وقد روي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله رأيت البارحة مرجاً أخضر فيه مائدة منصوبة ومنبر موضوع له سبع درجات، ورأيتك يا رسول الله ارتقيت السابعة وتنادي عليها وتدعو الناس إلى المائدة، فقال صلوات الله عليه وسلامه: أما المائدة فالإسلام والمرج الأخضر فالجنة والمنبر سبع درجات فبقاء الدنيا سبعة آلاف سنة مضت منها ستة آلاف سنة وصرت في السابعة، والنداء، فأنا أدعو الخلق إلى الجنة والإسلام، وقيل ان المائدة إمرأة رجل.
وحكي أن بعضهم رأى كأنه يأكل على مائدة، فكلما مد يده إليها خرجت يد كلب أشقر من تحت المائدة فأكل معه، فقص رؤياه على معبر، فقال: إن صدقت رؤياك، فإن غلاماً من الصقالبة يشاركك في امرأتك، ففتش عن الأمر فوجده كما قال.
وإن رأى الأرغفة بسطت على المائدة، فإنه يظهر له عدو، وإذا رأى أنه يأكل منها ظهرت المنازعة بينه وبين عدوه على قول بعض المعبرين، وقيل إن أكل على المائدة أكلاً كثيراً فوق عادته في مثلها دل ذلك على طول حياته بقدر أكله.
وإن رأى أن تلك المائدة رفعت فقد نفد عمره، وقيل إذا رأى كأن على المائدة لوناً أو لونين من الطعام، فإنه رزق يصل إليه، وإلى أولاده بدليل قوله عز وجل " أنزل علينا مائدة من السماء ". وقيل المائدة غنيمة في خطر ورفعها إنقضاء تلك الغنيمة، وقيل إنها مأكلة ومعيشة لمن كانت له وأكل منها، فإن كان عليها وحده، فإنه لا يكون له منازع، وإن كان عليها غيره كان ذلك إخوان مشاركون، وكثرة الأرغفة كثرة مودتهم وقلتها قلة مودتهم، والرغيف مودة سنة.
وإن رأى أنه يفرش بطعام فهو استخفافه بنعمة الله تعالى.
ورأى مملوك كأن مائدة مولاه قد خرجت وهربت كما يهرب الحيوان، فلما دنت إلى الباب انكسرت فعرض له من ذلك أن إمرأة مولاه ماتت من يومها وتلف كل ما كان لها وكان ذلك بالواجب لأنه رأى المائدة التي يقدم عليها انكسرت.