مسائل في صدقة التطوع

القطه

الاعضاء
• صدقة التطوع لها فضل جزيل وقد قال تعالى : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة :( مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ)رواه البخاري .
• وهي حجاب من النار ففي حديث عدي بن حاتم انه صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ قَالَ الْأَعْمَشُ وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ خَيْثَمَةَ مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) رواه الشيخان .
• وتسن صدقة التطوع في كل وقت كما قال تعالى:"الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " .
• والأفضل سرا لقوله تعالى: ( وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ ) وقوله صلى الله عليه وسلم : (سبعة يظلهم الله في ظله ) .الحديث وفيه رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)رواه الشيخان . إلا اذا كان في إعلانها مصلحة راجحة من اقتداء الناس به من هذا الوجه فهي أفضل .
• خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: (خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى)الحديث رواه الشيخان.
• وأفضلها جهد المقل لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة انه قال يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل)رواه احمد وأبو داود والنسائي-صحيح.
• واحتساب النفقة على أهله صدقة كما في حديث ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرجل إذا انفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة)رواه الشيخان .

• وفي الزمان الفاضل مثل شهر رمضان وعشر ذي الحجة أفضل لأنه صلى الله عليه وسلم : (كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل)رواه الشيخان, وحديث: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)رواه البخاري.

• وفي المكان الفاضل لأنها تضاعف فيه الحسنات كالحرم المكي والمدني.

• وعلى القرابة وذوي الرحم فهي صدقة وصلة وإذا كان ذو الرحم معاديا كان أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح) رواه احمد ولقوله صلى الله عليه وسلم: (وابدأ بمن تعول)رواه الشيخان , وغير ذلك من الاحاديث.

• وفي وقت المجاعة والحاجة لقوله تعالى:(أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة) .

• وعلى الجار القريب وغيره لقوله تعالى:(والجار ذي القربى والجار الجنب ) ولحديث: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه )الحديث رواه الشيخان .

• وتسن الصدقة بالفاضل عن كفايته وكفاية من يمؤنه لقوله صلى الله عليه وسلم:(اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول)رواه الشيخان .
• من تصدق بما ينقص موؤنة تلزمه أو تصدق بما يضر نفسه فانه يكون آثما لقوله صلى الله عليه وسلم : (كفى بالمرء أثما أن يحبس عمن يملك قوته )رواه مسلم ولقوله صلى الله عليه وسلم : (لا ضرر ولا ضرار)رواه احمد وابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
• ومن تصدق بحيث يضر بمن لهم ديون عليه فانه يكون آثما لتركه الواجب عليه .
• اذا وافقه عياله على الإيثار وصبروا فالإيثار أفضل حتى لو تصدق بماله كله في هذه الحالة لقوله تعالى:(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ولفعل أبي بكر فقد تصدق بماله كله.
• الشخص الذي لا صبر له على الضيق فانه يكره أن ينقص نفسه عن الكفاية التامة إذا كان لا يصبر.
• إذا كان الشخص لو تصدق بماله كله فانه يسأل الناس بعد ذلك أو يأخذ المال من حرام فانه يحرم عليه الصدقة بماله كله.
• الشخص الذي له ذرية ضعاف يخاف عليهم ونحوه فانه يدعهم أغنياء خير له كما قال صلى الله عليه وسلم لسعد: (انك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس )رواه الشيخان.
• الصدقة بالقليل والكثير إن لم يجد مالا فمن الصدقة التسبيح والتحميد والتكبير والحمد لله ولا اله إلا الله وإسماع الأصم والأبكم حتى يفقه ومساعدة الضعيف وإماطة الأذى عن الطريق وإعطاء الجار من المرقة والكلمة الطيبة وكف الشر عن الناس.
• على المسلم أن يكون مخلصا في صدقته لله رب العالمين ويتجنب المن بالصدقة لان المن بالصدقة كبيرة من كبائر الذنوب يبطل الثواب كما قال تعالى: (ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) ولحديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ومنهم (المنان)رواه مسلم.
• يحرم السؤال للتكثر من الأموال لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث حمزة بن عبد الله عن أبيه: (لا تزال المسالة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم )رواه الشيخان وغير هذا الحديث.
• عمل الشخص خير له من سؤال الناس لقوله صلى الله عليه وسلم :(لان يحتزم أحدكم حزمة من حطب فيحملها على ظهره فيبيعها خير له من أن يسال رجلا يعطيه أو يمنعه)رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
• أما من تحل له المسالة من حديث أبي قبيصة بن المخارق فهم ثلاثة :(من أصابته فاقة "فقر" حتى يصيب قواماً من عيش أو أصابت ماله جائحة أو تحمل حمالة حتى يصيبها ثم يمسك").
• الكرم ممدوح والبخل مذموم قال تعالى:( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) والبخل المحرم المذموم هو البخل بالواجب من زكاة أونفقة و نحوها وأما البخل بغير الواجب فلايكون محرم غير أن الكريم على خير عظيم وقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس فحري بالمسلم الاتصاف بالكرم وترك البخل .


 
الوسوم
التطوع صدقة في مسائل
عودة
أعلى