العنف داخل الاسرة

smile

شخصية هامة
1.jpg




عندما يحدث عنف في الشارع أو في الساحة العامة، بين شخصين أو مجموعة

من الأشخاص، فإنه يوجد دائماً مَن يتدخّل للفصل بين المتخاصمين، فإذا لم ينجح

الموجودون في مكان الحادثة في رفع الأذى عن الضحية، فإن الشرطة ستخف

وتحسم الأمر. والحقيقة أن جميع دول العالم تسعى لأن تكون لديها أجهزة أمنية

كفوءة لتأمين السلامة العامة، وحماية الضعيف من بطش القوي. لكن، ماذا

يحدث عندما يكون البيت هو مسرح العمل العنيف؟؟؟



فوراء جدران البيوت يوجد أيضاً الأقوياء والضعفاء، وتوجد دائماً أسباب كثيرة

للخلاف بين الزوج وزوجته، وبين الزوجين وأولادهما؟ هنا لا يتم الاستنجاد

بالسلطات الأمنية إلا عندما تبلغ درجة العنف حدّاً لا يُحتمل. ومعظم حوادث العنف

العائلية تبقى طيّ الكتمان، على اعتبار أنها من خصوصيات الأسرة! العنف

العائلي لا يزال يعتبر مسألة اجتماعية مقلقة في المجتمعات الشرقية والغربية

على السواء،


ما هو العنف الأسري؟

يُعرّف العنف الأسري أو العائلي على أنه جميع الأعمال التي ترتبط بالإساءة أو

الإيذاء من طرف ضد طرف أو أطراف داخل العائلة الواحدة. وقد تظهر أنواع

الإساءة أو الإيذاء في شكل مادي أو معنوي، بمعنى أن الإيذاء الجسدي ليس

وحده المقصود، بل هناك أنواع أخرى من الإساءة التي تصدر من الطرف القوي

في الأسرة ضد طرف أو أكثر ولا تتضمن أي نوع من الإيذاء الجسدي ولكنها

تدخل في نطاق العنف المعنوي مثل الجو القهري الذي تعيشه بعض الأسر وينتج

عنه تهديدات عاطفية خطيرة. ** بين الطرف القوي والطرف الضعيف



إن العنف العائلي يمكن أن يتخذ مظاهر عدة منها العنف اللفظي والعنف البدني

والتمييز في المعاملة بين الأبناء وإهمال الآباء دورهم في الرعاية النفسية

والاقتصادية والاجتماعية لأفراد أسرهم وعقاب أحد أفراد الأسرة بالطرد أو

الإبعاد من المنزل وأخيراً القتل. ويعتبر الأطفال والنساء أكثر الفئات التي يقع

عليها نوع أو أكثر من أنواع العنف داخل الأسرة، إذ أنهم في العادة يصنفون

ضمن ما يسمى "الطرف الضعيف"، فيما يُصنف الرجال في الأسرة على أنهم

"الطرف الأقوى


اما نتائج العنف الاسري على الاطفال فيتمثل بهذه النقاط

* هذه تصرفات الأطفال المعرضين كضحية للعنف الاسري:
أ– الحركة الزائدة:
1 - تغيرات في عادات النوم .
2 – عدوانية في التصرف .
3 – أحلام مزعجة .
4 – يتم اللعب بعدوانية وعنف مع الألعاب .
5 – الزيادة في الحوادث .
ب – الاكتئاب:
1 – صعوبات في وقت الحمام .
2 – التبول اللاإرادي .
3 – مزاجية وتقلب في المزاج .
4 – إيذاء الحيوانات .
ج – تغيرات في عادات الأكل:
1 – الصعوبات وقت النوم .
2 – تصرفات مدبرة للذات .
3 – التحدث بعبر منطقية .
4 – الفشل في المدرسة .
5 – الكذب .

قصة ماريا

أنا ماريا جريبس، ترعرعت في واشنطن مع والدتي والتي أنهت رسالة الدكتوراة وهي تعمل بروفيسير في الجامعة، وأبي كان مديراً لمكتب في الحكومة الفيدارالية. عائلتي لديها سر صغير قذر والدي عادة وبشكل عنيف جدا كان يضرب أمي أحيانا كل يوم في الأسبوع وأحيانا فقط مرة في الأسبوع وأحيانا مرة في الشهر وبشكل مرعب ومخيف أحيانا يتحول من أب محب ولعوب الى أب ساخط مخيف وقوي بشكل فظيع سأكون كاذبة اذا ما أخفيت خلفي ليلا وأنا في السرير متسائلة أن المسدس سيخرج وسأنهض صباحا لا أعرف على الأكيد اذا ما كنت سأجد أمي على قيد الحياة .
أي شيء قد يجعلة غاضبا، ربما أنها لم تحبة سريعا أو أنها نسيت شراء ورق محارم للحمام أو أنها تجاهلته بينما هو يروي قصة أو أنها نسيت أن تحضر الكاتش أب الى مائدة العشاء .
وفي نقطة معينة في مرحلة العراك (يقول إذا قلت كلمة واحدة أخرى سأضربك . وأمي لانها تعرف ما يغضبه تقول شيئا وبذلك فهو سيلقها على الارض يضربها على شكل "نقر" Kick يجرها على الارض – يعاقبها ويحملها من شعرها.
نحن كأطفال دائما نستمع للعراك الدائر بينهما في الممر المؤدي لغرفة النوم. أحاول أن أجد شكلا – من هو الذي على صح ومن هو المخطئ. ولا أستطيع ، وهو دائما يظهر وكأنه على حق. بشكل منطقي جدا.
طبعا لم نخبر أحد هذا يؤدي للشعور بالخجل وبحاجة للحفاظ عليه كسر – جاء الصباح وضعت النسيان على وجهي وذهبت للمدرسة منهكة بعد السهر طوال الليل خجلة جدا لما حدث ولم أرد أن يعرف أحد.
أمي ستذهب للجامعة بعينين سوداوين وستخبر زملائها أنها ارتطمت بالباب وأحدا من زملائها لن يسأل أي سؤال لا يريدون أن يعرفوا وقليلا من الاحتياج للحديث وأبي لن يخبر أحدا أيضا.
هذا السر عن العنف أخذ مني الكثير عندما كنت ب الـ 17 عام من عمري أصبت بإنهيار عصبي وجدت بالمستشفى لمدة سنة . تقريبا مدمرة لما حدث في عائلتي. ومن المستحيل أن الملجأ قد يكون خيار لامي.

موقف المجتمع هو العامل الاقوى والاوحد الذي جعل وجعلنا نستسلم لما يحدث داخل بيتنا
مثال على ذلك مما يمكن أن يقال (أي شيء حدث في بيتك ليس من اهتماماتنا هذه مشكلتك لتتعاملي معها. مسؤولية المرأة أن تقف بجانب زوجها.
(أب مجنون أفضل من عدم وجوده بتاتا) أمي حقيقة كانت تقول ذلك لي .


قصة اخرى

سماح وهي فتاة في مقتبل العمر (23 عاماً) تعرضت إلى الإيذاء الجسدي من قبل

جميع أفراد أسرتها تقريباً، ووصل بها الحال إلى مستشفى للأمراض العقلية

والنفسية. وُلدت سماح في أسرة متوسطة الحال وترتيبها الخامسة بعد صبي

وثلاث بنات، كان والدها يرغب في صبي ثانٍ، إلا أن قدوم سماح جعله يهجر

أسرته كما توعد زوجته ويتزوج بأخرى. صبّت أم سماح كل نقمتها على طفلتها

الصغرى التي لا حول لها ولا قوة ولا ذنب إلا أنها جاءت في الوقت الخطأ حسب

تقدير الوالد والوالدة. ونشأت سماح في ظل هذه الظروف الصعبة، تُهان من جميع

من حولها، خصوصاً أقرب الناس إليها - أمها - التي كان يجب أن تكون اليد

الحانية التي تزيل آلامها وتخفف معاناتها من الآخرين. ولأنها تريد الخلاص، قبلت

بأول طارق باب زواج لها، معتقدة أنها ستنجو. إلا أنها انتقلت من سيء إلى

أسوأ. كان زوج سماح رجلاً متزوجاً وله أولاد، ورغم أنه وعد باستئجار بيت

مستقل لها - وهذا ما فعله في البداية - إلا أنه عاد بعد شهور قليلة وطلب منها

الانتقال إلى بيته الأول لوقوعه في ضائقة مالية وعدم تمكّنه من فتح بيتين. وفي

بيت الزوجة الأولى عملت سماح خادمة لها ولأولادها الخمسة، ولم تكن رغم ذلك

تتلقى سوى أبشع الشتائم وأسوأ معاملة. ولم يشفع لسماح حملها، بل جعل ذلك

الأمر النار تتأجج في صدر ضرتها التي كادت لها بمساعدة ولدها البكر، فما أن

غاب الزوج في رحلة عمل، حتى أمسكوا بها وقيدوها وأشبعوها ضرباً، ولم

يتوقف الضرب حتى أصبحت سماح بلا حراك. استدعى الابن الإسعاف خوفاً من

المساءلة، وادعت الأم أن سماح كانت خارج البيت وجاءتهم وهي على تلك

الحالة، وهناك أسقطت سماح جنينها وخضعت لعلاج جسدي مكثّف، إلا أن حالتها

النفسية لم تستقر نتيجة الضغوط التي عانت منها. اليوم سماح ترقد في أحد

مستشفيات العلاج النفسي تبكي باستمرار، تهذي بإسم طفلها الذي تاقت لحضوره

حتى يؤنس عليها وحدتها وغربتها بين أهلها. * قسوة الأهل الشديدة قادتها الى
الانتحار...

الاسباب..


أن ظاهرة العنف الأسري جاءت نتيجة للحياة العصرية، إذ أن من ضرائب التنمية

والتحضر ظهور مشاكل اجتماعية لم تكن موجودة في المجتمعات التقليدية. ويشير

إلى أنه في مرحلة ما قبل التنمية كانت قضايا العنف الأسري أقل بسبب نمط

الأسرة الممتدة التي يوجد فيها الأب والأم والأبناء وأبناء الأبناء وزوجات الأبناء،

وهذا هو النمط الذي كان سائداً في ذلك الوقت. وفي ظل هذه الأسرة، تكون

السلطة الأسرية موزعة على الأفراد بطريقة شبه متساوية، الأمر الذي يشكل

حماية لأفراد الأسرة من تسلط شخص واحد، وإذا حصل اعتداء من شخص من

أفراد الأسرة على آخر، فسوف يجد المعتدى عليه مصادر عديدة للدعم والمساندة

الاجتماعية فيسهم ذلك في تخفيف مصابه.

أن تعاون أفراد الأسرة البالغين في أمور الإعالة، يخفف من عوامل الضغط

النفسي والإحباط، وهي من المنابع الأولية لمشكلة العنف الأسري.

أن الحياة في زحام المدينة واشتداد المنافسة على فرص العمل وازدياد

الاستهلاك مع ضعف الموارد وانخفاض الدخول وتراكم الديون على الأفراد

وعجزهم عن تلبية متطلباتهم الأساسية وضعف الروابط الأسرية، كلها مجتمعة

تعد المنبع الذي ينبع منه نهر العنف الأسري.


ويلفت إلى بعض الدراسات التي وجدت أن الأفراد الذين يكونون ضحية للعنف في

صغرهم، يُمارسون العنف على أفراد أسرهم في المستقبل. ويعتقد أن القيم

الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً ومهماً في تبرير العنف، إذ أن قيم

الشرف والمكانة الاجتماعية تحددها معايير معينة تستخدم العنف أحياناً كواجب

وأمر حتمي. وكذلك يتعلم الأفراد المكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة

لها والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية أكثر من الضعيف في

الأسرة، إذ أن القوي في الأسرة سواء كان أباً أو زوجاً أو أخاً أكبر يتمتع بكل

الحقوق والامتيازات التي تضمن له أن يسمعوه ويطيعوا وإلا تعرضوا للأذى

الشديد.



الرأفة والإحسان أساس العلاقة الأسرية السليمة

فالأرواح تنمو بالتربية اللطيفة، كما تنمو الأجسام بالغذاء الصحيح

ودمتم بكل خير

 
التعديل الأخير:
يسلمو سمايل

موضوع يستحق التوقف والنظر فيه

تقبلي تحياتي
 
الوسوم
الاسرة العنف داخل
عودة
أعلى