اجعلها رمزا لحياتك

خالدالطيب

شخصية هامة
اجعلها رمزا لحياتك

اجعلها رمزا لحياتك


قال الله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ"
[الأحزاب: 23]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "
إنالصدقيهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق
حتى يكتب عند الله صديقًا وإنالكذب يهدي إلى الفجور
والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب
عند الله كذابًا".
ويكفي في فضيلةالصدقأن الصدِّيق مشتق منه، والله تعالى
وصف الأنبياء به في معرض المدح والثناء فقال: "وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا "
[مريم41] وقال تعالى: "
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَصِدِّيقًا نَّبِيًّا
[مريم 56].

وقال ابن عباس: أربع من كن فيه فقدربح: الصدق،والحياء،
وحسن الخلق، والشكر.
وقال بشر بن الحارث: من عامل الله بالصدقاستوحش من الناس.
وقال أبو سليمان: اجعلالصدقمطيتك، والحق سفك والله تعالى
غاية طلبك.
وقال رجل لحكيم: ما رأيتصادقًا ! فقال له: لو كنت
صادقًا لعرفت الصادقين.
اعلم أن لفظ الصدقي ستعمل في ستة معانٍ: صدق في القول،
وصدق في النية والإرادة، وصدق في العزم، وصدقفي
الوفاء بالعزم، وصدق في العمل، وصدق في تحقيق مقامات
الدين كلها، فمن اتصفبالصدقفي جميع ذلك فهو صدِّيق لأنه
مبالغة فيالصدق.
الصدق الأول:
في صدق اللسان، وذلك لا يكون إلا في الإخبار أو
فيما يتضمن الإخباروينبه عليه، والخبر إما أن يتعلق بالماضي
أو بالمستقبل وفيه يدخل الوفاء والخلف،وحق على كل عبد
أن يحفظ ألفاظه فلا يتكلم إلا بالصدق.
هذا هو أشهر أنواعالصدقوأظهرها فمن حفظ لسانه عن الإخبار
عن الأشياء على خلاف ما هي عليه فهو صادق.
الصدق الثاني:
في النية والإرادة، ويرجع ذلك إلى الإخلاص وهو ألا
يكون له باعث فيالحركات والسكنات إلا الله تعالى،
فإن مازجه شوب من حظوظ النفس بطل صدق النيةوصاحبه
يجوز أن يسمى كاذبًا.
الصدق الثالث:
في صدق العزم، إن الإنسان قد يقدم العزم على العمل
فيقول في نفسه: إنرزقني الله مالاً تصدقت بجميعه -
أو بشطره أو إن لقيت عدوًا في سبيل الله تعالىقاتلت ولم أبالِ
وإن قُتلت، وإن أعطاني الله تعالى ولاية عدلت فيها ولم أعصِ
الله تعالى بظلم وميل إلى خلق، فهذه العزيمة قد يصادقها من نفسه
وهي عزيمة جازمة صادقة،وقد يكون في عزمه نوع ميل
وتردد وضعف يضادالصدقفي العزيمة، فكان الصدقه
اهنا عبارة عن التمام والقوة.



الصدق الرابع:

  • في الوفاء بالعزم، فإن النفس قد تسخو بالعزم في الحال،
  • إذ لا مشقة فيالوعد والعزم والمؤونة فيه خفيفة،
  • فإذا حفت الحقائق وحصل التمكن وهاجت الشهوات،
  • انحلت العزيمة وغلبت الشهوات ولم يتفق الوفاء بالعزم، وهذا يضادالصدقفيه، ولذلك قال الله تعالى: "
  • رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ" [الأحزاب: 23].
    عن أنس رضي الله عنه: أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرًامع
  • رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق ذلك على قلبه وقال:
  • أول مشهد شهده رسول اللهصلى الله عليه وسلم غبت عنه،
  • أما والله لئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله صلىالله عليه
  • وسلم ليرين الله ما اصنع! قال: فشهد أحدًا في العام
  • القابل فاستقبله "سعدبن معاذ" فقال: يا أبا عمرو إلى أين؟
  • فقال: واهًا لريح الجنة! إني أجد ريحها دونأحد! فقاتل
  • حتى قُتل فوُجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية
  • وضربة وطعنة؛ فقالتأخته بنت النضر: ما عرفت
  • أخي إلا بثيابه، فنزلت الآية.


الصدق
الخامس:

في الأعمال، وهو أن يجتهد حتى لا تدل أعماله الظاهرة على
أمر في باطنه لايتصف هو به؛ لا بأن يترك الأعمال ولكن بأن
يستجرَّ الباطن إلى تصديق الظاهر، وربواقف على هيئة خشوع
في صلاته ليس يقصد به مشاهدة غيره ولكن قلبه غافل عن
الصلاة فمنينظر إليه يراه قائمًا بين يدي الله تعالى وهو بالباطن قائم
في السوق بين يدي شهوةمن شهواته.
الصدق السادس:
وهو أعلى الدرجات وأعزها: الصدقفي مقامات الدين،
كالصدقفي الخوف والرجاء والتعظيم والزهد والرضا
والتوكل والحب وسائر هذه الأمور، فإذا غلبالشيء
وتمت حقيقته سمي صاحبه صادقًا فيه، كما يقال: فلان
صدق القتال، ويقال: هذا هوالخوف الصادق. ثم درجات الصدق
لا نهاية لها، وقد يكون للعبد صدق في بعض الأمور دون بعض
فإن كان صادقًا في جميعالأمور فهو الصدِّيق حقًا.

يتبع

 
اجعلها رمزا لحياتك


الأمانةخلق جميل، وهي من أعظم الصفات التي يتصف بها الصالحون،
وقد أمر الله – عزوجل – عباده المؤمنين بأداء الأمانات إلى أصحابها،
فقال تعالى:
(إِنَّاللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِإِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا).

صور الأمانة :
- حفظ أسرار الآخرين أمانة .
- نقل رسالة كلّفك بها إنسان أمانة.
- أن تشهد في موقف ما بما رأيته بالضبط من غير تغيير أمانة.
- الوقت أمانة، فلا نقضيه إلا في كلّ ما هو مفيد، ولا نضيعه

فيما يغضب الله .
-أداء الصلاة والصوم هي أهم أمانة، فالصلاة عندما نؤديها

في وقتها، ونتمّ ركوعها وسجودها باهتمام وخشوع دون
تقصير، نكون قد أدّيناها بأمانة.
- وعدم الغش في البيع أو الشراء أمانة، والتاجر الأمين هو من ينصح المُشتري،ولا يخفيعيوبها، ويبتعد عن الغش بكل أنواعه، قال

رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " منغشّنا فليس مِنّا".
المحافظةعلى المواعيد أمانة، فإذا أعطيتَ زميلاً لك موعدًا باللقاء

فعليك أن تذهب إليه فيالموعد المحدد بالضبط، ولا تتأخر
أو تتخلف عن الموعد.
- وطلب العلم، وإفادة النّاس بما تعلّمناهأمانة.
- جسم الإنسان أمانة يجب المحافظة عليه، ولا نستخدمه إلا

في الخير وكل ما هو مفيد.
- - تأدية العمل بإتقان، ودون إهمال أمانة؛ فالتلميذ أمين على

دروسه وواجباته المدرسيّة، والمعلّم أمين على العلم والمتعلّمين،
والموظف أمين على وظيفته.​
فضل الأمانة :
إنّ الإنسان الأمين يحبه الله – تعالى – ويرضى عنه،

لذا أعدّ الله – تعالى – للإنسان الأمين منزلة عظيمة في الآخرة،
وهى جنة الفردوس أعلى مراتب الجنة.


يتبع
 
الاحترام قيمة إنسانية عامة أولتها البشرية عناية واهتماماً ،
لكن الإسلام أعطاها مكانة كبيرة جعلتها تمتد لتشمل
كثيراً من العلاقات التي تربط بالمسلم بغيره ، بل امتدت لتشمل
المجتمع والعلاقات الاجتماعية.
وإذا كان المسلم مأموراً باحترام المسلم ، فإنه مأمور

أيضاً باحترام غير المسلم ، و لنا في المصطفى صلى الله عليه
و سلم خير قدوة حين كتب إلى هرقل قائلاً بعد بسم الله
الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم .
فلم يشتمه و لم يدعه بما يسيء إليه بل أنزله المكانة التي هو فيها .
أصدرت منظمة اليونسكو مجموعة من القيم رأتها أنها

من المشترك بين الإنسانية كلها ‏، وسمتها بالقيم النشيطة‏ ،
وأوصت بأن تتضمنها كل مناهج التعليم في العالم.
وجاءت قيمة الاحترام أول هذه القيم قيمة الاحترام .
والإسلام كما ذكرنا آنفاً أولى هذه القيمة أهمية كبيرة ،

وربطها بتصرفات وسلوك يضمن تحقيقها ديانة وعبودية لله
تعالى وليس مجرد قيمة أخلاقية مجردة لا يثاب الانسان عليها .
وقد تعددت صور الاحترام في الإسلام لتشمل : احترام الذات ،

واحترام الوالدين ، واحترام المرأة ، واحترام المجتمع وقيمه ،
واحترام العلماء ، واحترام الأمراء ، واحترام غير المسلمين بحفظ
كراماتهم وآدميتهم .
* ـــ أولاً ، احترام الذات :
احترام الذات هو الصورة الذهنية الجميلة التي يرسمها المرء عن نفسه ،

وهذه الصورة تتكون من خلال خبراته وتتأثر بقوة بالرسائل
التي نتلقاها من الآخرين ، ولا شك أن الطريقة التي ينظر بها الإنسان
لنفسه تؤثر في كل نواحي حياته . وإن عدم احترام المرء
لذاته يجعل منه عدواً لنفسه .

من سبل تحقيق احترام الذات :
أ ـ تقوى الله تعالى . قال تعالى { يا أيها الناس إنا خلقناكم

من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن
أكرمكم عند الله أتقاكم}. عن ابن عباس قال :
لا أرى أحدا يعمل بهذه الآية {يا أيها الناس إنا خلقناكم
من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن
أكرمكم عند الله أتقاكم }
فيقول الرجل للرجل : أنا أكرم منك فليس أحد أكرم من
أحد إلا بتقوى الله . البخاري في الأدب المفرد ،
وقال الشيخ الألباني : صحيح
وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال قيل يا رسول الله من

أكرم الناس ؟، قال :" أتقاهم ". رواه البخاري .
وقال تعالى{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ

حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
.والحياة الطيبة تحقق للإنسان ما يحتاجه من احترام الذات .
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : من أصلح سريرته أصلح
الله علانيته، ومن أصلح آخرته أصلح الله دنياه ، ومن أصلح
ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس . وقد صدق رحمه الله ،
فمن جمعت فيه تلك الخصال الثلاث جمع الله له سعادة الدنيا والآخرة .
وقال تعالى { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } .

قال القرطبي رحمه الله أي من أهانه بالشقاء والكفر لا يقدر
أحد على دفع الهوان عنه (تفسير القرطبي 12 /24 )
. وهذا من شؤم المعاصي .
فللمعاصي عقوبات تتعدى إلى الدين والدنيا والقلب والبدن ،

ومن عقوباتها : أنها تجعل المرء يفقد احترامه لنفسه ورضاه عنها ،
بل تجرئ السفهاء عليه ، كما أنها تورث سواداً في الوجه
وظلمة في القلب وتجلب له الضيق والهم والغم والحزن
والألم والانحصار ، وشدة القلق والاضطراب .
( المعاصي لعبد الحميد تركستاني 3 بتصرف كبير).
قال ابن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
ب ـ ومن سبل تحقيق احترام الذات : البعد عن مواطن الريب

والشبهات . فقد جاءت الشريعة صريحة في الحث على ترك
الشبه ومواطن الريب والتهم ، وفي هذا دليل واضح يبين حرص
الشريعة على حفظ كرامة الناس .
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول :" الحلال بيَّن والحرام بيَّن وبينهما أمور
مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ
لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات كراعي يرعى حول
الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ألا إن حمى
الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت
صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا
وهي القلب".رواه البخاري .
فهذا الحديث فيه حث على أن يستبرأ الإنسان لدينه وعرضه

بترك الشبه ، ومن الشبه ورود الإنسان مواطن الريب .
قال الخطابي : هذا الحديث أصل في الورع وفيما يلزم الإنسان
اجتنابه من الشبه والريب . (بذل المجهود في حل أبي داود 14 292) .
وللشيخ محمد أنور الكشميري رحمه الله في شرحه لهذا

الحديث كلاماً نفيساً حيث قال: إن الحديث بعد ذكر
الحلال والحرام انتقل من الأحكام والمسائل إلى الحوادث والوقائع ،
وذكر ضابطة عرفية ، ولذا تعرض إلى استبراء العرض ،
فاندفع ما كان يخطر بالبال أنه لا دخل لذكر العرض
من باب الحلال والحرام فمعناه أن الرجل إذا اتقى الشبهات
ومواضع التهم فقد أحرز دينه عن الضياع وعرضه عن القدح فيه ،
وهو مراد قول علي رضي الله عنه : إياك وما يسبق إلى الأذهان
إنكاره ، وإن كان عندك اعتذاره فليس كل سامع
نكرا يطيق أن تسمعه عذرا ، فإنه ليس واردا في المسائل
فقط بل أعم منها.(فيض الباري على صحيح البخاري (1 153) .
ومن الأحاديث الدالة على أن الإنسان ينبغي له أن يحافظ على

احترامه لنفسه واحترام الناس له بالابتعاد عن مواطن الريب
ما أخرجه الإمام البخاري رحمه الله :" أن صفية بنت حيي
زوج النبي صلى الله عليه وسلم جاءت رسول الله صلى
الله عليه وسلم تزوره وهو معتكف في المسجد
في العشر الغوابر من رمضان ، فتحدثت عنده ساعة
من العشاء ثم قامت تنقلب ، فقام معها النبي صلى الله عليه
وسلم يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند مسكن
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مر بهما رجلان من
الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثم نفذا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي "، قالا :
سبحان الله يا رسول الله ، وكبر عليهما ما قال، قال : "
إن الشيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدم ، وإني خشيت أن يقذف
في قلوبكما ". أخرجه البخاري
يتبع

 
المؤمن صبار وشكور .
ï´؟ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ï´¾
[ سورة إبراهيم: 7]
النبي عليه الصلاة والسلام كان يقوم الليل حتى تورمت قدماه ،
عَنِ الْمُغِيرَةِ يَقُولُ:
(( قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ ، فَقِيلَ لَهُ :

غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ : أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ))
[ متفق عليه عَنِ الْمُغِيرَةِ ]
لذلك كان عليه الصلاة والسلام يدعو بهذا الدعاء :
(( رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لِي

وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى
عَلَيَّ ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ، لَكَ ذَكَّارًا ، لَكَ رَهَّابًا ،
لَكَ مِطْوَاعًا ، لَكَ مُخْبِتًا ، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ،
وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَسَدِّدْ لِسَانِي ،
وَاهْدِ قَلْبِي ، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي))
[الترمذي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ]
الشكر له مستويات ثلاث : أول مستوى : أن تعرف النعمة ،

لأن معرفة النعمة أحد أنواع الشكر ، هناك نعم كثيرة جداً مألوفة ، لكن هذه الألفة لهذه النعم ينبغي ألا تجعلنا ننساها .
إنسان عنده زوجة لا تخونه ، هذه نعمة كبيرة جداً ، لكنها

مألوفة عند الناس ، فحينما تكون مألوفة يتوهم الإنسان أنها
ليست نعمة ، لكن لو كان العكس لغلى الإنسان كالمرجل ،
نعمة أنك تتنعم بصحتك ، بأجهزتك ، بأعضائك ، بجوارحك ،
بحواسك الخمسة ، نعمة أنه لك مأوى ، فكلما نقلت المألوفات إلى
النعم زادك الله نعماً وكرمك ، هذا المستوى الأول ، أن
تعرف أنها نعمة ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ :
(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا ، وَسَقَانَا ، وَكَفَانَا ، وَآوَانَا ، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ ))

[مسلم عَنْ أَنَسٍ]
ترون وتسمعون ماذا يحل في إخوتنا في فلسطين وفي العراق ،

نعمة المأوى ، نعمة السلامة ، نعمة أن العدد مساء صحيح ،
هذه من نعم الله الكبرى .
المستوى الأعلى : أن يمتلئ القلب امتناناً لله عز وجل ،

دون أن تشعر تلهج بحمد الله ، يا رب لك الحمد .
المستوى الأعلى والأعلى : أن تقابل هذه النعم بعمل صالح ،

بخدمة عباده ، يؤكد هذا المعنى قوله تعالى :
ï´؟ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا ï´¾
[ سورة سبأ : 13 ]

الشكر الحقيقي هو ما ترجم إلى عمل .
على الإنسان أن يشكر الله الشكر الذي يليق بنعمه :
أيها الأخوة ، يقول الله عز وجل في حديث قدسي :

(( أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ،

أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ،
وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب
والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها
وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها... ))

[ رواه البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عسا

كر عن أبي الدرداء ]
وفي حديث صحيح عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ :

(( مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ

النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ ، التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ ،
وَتَرْكُهَا كُفْرٌ ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ ))
[رواه الإمام أحمد عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ]
لكن أيها الأخوة ، المعنى الدقيق أن شكر النعمة لا يتم إلا

بنعمة جديدة ، وهي نعمة الشكر ، لذلك في الدعاء الشريف :
(( اللهم أعنا على دوام ذكرك وشكرك ))
[ورد في الأثر]

أيضاً نستعين بالله على أن نشكره ، الشكر الذي يليق بنعمه .

من لم يشكر النَّاس لم يشكر اللَّه :
لكن لا بد من تعليق ، هناك إنسان يتوهم نفسه موحداً ،

يقول : أنا لا أشكر إلا الله ، جيد هذا الكلام ، لكن هذا
الذي ساق لك الخير على يديه هو إنسان ومخير ، واختار أن يقدم
لك هذا الخير ، وفي الحديث:
(( مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ ))
[الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ]
ليس هناك تناقض بين شكر الناس وبين شكر الله ،

لكن الله عز وجل هو الذي مكن هذا الإنسان أن يقدم
لي هذه الخدمة ، وسمح له بذلك ، ووفقه إلى ذلك ، إذاً أنا واجبي
أن أشكر الله أولاً ، ثم أن أشكر هذا الإنسان ،
لأن هذا يقوي العمل الصالح في المجتمع ، أما كلما جاءتك
نعمة من إنسان فتنكرت له ، وقلت : أنا لا أشكر إلا
الله ، ليس هذا من أخلاق المؤمن.الشكر يقوي العلاقات
بين الن
شيء آخر ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ

أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ ))

يتبع
 
فضل الحياء
الحياء أمارة صادقة على طبيعة الإنسان فهو يكشف عن قيمة

إيمانه ومقدار أدبه وعندما ترى الرجل يتحرج من فعل ما لا ينبغي
او ترى حمرة الخجل تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لايليق فاعلم أنه
حي الضمير نقي المعدن زكي العنصر وقد وصى الإسلام
بالحياء وجعل هذا الخلق السامي ابرز ما يتميز به افسلام من فضائل0
وإذا فقد الشخص حياءه وفقد أمانته اصبح وحشا كاسرا

ينطلق معربدا أمام شهواته ويدرس في سبيلها أزكى
العواطف وللحياء مواضع يستحب فيها فالحياء في الكلام
يتطلب من المسلم أن يطهر فمه من الفحش وأن ينزه لسانه من
العيب وان يخجل من ذكر العورات فإن من سوء الأدب
أن تفلت اللفاظ البذيئة من المرء غير عابئ بمواقعها وىثارها0
وهناك حديث نبوي قد دل على فضل الحياء
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استحيوا من الله حق الحياء قلنا انا نستحي من الله يارسول الله والحمد لله قال ليس ذلك..
الاستحياء من الله حق الحياء ان تحفظ الراس وما حوى والبطن وماحوى وتذكر الموت والبلى ومن اراد الاخرة ترك زينة الدنيا وآثر الاخرة على الاولى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
الوسوم
اجعلها رمزا لحياتك
عودة
أعلى