تطبيقات شاملة في التربية الاسلامية للسنة الثالثة متوسط منهاج الجزائر

رد: تطبيقات شاملة في التربية الاسلامية للسنة الثالثة متوسط
المثابرة و ترك الكسل







التمرين الأول:

لقد خلق الله تعالى الانسان في كبد ، و جعله يسعى و يتعب في هذه الدنيا ، و لقد تأكد عند أولي العقل الراجحة أن النجاح في الحياة لا يُنال بالكسل و ترك العمل ، و إنما يُنال بالجد و المثابرة .
ما معنى المثابرة و ترك الكسل ؟

التمرين الثاني:

لماذا يحثنا الدين اسلامي علىالمثابرة و ترك الكسل ؟
التمرين الثالث:

يشكو كثير من الشباب من البطالة، وقلّة الفرص، وعدم وجود وظائف مناسبة!!؛ فيخلدون إلى الراحة والنوم والكسل، وترك العمل، ممّا يجعلهم عالة على أهلهم وعلى المجتمع.
ما هي النصائح والوصايا التي تقدمها لهؤلاء لعلّها تكون سبباً في بعثهم على العمل والنشاط، وطرد الكسل؟
التمرين الرابع:

من الأخلاق الذميمة التي حث الإسلام على التخلص منها.. خلقا العجز و الكسل.. و قد كان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يتعوذ منهما.اكتب فقرة تبين نهي الاسلام وذمه للمتصف بهما.

التمرين الخامس:

اذكر بعض مظاهر العجز و الكسل في حياة بعض الشباب الغافل.

التمرين السادس:

ما هو السبيل إلى المثابرة؟
 
سورة النازعات
التمرين الأول:

لخص ما ترشد إليه سورة النازعات.

التمرين الثاني:

إن المتدبرفي آيات سورة النازعات يجد فيهـا بعض من فيض العلم الرباني و الهدى الإلهي الجلي فى كل كلمة و كل حرف فيها.
اكتب بعضا من صور الاعجاز العلمي الواردة فيها.

التمرين الثالث:

استنتج الفوائد التي جاءت في سورة النازعات
 
الأسس الخلقية للحياة الاجتماعية
التمرين الأول:

أهمية الأخلاق الفاضلة في حياة الفرد المسلم :
جعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله -تعالى-: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 133-134].
وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق، فقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا بالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن) [الترمذي].
فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقًا، وكان خلقه القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل، ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله -سبحانه- وبدخول الجنة.

التمرين الثاني:

من الأسس الخلقية للحياة الاجتماعية الألفة:
إن الإنسان خُلق اجتماعياً، وكلما ازدادت ألفة الإنسان لبني نوعه، ظهرت كنوز نفسه، وكنوز نفس المجتمع الذي يعيش فيه، إذ النفوس إنما تظهر كوامنها عند حب الاجتماع، وعند تآلف بعض الأفراد مع بعض، ولذا ورد في الحديث (المؤمن ألف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف).

التمرين الثالث:

أهمية الكلمة الطيبة ومساوئ الكلام البذئ:
يريد الاسلام من الإنسان أن يكون صالح المنطق مهذّب الكلام، لا فحش ولا لغو ولا عبث، بل جدية مثمرة ونطق صائب،
لذلك عبّر تعالى عن أهمية الكلمة وعظيم أثرها واستمرار نتاجها الطيب في قوله عزَّ وجلّ: "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبةً كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكُلُها كلّ حين بإذن ربِّها... ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار"فالكلمة سكين ذو حدَّين إذا كانت حسنة وهادفة تنطلق من إرادة واعية ونية خير للبشر، فهي تصنع الحضارة والرقي وتبني المجتمع وتوجِّه الناس نحو الخير والبناء والصلاح. وإذا كانت سيئة تنطلق من إرادة العبث واللهو وعدم تحمُّل المسؤولية، فهي تقضي على كل صلاح وخير، وتهدم ما تبقى من سلامة في نفوس البشر وتعيث الفساد في ربوع البلاد وبين العباد.

التمرين الرابع:

الأخلاق الحسنة:
ـ الصدق:القول المطابق للواقع دون زيادة ومبالغة، ولا نقصان .
ـ القول الحسن:القول المتأدب الجميل الخالي من الخشونة والشتم وسوء الأمر.
ـ خفض الصوت:الكلام بصورة هادئة دون جدال وصخب وصياح.
ـ الستر:إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم.
ـ التأني : التَّثَبُّت والتمهُّل وعدم التعجُّل.
ـ الأمل: انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات.
ـ العفو:التجاوز عن الذنب والخطأ، وترك العقاب عليه.
ـ الكتمان:حفظ الأسرار، وإخفاء ما لا يجب أن يعرفه الناس من الأمور الخاصة.
ـ التواضع:عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس.
ـ الحياء: أن تخجل النفس من العيب والخطأ.
الأخلاق القبيحة:
ـ الغيبة : ذكرك أخاك بما فيه مما يكره.
ـ البهت: ذكرك أخاك بما ليس فيه مما يكره.
ـ النميمة: نقل الكلام من شخص إلى آخر بغرض الإفساد.
ـ السخرية:ذكرالناس بما يحقّرهم ويستهين بهم بقول أو إشارة أو فعل .
ـ التجسس:البحث عن باطن أمور الناس.

التمرين الخامس:

سوء الظن : هو الشك والتهمة ،من غير دليل ولا برهان .وأسبابه:
- سوء النية - الحسد .- كثرة ملاحظة الناس - عدم تربية النشء على المبدأ الصحيح في الحكم على الأشياء والأشخاص .
- المحيط والبيئة المعينة على تفشي هذه المشكلة - الوقوع في الشبهات سواء عن قصد أو عن غير قصد ، وعدم تبرير الوقوع في هذه الشبهة .
أثره على الفرد :
- الوقوع في الإثم والكذب " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع "
- القعود عن أعمال البر والاضطراب النفسي .
- الحسرة والندامة والعقوبة . كما حصل لمن وقع في حادثة الإفك .
أثره على الجماعة :
- الفرقة وتمزيق الصف " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم "
- عدم التمييز بين الحق والباطل ، وبين العدو والصديق .
الحلول .
- بناء العقيدة السليمة القائمة على حسن الظن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين .
- ترك المعاصي وفعل الطاعات .
- معاملة الناس بالظاهر وإيكال السرائر إلى الله .
- تجنب الوقوع في الشبهات ، والحرص على دفعها إن حصلت .
- الانشغال بعيوب النفس وإصلاحها وترك ملاحظة الناس " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .
- التربية على المنهج القرآني في قبول الآخبار والتثبت منها .

التمرين السادس:

من السلوكات الاسلامية الفاضلة الرحمة:
الرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة. والمسلم رحيم القلب، يغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح دموع اليتامى؛ فيحسن إليهم، ويدخل السرور عليهم.
ـ رحمة الله:
فرحمة الله -سبحانه- واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو، فهو القائل: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} [الأعراف: 156]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [متفق عليه].
ـ رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:
الرحمة والشفقة من أبرز أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك، فقال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة: 128]. وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين} [الأنبياء: 107].
ـ رحمة البشر:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحم من في الأرض، يرحَمْك من في السماء) [الطبراني والحاكم]، وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [مسلم].
والمسلم رحيم في كل أموره؛ يعاون أخاه فيما عجز عنه؛ فيأخذ بيد الأعمى في الطرقات ليجنِّبه الخطر، ويرحم الخادم؛ بأن يحسن إليه، ويعامله معاملة كريمة، ويرحم والديه، بطاعتهما وبرهما والإحسان إليهما والتخفيف عنهما.
والمسلم يرحم نفسه، بأن يحميها مما يضرها في الدنيا والآخرة؛ فيبتعد عن المعاصي، ويتقرب إلى الله بالطاعات، ولا يقسو على نفسه بتحميلها ما لا تطيق، ويجتنب كل ما يضر الجسم من أمراض، فلا يؤذي جسده بالتدخين أو المخدرات... إلى غير ذلك. والمسلم يرحم الحيوان، فرحمة المسلم تشمل جميع المخلوقات بما في ذلك الحيوانات.
 
مواقف من حياة نوح عليه السلام

التمرين الأول:

نبي الله نوح عليه الصلاة السلام مواقفه كلها شجاعة وثبات على الحق:
فيصور لنا القرآن الحكيم أن نوحاً عليه السلام امتثل أمر ربه تعالى ببناء السفينة التي تستغرق الوقت الطويل جداً, ويمر به ملأ من قومه وهم الجماعة الذين تمالؤوا على التكذيب بنوح عليه السلام ورسالته فيسخرون منه ومما يصنع, و لم يكن مرورهم بنوح عليه السلام مرة واحدة, بل قال الله تعالى:{ وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه}. و(كلما) تفيد الاستمرار والديمومة.
فما كان جواب نوح عليه السلام الخضوع أو السكوت أو التراخي أو التراجع عما يعمل أو السب أو الشتم, حاشاه عليه الصلاة والسلام, بل كان موقفه موقف الشجاع الثابت على دين الله تعالى, قال لهم بقوة وثبات { قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون, فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم}. إنها الشجاعة والثبات على دين الله تعالى.

التمرين الثاني:

الدليل على صبر سيدنا نوح عليه السلام وثباته:
لبث سيدنا نوح في قومه يدعوهم إلى الإسلام ألف سنة إلا خمسين عامًا قال تعالى: {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا} (سورة العنكبوت 14)، وكان قومه يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه، حتى تمادوا في معصيتهم وعظمت منهم الخطيئة فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي كان قبله، حتى إن كان الاخر ليقول: قد كان هذا مع ءابائنا وأجدادنا مجنونًا لا يقبلون منه شيئًا. ومن جملة ما قال لهم {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم} (سورة هود 34) أي أن الله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ولكن اليأس لم يدخل قلب نوح بل أخذ يجاهد في إبلاغ الرسالة ويبسط لهم البراهين، ولم يؤمن به إلا جماعة قليلة استجابوا لدعوته وصدقوا برسالته.

التمرين الثالث:

عظمة نوح عليه السلام:
إن العظمة الحقيقة ليست في الملك أو الرئاسة أو الغنى مثلما يعتقد البعض الآن. إنما توجد العظمة في خضوع القلب لله ونقائه، وطهارة الضمير، وقيمة الأفكار التي يحملها العقل، وقدرة هذا العقل على تغيير الحياة حوله. وكان نوح هذا كله وأكثر. فكان على الفطرة مؤمنا بالله تعالى. قبل بعثته إلى الناس، وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وهناك سبب آخر لعظمة نوح. كان إذا استيقظ أو نام أو شرب أو أكل أو لبس ملابسه أو خرج أو دخل، يشكر الله ويحمده، ويذكر نعمته عليه، ويعاود الشكر، ولهذا قال الله تعالى عن نوح: ((إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)).

التمرين الرابع:

تعرض سيدنا نوح عليه السلام للمساومة من طرف فئة كافرة من قومه:
اندلع الصراع بين نوح ورؤساء قومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح. إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك. إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم.. ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء. فاستمع نوح إلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومه أنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوف الله.. وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء، إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء. قال تعالى في سورة هود:
((قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (30)

التمرين الخامس:

آية من الآيات المبينة لحجاج نوح لقومه:
قال تعالى في سورة هود): (وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ(31))
قال نوح عليه السلام لقومه أنه لا يدعى لنفسه أكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعي لنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لا يعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به. أخبرهم أيضا أنه ليس ملكا. بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة وإن الذين تزدري أعينكم وتحتقر وتستثقل إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به.. أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا.
 
الصبر
التمرين الأول:

الصبر وما له من فضل:
الصبر هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه كاملا، وأن يجتنب ما ينهاه عنه، وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد، والمسلم يتجمل بالصبر، ويتحمل المشاق، ولا يجزع، ولا يحزن لمصائب الدهر ونكباته. يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153].ولقد أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول تعالى: {وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157]. ويقول: {إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10].ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)[متفق عليه].

التمرين الثاني:

-الصبرعند المصيبة يسمى ايماناً.
-الصبرعند الاكل يسمى قناعة.
- الصبرعند حفظ السر يسمى كتماناً.
-الصبرمن اجل الصداقة يسمى وفاء.
-اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.
- صبرك عن محارم الله أيسر من صبرك على عذاب الله.
- الصبر جواد لا يكبو وصارم لا ينبو وحصن حصين ودرع متين
ـ إذا ما أتاك الدهر يوماً بنكبة فأفرغ لها صبراً ووسع لها صدرا
ـ مــن صبر وتـأنــي نـال ما تمنـى
ـ الصـبر ستـر للكروب وعون على الخطوب.

التمرين الثالث:

فضائل الصبر في القرآن الكريم:
1- علق الله الفلاح به في قوله: ((ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)).
2- الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره: ((أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا))
3- ظفرهم بمعية الله لهم : ((إن الله مع الصابرين)).
4- أنه جمع لهم ثلاثة أمور لم تجمع لغيرهم: ((أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)).
5- أنه جعل الصبر عوناً وعدة، وأمر بالاستعانة به : ((واستعينوا بالصبر والصلاة)).
6- أن الملائكة تسلم في الجنة على المؤمنين بصبرهم ((والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)).
7- أنه سبحانه جعل الصبر على المصائب من عزم الأمور: ((ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور)).
8- أنه سبحانه جعل محبته للصابرين: ((والله يحب الصابرين)).
9- إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم ((ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون)).

التمرين الرابع:

مجالات الصبر :
أ - الصبر على بلاء الدنيا.
ب - الصبر على مشتهيات النفس.
ج - الصبر على طاعة الله تعالى.
د - الصبر على مشاق الدعوة إلى الله.
هـ الصبر حين البأس.

التمرين الخامس:

الأسباب المعينة على الصبر:
أ - المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا.
ب - معرفتك بأنك وما بيدك ملك لله تعالى ومرجعك إليه.
ج - اليقين بحسن الجزاء عند الله تعالى.
د - الثقة بحصول الفرج.
هـ - الاستعانة بالله.
و - الاقتداء بأهل الصبر.
ز - الإيمان بقدر الله.



التمرين السادس:

مواقف خالدة في الصبر:
ـ قول سيدنا إسماعيل عليه السلام لأبيه سيدنا ابراهيم عليه السلام: ((يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)) وهو صبر على طاعة الله.
ـ صبر يوسف عليه السلام على مراودة امرأة العزيز، لقد كان الصبر ظهير يوسف في محنته التي ابتلي بها اضطراراً واختياراً وكشف عن هذا حين عثر إخوته عليه فقال: ((أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)) وهو صبر عن معصية الله.
ـ نبي الله أيوب عليه السلام، لقد أصابه ضر عظيم في بدنه وأهله وماله فصبر، فخلد ذكره في القرآن فقال الله تعالى: ((واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب، وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث، إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب))،وهو صبر على أقدار الله المؤلمة.
 
الشكر
التمرين الأول:

أنواع الشكر:
المسلم يشكر كل من قدم إليه خيرًا، أو صنع إليه معروفًا، ومن أنواع الشكر:
ـ شكر الله: المسلم يشكر ربه على نعمه الكثيرة التي أنعم بها عليه، ولا يكفر بنعم الله إلا جاحد، قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152 ].
وقال صلى الله عليه وسلم: (التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله) [البيهقي].
ـ شكر الوالدين: أمر الله -عز وجل- بشكر الوالدين والإحسان إليهما، يقول تعالى: {أن اشكر لي ولواديك إلي المصير} [لقمان: 14]. فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على مرضاتهما، وعدم إغضابهما.
ـ شكر الناس: المسلم يقدِّر المعروف، ويعرف للناس حقوقهم، فيشكرهم على ما قدموا له من خير. قال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يشْكُرُ اللهَ من لا يشْكُرُ الناسَ) [أبو داود والترمذي].

التمرين الثاني:

قصة تبين أهمية الشكر في حياة الانسان.
يحكى أن رجلا ذهب إلى أحد العلماء، وشكا إليه فقره، فقال العالم: أَيسُرُّكَ أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك أخرس ولك عشره آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم، أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك نعم بخمسين ألفًا.
فعرف الرجل مدى نعمة الله عليه، وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولا يشتكي إلى أحد أبدًا.

التمرين الثالث:

كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم:
ـ يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام: ((إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين. شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم))(النحل: 120-121)
ـ وصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال: ((ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا)) [الإسراء: 3].
ـ قال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-: ((قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم)) (النمل: 40)
ـ تحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (أفلا أكون عبدًا شَكُورًا)[متفق عليه].
 
صلح الحديبية
التمرين الأول:

في العام السادس من الهجرة، وفي شهر ذي الحجة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة متوجهًا إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة.
1ـ ليظهروا حسن نيتهم ويُعْلِموا أهل مكة أنهم جاءوا حاجين إلى البيت وزائرين له، ولم يأتوا لحرب أو قتال، بل لأداء العمرة.
2ـ أعظم مواقف الرسول(ص) في الشورى.
3ـ موقف للرسول(ص) في السلم.
4ـ قدرة الله تعالى وملازمة الوحي والعناية الالهية للرسول(ص).
5ـ تعظيم وطاعة الصحابة وكل المسلمين للرسول(ص).
6ـ تنفيذ الصحابي لأمر الرسول(ص) وقوة إيمانه.

التمرين الثاني:

تفاصيل صلح الحديبية:
1ـ سنة 6 للهجرة في ذي القعدة.
2ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وأصحابه لأداء العمرة ولا يريدون القتال.
3ـ وجاء عن جابر أنه قال: (قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: أنتم خير أهل الأرض، وكنا ألفًا وأربعمائة). صحيح البخاري.
4ـ قررت صد المسلمين عن مكة، وأرسلت خالد بن الوليد بمائتي فارس يتلقون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويردونه.
5ـ لتفادي الاشتباك مع المشركين سلك طريقًا وعرة عبر ثنية المرار، وعندما وصلها قال: (من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل).
6ـ بركت في ثنية المرار.
7ـ قالوا: خلأت القصواء.وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل) ثم قال: (والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها). صحيح البخاري
8ـ زجرها فوثبت به حتى نزل بأقصى الحديبية، على ثمدٍ (بئر )قليل الماء. صحيح البخاري
9ـ نزع سهمًا من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه في البئر، فجاش لهم بالري، فارتووا جميعًا. صحيح البخاري
10ـ عروة بن مسعود، فإنه لما رجع إلى قريش قال لهم: (أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمدٍ محمدًا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره). صحيح البخاري
11ـ عثمان بن عفان.
12ـ قال: (ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم).
13ـ أشيع أنه قد قتل.
14ـ دعا صلى الله عليه وسلم أصحابه للبيعة تحت الشجرة، فبايعوه على الموت. صحيح البخاري
15ـ أشار صلى الله عليه وسلم إلى يده اليمنى، وقال: (هذه يد عثمان) فضرب بها على يده اليسرى وقال: (هذه لعثمان). صحيح البخاري
16ـ سهيل بن عمرو، وقال النبي صلى الله عليه وسلم متفائلاً: (لقد سهل لكم أمركم). صحيح البخاري.
17ـ بنود الصلح الذي تم بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش:
1ـ الرسول صلى الله عليه وسلم يرجع من عامه فلا يدخل مكة، وإذا كان العام القادم دخلها المسلمون فأقاموا فيها ثلاثًا.
2ـ وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض.
3ـ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.
4ـ من أتى محمدًا من قريش من غير إذن وليه ـ أي هاربًا ـ رده عليهم، ومن جاء قريشًا ممن مع محمد ـ أي هاربًا منه ـ لم يرد عليه . صحيح البخاري ومسلم
18ـ سورة الفتح، قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}.
قال صلى الله عليه وسلم: (لقد أنزلت علي الليلة سورة أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}. صحيح البخاري
19ـ بعض الحكم المستنبطة من صلح الحديبية:
ـ أنها كانت مقدمة بين يدي الفتح الأعظم الذي أعز الله به رسوله وجنده.
ـ أن هذه الهدنة كانت من أعظم الفتوح، فإن الناس أمن بعضهم بعضًا واختلط المسلمون بالكفار وبادءوهم بالدعوة.
ـ آية النبوة المحمدية المتجلية في جَيَشَان الماء في البئر التي أدخل فيها سهم النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ بيان مدى إجلال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي أدهش سفير المشركين عروة بن مسعود.
ـ بيان فضيلة عثمان في كونه لم يرض أن يطوف بالبيت دون رسـول الله صلى الله عليه وسلم، وفي بيعة الرسول له وهو غائب.
ـ بيان فضل أهل بيعة الرضوان.
ـ استحباب التفاؤل لقوله صلى الله عليه وسلم: (سهل أمركم).

التمرين الثالث:

أبو بصير عبيد الله بن أسيد:
أرسلت قريش وراء أبي بصير اثنين من رجالها، ليعودا به إليها تنفيذًا لشروط الصلح، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بصير، إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت، ولا يصلح لنا في ديننا الغدر، وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، فانطلق إلى قومك) _[ابن إسحاق].
وحزن أبو بصير وقال: يا رسول الله أتردني إلى المشركين ليفتنوني في ديني؟ فلم يزد النبي صلى الله عليه وسلم عن تكرار رجائه في الفرج القريب، ثم أرسل أبا بصير مع القرشيين ليعودوا جميعًا إلى مكة، فاحتال أبو بصير أثناء الطريق على سيف أحد الحارسين وقتله به، ففر الآخر مذعورًا، ورجع إلى المدينة يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما وقع من أبي بصير، وإذا بأبي بصير يطلع شاهرًا السيف يقول: يا رسول الله، وفت ذمتك وأدى الله عنك، أسلمتني بيد القوم وامتنعت بديني أن أفتن أو يعبث بي، فقال صلى الله عليه وسلم: (ويل أمه (كلمة مدح) مُسَعِّرُ حرب (أي مشعل حرب) لو كان معه رجال) _[أحمد].
وأدرك أبو بصير أنه لا مقام له في المدينة، ولا مأمن له في مكة، فانطلق إلى ساحل البحر في ناحية تدعي (العيص) وشرع يهدد قوافل قريش بطريق الساحل وسمع المسلمون بمكة عن مقامه، فتلاحقوا به حتى اجتمع إليه نحو سبعين ثائرًا كان منهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو، وكونوا جيشًا ضَيقَ على قريش فلا يظفر بأحد إلا قتله، ولا تمر بهم قافلة إلا اقتطعوها، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده أن يؤوي إليه هؤلاء فلا حاجة لها بهم.

التمرين الرابع:


أهم المكاسب التي تحققت للمسلمين من خلال شروط هذا الصلح:
أولا: كان إبرام الصلح في حد ذاته مكسباً للمسلمين فهو اعتراف من قريش بمكانة المسلمين التي أصبحوا عليها وأنهم أهل لأن تبرم معهم معاهدات، وأن محمدا لم يعد فى نظر قريش مجرد ثائر خارج عن التقاليد والأوضاع وفى هذا اعتراف بالدولة الإسلامية وزعامة الرسول السياسية.
ثانيا: بالنسبة للشرط الأول وهو وقف القتال عشر سنوات فإن هذا الشرط قد أتاح للمسلمين هدنة استراحوا فيها من الحروب التي شغلتهم واستهلكت قواهم.كذلك استطاع الرسول أن يغتنم هذه الهدنة ليقوم بدعوة ملوك العالم كقيصر وكسرى والمقوقس والنجاشى وأمراء العرب إلى الإسلام وتبليغ دين الله إلى كل مكان تمشياً مع عالمية الدعوة ووجوب تبليغها إلى كل مكان من أرض الله.
ـ كذلك أتاح هذا الصلح الفرصة للمسلمين والمشركين أن يختلطوا بعضهم ببعض فيطلع المشركون عن قرب على حقيقة الإسلام ومحاسنه وكيف أنه جاء لإصلاح الفرد والمجتمع بعد أن كان المشركون يتخذون منه موقفا معاديا عصبية منهم .
ثالثا: بالنسبة للشرط الخاص (من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه) فإن هذا الشرط أيضا كان فى مصلحة المسلمين لأنة سد باب التجسس .
أما بالنسبة للمسلمين حقاً الذين يرغبون فى الذهاب إلى المدينة فإن ردهم إلى مكة كما إقتضى شرط الصلح قد جعل منهم طائفة قوية فى مكة إزداد عددها مع الأيام .
وأما بالنسبة للشرط الثانى من الشرط وهو (من جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه) فإن المصلحة واضحة فى ذلك كل الوضوح فالذي يرتد لا حاجة للمسلمين به.
رابعا: بالنسبة للشرط الخاص بأن (من أحب ان يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش و عهدهم دخل فيه) فإنه شرط خدم المسلمين أكثر من القرشيين فقد شج القبائل المترددة على الدخول فى الإسلام كما أنه حدد موقف القبائل العربية من المسلمين تحديدا عرفوا منه العدو من الصديق.
خامسا: بالنسبة للشرط الخاص برجوع المسلمين فى عامهم هذا ومجيئهم فى العام الذي يليه – فإن هذا الشرط قد أظهر قريشا بمظهر المعتدين الذين يصدون الناس عن سبيل الله وعن المسجد الحرام وفى هذا خروج على تقاليد العرب وأعرافهم كما أنه أبان عن وجه الإسلام المشرق فى السماحة والصفح والسلم.
 
احترام النظام والآداب العامة
التمرين الأول:

اهتم الاسلام بالآداب العامة :
إن الآداب التي شرعها الله على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، آداب شاملة وعامة، آداب في الأكل، وآداب في الشرب، وآداب في اللباس والنوم، وآداب في معاملة الناس وآداب في كل شيء.وتمثل هذه الآداب الإسلامية في شتى نواحي الحياة، حضارة رائعة، لأنها شرعت لترتقي بالحياة الإنسانية إلى أعلى مراتب الكمال الخلقي والنفسي والاجتماعي.
من هذه الآداب العامة: "أدب الطريق"، والطريق نعمة من الله تعالى على خلقه، ومن أهم شرايين الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فدعا الإسلام إلى عدم الجلوس في الطرقات إلا لضرورة، فإن هم جلسوا فعليهم الالتزام بآداب الطريق وقانونه الصارم، فعن أبي سعيد الخدرى – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه فقالوا وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" متفق عليه.كما حرَّم التبول أو التبرز في المياه، سواء كانت المياه قليلةً أوكثيرةً، راكدةً في مجراها أو جاريةً فيه. كما حرَّم التبول أو التبرز في الطريق العام، أو على أرض الحدائق والمتنزَّهات، أو تحت الأشجار التي يَتفيَّؤ الناس ظلالَها، مثمرةً كانت أو غيرَ مثمرة. رُوي عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "اتقوا المَلاَعنَ الثلاثَ" أي الأمور التي تجلب اللعن، قيل: ما الملاعن الثلاث يا رسول الله؟ قال: "أن يقعد أحدكم في ظلّ يُستظَل به، أو في طريق، أو نقع ماء" أي فيقضيَ حاجته فيها. كما حرَّم إلقاء المستقذَرات والنجاسات في الأماكن التي يَقصدها الناس للعبادة أو غيرها، كما حرم الاعتداء على الطرق العامة، سواء كان هذا بإلقاء المستقذَرات أو النجاسات أو الأشواك أو الأحجار أو الأتربة عليها، أو التسبب في ضيقها عن مرور الناس فيها بيسر وسهولة. كما حرَّم تلويث الغلاف الجويّ بالغازات السامة أو النُّفايات الضارّة بالكائنات الحية أو العوادم المتبخرة الضارّة بهذه الكائنات.
التمرين الثاني:
فضائل خلق الحياء:
الحياءخلق حميد يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق وللحياء فضائل عديدة ، دلت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم عليها ، فمن ذلك :
ـ أنه خيرٌ كلُّه ، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحياء لا يأتي إلا بخير )) ((أخرجاه في الصحيحين ))
وقال : ((الحياء كله خير )) ((صحيح مسلم ))
ـ هو من الأخلاق التي يحبها الله ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :(( إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء )) ((سنن أبي داود والنسائي )).
ـ الحياء من الإيمان ، وكلما ازداد منه صاحبه ازداد إيمانه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان)) ((أخرجاه في الصحيحين )).
ـ هو خلق الإسلام ؛ لقول سيِّد الأنام عليه الصلاة والسلام : (( إنَّ لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلام الحياء )) ((موطأ مالك ، وسنن ابن ماجه ))
ـ الحياء يحمل على الاستقامة على الطاعة ، وعلى ترك المعصية ونبذ طريقها ، وهل أدل على ذلك من قول نبينا صلى الله عليه وسلم : ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت)) ((صحيح البخاري ))
ـ إنَّ من أعظم فضائله أنه يفضي بأصحابه إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار)) ((الترمذي))

التمرين الثالث:

أولى الاسلام أهمية كبيرة للصحة وسلامة الانسان :
ـ روى الإمام أحمد في مسنده، من حديث ابن عباس قال، قال رسول الله(ص): " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "
ـ روى ابن ماجه في سننه من حديث عبد الله بن محصن الأنصاري قال: قال رسول الله(ص): "من أصبح معافى ، في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".
ـ روى الترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي (ص)أنه قال: " أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له. ألم نصح لك جسمك ونروك من الماء البارد) .
ـ عن أبي بكر الصديق قال سمعت رسول الله (ص)يقول " سلوا الله اليقين والمعافاة فما أوتي أحد بعد اليقين خيرا من العافية "
وفي مجال صحة البيئة- يشمل التهير بالإضافة إلى أشخاص المسلمين بيوتهم وطرقهم فقد نبه الإسلام إلى تخلية البيوت من الفضلات والقمامات، حتى لا تكون مباءة للحشرات ومصدرا للعلل فقد كان اليهود يفرطون في الواجب، فحذر الرسول الكريم من التشبه بهم، عندما قال: " إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود "

التمرين الرابع:

من الآداب الإسلامية العامة "المحافظة على المرافق العامة" وخدماتها:
المرافق العامة هي شرايين الحياة للناس على مختلف أنواعها ودرجاتها، فمنها (الماء) الذي به حياة كل شيء، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (الأنبياء: 30) فعلينا أن نحافظ عليه ولا نسرف فيه حتى لا نحرم من حب الله تعالى القائل: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31).
ومنها الكهرباء وهي في غاية الأهمية لكل الناس، إذ ينتفع بها كل صغير وكبير، فواجب علينا شرعاً المحافظة عليها بلا إتلاف أو إسراف.
وهناك مرافق عامة كثيرة، كالوزارات والمستشفيات والمدارس والجامعات، وكل المؤسسات التي أنشئت لمصالح الناس، فعلينا أن نحافظ عليها وأن نتعامل معها بالرفق والحرص كما نتعامل مع أشيائنا الخاصة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" متفق عليه.

التمرين الخامس:

أهم الثمرات التي تجتنى عن طريق التخلق بتلك الآداب:
ـ أنها طاعة ومرضاة لله عز وجل وسبب لدخول الجنة فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي في طريق إذ وجد غصن شوك فأخره فشكر الله له فغفر له".
ـ أنها صلاح للفرد وعون له على التمسك بالسنن والواجبات قال عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى: من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة.
ـ أنها صلاح للمجتمع، تورثه التراحم والتعاطف والتوادد، وتنقيه من الشحناء والبغضاء.
ـ توجيه اهتمام الأفراد وطاقاتهم إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) أخرجه مالك وأحمد.
ـ أنها دعوة إلى فضائل القيم ومحاسن الأخلاق، تشيع في المجتمع النظافة والطهارة الحسية والمعنوية، بما فيها من معاني المروءة والنبل واتقاء ما يشين من الأخلاق والعادات، ومن ذلك القبيل قوله صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مساجدنا يؤذينا بريح الثوم" أخرجه الشيخان وغيرهما.
 
الايمان والدعاء
التمرين الأول:

الإيمان سبب في الحياة الطيبة:
إن العبرة في الحياة الطيبة والحياة السعيدة للفرد والمجتمعات في الدنيا والآخرة، ليست أبداً في ذلك الجانب المادي وحده الذي يزعمون؛ وإنما هي في الإيمان بالله والتمسك بكتابه، قال تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه:123-124] أي: أن الذي يتبع هدى الله لا يضل ولا يشقى، فهو على الصراط والطريق المستقيم وعلى الحق؛ وأيضاً لا يشقى بتسليط أعداء الله عليه، ولا بفقر، ولا ببلية لاحقة بعذاب من عند الله يرسله عليه، وأيضاً إن من لم يسر على الصراط المستقيم وأعرض عن ذكر الله فله من المعيشة الضنك بقدر إعراضه عن ذكر الله، وعكس ذلك قوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل:97] إذن فإن طيبة الحياة وسعادتها بقدر الإيمان، وشقاوتها ونكدها بقدر الإعراض عن ذكر الله تبارك وتعالى، فهذه قاعدة مقررة، وليست العبرة بكثرة ذات اليد ولا بالقلة؛ مع أن لها جانباً كبيراً لا يغفل، لكن ليست العبرة والأساس بها، وإنما هو في اتباع هدى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى واتباع ما أنزل الله عز وجل.

التمرين الثاني:

حقيقة الدعاء و شروطه وآدابه:
الدعاءهو إظهار الافتقار لله تعالى، والتبرؤ من الحَوْل والقوة، واستشعار الذلة البشرية، كما أن فيه معنى الثناء على الله، واعتراف العبد بجود وكرم مولاه. يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].كما جعل الله تعالى من الدعاء عبادة وقربى، وأمر عباده بالتوجه إليه لينالوا عنده منزلة رفيعة ، فأمر بالدعاء وجعله وسيلة الرجاء، فجميع الخلق يفزعون في حوائجهم إليه، ويعتمدون عند الحوادث والكوارث عليه.
شروط وآداب الدعاء::
1) الإخلاص لله تعالى ـ 2) أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي – صلى الله علية وسلم ويختم بذلك.

3) الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة .ـ4) الإلحاح في الدعاء وعدم الإستعجال .5) حضور القلب في الدعاء .
6) الدعاء في الرخاء والشدة .7) لا يسأل إلا الله وحده.8) عدم الدعاء على الأهل والمال والولد والنفس.
9) خفض الصوت بالدعاء بين المخافته والجهر.10)الإعتراف بالذنب والاستغفار منه والإعتراف بالنعمة وشكر الله عليها.11)تحري أوقات الإجابه والمبادرة لاغتنام الأحوال والأماكن التي هي من مظان إجابة الدعاء.
12)عدم تكلف السجع في الدعاء.13)التضرع والخشوع والرغبه والرهبة .14)كثرة الأعمال الصالحة فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء.15)رد المظالم مع التوبه .16)الدعاء ثلاثـًا.17)استقبال القبلة.18)رفع الأيدي في الدعاء.19)الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.20)أن لا يعتدي في الدعاء.21)أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره .22)أن يتوسل إلي الله بأسمائه الحسني وصفاته العلى أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه أو بدعاء رجل صالح له .23)التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء .24)أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال .25)لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم .
26)أن يدعو لإخوانه المؤمنين ويحسن به أن يخص الوالدان والعلماء والصالحون والعباد بالدعاء وأن يخص بالدعاء من في صلاحهم صلاح المسلمين كأولياء الأمور وغيرهم ويدعو للمستضعفين والمظلومين من المسلمين.
27)أن يسأل الله كل صغيرة وكبيرة .28)أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .29)الإبتعاد عن جميع المعاصي.
 
الايمان بالكتب السموية
التمرين الأول:

الايمان بالكتب السموية:
الإيمان بالكتب السماوية ركن من أركان عقيدة الإسلام، دل على ذلك قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا }(النساء:136) وقد أخبر صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل - أن الإيمان بالكتب السماوية ، جزء من حقيقة الإيمان ، وذلك بقوله: ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ) رواه البخاري ومسلم .
ويتضمن الإيمان بالكتب عدة أمور نذكر منها :
1- الإيمان بأنها كلام الله تعالى لا كلام غيره، وأن الله تعالى تكلم بها حقيقة كما شاء، وعلى الوجه الذي أراد .
2- الإيمان بأنه كان واجباً على الأمم الذين نزلت عليهم تلك الكتب الانقياد لها ، والحكم بما فيها كما قال تعالى بعد ذكر إنزال التوراة : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }(المائدة: 44).
3- اعتقاد أن جميع الكتب السماوية يصدق بعضها بعضــــــاً ولا يكذبه ، فكلها من عند الله سبحانه ، قال تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا }(النساء الآية:82).
4- اعتقاد أن كل من كذّب بها أو بشيء منها فقد كفر ، كما قال تعالى: { والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } ( الأعراف:36) .
5- الإيمان بأَنَّ نسخ الكتب السماوية اللاحقة لغيرها من الكتب السابقة حق ، كما نسخت بعض شـــــرائع التوراة بالإنجيل.

التمرين الثاني:

معلومات عن الكتب السموية التي أنزلت قبل القرآن الكريم:
صحف إبراهيم وموسى- عليهما السلام-:
هي التي أنزلها الله -عز وجل- على إبراهيم وموسى -عليهما السلام- قال تعالى: {أم لم ينبأ بما في صحف موسى. وإبراهيم الذي وفى} [النجم: 36-37]. وقال سبحانه: {إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى}[الأعلى: 18-19].
التوراة:
وهي الكتاب الذي أنزله الله على موسى -عليه السلام- وأمر النبيين من بعده أن يقيموا أحكامه، لأن الله -عز وجل- أرسلهم ولم يرسل معهم كتبًا، بل جعل التوراة، كتابهم وشرعتهم، قال تعالى : إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء} [المائدة: 44].
الزبور:
من الكتب السماوية، أنزله الله -عز وجل- على داود -عليه السلام- قال تعالى: {وآتينا داود زبورًا} [الإسراء: 55]. وكان داود كثير القراءة في الزبور، الذي سماه الرسول ( قرآنًا للتشابه بينهما في الإعجاز، فقال :) (خُفِّف على داود -عليه السلام- القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده) [البخارى].
الإنجيل:
أنزله الله على عيسى -عليه السلام- قال تعالى: {وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقًا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقًا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين} [المائدة: 46].

التمرين الثالث:

آخر الكتب السموية وما يميزه عن غيرها من الكتب:
القرآن الكريم هو السبيل الوحيد الذي نتعرف به على التعاليم الإلهية الصحيحة، فهو الكتاب الذي حُفِظَت أصوله، وسلمت تعاليمه، وتلقته الأمة عن طريق أمين الوحي جبريل -عليه السلام- الذي نزله على الرسول (، وهذا الأمر الذي لم يتوفر لكتاب غيره، وأنه يشتمل على أسمى المبادئ والمناهج والنظم. وفيه كل ما يحتاجه الإنسان من العقائد والعبادات والآداب والمعاملات، وصالح لكل زمان وكل مكان، وهو كفيل بأن يخلق فردًا مسلمًا وأسرة فاضلة، ومجتمعًا صالحًا، فمن حكم به عدل، ومن قال به صدق، ومن سار على نهجه هداه الله إلى صراط مستقيم، قال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} [المائدة: 15-16].وللقرآن الكريم مزايا تميزه عن الكتب السماوية التي سبقته، ومنها أنه جاء متضمنًا لخلاصة التعاليم الإلهية التي أنزلها الله -عز وجل- في التوراة والإنجيل وسائر ما أنزل الله من وصايا، وأنه مؤيد للحق الذي جاء في هذه الكتب من عبادة الله وحده، والإيمان برسله، والتصديق بالجزاء، ووجوب إقامة الحق، والتخلق بمكارم الأخلاق، قال تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا} [المائدة: 48].

التمرين الرابع:

صور تحريف الكتب السماوية:
لقد أخذ التحريف في هذه الكتب صورًا شتى، وقد ذكر منها القرآن بعض الصور، مثل:
ـ إخفاء الآيات:
قال تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسول يبين لكم كثيرًا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير} [المائدة: 15].
ـ التأويل الخاطئ للآيات:
قال تعالى: {وإن منهم لفريقًا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} [آل عمران: 78].
ـ نقل الآيات من أماكنها:
قال تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا} [النساء: 46].
ـ إضافة شيء ليس من الكتاب:
قال تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون. فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} [البقرة: 78-79].

التمرين الخامس:

ثمرات الايمان بالكتب السموية:
ـ السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة، ذلك أنَّ من لم يؤمن بتلك الكتب فقد خالف أمر الله تعالى، وضل ضلالا بعيداً، قال تعالى: { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } ( النساء:136) فقد قرن سبحانه الإيمان بكتبه بالإيمان به، وجعل عاقبة الكفر بها كعاقبة الكفر به، سواء بسواء.
ـ استشعار المسلم لنعم الله عليه وآلاءه التي لا تعد ولا تحصى، فقد جعل له كتباً تهديه سبل الرشاد، فلم يتركه سبحانه هملاً تتخطفه الأهواء والشهوات، وتتقاذفه الميول والرغبات، بل هيأ له من الأسباب ما يصلح أمره ويسدد وجهته.
ـ يمنح المؤمن الشعور بالراحة والطمأنينة، وذلك بمعرفته أن الله سبحانه قد أنزل على كل قوم من الشرائع ما يناسب حالهم، ويحقق حاجتهم، ويهديهم لما فيه صلاح أمرهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى:{ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } (المائدة: 48).
 
الحلم
التمرين الأول:

الحلم و صوره:
الحلم هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة. وهو لا يعني أن يرضي الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم.
ـ حلم الله:
الحلم صفة من صفات الله -تعالى- فالله -سبحانه- هو الحليم، يرى معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم، ولا يسارع بالانتقام منهم. قال تعالى: {واعلموا أن الله غفور حليم} [البقرة: 235].
ـ حلم الأنبياء:
الحلم خلق من أخلاق الأنبياء، قال تعالى عن إبراهيم: {إن إبراهيم لأواه حليم} [التوبة: 114]، وقال عن إسماعيل: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101].
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، فلا يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء، وكان يعلم أصحابه ضبط النفس وكظم الغيظ.

التمرين الثاني:

فضائل الحلم:
* الحلم صفة يحبها الله -عز وجل-، قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة) [مسلم].
* الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ، دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء) [أبو داود والترمذي].
* الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه، وتحكمه في انفعالاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصُّرْعَة (مغالبة الناس وضربهم)، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [مسلم].
* الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء، قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وقد قيل: إذا سكتَّ عن الجاهل فقد أوسعتَه جوابًا، وأوجعتَه عقابًا.
* الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم، فقد قيل: أول ما يُعوَّض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره.
* الحلم يُجنِّب صاحبه الوقوع في الأخطاء، ولا يعطي الفرصة للشيطان لكي يسيطر عليه.










التمرين الثالث:

تقوية صفة الحلم لدى الفرد:
أولا- الرحمة بالجهال وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانياً:أن كظم الغيظ مع القدرة على الانتصار دليل على سعة الصدر، وحسن الثقة.
ثالثا: الترفع عن السباب وذلك من شرف النفس وعلو الهمة.
أخي الحبيب: كن صبوراً وإياك أن تستفزك كلمة, وعود نفسك على ذلك اقتداءً بنبيك عليه الصلاة والسلام. الذي أوصى ذلك الرجل عندما طلب منه الوصية قال: لا تغضب.. وكم من موقف فقد الإنسان فيه حلمه وغضب واشتد غضبه وتصرف تصرفاً ندم عليه سنين عديدة.وتذكر وصية لقمان الحكيم: ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاثة: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه.
 
الإحسان
التمرين الأول:

الاحسان وأنواعه:
الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء رضى الله.
أنواع الإحسان:
الإحسان مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه. وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
ومن أنواع الإحسان:
ـ الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.
قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].
ـ الإحسان إلى الوالدين: المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].
ـ الإحسان إلى الأقارب: المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1].
ـ الإحسان إلى الجار: المسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه).[متفق عليه].
ـ الإحسان إلى الفقراء: المسلم يحسن إلى الفقراء، ويتصدق عليهم، ولا يبخل بماله عليهم، وعلى الغني الذي يبخل بماله على الفقراء ألا ينسى أن الفقير سوف يتعلق برقبته يوم القيامة وهو يقول: رب، سل هذا -مشيرًا للغني- لِمَ منعني معروفه، وسدَّ بابه دوني؟
ـ الإحسان إلى اليتامى والمساكين: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه بالجنة، فقال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بأصبعيه: السبابة، والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا.[متفق عليه].
ـ الإحسان إلى النفس: المسلم يحسن إلى نفسه؛ فيبعدها عن الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، وهو بذلك يطهِّر نفسه ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} [الإسراء: 7].

التمرين الثاني:

أوجه الاحسان:
ـ الإحسان في القول: الإحسان مطلوب من المسلم في القول، فلا يخرج منه إلا الكلام الطيب الحسن، يقول تعالى: {وهدوا إلى الطيب من القول}[الحج: 24]، وقال تعالى: {وقولوا للناس حسنًا} [البقرة: 83].
ـ الإحسان في التحية: والإحسان مطلوب من المسلم في التحية، فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام، ويرد على إخوانه تحيتهم. قال الله ـ تعالى-: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86].
ـ الإحسان في العمل: والمسلم يحسن في أداء عمله حتى يتقبله الله منه، ويجزيه عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].
ـ الإحسان في الزينة والملبس: قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31].
جزاء الإحسان:
المحسنون لهم أجر عظيم عند الله، قال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60]. وقال: {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} [الكهف: 30]. وقال: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة: 195].



التمرين الثالث:

نصوص شرعية موضوعها الاحسان.
ـ من القرآن :
{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (النحل: 90)
{ هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } (الكهف: 28)
{ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
ماذا قال الرسول(ص):
حين سأل جبريل عليه السلام رسولنا عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال صلى الله عليه وسلم: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بمراقبة الله وخشيته فقال لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "اعبد الله كأنك تراه"
وعن أبي يعلى شداد بن أوس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: (إن اللَّه كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته) رواه مُسلِمٌ.

التمرين الرابع:

من فوائد الإحسان:
· محبة الله، فيقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
· معية الله بالنصر والتأييد {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون}.
· ينقذ الله العبد من المهالك ويجعل له من كل بلاء عافية ومن كل ضيق فرجاً، كما في قصة نبي الله يوسف فيقول الله تعالى: {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
· يهب الله لصاحب الإحسان فرقاناً يفرق به بين الحق والباطل وبين طريق الهدى وطريق الشر، فيقول الله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
· الإحسان خُلق يكسب أهله الثناء من الله ثم الثناء من عباده، ويقول الله سبحانه وتعالى: {سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
· صاحب الإحسان يسرع في التوبة عند المعصية.
· يبلغنا أجر الطاعة كاملاً، حتى في الأعمال المباحة يصحح النية فتكون عبادة يؤجر عليها، ويعين على عدم الإسراف في المباحات، ويؤدي شكر الله عليها فيكون ذلك سبباً في زيادة النعم، وفي هذا يقول الله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.

التمرين الخامس:

* الوسائل التي تعين على الإحسان:
1ـ اليقين الكامل بأن الله تعالى عالم بكل ما يقع من العبد في السر والعلن {إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء}.
2ـ اليقين الكامل بأن الله يحصى علينا أعمالنا وسيحاسبنا عليها ففي الحديث القدسي "يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".
3ـ ملازمة الصحبة الطيبة التي تعين على الخوف من الله ومراقبته "لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي"، وخير الأصحاب من إذا نسيت الله ذكرك ومن إذا ذكرت الله أعانك.
4ـ الإخلاص والحرص على الحصول على ثواب الله في كل عمل.
5ـ التفقد في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة والتابعين واتخاذ القدوة الحسنة منهم في القول والعمل.
6ـ وأخيرا.. من الأمور المهمة في التخلق بخلق الإحسان: الصبر والتدرج فيه، والمجاهدة.
 
فتح مكة
التمرين الأول:

من الأحداث العظيمة في التاريخ الاسلامي بعد صلح الحديبية فتح مكة:
ااستمرت نتائج صلح الحديبية الذي عُـقد بين النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقريش في سنة 6 هـ تتفاعل لصالح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، فانضمّـت قبيلة خزاعة إلى معسكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )، وانضمّت قبيلة كنانة إلى معسكر قريش، فاصبح هناك حلفان خلال فترة الصلح والسلام.
وأخذ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه يتجهّزون لقتال كفّار مكة حتى بلغ تعدادهم عشرة آلاف مقاتل. وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخطط لئلا يقع القتال بينه وبين قريش في داخل مكة لأنها حرم الله الآمن، وفي الثاني من شهر رمضان سنة 10 هـ توجّه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجيشه نحو مكة، وقاموا بتطويقها واشعال النيران في الصحراء على مقربة منها، مما أثار الرعب في نفوس الطغاة وعلى رأسهم أبو سفيان.
واخيراً استسلم أبو سفيان للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونطق بالشهادتين خوفاً ورعباً وأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) العباس بن عبد المطلب أن يقف بأبي سفيان حيث تمر جنود الله ليرى بعينه عظمة الإسلام، فيقول أبو سفيان للعباس: ( لقد اصبح ملك ابن أخيك عظيماً ) فيرد عليه العباس: ( ويحك إنها النبوة ).
وهكذا تحقق النصر الكبير ودخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مكة المكرمة فاتحاً منتصراً من غير قتال، ولا سفك دماء، متواضعاً مستغفراً مسبحاً بحمد ربه، قال عزوجل: ( اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * فسبح بحمد ربك واستغفره إنّه كان توّابا ) سورة النصر.

التمرين الثاني:

من المواقف العظيمة للرسول (ص) يوم فتح مكة ما أظهره من عفو تجاه أهل مكة:
العفو هو التجاوز عن الذنب والخطأ، وترك العقاب عليه.فالله -سبحانه- يعفو عن ذنوب التائبين، ويغفر لهم، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني) [الترمذي].ومن عفو الرسول صلى الله عليه وسلم:
تحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقول: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله). [مسلم].
وقد قيل للنبي: ( ادْعُ على المشركين، فقال: (إني لم أُبْعَثْ لَعَّانًا، وإنما بعثتُ رحمة) [مسلم].
ويتجلى عفو الرسول صلى الله عليه وسلم حينما ذهب إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولكن أهلها رفضوا دعوته، وسلَّطوا عليه صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يؤذونه صلى الله عليه وسلم هو ورفيقه زيد بن حارثة، ويقذفونهما بالحجارة حتى سال الدم من قدم النبي صلى الله عليه وسلم.فنزل جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هدم الجبال على هؤلاء المشركين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنهم، وقال لملك الجبال: (لا بل أرجو أن يُخْرِجُ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئًا) [متفق عليه].
وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد، والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟).قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)

التمرين الثالث:

فضل العفو:
قال تعالى: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم} [التغابن: 14].
وقال تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} [النور: 22].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل- على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء).[أبو داود والترمذي وابن ماجه].
وليعلم المسلم أنه بعفوه سوف يكتسب العزة من الله، وسوف يحترمه الجميع، ويعود إليه المسيء معتذرًا.
يقول تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نَقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزَّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [مسلم].

التمرين الرابع:

إن مواكبة الرسول(ص)من المدينة إلى مكة لفتحها والتأمل في أعماله وأقواله، فنجدها جميعًا- دون استثناء- تتدفق بالإنسانية الحانية، بعيدًا عن الصلف والغرور ومشاعر الانتشاء التي تستبدُّ بالقادة في مواقف النصر:
1- لقد كان ضمن الجيش الزاحف ما يُسمَّى بـ"الكتيبة الخضراء" أو "كتيبة الحديد"، وهي كما نسميها اليوم "الكتييبة المدرعة"، وكان عليها "سعد بن عبادة" الذي أخذه شيءٌ من الزَّهْو، فصاح: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحَل الحرمة، اليوم أذلَّ الله قريشًا"، فغضب النبي- صلى الله عليه وسلم- وأعطى الراية لـ"علي بن أبي طالب"، وقال: "لا يا سعد، بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تُقدَّس الحرمة، اليوم أعز الله قريشًا".
2- وبينما كان الجيش يزحف إلى مكة رأى (كلبةً) تُرضع أولادها، فخشى أن يَسحقها الزاحفون دون أن يشعروا، فأمر "جعيل بن سراقة" أن يقوم حذاءها؛ حتى لا يعْرِض لها أحد من الجيش ولا لأولادها، وأمر المسلمين أن يدخلوا مكة بروح الموادعة والرحمة والمسالمة بلا قتال.
3- ووسع الملاذ لمن يريد الأمان من المشركين، فأعلن- صلى الله عليه وسلم-: "من دخل داره فهو آمن، ومن دخل البيت الحرام فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن".
4- ودخل مكة في تواضع عجيب؛ حيث كان يركب ناقته القصواء وقد أحنى رأسه على رَحله تواضعًا، حتى كادت تمس لحيته الرحلَ من شدة التواضع، وهو يقول: "لا عيش إلا عيش الآخرة".
5- أراد "فضالة بن عمير الليثي" أن يغتال النبي- صلى الله عليه وسلم- أثناء طوافه، فكشف الله للنبي خبيئته، وعفا عنه بعد أن أعلن إسلامه، ودعا له بالخير.
6- ورفض عرض "علي بن أبى طالب"- كرم الله وجهه- بأن تكون الحِجابة لهم، وقد انتزع "علي"- رضي الله عنه- مفتاح الكعبة من "عثمان بن طلحة"- سادنها في الجاهلية- فأخذ النبي- صلى الله عليه وسلم- المفتاح، وأعاده لـ"عثمان"، وأبقى سدانة البيت له ولقومه، وقال: "هاك مفتاحك يا عثمان، فاليوم يوم بر ووفاء".
7- وأعلن العفوَ العامَّ عن قريش بمقولته الكريمة المشهورة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
8- وأعلن في خطابه لأهل مكة أصولَ القيم الإنسانية العليا: "أيها الناس، لقد أذهب الله عنكم نخوة الجاهلية, وتعظمها بآبائها؛ فالناس رجلان: بَرٌّ تقيٌّ كريم على الله, وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب.. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ..﴾ الحجرات: 13).. حقًّا، لقد كان فتح مكة فتحًا حقيقيًّا لآفاق من الخير والحقّ والبر والنور والإنسانية.
 
سورة عبس
التمرين الأول:

شرح ما ترشد إليه هذه السورة:
* ابتدأت السورة الكريمة بذكر قصة ذلك الصحابي الأعمى "عبد الله بن أُم مكتوم" رضي الله عنه الذي جاء إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يعلمه مما علمه الله، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم مشغول مع جماعة من كبراء قريش يدعوهم إِلى الإِسلام، فعبس صلى الله عليه وسلم وجهه وأعرض عنه، فنزل القرآن بالعتاب {عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءهُ الأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنْ اسْتَغْنَى* فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} الآيات.
* ثم تحدثت عن جحود الإِنسان، وكفره الفاحش بربه مع كثرة نعم الله تعالى عليه {قُتِلَ الإِنْسَان مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ* مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ..} الآيات.
* ثم تناولت دلائل القدرة في هذا الكون، حيث يسَّر الله للإِنسان سُبُل العيش فوق سطح هذه المعمورة {فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا* فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا* وَعِنَبًا وَقَضْبًا* وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً} الآيات.
* وختمت السورة الكريمة ببيان أهوال القيامة، وفرار الإِنسان من أحبابه من شدة الهول والفزع، وبينت حال المؤمنين وحال الكافرين في ذلك اليوم العصيب {فَإِذَا جَاءتْ الصَّاخَّةُ* يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ* وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ* ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ* وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ* تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ* أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}.

التمرين الثاني:

فوائد من سورة عبس:
1- الهداية بيد الله وحده، يهدي من يشاء ويُضل من يشاء.
2- التعريف المختار للصحابي: أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام وإن تخللت ردة على الأصح، وليس كما قيل: هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
3- الإشارة للقاعدة المشهورة: لا يُترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة.
4- أن العالم هو الذي يُؤتى إليه وليس العكس.
5- على العالم أن يكون لين الجانب بشوشاً ضحوكاً وخاصة لمن يأتيه يطلب أن يعلمه مما علمه الله تعالى.
6- على طالب العلم أن يزكي نفسه بالإستزادة من طلب العلم وسؤال العلماء.
7- شرف العلم وفضله فهو يؤدي إلى زكاة النفس وزيادة الإيمان.
8- من استكثر من العلم ولم يزدد خشية وتقى وصلاحاً وابتعاداً عن المعاصي والذنوب فليعلم أن طلبه للعلم مدخول، ولذا قيل: إنما العلم خشية الله.
9- إثبات المشيئة للعباد .
10- مدح الله تعالى للملائكة، فعلى المؤمن الإيمان بهم وتقديرهم والاستحياء منهم.
11- أكثرُ بني البشر كافرون لنعمة الله تعالى الظاهرة والباطنة مع أنهم من أضعف الخلق وأهونهم.
12- امتنان الله عز وجل بنعمة الدفن للموتى، ولو بقي الأموات على وجه الأرض لما استلذ الناس بمعيشتهم.
13- على المرء المؤمن أن يقلب الطرف بعينه وأن يتفكر ببصيرته لنعمة الطعام الذي يتناوله في اليوم والليلة عدة مرات، من الذي أوجده؟ وكيف أوجده وخلقه؟
14- تنوع الغذاء والطعام الذي تنبته الأرض بمشيئة الله لتتناسب مع أذواق الناس وأمزجتهم.
15- ما من دابة في الأرض إلا وجعل الله لها قوتاً تقتات به.
16- يوم القيامة يومٌ عصيب لا أنساب فيه ولا تعارف، وكل إنسان في ذلك اليوم يقول: نفسي نفسي.
17- ظهور علامات وسمات أهل الإيمان وأهل الشقاوة على الوجوه، فأهل الإيمان وجوههم مستنيرة بيضاء تبرق أساريرهم من البشاشة والفرح والسرور، وأهل الشقاوة وجوههم كالحة سوداء، نسأل الله تعالى أن يبيض وجوهنا.
 
الايمان بالأنبياء والرسل
التمرين الأول:

من أركان الإيمان: الإيمان بأنبياء الله و رسله:
الإيمان بأنبياء الله و رسله هو الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله و أنبيائه, و الإيمان بأن الله عز و جل أرسل رسلا سواهم, و أنبياء لا يعلم عددهم و أسماءهم إلا الله تعالى. و قد ذكر هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى: "و لقد أرسلنا رسلا من قبلك, منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص عليك" ( غافر, الآية 78).
لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم خمسة و عشرون من الأنبياء و الرسل و هم: آدم, نوح, ادريس, صالح, ابراهيم, هود, لوط, يونس, اسماعيل, اسحاق, يعقوب, يوسف, أيوب, شعيب, موسى, هارون, اليسع, ذو الكفل, داوود, زكريا, سليمان, إلياس, يحيى, عيسى, محمد صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين. فهؤلاء الرسل و الأنبياء يجب الإيمان برسالتهم و نبوتهم تفصيلا, فمن أنكر نبوة واحد منهم أو أنكر رسالة من بعث منهم برسالة, كفر. و أما الأنبياء و الرسل الذين لم يقصصهم القرآن علينا, فقد أمرنا أن نؤمن بهم إجمالا. و ليس لنا أن نقول برسالة أحد من البشر أو نبوته مادام أن ذكره لم يرد في القرآن أو من الرسول صلى الله عليه و سلم.

التمرين الثاني:

موضوع الرسالة:
قال تعالى: "و ما نرسل المرسلين إلا مبشرين و منذرين, فمن آمن و أصلح فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون, و الذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون" (الأنعام, الآية 48-49). و على هذا فإنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله بعث رسله إلى الخلق لتبشيرهم و إنذارهم, و أن الله سبحانه بعث هؤلاء الرسل جميعا لتحقيق غرض واحد هو عبادة الله عز و جل و إقامة دينه و توحيده. قال تعالى: "و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت" (النحل, من الآية 36).

التمرين الثالث:

الواجب علينا نحو الرسل:
1- التصديق بنبوتهم وبما جاءوا به من عند الله عز وجل، قال تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون )(الحديد:19).
2- عدم التفريق بين أحد منهم كما قال تعالى: { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } (البقرة:285) .
3- توقيرهم وتعظيمهم: قال تعالى: { لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا } (الفتح:9)
4- وجوب العمل بشرائعهم: وذلك في حق كل أمة لنبيها، ولا يخفى أن ذلك قبل بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم التي نسخت شريعته كل شريعة.
5- اعتقاد عصمتهم في تبليغهم الوحي، و عصمتهم من الكبائر والصغائر التي تدل على خسة الطبع وسفول الهمة.

التمرين الرابع:

من معجزات الأنبياء والرسل:
ـ الناقة العجيبة (معجزة "صالح" عليه السلام):
تحدى قوم "ثمود" نبيهم "صالح" أن يخرج لهم ناقةً من جبل صخري، فلما دعا "صالح" ربه أخرج لهم الناقة التي طلبوها، ولكنهم استمروا على كفرهم وعنادهم، وتآمروا على قتل الناقة، فعاقبهم الله على كفرهم وطغيانهم.
ـ من معجزات "إبراهيم" عليه السلام:
الطيور الأربعة: سأل نبي الله "إبراهيم" ربه أن يريه كيف يحيي الموتى؟! فأمره الله أن يذبح أربعة من الطير، وأن يجعل كلَّ جزء منها على جبلٍ، ثُمَّ يناديها، فلمَّا فعل ذلك إذا بها تأتي إليه مسرعة.
نار لا تحرق: أراد الملك "النمرود" أن يقضي على نبي الله "إبراهيم"، فأمر بإشعال نار فلما ارتفع لهيبها في السماء ألقاه فيها، لكن الله أمر النار أن تكون بردًا وسلامًا على "إبراهيم"، فلم تحرق منه إلا وثاقه، فخرج منها أمام القوم، وهم ينظرون إليه متعجبين.
ـ في بطن الحوت (معجزة "يونس" عليه السلام):
خرج نبي الله "يونس" من بلده بعد أن يئس من إيمان قومه بدعوته، دون يأذن له ربه في الخروج، فركب أول سفينة قابلته، فلما صار في وسط البحر، اشتدت الريح، وأوشكت السفينة على الغرق، فقرروا إلقاء واحدٍ منهم في الماء لينجو الباقون، وحينما أجروا القرعة بينهم كانت تخرج في كُلِّ مرَّةٍ على "يونس"، فألقى بنفسه في الماء، فأرسل الله حوتًا ضخمًا ابتلعه.
وراح يونس يستغفر ربه وهو في بطن الحوت، فاستجاب الله دعاءه وأمر الحوت أن يخرجه على الشاطئ، فلما عاد "يونس" إلى قومه وجدهم قد ندموا على ما فعلوا، وآمنوا به وبدعوته.
ـ من معجزات "موسى" عليه السلام:
العصا الحية: أيَّد الله تعالى نبيه "موسى" بمعجزة عجيبة، هي عصاه التي تحولت في لحظة معينة إلى حية عظيمة، أكلت كلَّ ما ألقاه سحرة فرعون من حبال وعصى، سحروا بها أعين الناس فظنوها حيات وثعابين حقيقية، وحينما ضرب بها "موسى" البحر، انفلق قسمين حتى عبر هو ومن آمن معه بسلام، فلما أراد فرعون وجنوده العبور خلفهم لملاحقتهم، انطبق الماء عليهم وماتوا مغرقين.
ـ قتيل يتكلم: قُتِلَ رجلٌ في زمن "موسى" عليه السلام، واتهم بعض أقاربه جيرانًا لهم بقتله، فلما احتكموا إلى "موسى" طلب منهم أن يذبحوا بقرة، فظنوا أنه يسخر منهم، وظلوا يسألونه عن أوصاف تلك البقرة، حتى وجدوا بقرة تنطبق عليها، فلما ذبحوها أمرهم أن يأخذوا قطعة منها، ويضربوا بها جسد القتيل، فإذا به يتكلم ويرشدهم عن القاتل الحقيقي ثم يموت مرَّةً أخرى!!
ـ الجبال تُسَبِّحُ (معجزة "داود" عليه السلام):
رزق الله تعالى نبيه "داود" صوتًا عذبًا ساحرًا، فكان إذا ترنَّم بالدعاء لله، تردد الجبال والطيور تسبيحه، وتردد معه دعاءه.
ـ من معجزات "سليمان" عليه السلام:
سخَّر الله تعالى الريح لنبيه "سليمان" تنقله أينما شاء، كما سخر الله له الجن، وعلمه لغة الطير، وكان جيشه مزيجًا عجيبًا من الإنس والجن وصنوف الطير والحيوان.
ـ من معجزات "عيسى" عليه السلام:
الميلاد العجيب: المعجزة الأولى والفريدة لنبي الله "عيسى" هي ميلاده من غير أبٍ، فهو كلمة الله التي ألقاها إلى "مريم"، ليكون معجزة للعالمين، ثم كانت معجزته الأخرى حينما تكلم في المهد، وتوالت معجزاته بعد ذلك، فقد كان يحيي الموتى بإذن الله، ويشفي المرضي بقدرة الله تعالى.
ـ من معجزات خاتم الأنبياء "محمد" صلى الله عليه وسلم:
ـ القرآن الكريم: معجزة النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم الخالدة، والتي تحدى بها العرب الذين اشتهروا بالبلاغة والفصاحة، وما يزال "القرآن الكريم" يفيض بمعجزاته في كلِّ عصرٍ، فقد كشف العلم المزيد من وجوه الإعجاز العلمي فيه، سواء في مجال الطب أو الفلك أو الجيولوجيا أو النبات.
ـ انشقاق القمر: طلب مشركوا "مكة" من النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم أن يظهر لهم معجزة يرونها بأعينهم، فجعل الله القمر ينشق نصفين، حتى رأوا جبل "حراء" بينهما.
ـ حنين الجذع: كان النبي يخطب مستندًا إلى جذع نخلة في المسجد، فلما صنعوا له المنبر، وقام يخطب عليه، سمع الناس أنينًا يصدر من جذع النخلة كأنين الصبي، فلما اقترب منه النبي ووضع يده عليه سكن.
ـ الإسراء والمعراج: معجزة "الإسراء والمعراج" من أعظم معجزات النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهي أول رحلة لبشر إلى السماء، وقد كانت تلك الرحلة مواساة للنبيِّ وتخفيفًا عنه، بعدما تعرَّض له من الإيذاء في"الطائف" حينما خرج يعرض على أهلها الإسلام.

التمرين الخامس:

تتلخص الحكمة في إرسال الله رسله إلى العباد في أمورهي:
الأول: إقامة الحجة على العباد، وتبشير المؤمنين بنعيم الله وجنته في الآخرة، وإنذار الكافرين من عذابه وعقابه، قال تعالى: { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما }(النساء:165).
الثاني: إقامة الدين وسياسة الدنيا به، فقد كان الأنبياء هم الساسة الذين يديرون شؤون البلاد والعباد، قال صلى الله عليه وسلم: ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي ) متفق عليه، وكذلك كان صلى الله عليه وسلم هو قائد الأمة وأميرها.
الثالث: توحيد الأمة دينيا وسياسيا، وذلك أن انقياد الأمة للرسل يجعلهم يدينون لهم بالطاعة ويتبعونهم فيما جاءوا به من الدين الحق، فتتحقق بذلك وحدتهم الدينية والسياسية.
الرابع: تحقيق القدوة والأسوة العملية، وهذه لها فوائد: الأولى: دحض حجة من قد يزعم أنه ليس في مقدوره تطبيق تلك الشرائع، فيقال له: إن الأنبياء وهم بشر أيضا، قد طبقوا تلك الشرائع ومارسوها عمليا، فكيف يصح القول بأن تطبيقها مما لا يستطاع !!
الفائدة الثانية: تحقيق الأسوة والقدوة للمؤمنين في كيفية تطبيق تلك الشرائع، وكيفية العمل بها، لأن كثيرا من الأمور النظرية تختلف الأفهام في تطبيقها، فيأتي الفعل النبوي فاصلاً ومبيناً.

التمرين السادس:

إن الآيات(المعجزات) التي جاء بها الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ذات فوائد كثيرة. نذكر منها ما يلي:
1. بيان قدرة الله سبحانه وتعالى، وذلك أن خرق العادة أمر متعذر على الناس فعله، فإذا أجراه الله على يد رسله، كان ذلك دليلا على سعة قدرة الله وأنه المتصرف في الأسباب الكونية لا أن الأسباب هي المتصرفة في الكون .
2. بيان رحمة الله بعباده، إذ لم يكتف سبحانه بإرسال الرسل وإنزال الكتب الموافقة لما فُطر الناس عليه من التوحيد، وإنما أيد رسله بالمعجزات حتى لا يكون للناس عذر في رد ما جاء به الرسل من الحق والدين.
3. بيان حكمة الله البالغة؛ إذ لم يرسل رسلا دون أن يؤيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم، وذلك أن من غير الحكمة أن يرسل المرء شخصا في أمر غاية في الأهمية من غير أن يزوده بما يدل على صحة رسالته من أمارة أو دليل، فكيف برسالة عظيمة من أحكم الحاكمين ؟!
4. رحمة الله بالرسول الذي أرسله؛ إذ لو أرسله من غير معجزات وآيات تدل على صدقه، لما صدقه الخلق ولكان عرضة للسخرية والهزء والتكذيب، فكان إرساله بالآيات المعجزات من رحمة الله به؛ ليتسنى له إقناع الخلق بطريقة لا يستطيعون معارضتها، ولا يمكنهم ردها إلا جحوداً وعناداً .
 
الحج
التمرين الأول:

أهمية الحج وفضائله:
الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , وصوم رمضان ,وحج بيت الله لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً)البخاري ومسلم .وهو مدرسة إيمانية عظيمة، يتلقى فيه المؤمنون الدروس العظيمة والفوائد الجليلة والعبر المفيدة في شتى مجالات الحياة
والحج يطهر النفس، ويعيدها إلى الصفا والإخلاص، مما يؤدي إلى تجديد الحياة، ورفع معنويات الإنسان، وتقوية الأمل وحسن الظن بالله تعالى. و يُقوِّي الإيمان، ويعين على تجديد العهد مع الله، ويساعد على التوبة الخالصة الصدوق. وهو إظهار العبودية وشكر النعمة، وتعميق الأخوة الإيمانية..
والحج تربية على الاستسلام والخضوع لله تعالى وحده فيتربى العبد في الحج على الاستسلام والانقياد والطاعة المطلقة لله رب العالمين، سواء في أعمال الحج نفسها من: التجرد من المخيط والخروج من الزينة، والطواف والسعي، والوقوف، والرمي، والمبيت والحلق، أو التقصير وغيرها..وهو تعويد على النظام الانضباط.
والحج فتح باب الأمل لأهل المعاصي وتربيتهم على تركها ونبذها في تلك المشاعر ؛ حيث يتركون كثيرا من عاداتهم السيئة خلال فترة الحج وفي المشاعروهو شعار الوحدة فإن الحج جعل الناس سواسية في لباسهم وأعمالهم وشعائرهم وقبلتهم وأماكنهم، فلافضل لأحد على أحد .

التمرين الثاني:

للحج أركان أربعة هي:
1- الإحرام وهو نية الدخول في النسك لقول الرسول- صلى الله عليه وسلَّم- : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى ) ، وله زمان محدد وهي أشهر الحج التي ورد ذكرها في قوله تعالى { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } (سورة البقرة الآية 197) ، ومكان محدد وهي المواقيت التي يحرم الحاج منها .
2- الوقوف بعرفة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : ( الحج عرفة ، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك ) رواه أبوداود وغيره ، ويبتدئ وقته من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة ويمتد إلى طلوع فجر يوم النحر ، وقيل يبتدىء من طلوع فجر اليوم التاسع .
3- طواف الإفاضة لقوله سبحانه :{ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق } (سورة الحج الآية 29)
4- السعي بين الصفا والمروة لقوله- صلى الله عليه وسلم- : ( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ) رواه أحمد
واجبات الحج :
وأما واجبات الحج التي يصح بدونها فهي :
1- يكون الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً لقوله - صلى الله عليه وسلم- حين وقت المواقيت : ( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة ) رواه البخاري .
2- الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهاراً لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقف إلى الغروب وقال : ( لتأخذوا عني مناسككم ) .
3- المبيت بمزدلفة ليلة النحر واجب عند أكثر أهل العلم لأنه - صلى الله عليه وسلم- بات بها وقال : ( لتأخذ أمتي نسكها فإني لا أدري لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا ) رواه ابن ماجة وغيره ،
4- المبيت بمنى ليالي أيام التشريق لأنه - صلى الله عليه وسلم- بات بها وقال: ( لتأخذوا عني مناسككم ) ، ولأنه أذن لعمه العباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته ، ورخص أيضاً لرعاة الإبل في ترك المبيت مما دل على وجوب المبيت لغير عذر .
5- رمي الجمار: جمرة العقبة يوم العيد ، والجمرات الثلاث أيام التشريق، لأن هذا هو فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- ، ولأن الله تعالى قال : {واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى } (سورة البقرة الآية 203)
6- الحلق والتقصير لأن النبي صلى الله عليه وسلم- أمر به فقال : ( وليقصر وليحلل ) متفق عليه .
7- طواف الوداع لأمره - صلى الله عليه وسلم- بذلك في قوله : ( لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت ) رواه مسلم ،

التمرين الثالث:

للحج منافع وفوائد عظيمة، فهو مؤتمر عام للمسلمين، يستفيدون منه فوائد دينية، وتربوية وأخلاقية بالممارسة الفعلية للعلاقات الاجتماعية، وهو فرصة يتداول فيه المسلمون أوضاع بلادهم ، وشؤون شعوبهم ، وهمومهم وآمالهم ...
ومن فوائد الحج :
1- أنه سبب للفوز بالجنة.
2-أنه سبب لمغفرة الذنوب.
3-أنه سبب لمرضاة الله.
4- أنه سبب للتقوى وتزكية النفس.
5-أنه سبب لتنمية الشعور لدى الحاج بالعِزةٍ والفخر للانتماء إلى هذه الأُمة.
6- أنه سبب لتواصل بين المسلمين وتقوية أواصر الأخوة والمحبة بينهم.
7- أنه سبب لتعظيم شعائر الله.
8-أنه سبب لتربية المسلم على تحمل المشاق والسعي لمرضاة الله .
9-أنه سياحة إيمانية جميلة.

التمرين الرابع:

فضل التلبية:
قال رسول الله صلى الله وسلم: (ما من مسلم يلبي إلا لبي من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا).
فضل الطواف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طاف بهذا البيت سبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة) ، وقال : (لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتبت له بها حسنة..).
فضل يوم عرفة:
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " أخرجه مسلم .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟"أخرجه مسلم
فضائل عشر ذي الحجة:
قال الله تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) الحج/28 . والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر )
 
مواقف من حياة إبراهيم عليه السلام


التمرين الأول:

نبذة عن سيدنا ابراهيم عليه السلام:
هو خليل الله، اصطفاه الله برسالته وفضله على كثير من خلقه، كان إبراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب، فلم يكن يرضيه ذلك، وأحس بفطرته أن هناك إلها أعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته، وأخذ إبراهيم يدعو قومه لوحدانية الله وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا إحراقه فأنجاه الله من بين أيديهم، جعل الله الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق، قام إبراهيم ببناء الكعبة مع إسماعيل.

التمرين الثاني:

منزلة إبراهيم عليه السلام:
هو أحد أولي العزم الخمسة الكبار الذين أخذ الله منهم ميثاقا غليظا، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد.. بترتيب بعثهم. وهو النبي الذي ابتلاه الله ببلاء مبين. بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب. ورغم حدة الشدة، وعنت البلاء.. كان إبراهيم هو العبد الذي وفى. وزاد على الوفاء بالإحسان.وقد كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا، فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب. وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه. وكان من فضل الله على إبراهيم أن جعله الله إماما للناس. وجعل في ذريته النبوة والكتاب. فكل الأنبياء من بعد إبراهيم هم من نسله فهم أولاده وأحفاده. حتى إذا جاء آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، جاء تحقيقا واستجابة لدعوة إبراهيم التي دعا الله فيها أن يبعث في الأميين رسولا منهم. و هو أول من سمانا المسلمين. نبي كان جدا وأبا لكل أنبياء الله الذين جاءوا بعده. نبي هادئ متسامح حليم أواه منيب.
يذكر لنا ربنا ذو الجلال والإكرام أمرا آخر فيقول الله عز وجل في محكم آياته: (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) لم يرد في كتاب الله ذكر لنبي، اتخذه الله خليلا غير إبراهيم. وبذلك تعني الآية: واتخذ الله إبراهيم حبيبا. فوق هذه القمة الشامخة يجلس إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

التمرين الثالث:

قصة الذبيح:
قال الله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِي، رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ، فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يا أبتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ، سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }.
يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولداً صالحاً، فبشّره الله تعالى بغلام حليم وهو إسماعيل عليه السلام، لأنه أول من ولد له على رأس ستٍ وثمانين سنة من عمر الخليل.
هذا اختبار من الله عز وجل لخليلهِ في أن يذبح هذا الابن العزيز الذي جاءه على كبر، وقد طعن في السن بعد ما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر، وواد ليس به حسيس ولا أنيس، ولا زرع ولا ضرع، فامتثل أمر الله في ذلك وتركها هناك، ثقة بالله وتوكلاً عليه، فجعل الله لهما فرجاً ومخرجاً، ورزقهما من حيث لا يحتسبان.
ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه، وهو بكره ووحيده، الذي ليس له غيره، أجاب ربَّه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته. ثم عرض ذلكَ على ولده ليكونَ أطيب لقلبهِ وأهون عليه، من أن يأخذه قَسْراً ويذبحه قهراً {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}. فبادر الغلام الحليم، سر والده الخليل إبراهيم، فقال: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ}. وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد.
قال الله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} قيل: أسلما، أي استسلما لأمر الله وعزما على ذلك و قيل: أراد أن يذبحه من قفاه، لئلا يشاهده في حال ذبحه، أو أضجعه كما تضجع الذبائح، وبقي طرف جبينه لاصقاً بالأرض.
(وأسلما) أي سمى إبراهيم وكبر، وتشّهد الولد للموت. فعندما أمَرَّ السّكين على حلْقِهِ لم تقطع شيئاً والله أعلم.
فعند ذلك نودي من الله عز وجل: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}. أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك ومبادرتك إلى أمر ربك. ولهذا قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ}. أي الاختبار الظاهر البين.
وقوله: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم}. أي وجعلنا فداء ذبح ولده ما يَسَّرَهُ الله تعالى له من العوض عنه.

التمرين الرابع:

مناظرة إبراهيم الخليل مع النمرود:
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
يذكر تعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد الذي ادعى لنفسه الربوبية، فأبطل الخليل عليه دليله، وبين كثرة جهله، وقلة عقله، وألجمه الحجة، وأوضح له طريق المحجة.
هذا الملك هو ملك بابل، واسمه النمرود بن كنعان وذكروا أن نمرود هذا استمر في ملكه أربعمائة سنة، وكان طغى وبغى، وتجبر وعتا، وآثر الحياة الدنيا. ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلال على إنكار وجود الله تعالى، فحاجّ إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسه الربوبية.
فلما قال الخليل: (ربي الذي يحي ويميت قال: أنا أحي وأميت). يعني أنه إذا آتى بالرجلين قد تحتم قتلهما، فإذا أمر بقتل أحدهما، وعفا عن الآخر، فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر. قَال: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ} أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها. وهو الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء. فإن كنت كما زعمت من أنك الذي تحي وتميت فأت بهذه الشمس من المغرب فإنّ الذي يحي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء ولا يمانع ولا يغالب بل قد قهر كل شيء، ودان له كل شيء، فإن كنت كما تزعم فافعل هذا، فإن لم تفعله فلست كما زعمت، وأنت تعلم وكل أحد، أنك لا تقدر على شيء من هذا بل أنت أعجز وأقل من أن تخلق بعوضة أو تنتصر منها.
فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه، وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه، ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت. ولهذا قال: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

التمرين الخامس:

شرح الآيات:
هذه مناظرة سيدنا ابراهيم الخليل لقومه، وبيان لهم أن هذه الأجرام المشاهدة من الكواكب النيرة لا تصلح للألوهية، ولا أن تعبد مع الله عز وجل لأنها مخلوقة مربوبة، مصنوعة مدبرة، مسخرة، تطلع تارة، وتأفل أخرى، فتغيب عن هذا العالم، والرب تعالى لا يغيب عنه شيء، ولا تخفى عليه خافية، بل هو الدائم الباقي بلا زوال، لا إله إلا هو، ولا رب سواه فبين لهم أولاً عدم صلاحية الكواكب.، ثم ترقى منها إلى القمر الذي هو أضوأ منها وأبهى من حسنها، ثم ترقى إلى الشمس التي هي أشد الأجرام المشاهدة ضياءً وسناءً وبهاءً، فبين أنها مسخرة، مسيرة مقدرة مربوبة.
 
حقوق الإنسان من خلال وثيقة خطبة حجة الوداع

التمرين الأول:

معلومات عن خطبة الوداع للرسول(ص):
لقد كانت خطبة الوداع - التي تخللت شعائر الحج - لقاءً بين أمة ورسولها؛ كان لقاء توصية ووداع. توصيةَ رسول لأمته، لخص لهم فيه أحكام دينهم ومقاصده الأساسية في كلمة جامعة مانعة، خاطب بها صحابته والأجيال من بعدهم، بل خاطب البشرية عامة، بعد أن أدى الأمانة وبلَّغ الرسالة ونصح للأمة في أمر دينها ودنيها.وكانت الخطبة كذلك لقاءَ وداعِ رسول لأمته، وداعاً لهذه الدار الفانية إلى دار باقية، لا نَصَبَ فيها ولا تعب.
لقد أنصتت الدنيا بأسرها - بلسان حالها ومقالها - لتسمع قوله صلى الله عليه وسلم وهو يُلخص لأمته - بل للبشرية جمعاء - مبادئ الرحمة والإنسانية، ويرسي لها دعائم السلم والسلام، ويقيم فيها أواصر المحبة والأخوة، ويغرس بأرضها روح التراحم والتعاون؛ وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم - بما أطلعه الله عليه - أنه سيأتي على الناس حين من الدهر يودِّعون فيه هذه المبادئ، ويلقونها ورائهم ظهريًا، ويسيرون في عالم تسود فيه معايير القوة والظلم - ظلم الإنسان لأخيه الإنسان - ويُقدم فيه كل ما هو مادي على ما هو إنساني.

التمرين الثاني:

تضمنت خطبة الوداع مبادئ وتوصيات قيمة وعديدة هي:
ـ المبدأ الأول حرمة سفك الدماء بغير حق، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: ( أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وحرمة شهركم هذا..)
ـ المبدأ الثاني قوله صلى الله عليه وسلم: ( ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، دماء الجاهلية موضوعة...وربا الجاهلية موضوع..) وهذا نص واضح، وتصريح صارخ أن كل ما كان عليه أمر الجاهلية قد بَطَل، ولم يبقَ له أي اعتبار.
ـ ثالث المبادئ في خطبته صلى الله عليه وسلم وصيته بالنساء خيرًا ( واستوصوا بالنساء خيرًا ) ما أحرى بالإنسانية اليوم أن تلتزم بها وتهتدي بهديها، بعد أن أذاقت المرأة أشد العذاب - تحت مسمى حرية المرأة - ودفعت بها إلى مهاوي الذل والرذيلة، وجردتها من كل معاني الكرامة والشرف، تحت شعارات مزيفة، لا تمت إلى الحقيقة في شيء.
ـ المبدأ الرابع فكان وصيته عليه الصلاة والسلام لأمته التمسك بكتاب ربها والاعتصام به، مبينًا أنه سبيل العزة والنجاح ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله )

التمرين الثالث:

شرح الحديث و ما أرشد إليه الاسلام بشأن حقوق الانسان.
مبادئ خالدة لحقوق الإنسان، لا يبلغها منهجٌ وضعي، ولا قانون بشري، فلصيانة الدماء قال تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حياةٌ [البقرة:179]، ولصيانة الأموال قال تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا [المائدة:38]، ولصيانة الأعراض قال تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِى فَاجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]، يحترم الإسلام حق الحياة احتراماً كبيراً، يحترم الحياة الطاهرة الصالحة، لا حياة الفجور والفتنة، ولا حياة الظلم والعدوان، ولا قيمة لاحترام حق الحياة للإنسان إذا لم يصاحب الاحترامَ تشريع عادل للحياة وتنظيم لها.يرعى الإسلام حق الإنسان في حفظ حياته لتكون حياةً كريمة، يحوطها الأمن والاستقرار والاطمئنان، يبني الإسلام الأمنَ في نفس المسلم، ثم يبني به حياته، فيقيم العدل بين الناس على شرع الله، ويبني القوة والسلطان، الذي يقيم شرع الله في الأرض، ويبني العلاقات الكريمة بين الناس بروابط إيمانية، تحمي الأمن وتصونه، أخوةٌ لله لها حقوق وعليها مسؤوليات، أرحام توصل في الله، بر الوالدين وحسن الجوار، خطبة وسكن وزواج، ثم تعارف بين الشعوب ليكون أكرم الناس أتقاهم.ومن مبادئ حقوق الإنسان في الإسلام أنه لا يجوز أن يؤذى إنسانٌ حضرةَ أخيه، ولا أن يهان في غيبته، سواء كان الإيذاء للجسم أو للنفس بالقول أو الفعل، ومن ثم حرّم الإسلام ضرب الآخرين بغير حق، ونهى عن التنابز والهمز واللمز والسخرية والشتم، ولم يكتفِ الإسلام بحماية الإنسان وتكريمه حال حياته، بل كفل له الاحترام والتكريم بعد مماته، ومن هنا أمر بغسله وتكفينه، والصلاة عليه ودفنه، نهى عن كسر عظمه أو الاعتداء على جثته وإتلافها، روى البخاري أن رسول الله قال: ((لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)).

التمرين الرابع:

الحقوق المقصودة في الحديث و أهميتها:
لقد حفظ الدين الحنيف للمرأة حقوقها، وكرّمها أماً وزوجةً وبنتاً، عُني بها منذ أول نفسٍ لها في الحياة إلى أن تسلم روحها إلى خالقها وبارئها، جعل جسدها حرمة لا يجوز النظر من أجنبي إليه، بعد أن كان للجميع حقاً مشاعاً، أعطاها حق الإرث، وحق العلم، سوّى بينها وبين الرجل في الأجر والثواب والتكاليف العبادية، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حياةً طَيّبَةً) [النحل:97]، لقد رفع الإسلام المرأة، طهر مشاعرها، أدّب سلوكها، سما بمقاصدها وأمنياتها.
 
السلوك الاجتماعي القويم

التمرين الأول:

من السلوكات الاجتماعية القويمة إفشاء السلام:
إن إفشاء السلام هو مفتاح القلوب، فإذا أردت أن تُفتح لك قلوب العباد فسلم عليهم إذا لقيتهم وابتسم في وجوههم، وكن سباقًا لهذا الخير يزرع الله محبتك في قلوب الناس وييسر لك طريقًا إلى الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".

التمرين الثاني:

فضائل السلام:
ـ السلام تحية أهل الجنة:
يكفي أن السلام هو تحية أهل الجنة الذين لا يختار الله تعالى لهم إلا ما هو أكمل وأحسن ، فقد قال الله عز وجل عن أهل الجنة: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44]،
ـ السلام حق المسلم على أخيه:
إن إلقاء السلام ورده أحد الحقوق التي كفلها الشرع للمسلم على أخيه المسلم. أما إلقاء السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه". وأما رد السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز".
ـ السلام سبب للبركة:
إذا أردت أن يبارك الله لك في نفسك وأهل بيتك فسلم عليهم كلما دخلت بيتك؛ فإن ذلك من أعظم أسباب البركة. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عيله وسلم: "يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك".
من آداب السلام:
(1) أن يكون التسليم بصوت مسموع يسمعه اليقظان ولا ينزعج منه النائم، فعن المقداد رضي الله عنه قال: "كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان".
(2) أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والصغير على الكبير، والقليل على الكثير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير". وفي لفظ: "يسلم الصغير على الكبير ..."
(3) أن يعيد إلقاء السلام إذا فارق أخاه ولو يسيرًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه".
(4) أن يسلم على أهل بيته عند الدخول عليهم كما سبق.
(5) عدم الاكتفاء بالإشارة باليد أو الرأس، فإنه مخالف للسنة، إلا إذا كان المسلَّم عليه بعيدًا فإنه يسلم بلسانه ويشير بيده ولا يكتفي بالإشارة.
(6)السلام في بداية المجلس وعند مفارقته لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة".
(7) أن يسلم على الصبيان إذا لقيهم اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على التواضع والرحمة، كما إن فيه تربية الناشئة على تعاليم الإسلام وغير ذلك من الفوائد.
(8)البشاشة وطلاقة الوجه والمصافحة.
(9)الحرص على السلام بالألفاظ الواردة في السنة.

التمرين الثالث:

أهمية الالتزام بالسلوكات الاجتماعية القويمة:
إن أهمية الإعداد الخلقي للشباب أنّ الأخلاق مجالها الحياة كلّها، وسلوك الإنسان كلّه، وعلاقاته بربه وبنفسه وبالآخرين؛ بل وبالمخلوقات كلها. فالإعداد الخلقي للشباب هو الذي يجعل من الصفات الحسنة، كالصدق والأمانة، والإخلاص والوفاء، والشجاعة والعفة، والمروءة والعدل... وغيرها, عادات في سلوك الشباب وحركته الدائبة، كما تجعله نافرًا في سلوكه اليومي من الصفات السيئة، كالحسد والحقد، والخيانة والكذب، والظلم والغدر وغيرها، وبهذا الإعداد يتجنب الشباب مظاهر غير مرغوبة في السلوك الإنساني، كالحمق والتكبّر، والصلف والتهور، والخوف والجزع، وقبول الذل والمهانة، والخشونة والغلظة في معاملة المؤمنين.

التمرين الرابع:

أهداف الإعداد الخلقي للشباب:
1ـ تغيير اتجاهات الشباب النفسيّة والفكريّة المتعارضة مع السلوك الاجتماعي المرغوب فيه إلى التغيير المرغوب فيه، والمتناسب مع عقيدة المجتمع، وقيمه، ومظاهر سلوكه الخلقي.
2ـ ربط التقدم الاقتصادي، والتكيّف الاجتماعي بالأخلاق، فالتقدّم الاقتصادي لا يعتمد على ما تملك الأمة من إمكانات مادية، وقوى بشرية متعلمة مدربة فحسب، بل على ما يتحلّى به الأفراد العاملون المنتجون من سلوك أخلاقي يحكم علاقات الإنتاج، ويحقق التعاون، ويعمق الإحساس بالمسئولية، ويصون الحقوق العامة والخاصة، ثم ما يساعد الأفراد على زيادة التكيّف الاجتماعي والتوافق النفسي في المجتمع.
3ـ تحقيق التوازن بين القيم الأخلاقيّة النظريّة والقيم الممارسة في المجتمع، والأخذ من العادات والتقاليد بما يتمشى مع قيم الإسلام الثابتة؛ التي يتطور الناس ليرتقوا إليها وليمارسوها في صور أفضل من ممارستها في أجواء الجهل والتخلف.
وسائل التغلب على التلوث الخلقــي:
ـ البيئة الاجتماعية: حيث تبنى العلاقات بين الأفراد على أساس من السلوك الحسن والاحترام المتبادل، والتعود على الفضائل سلوكًا وتعبّدًا، مثل: الإخلاص والأمانة، والمحبة والجد، والنظام والتعاون، والإخاء، والمودة والاحترام، والاعتماد على النفس، والرحمة، والشفقة وغير ذلك؛ لتكون البيئة عاملاً موجهًا لسلوك الأفراد، وميولهم، وغرائزهم، وكل ذلك في نطاق التعاون بين بيئات التربية الثلاث: المدرسة - المسجد - المجتمع.
ـ الرفقة الحسنة: إذ إن الفرد يتأثّر بمن حوله كما يتأثر بما حوله من بيئة يعيش فيها، وأسرة ينشأ فيها، ولذلك شبّه الرسول صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح ببائع المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، فكلاهما مؤثر في صاحبه، والإنسان بطبعه مقلِّد لأصدقائه في سلوكهم ومظهرهم وملبسهم, فمعاشرة الأبرار والشجعان تكسب الفرد طباعهم وسلوكهم، بينما تكسب معاشرةُ المنحرفين الفرد انحرافهم أو تقبّل انحرافِهم.
ـدراسة سير الأنبياء والرسل والأبطال والنابغين في ميادين العلم والمعرفة، والقتال والحرب، وعلى رأس ذلك دراسة سيرة سيد الخًلْق صلوات الله وسلامه عليه؛ باعتباره القدوة الأولى للبشرية؛ لأن دراسة هذه الشخصيات هي التي تبعث الروح الخيّرة في الناشئة، وتجسّد فيهم معاني التضحية والفداء في سبيل المثل العليا، والمبادئ السامية.
ـ توحيد جهود الوسائل التربوية المتمثلة في البيت، والمدرسة، والراديو، والمسرح، والتليفزيون، والكتاب، ومنظمات الشباب، فإذا كانت المدرسة أو كان البيت قائمًا بالتربية الخُلقية، والمؤسسات الأخرى تقوم بما يعكسها فلا قيمة لجهد البيت أو المدرسة.
التمرين الخامس:

الحث على عيادة المريض:
لقد بلغ من عناية الإسلام بالمريض أن جعل عيادته حقًّا من حقوقه على إخوانه المسلمين، ففي الحديث: "خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز".وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بعيادة المرضى: "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني (الأسير)". وعن البراء رضي الله عنه قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض..." الحديث.فلم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بحث المسلمين على عيادة المرضى، بل كان وهو الذي تحمَّل هموم الأمة يعود المرضى، يخفف عنهم ويسليهم. قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير".وينبغي أن يتعلم المسلمون هذا الخلق، حتى الكبراء منهم، فإنه لا يعيبهم أن يعودوا آحاد الرعية. وكان السلف رضي الله عنهم يهتمون بعيادة المريض، فكانوا إذا فقدوا الرجل سألوا عنه، فإن كان مريضًا عادوه.

التمرين السادس:

لعيادة المريض آداب عديدة ينبغي أن تُراعى عند زيارته؛ منها:
1- أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة، كأن يدُقَّ الباب برفق، وألا يُبهم نفسه، وأن يغُضَّ بصره، وألا يُقابل الباب عند الاستئذان.
2- أن تكون العيادة في وقتٍ ملائم، فلا تكونُ في وقت الظهيرة صيفًا ولا في شهر رمضان نهارًا، وإنما تُستحبُّ بكرةً وعشيةً وفي رمضان ليلاً.
3- أن يدنو العائد من المريض ويجلس عند رأسه ويضع يده على جبهته ويسأله عن حاله وعمَّا يشتهيه.
4- أن تكون الزيارة غِبًّا، أي يومًا بعد يومٍ، وربما اختلف الأمر باختلاف الأحوال، سواء بالنِّسْبَة للعائد أو للمريض، فإذا استدعت حالةُ المريض زيارتَه يوميًا فلا بأس بذلك، خاصة إذا كان يرتاح لذلك ويهشُّ له.
5- ينبغي للعائد ألا يُطيل الجلوس حتى يُضجر المريض، أو يَشُّقَّ على أهله، فإذا اقتضت ذلك ضرورةٌ فلا بأس.
6- ألا يُكثر العائد من سؤال المريض، لأن ذلك يثقُل عليه ويُضْجِرُهُ.
7- من آداب العيادة أن يدعو العائد للمريض بالعافية والصلاح، وقد وردت في ذلك أدعية عديدة منها: "أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم؛ أن يشفيك (سبع مرات)". وأن يقرأ عنده بالفاتحة والمعوذتين والإخلاص.
8- ألا يتكلم العائد أمام المريض بما يُقلِقُهُ ويُزعجُهُ، وأن يظهر له من الرِّقة واللطف ما يُطيبُ به خاطره.
9- أن يُوسع العائد للمريض في الأمل، ويشير عليه بالصبر لما فيه من جزيل الأجر، ويحذِّره من اليأس ومن الجزع لما فيهما من الوزر.
10- ألا يكثر عُوَّادُ المريض من اللغط والاختلاف بحضرته، لما في ذلك من إزعاجه، وله في هذه الحالة أن يطلب منهم الانصراف.
11- يُسنُّ لمن عاد مريضًا أن يسأله الدُّعاء له.

التمرين السابع:

أهمية إجابة الدعوة وبعض آدابها:
من لوازم الأخوة في الله ، أن تجيب دعوة أخيك في شتى المناسبات، وتلبية الدعوة تحقق الأخوة وتزيد في الود وتصفِّي النفوس فيما بينها ، الإسلام حث عليها وأرشدً إلى أن المراد من هذه الدعوة اللقاء ، وهذا اللقاء يضمن المودة ، والمحبة ، والأُلفة ، والتفاهم ، هناك بعض الأشخاص يبنون قصوراً من الأوهام إذا تم اللقاء والتواصل ذابت هذه القصور من المشكلات ومن التصورات ومن الآلام ومن الغضب ، فيبدو أن اللقاء شيءٌ مهمٌ جداً في علاقات الأُخوة الإسلامية. قال الرسول'ص):إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلْيُجِبْ فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ وَإِنْ شَاءَ تَرَك (رواه مسلم)
ومن آداب إجابة الدعوة ألا يميز الغنى بالإجابة عن الفقير ، فمن آداب إجابة الدعوة أن تجيب دعوة أي إنسان ، أي أخ مؤمن أي أخ مسلم ، ألا تميز بين الغني والفقير ، التميز بين الغني والفقير نوعٌ من التكبر .ومن آداب إجابة الدعوة أيضاً ألا تجلس مقابل باب يمكن أن يرى منه النساء ، دائماً في غرفة الضيوف اختر مكاناً ليس مواجهاً للباب هكذا أدب المؤمن .
 
فضائل العبادات

التمرين الأول:

أرشدنا الرسول(ص) في أحاديث كثيرة إلى أهم الأعمال والأقوال الصالحة التي تكون سببا لفوز صاحبها وفلاحه.
أهم هذه الأعمال:
الصلاةوبر الوالدين والجهاد ـ صلة الرحم ـ العمل الصالح الدائم ـ العمل ابتغاء وجه الله ـ الرحمة ـ الصلاة والصيام ـ ذكر الله الصبر.
الأحاديث:
عن عبدالله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال (( الصلاة على وقتها قال ثم أي قال بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني)) رواه البخاري .
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) رواه البخاري.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال (( أدومها وإن قل وقال اكلفوا من الأعمال ما تطيقون)) رواه البخاري .
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن ! كره لقاء الله كره الله لقاءه)) رواه البخاري .
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل قال وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته)) رواه مسلم .
عن أبي اليسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من أحب أن يظله الله في ظله فلينظر معسرا أو ليضع له)) ابن ماجه .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الصيام إلى الله صيام داود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصفه ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما)) احمد .
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى أربع لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله لا يضرك بأيهن بدأت)) احمد .
عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع)) احمد.

التمرين الثاني:

آيات قرآنية تأمر وترغب في الصدقة:
قال الله تعالى آمراً نبيه :( قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ )[إبراهيم:31].
ويقول جل وعلا:( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ...) [البقرة:195].
وقال سبحانه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم )[البقرة:254].
وقال سبحانه:( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ )[البقرة:267].
وقال سبحانه:( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [التغابن:16].

التمرين الثالث:

فوائد الصدقة:
1ـ الصدقة وقاية من النار .
2ـ المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة.
3ـ فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه.
4ـ صاحب الصدقة يبارك له في ماله.
5ـ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه.

التمرين الرابع:

قال الرسول(ص):((والصلاة نور، والصدقة برهان)) أخرجه مسلم.
فضل الصلاة وأهميتها في حياة المسلم:
تشتمل الصلاة على أسمى معانى العبودية و الالتجاء الى الله تعالى و الاستعانة به و التفويض اليه.. لها من الفضل و التأثير فى ربط الصلة بالله تعالى و التقرب اليه ما ليس لشئ آخر..بها وصل المخلصون المجاهدون فى هذه الأمة إلى مراتب عالية من الإيمان و اليقين.
الصلاة نور في قلب المؤمن، ونور في وجهه، نور يهتدي به إلى الحق والهدى، نور يتقي به أسباب الشر والبلاء، الصلاة عون للمؤمن في كل ما يهمّه من أمور دينه ودنياه، يقول الله جل وعلا: (وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَـٰشِعِينَ ،ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُوا رَبّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رٰجِعُونَ) [البقرة:45-46]. بها يفرجون همومهم، وبها تذهب أحزانهم، وبها تنجلي همومهم، إنها اللحظات السعيدة التي يتمثل فيها المؤمن قائماً بين يدي رب العالمين، يشكو إلى الله بثه وحزنه ويلتجئ إليه، ويستنزل فضله ورحمته وإحسانه، تلك الصلاة تقوي إيمان المؤمن، وتقوي يقينه، وتقوي صلته بربه، تجعله دائماً على صلة بربه.إنها تطهرالقلب من كل بلاء، و تعينه على الشكر في الرخاء، وعلى الصبر في البلاء.

التمرين الخاس:

ذكر الله من الأعمال الفاضلة التي ينال بها المؤمن خيرا في الدنيا والآخرة:
ذكر الله هو حياة القلوب ونور الأبصار به تذهب الغموم والهموم والأحزان،وقد أمرالله المؤمنين أن يذكروه ذكرا كثيرا ومدح من ذكره فقال تعالى:(واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) وقال:(والذاكرين لله كثيرا والذاكرات أعد االه لهم مغفرة وأجرا عظيما).وللذكر فوائد عظيمة هي:
ـ يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
ـ يرصي الرحمن عز وجل.
ـ يزيل الهم والغم عن القلب ويجلب الفرح والسرور.
ـ ينور الوجه والقلب.
ـ يجلب الرزق.
ـ يورث محبة الله.
ـ يورث القربة من االه والهيبة له.
ـ سبب لانشغال اللسان عن الغيبة والنميمة وكل الآفات الأخرى للسان.
ـ نور في الدنيا وفي القبر والمعاد.
ـ دواء لقسوة القلوب.
 
الوسوم
الاسلامية التربية الثالثة الجزائر تطبيقات شاملة في للسنة متوسط منهاج
عودة
أعلى