معبر بستان القصر في حلب .. معبر الموت

الامين

مؤسس و مدير الموقع
طاقم الإدارة
معبر بستان القصر في حلب .. معبر الموت
لم يكن ممكناً لأي منا مهما كان خياله واسعاً في الماضي القريب ، ان يستطيع رسم صورة للمستقبل تقارب الواقع الذي يعيشه السوريون اليوم.

قد تنقل الاخبار وقائع الاحداث الميدانية ، القتلى والجرحى والتفجيرات.. تفاصيل واقع مؤلم اعتاد السوريون عليه، يعيشونه يوما بيوم دون ان يكون هناك أي تصور كيف سيكون عليه مستقبلهم.
هذا الواقع بات لا يشبه سوريا التي عرفها ابناؤها منذ مئات السنين ، نعم في رأي الكثير من المؤرخين والمراقبين ما تمر به سوريا هو اشد المراحل قتامة في تاريخها حتى اليوم.
والصورة التي سنحاول نقلها هنا تتعلق بتفاصيل الحياة اليومية في مدينة حلب ، تلك المدينة التي كانت اكثر المدن تضررا وتأثرا بالاحداث ، وشهد واقع الحياة المعيشية فيها نكبة لا يستطيع احد قياس حجمها حتى الان.
معبر بستان القصر في حلب .. معبر الموت
انقسمت حلب قسمين بعد اقل من سنتين على بدء الاحداث ، سيطرت المعارضة على قسم فيما بقي قسم اخر تحت سيطرة النظام.
اراض لمدينة واحدة عرف اهلها بمحبة الحياة والتواصل الاجتماعي انقسمت الى ارضين ، جزيرتين لا يربط بينهما الا معبر واحد ، انه معبر "بستان القصر" سيء الصيت.
تقطعت الشرايين التي كانت تربط جسم المدينة الواحدة مع تصاعد حدة المعارك في حلب وفصل الصراع بين الاهل ليقسم المدينة بين شرقية تحت سيطرة المعارضة وغربية تحت سيطرة النظام.
يصل اليوم بين المنطقتين الشاسعتين التي تضم ملايين الاهالي معبر واحد يقع في منطقة ما كان يعرف باسم مركز"انطلاق البولمان" في منطقة بستان القصر والفيض ، وتتمركز عليه حواجز للمعارضة من الجهة الشرقية واخرى للنظام من الجهة الغربية ويعبر المعبر الاف السوريين في رحلة موت يومية لم تنته منذ اكثر من عام ونصف العام.
في متابعتنا لهذا الموضوع يوضح لنا مراسلنا في مدينة حلب امراً قد لا يكون واضحا للكثير من السوريين.
بان تقسيم المناطق "شرقية" للمعارضة و"غربية" تحت سيطرة النظام "لا يعني بالضرورة انقساما في تبعية او ولاء الاهالي الذين يقطنون في تلك المناطق بذات الاتجاه".
السيطرة عسكرية وكانت فرض على الكثير من الاهالي الذين وان كان معظمهم ينشد التغيير والانتقال بسوريا الى مرحلة جديدة افضل ، الا انهم قد يكون لهم في واقع المدينة اليوم رأي مختلف "عمن يسيطر" على الارض في المناطق المختلفة في المدينة.
الاخ في حلب الشرقية والاب في حلب الغربية ، العائلة في الشرقية وعمل الزوجة في الغربية ، الجامعة .. كثير من المرافق المشافي ..
الانتقال بين الطرفين حاجة ضرورية يومية معاشية لا تتعلق بأي عملية سياسية ولكنها مع الاسف تخضع اليها كليا.
شهادات الاهالي
يقول صهيب، مدرس، بخصوص عبور معبر "الموت" ( كما يطلق عليه بسبب تواجد القناصة على طرفيه ) ، لم أكن يوماً متعلقاً بأحوال السياسة ولا تهمني النزاعات السياسية، فأنا مواطن أعيش بدون مشاكل مع أحد، وإن كان "يحز في قلبي ما أشاهده من دماء تسقط على تراب الوطن في غير مكانها".
يشرح صهيب "كنت في المناطق التي تحت سيطرة النظام وكانت زوجتي المريضة بمرض السرطان تستكمل العلاج في مشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي بحلب وفي شهر رمضان وبسبب ارتفاع أسعار المعيشة في مناطق سيطرة النظام، بشكل لا يطاق، نزحت العائلة الى منطقة الشعار جانب جامع نور الشهداء (وكان الناس يقولون بأن كل شيء متوفر في المناطق المحررة من غذاء و علاج)" ..
.. لان "زوجتي المريضة تحتاج بشكل دائم ودوري الى المعاينة و تحليل الهرمون BHCG كل شهر تقريبا وكانت صدمتنا الكبيرة أن لا أحد من المشافي يعلم اين يمكن أن نحلل هذا الهرمون والبعض قال اذهبوا الى تركيا لان هذا التحليل غير متوفر في المناطق المحررة فكنا مضطرين الى أن نخاطر بأنفسنا و بأولادنا من أجل هذا التحليل وذلك بعبور معبر الموت لأننا لا نملك مقدرات السفر الى تركيا في المجهول".
ويروي صهيب تفاصيل عن رحلة "الموت" بين المنطقتين .. "في الايام اللاحقة بدأنا نفكر بأن نقطع المعبر بمفردنا حتى لا نخاطر بالأولاد فأصبح هذا المعبر ككابوس مرعب نتطلع أن يوقظنا أحد منه .. هل سنصل للطرف الآخر ؟ أم سنموت قنصاً وهل سنعود سالمين لأولادنا الصغار ؟!" ..
.. "ولهذا السبب كان يتوجب علينا الذهاب و الاياب في نفس اليوم ونحن في حيرة أين نضع أولادنا الأربعة وماذا سيصيبهم من بعدنا إن حصل لنا مكروه أو لم يتعرف أحد على جثثنا إن تم قنصنا في غمرة الهرج والمرج الذي يحصل أثناء وقوع الاصابات".
يقول صهيب في حديثه الينا "في نهاية المطاف قررنا عدم استكمال هذه التحاليل مرغمين والتفكير في قضاء الله فالبلاء واقع على كل الناس والشكوى لغير الله مذلة وإنني أُدرّس متطوعا منذ مطلع هذا العام في أكثر من ثلاث مدارس ومازلنا نفتقر لأقل مساعدة من أي كان كالحصول على الخبز مرورا بالسلة الغذائية الى الراتب الشهري الى توفر أي شيء من العلاج..."
يوضح مراسلنا بانه تم اعلان اغلاق المعبر اكثر من مرة كان اخرها نهاية شهر تشرين الثاني الماضي من الطرف الذي تسيطر عليه قوى المعارضة السورية ممثلة بـ (الهيئة الشرعية) التي استلمت زمام المبادرة في ادارة شؤون هذا المعبر "بعد تخبط وتواتر عدة أنباء عن حالات من الإساءات المتكررة وتحصيل الـ(خوة) وهي مبالغ تؤخذ بطريقة غير شرعية من المارة ولقاء تسهيل
معبر بستان القصر في حلب .. معبر الموت
عمليات غير مشروعة".
والجدير بالذكر هنا بان المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب لا تقع ضمن سيطرة فصيل واحد فان السيطرة مقسمة بين ألوية الجيش الحر والكتائب الاسلامية وجبهة النصرة ومؤخرا فقد دخلت الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش) الى المعادلة وباتت هي الاخرى تسيطر على مناطق محددة في القسم الشرقي من المدينة.
وبحسب مراسلنا فان العديد من الأنباء توالت حول "حصول تواطؤ من طرفي المعبر للحد الذي تناقل فيه مواطنون رواية بأن (قناص النظام) كان يغفل النظر عن المارة في أوقات محددة اتفق فيه "فاسدون" من المعارضة مع "الشبيحة" من الطرف المقابل الذي يسيطر عليه النظام لقاء حصة متفق عليها ..
".. مستغلين " أن المعبر هو نقطة الالتقاء الوحيدة المتبقية بين طرفي مدينة حلب كما ذكرنا والتي باتت تحت رحمة فكي كماشة الأولى هي قوات المعارضة والثانية النظام
وهكذا فإنه وخلال انتقال مئات الآلاف من المواطنين العزل الذين لهم ارتباطات وأعمال وأشغال وأقارب في الضفة الثانية من المعبر ، "يسقط خلال العبور يومياً ضحايا مدنيين يتبادل الطرفان من المعارضة ومن النظام الاتهام بشأن المسؤولية عن مرتكب مثل هذه الجرائم المستمرة".
رحلة الموت
تروي لنا سماح ص ، ( ربة منزل) تفاصيل عبورها في احدى المرات .. " عبوري للمنطقة تزامن في احد الايام بحصول اشتباكات وسقوط العديد من حالات القنص على الأرض وفي ظل فوضى دامت أكثر من نصف ساعة وركض ولهاث وبكاء وسماع لأصوات الطلقات النارية الكثيفة.. "
".. كان الخبر قد كتب على شريط الأحداث العاجلة واتصل بي زوجي بعد محاولته المائة ليطمئن عني وعن والدتي الطاعنة في السن وحين فتحت الهاتف باكية أروي له ما حدث وإذ بإحدى الشبيحات ( قوات غير نظامية تابعة للنظام ) اللواتي يرتدين أقنعة تأخذ جهاز الهاتف مني وتقطع المكالمة وتهددني بالاعتقال كوني كنت أصور وأقوم ببث ما يحدث للمعارضين .. "
تتابع " .. وفي هذه الأثناء وأنا كنت أحاول الدفاع عن نفسي جنّ جنون زوجي وهو يحاول الاتصال بي وكانت تلك الشبيحة تقوم بمنعي من الرد على زوجي بل وتحاول اعتقالي بشكل عنيف وهذه الحادثة كانت كفيلة بتصديقي كل الأحاديث التي تشاع عن النظام.."
من جهته يحدثنا عبد الرزاق أ ، وهو يعمل في صناعة القوالب البلاستيكية ، عن تجربته مع المعبر ويقول" في كل مرة أرافق زوجتي باتجاه المعبر الواقع في كراج الحجز أشعر بأنني أرسل زوجتي في رحلة سفر طويلة باتجاه حدود دولة معادية لشدة الاجراءات المتخذة من الطرفين. لا استطيع أن أستكمل الطريق باتجاه عائلتي التي تقيم في الطرف الذي يخضع لقوات النظام والسبب أن أحد إخوتي انتسب للمعارضة ضد النظام منذ أيام السلمية وحسب التجربة المتواترة عن النظام فأنا مطلوب للتحقيق بسبب موقف أخي السياسي المناهض للنظام"..
يتابع "رغم أنني لا أعيش سوى لعملي وأطفالي وأسرتي وأتعاطف حالياً مع المعارضة من شدة ما واجهنا من تشدد على اسم عائلتي وبسبب القصف الذي لا يميز بين المواطنين الذين ليسوا طرفاً في الحالة التي وصلنا اليها".
يقول مراسلنا في مدينة حلب " حالات كثيرة وقصص أكبر من المآسي يمكن أن تسمعها على طرفي المعبر الذي بات يسمى معبر رفح السوري في حلب "
" فعلى سبيل المثال يحتاج طلاب الجامعات لحركة يومية بين طرفي المدينة حيث تقع الجامعة في الطرف الغربي من المدينة ويروي الكثير من الطلاب معاناتهم اليومية في اثبات عدم انتماءهم لطرف على طرف اخر ولكن هذه الروايات تسقط في غياهب النسيان حين تُشاهد هوية طالب ومكان اقامته او وﻻدته ويصبح المرور من هذا المعبر رحلة مجهولة قد تؤدي للاعتقال او الموت .."
يتابع مراسل سيريانيوز "اكثر المشاهد التي تشعر المرء باﻻسى والمرارة هي مشاهدة المرضى الذين تستوجب حالاتهم المرور بين الحواجز على اساس حاجتهم الملحة لمراجعات يومية خصيصا مرضى السرطان والامراض المزمنة والذين ﻻ يملكون المعارف او المقدرة المالية التي تمكنهم من الحصول على علاج مستديم لحالتهم التي تتدهور بشكل متواتر نتيجة عدم انتظام العلاج"
يوضح مراسلنا .. اصبح معروفا اليوم بين الاهالي بانه بات هناك اليوم "طبقة منتفعة مستفيدة من الطرفين" على المعبر وهي طبقة تتعامل مع كل اﻻطراف وفق مصلحة منفعية تسمى هذه الطبقة بـ "تجار الحرب". ومن المعروف اصبح للاهالي هنا بحسب ما حدثونا بان هذه الطبقة ﻻ تنتمي سياسيا ﻷي طرف وتأمل استمرار النزاع للاستفادة من حالة عدم ضبط المواصفات الفنية او القياسية للمنتجات ورفع اﻷسعار بدون ضوابط"..
بين نارين
محمد ع ، طالب في كلية الهندسة، يشرح معاناته الدائمة حول هذه النقطة .. "بما أن كليتي هي كلية علمية وتحتاج مني تحقيق نسبة دوام كي يسمح لي بتقديم امتحاناتي فإن مهمة عبوري لمعبر الموت هي مهمة تحتاج الكثير من الحيطة والحذر في الذهاب والإياب وأنا أقع فريسة الطرفين.."
".. الطرف المعارض الذي يستغرب ذهابي للجامعة التي يعتبرها جامعة النظام وأن استمرار ذهابي للجامعة يعني اعترافاً ب(شرعية) النظام. ومن الطرف المقابل فإن عناصر النظام تتحرش بي وتتساءل عن أسباب عدم التحاقي بخدمة العلم كي أحارب (الارهابيين) وأنني أحد أفرادهم المسلحة!!"
يتابع " في حقيقة الأمر كنت في تنسيقية كلية الكهرباء وقد حاولت مع أصدقائي أن نحرج النظام بالتظاهرات التي كانت تقع ضمن أروقة الكلية التي أضحت الكلية الأشهر على مستوى تنظيم المظاهرات المناوئة للنظام ولكنها كانت تواجه بكل وحشية وتم اعتقال الكثير من أصدقائي من الجامعة .. ولكن بعد دخول عناصر الجيش الحر للمدينة وجدت نفسي في مكان ليس بمكاني فانكفأت على نفسي وعاهدت نفسي أن ابقى مواصلاً لنشاطي الميداني المدني دون الخوض في دائرة لعنة الدم الحرام.."
يختم محمد "خلاصة الامر أنا في وضع لا أحسد عليه فكل الأطراف تحاول محاسبتي ولكن هذا لن يغير موقفي النهائي من النظام. وعند اغلاق المعبر أعاني الأمرين وألتف عبر مسافة طويلة جداً لأصل لمنطقة تسيطر عليها عناصر حزب البي كي كي ( الكردي ) والذين يأخذون مني مبلغاً مالياً لقاء ايصالي للطرف المقابل والعودة من ذات الطريق، لن أدل عن الطريق حتى لا يتوقف، وأسال الله أن يخرجنا من هذه الغمة على خير. .."
يوضح مراسلنا حول عملية العبور " بشكل عام تتصف العملية الأمنية على الحواجز لدى الطرفين بالمزاجية وعدم الثبات، حيث تكون سياسة التساهل أو التشدد في فحص البطاقات الشخصية والمقتنيات التي يحملها المارة تخضع لأخلاقية وضمير العناصر المناوبة على الحواجز أو للوشايات التي تصل للعناصر وتكون مثل هذه الوشاية قادرة على اثارة العناصر واستفزازهم للمارة واستخدام اسلوب الوقاحة في التفتيش والاستفسار عن المعلومات".
لم يكن معبر بستان القصر .. "كراج الحجز " .. او معبر "الموت" ، "رفح" كما يطلق عليه الاهالي هو نقطة التماس الوحيدة التي يعبر المدنيون خلالها سواء لأشغالهم أو للقاء أهاليهم بل كان هناك معبر النهر الذي أصبح يكنى بنهر الشهداء بسبب كثرة الضحايا الذين قتلوا على ضفتي النهر ولكنه اغلق نهائيا.
عناصر من المعارضة ليست احسن حالا من عناصر النظام
فاطمة أ ( ربة منزل ) كانت ايضا احدى السيدات اللواتي التقيناهن في محاولة لفهم تفاصيل هذه المأساة اليومية ، تقول " لا أستطيع أن أشعر الا بالانقباض حين تنتهي أيام زيارتي لأهلي في الطرف الذي تحت سيطرة المعارضة، وصارت هناك طقوس معينة مع زوجي الذي يتوجب عليه استقبالي في الطرف المقابل نقوم بها عبر الهاتف الذي يُقطع عشرات المرات بسبب عدم وجود تغطية هاتفية كي نتفق على موعد ومكان للقاء وعن امكانية ادخال طعام أو شيئاً من المونة المنزلية التي يقوم عناصر المعبر من طرف المعارضة بالتشديد عليها بين الحين والآخر وأشعر بالعار وبالغضب الشديد حين يمنع المسلحون طعاماً أصبح باهظ الثمن عن أهلهم في الطرف المقابل وكأن المستفيد من هذا التمرير أعداء".
تتابع ".. عدة مرات شاهدت عناصر من الجيش الحر يقومون السخرية من كبار السن بانهم بخنوعهم وسكوتهم اوصلونا الى مانحن فيه ونسمع عبارة (خلي بشار يجبلكم طيارة تقطعكم الطريق) هذه السخرية تجعلني أشعر بالامتعاض والقرف وكأنه علينا أن نحتمل المهانة من كل الأطراف حتى لو ادعوا أنهم بديل عن نظام فاسد".
ويقول مراسل سيريانيوز وهو احد قاطني القسم الذي يقع تحت سيطرة المعارضة ، بانه مع ازدياد الشكاوي من قبل المواطنين من سوء إدارة ، قامت هيئة قضائية تتخذ اسم "الهيئة الشرعية" (تضم كبار الألوية المسلحة المعارضة )، للتدخل واستلام المعبر ومن ثم الإعلان عن إغلاق المعبر بشكل متقطع.
يتابع " مؤخراً تم إغلاق المعبر حتى إشعار آخر بغية ترتيب شؤون إدارته وايقاف حالات التسلل للشبيحة من طرف النظام .. ويشاع بين المواطنين أن المعبر الجديد فيما لو تم إغلاق معبر كراج الحجز بشكل نهائي، فإنه سيصار لفتح معبر جديد في منطقة باب الحديد يمر عبر حلب القديمة باتجاه منطقة الجديدة".
أم سالم (اختصاصية علم نفس ) تقول " اصبح لدينا حتى مشكلة من مرور أطفالي الصغار معي على المعبر، فقد يكون أطفالك سبباً في اعتقالك من كلا الطرفين، فألعاب الأطفال أصبحت وليدة البيئة التي يعيشون فيها. أطفالي يلعبون لعبة الحواجز وكل طرف يقوم بتمثيل الطرف الآخر ، فيقف بعضهم يتظاهرون أنهم يتفحصون البطاقات الشخصية ويسألون بعضهم هل الشبيح الفلاني يقربك؟ أو هل الارهابي العلان يمت اليك بصلة؟..
".. أعتقد أن استخدام إحدى العبارتين في المكان الخاطئ ستكون وبالاً عليّ وعلى عائلتي."
تتابع "ناهيك عن كون أن الخطر الأساس هو خطر القناص الذي لا يميز بين طفل صغير أو مسن أو شاب في مقتبل العمر ودائماً يراودني شعور سيء عن ماذا سيفعل أطفالي إن أصبت أنا؟ هل سيتيهون في الزحام أم أنهم سيصلون لمنزل أهلي أو أهل أبيهم؟"
سيريانيوز - قسم التحقيقات
معبر بستان القصر في حلب .. معبر الموت
معبر بستان القصر في حلب .. معبر الموت



 
الوسوم
القصر الموت بستان حلب في معبر
عودة
أعلى