، ولقّنه من الفقه شيئًا كثيرًا فمات. قال: فجئت أعزِّيه، فقال لي: كنت أشتهي موت ابني هذا، قلت: يا أبا إسحاق، أنت عالم الدنيا، تقول مثل هذا في صبي، قد أنجب، وحفظ القرآن، ولقّنته الحديث والفقه؟ قال: نعم؛ رأيت في النوم، كأنَّ القيامة قد قامت، وكأنَّ صبيانًا بأيديهم قلال ماء، يستقبلون الناس يسقونهم، وكان اليوم يومًا حارًا شديدًا حرّه. قال: فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء، قال: فنظر إليّ، وقال لي: ليس أنت أبي! فقلت: فأيش أنتم؟ قالوا: نحن الصبيان الذين متنا في دار الدنيا، وخلفنا آباءنا، نستقبلهم، فنسقيهم الماء، قال: فلهذا تمنيت موته.

لا يأكله من أصيب بمصيبة

قال ابن الجوزي، عن عبد الله بن زياد قال: حدثني بعض من قرأ في الكتب أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل مرض مرضًا شديدًا، فعلم أنه مرض الموت وأشفق على نفسه، فكتب لأمه معزيًا في ذكاء، قائلًا: يا أماه، إذا جاءك كتابي فاصنعي طعامًا واجمعي من قدرت من الناس، ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة،. إني لأرجو أن الذي أذهب إليه خير مما أنا فيه. فلما وصل كتابه صنعت طعامًا عظيمًا وجمعت الناس وقالت: لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة. فلم يتقدم أحد من هذا الطعام، فعلمت مراد ابنها فقالت: بني، من مبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت وعزيتني فتعزيت، فعليك السلام حيًا وميتًا.

بين الرشيد وعمه

دخل الإمام أبو معاوية الضرير على الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله وعنده أقوام من وجوه قريش، وكان مجلسه يُقرأ فيه حديث رسول الله، فحدثه أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة حديث "احتج آدم وموسى" وذكر الحديث، فقال عمّ الرشيد: وأين التقيا يا أبا معاوية؟ فغضب الرشيد من ذلك غضبا شديدا، وقال: أتعترض على الحديث؟ عليّ بالنطع والسيف، فأحضر ذلك فقام الناس إليه يشفعون فيه، فقال الرشيد: "هذه زندقة"، ثم أمر بسجنه وأقسم أن "لا يخرج حتى يخبرني من ألقى إليه هذا". فأقسم عمّه بالأيمان المغلظة ما قال هذا له أحد، وإنما "كانت هذه الكلمة بادرة مني وأنا استغفر الله وأتوب إليه منها". فأطلقه!!

ما كنتَ أسرَّ إليَّ مِنك اليومَ

روى سفيان الثوري، قال: قال عمر بن عبد العزيز لابنه عبد الملك وهو مريض: كيف تجدك؟ قال: في الموت. قال له: لأن تكون في ميزاني، أحب إليَّ من أن أكون في ميزانك. فقال له: يا أبت لأن يكون ما تحبّ أحب إليَّ من أن يكون ما أحبّ. قيل: فلما مات ابنه عبد الملك قال عمر: يا بنيّ لقد كنت في الدنيا كما قال الله جل ثناؤه (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، ولقد كنتَ أفضل زينتها، وإني لأرجو أن تكون اليوم من الباقيات الصالحات، التي هي خير من الدنيا، وخير ثوابًا، وخير أملا. والله ما سرني أني دعوتك من جانب فأجبتني، ولما دفنه قام على قبره، فقال: ما زلت مسرورًا بك، منذ بُشّرت بك، وما كنتَ قطّ أسرَّ إليَّ منك اليوم. ثم قال: اللهم اغفر لعبد الملك بن عمر، ولمن استغفر له.

أدب الخلاف

عن عبد العزيز بن محمد قال: رأيت أبا حنيفة ومالك بن أنس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العشاء الآخرة، وهما يتذاكران ويتدارسان، حتى إذا وقف أحدهما على القول الذي قال به صاحبه أمسك الآخر من غير تعنيف ولا تَمَعُّرٍ ولا تخطئة، حتى يصليا الغداة (يعني الفجر) في مجلسهما ذلك.

أسلم من حسن المعاملة

رُوي عن سهل التستري رحمه الله أنه كان له جار ذمي وكان قد انبثق من كنيفه إلى بيت سهل بثق (قذارة). فكان سهل التستري يضع كل يوم إناء كبيرا تحت ذلك البثق، فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف جاره الذمي، ويطرحه بالليل حيث لا يراه أحد، فمكث رحمه الله على هذه الحال زمانًا طويلًا إلى أن حضرت سهلًا الوفاة. فاستدعى جاره الذمي. وقال له: ادخل ذلك وانظر ما فيه. فدخل فرأى ذلك البثق والقذر يسقط منه في الإناء وضعه سهل تحته. فقال الذمي: ما هذا الذي رأى؟ قال سهل: هذا منذ زمان طويل، يسقط من دارك إلى بيتي، وأنا أتلقاه بالنهار وألقيه بالليل، ولولا أنه حضرني أجلي وأنا أخاف أن لا تتسع أخلاق غيري لذلك وإلا لم أخبرك، فافعل ما ترى. فقال الذمي: أيها الشيخ، أنت تعاملني بهذه المعاملة منذ زمان طويل وأنا مقيم على كفري؟ مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ثم مات سهل رحمه الله..

لله درّهم

قال الحسن البصري: "والله لقد أدركت سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف، لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق. ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمنون بيوم الحساب. ولقد رأيت أقوامًا كانت الدنيا أهونَ على أحدهم من التراب تحت قدميه. ولقد رأيت أقوامًا يمسي أحدهم لا يجد عشاء إلا قوتًا، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عز وجل، فيتصدق ببعضه، وإن كان هو أحوج ممن يتصدّق عليه"

جاء في "علماء نجد" لعبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام رحمه الله: "لـمَّا قَـتـل إبراهيم باشا الشيخَ سليمان بن عبد الله، أراد أن يغيظ والده الشيخ عبد الله رحمهما الله، فـقـال له: قـتـلـنـا ابنك سليمان! فأجابه الشيخ عبد الله بكل يقين وإخلاص، وإيمان: إن لـم تـقـتـلـه مات!".

قال الشيخ البسام رحمه الله معلقًا: فنالت هذه الكلمة الصادقة من هذا الشجاع المؤمن ما لـم تـنـلـه السهام الحداد. فأخذ الباشا يرددها بلسانه، ويتأملها بعقله!

قرأتُ (ولا يزال الكلام للبسام) في بعض التواريخ المصرية أن إبراهيم باشا لـمَّا عاد إلى القاهرة بعد حرب الدرعية، جاء العلماء وشيوخ الأزهر مهنئين، فلم يـلـتـفـت إليهم، ولم يهتم بهم، وحين سُئل عن ذلك قال: العلماء الحقيقيون هم في صحاري نجـد! لِـما رأى من إيمانهم وصدقهم وتمثُّـلهـم بحالات السلف الأول .

دفع حياته جزاءً

جلس عمرو بن هند، ملك الحيرة مع أصحابه، فقال لهم: هل تعلمون أنّ أحدًا من العرب تأنف أمه خدمة أمي؟ قالوا: نعم، عمرو بن كلثوم، الشاعر التغلبي.
فدعا الملك عمرو بن كلثوم لزيارته، ودعا أمه لتزور أمه، واتفق الملك مع أمه أن تقول لأم عمرو بن كلثوم بعد الطعام: ناوليني الطبق الذي بجانبك. فلما جاءت، قالت لها ذلك، فقالت أم عمرو بن كلثوم: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فأعادت عليها الكرَّة وألحَّت، فصاحت ليلى أم عمرو بن كلثوم: واذُلاَّه، يا لَتغلب.
فسمع عمرو بن كلثوم صوت أمه، فاشتد به الغضب، ورأى سيف الملك معلقًا في الحجرة، فتناوله وضرب به رأس الملك عمرو بن هند، ونادى بني تغلب، فجاءوا وانتهبوا قصر الملك في الحيرة.
ودفع الملك حياته جزاء محاولته إذلال عمرو بن كلثوم، وهذا في الجاهلية.


الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول

قل ابن الجوزي رحمه الله عن أكثر شيوخه تأثيرًا في نفسه: "لقيت مشايخ، أحوالهم مختلفة يتفاوتون في مقاديرهم في العلم. وكان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه وإن كان غيره أعلم منه. ولقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبةٍ يخرجونها مخرج جرح وتعديل، ويأخذون على قراءة الحديث أجرة، ويسرعون بالجواب لئلا ينكسر الجاه وإن وقع خطأ.
ولقيت عبد الوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف؛ لم يسمع في مجلسه غيبة، ولا كان يطلب أجرا على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقاق بكى واتصل بكاؤه. فكان -وأنا صغير السن حينئذ- يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل.


ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول، متقنًا محققًا، وربما سُئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقف فيها حتى يتيقن. وكان كثير الصوم والصمت، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.
ففهمت من هذه الحالة أنّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول".


ما رأيت سمة أحسن منه

قدم سليمان بن عبد الملك، وكان الخليفة على المدينة المنورة، فصلى بالناس الظهر، ثم فتح باب المقصورة فنظر إلى صفوان بن سليم من غير معرفة، فقال لعمر بن عبد العزيز: "من هذا الرجل؟ ما رأيت سمة أحسن منه"، فقال: "يا أمير المؤمنين هذا صفوان بن سليم"، فقال لخادمه: "خذ هذا الكيس فيه خمسمائة دينار ادفعها إلى ذلك الرجل القائم يصلي"، وخرج الغلام بالكيس حتى جلس إلى صفوان، فلما نظر إليه صفوان ركع وسجد ثم سلم وأقبل عليه، فقال: "ما حاجتك؟"، قال: "أمرني أمير المؤمنين أن أدفع إليك هذا الكيس وفيه خمسمائة دينار"، فقال صفوان: "ليس أنا الذي أرسلت إليه فاذهب فاستثبت، فولى الغلام ثم أخذ صفوان نعله وخرج ولم يُر حتى خرج سليمان من المدينة.

ليكن همّك الإحكام والتحسين

قال أهيب ابن الوردي رحمه الله: "لا يكن همّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه، ولو قمت قيام هذه السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك أحلال أم حرام"
 
الوسوم
اغلى القران في واو
عودة
أعلى