ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك

القطه

الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم

عن ابن عباس قال : كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي فقال : يا غلام احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة … قد جف القلم بما هو كائن ، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه ، أو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه … واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 188
خلاصة الدرجة: حسن وله شاهد

ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك

ومعناه أن ما يصيب الإنسان في هذه الدنيا من خير أو شر فهو بتقدير الله تعالى، وأن ما قضاه الله سبحانه على العبد فهو نافذ وواقع به لا محالة لا يستطيع أحد رده ولا دفعه، ولا يمكن أن يصيب غيره فيخطئه، بل يصيبه هو لأنَّ الله هو الذي قدَّر أن يقع به لا بغيره. كما أن ما يصيب غير الإنسان من خير ورزق وصحة وسلامة ومرض أو موت مثلاً لا يمكن أن يخطيء فيصيبك؛ لأن الله تعالى إنما قضى وقدر أن يصيب فلاناً من الناس لا أن يصيبك، وما أصابه ووقع بذاك الإنسان لم يكن ليصيبك لعدم تقدير الله تعالى أن يصيبك. والمعنى أنَّ جميع ما يقع في هذا الكون من أمراض وأسقام وصحة وعافية وغنى وفقر وشبع وجوع وريح وخسارة وهزيمة ونصر وعز وذل وولد وعقد وأي شيء في الكون فإنما يقع بقضاء الله وقدره،

كما قال تعالى: '' مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ''.
وقال أيضاً: '' وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ''.

''
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ'
 
الوسوم
أخطأك أصابك لم ليخطئك ليصيبك وما يكن
عودة
أعلى