اثر الايذاء او التعنيف والاهمال على نمو الدماغ لدى الطفل

smile

شخصية هامة
1386786407731.jpg


اثر الايذاء او التعنيف والاهمال على نمو الدماغ لدى الطفل

تزايدت عدد الابحاث والدراسات التي تتناول مراحل نمو الدماغ، واصبح هناك تقنية حديثة - تصوير الخلايا العصبية بالرنين المغناطيسي - تساهم في اعطاء تصور دقيق لفهم كيف ينمو الدماغ وكيف ان البيئة - التجارب والخبرات التي مررنا بها في مراحل نمونا المبكرة- تؤثر في بناء الدماغ وبالتالي يكون التعاطي العقلي انعكاسا حقيقيا لما يدور في البيئة، أي ان البيئة هي التي تشكل اساسيات سلوكنا وطريقة تفكيرنا وتفاعلاتنا العاطفية.


thumb.php


ويشير ايمون ماكروري من جامعة لندن، أن تعزيز تفاعلية ملامح الخوف البايولوجية البارزة مثل الغضب، ربما هذا يعني ان "الغضب" قد يكون بمثابة استجابة تكيفية لهؤلاء الاطفال على المدى القصير، في محاولة للهروب من الخطر مؤقتا، او لحماية انفسهم شر ما يمكن ان يحدث لهم.

ويوضح انه ومع ذلك، فإنه قد يشكل أيضا احد عوامل الخطر الكامن في العصب الحيوي ما يؤدي الى زيادة تعرضهم لمشاكل تتعلق بالصحة العقلية في وقت لاحق، وخاصة القلق.ولذا فان اساءة او تعنيف الاطفال، تعتبر من اهم العوامل البيئية الخطيرة المولدة للقلق والاكتئاب.

ويؤكد ماكروري، أن استجابة ادمغة الأطفال الذين تعرضوا للعنف في منازلهم تختلف حينما عرضت عليهم مشاهد وجيه حزينة او غاضبة، فعندما تعرض امامهم وجوه غاضبة، فان الاطفال الذين لهم تاريخا سيئا مع التعنيف، لوحظ انه يظهر لديهم ازدياد نشاط "الانسولا" الامامية في الدماغ واللوزتين وفي المناطق المعنية بكشف التهديد وتوقع الالم.
احد القضايا التي تم دراستها بشكل مكثف، كانت تتمحور حول اثر "الايذاء او التعنيف والاهمال" على نمو الدماغ، خاصة اثناء مرحلتي الرضاعة والطفولة. معظم هذه الابحاث تقدم شروحات "بايولوجيه" تتفق مع الكثير من الفرضيات والنظريات التي طرحت من قبل علماء النفس حول دافعية او محرك السلوك، والعاطفة.
ويوضح العلماء الان، ان لديهم أدلة علمية دامغة تفيد بتغير مسار عمل الدماغ نتيجة الايذاء الجسدي والحرمان التي يمر بها الطفل في السنوات الاولى المبكرة من حياته.
ويوضح شنكوف وفيلبس "ان ما تعلمناه الان حول طريقة نمو الدماغ قد ساعدنا كثيرا في فهم الدور الذي تلعبه 'الجينات الوراثية' و'البيئة' في نمونا، ويبد ان الجينات تعدنا او تهيئنا للنمو بطرق معينة، لكن تجاربنا وخبراتنا المعرفية وبما تحويه من تفاعلات مع المحيطين بنا، لها تأثير كبير على كيفية التعبير عن هذه الاستعدادات الجينية وعلى دعم وتطوير الكثير من القدرات الكامنة او تلك التي تمنحها لنا مليارات الخلايا العصبية في ادمغتنا. في الواقع، ان الابحاث الان ان تشير الى ان العديد من القدرات التي كان يعتقد انها ثابتة عند الولادة، ليست كذلك بل انها تعتمد على سلسلة من التجارب والخبرات اليومية بالاشتراك مع الجينات الوراثية. فكلا 'الجينات الوراثية والبيئة' عوامل ضرورية مكملة لبعضهما لتحقيق نمو مثالي للدماغ البشري". (شنكوف و فيلبس 2000).
ويؤكدان "ان دماغ الطفل ينمو ويتطور حسب تفاعله مع البيئة ويتعلم كيف يعمل فيها..فالطفل حينما يبكي يتم تحضير الطعام او الاقتراب منه ليشعر بالاطمئنان، وهذه تقوي المسار العصبي الذي بدوره يساعده في الحصول على متطلباته الفزيولوجية والعاطفية. لكن الاطفال الذين لا يجدون استجابة لبكائهم، او الاطفال الذين يواجه بكائهم بالضرب والجزر، فانهم يتعلمون دروسا سلبية مختلفة، فالمسار العصبي الذي نمى وتقوى تحت ظروف سيئة، فانه يعد الاطفال ليصبح بمقدورهم التكيف فقط مع هذه البيئة السلبية، وبهذا ربما تكون قدراتهم على الاستجابة ليكونوا مربين ويتمتعون بدماثة الاخلاق ضعيفة جدا" (شنكوف و فيلبس 2000)
 
الوسوم
اثر الايذاء التعنيف الدماغ الطفل او على لدى نمو والاهمال
عودة
أعلى