تطبيقات شاملة في التربية الاسلامية للسنة الثالثة متوسط منهاج الجزائر

العمرة

التمرين الأول:

الحكمة من تشريع العمرة:
المقصود من تشريع العمرة أن يحضر المسلمون منافع لهم أي يحصلوها وإقامة ذكرالله عزوجل في تلك البقاع التي عظمها سبحانه وشرفها وجعل زيارتها على الوجه الذي شرعه من تعظيم حرماته وشعائر دينه، وذلك خير لصاحبه في العاجلة والآجلة، وأمارة على تقوى القلوب، التي - جعل الله لأهلها البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة وذلك من أعظم المنافع.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) .
ومن المنافع العظيمة: أن الحج و العمرة اجتماع عام للمسلمين يلتقون فيه من شتى أقطارالأرض، يكون من أسباب جمع كلمتهم ووحدة صفهم، وإصلاح ذات بينهم، وتقوية أواصرالمودة والإخاء فيما بينهم، مع ما يحصل فيه من التفقه في الدين والتعاون على مصالح الدنيا، وقيام كل شخص وطائفة بما يجب عليه نحوإخوانه مع الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والصبر والمرحمة، والتفاهم في القضايا المهمة والحوادث المستجدة وتحصيل مارتب الله على القيام بهذه الطاعات من الأجورالعظيمة.

التمرين الثاني:

أمور تنبغي لمن عزم على السفرللعمرة:
1- ينبغي لمن نوى السفر أو غيره من العبادات أن يستحضر نية التقرب إلى الله تعالى في جميع أحواله، لتكون أقواله وأفعاله ونفقاته مقربة إلى الله تعالى. قال صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى متفق عليه .
2- وليحذر كل الحذر أن يقصد بعمرته الدنيا وحطامها، أو الرياء والسمعة والمفاخرة بذلك، فإن ذلك من أقبح المقاصد ومن الموجبات لحبوط العمل ورده وعدم قبوله وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( قال تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ) .
3- مما ينبغي له- أيضا- أن يتعلم ما يشرع له في عمرته، وأثناء سفره وإقامته من الأحكام والآداب، ويتفقه في ذلك، ويسأل أهل الذكر عما أشكل عليه ليكون على بصيرة من دينه، وليجتنب الوقوع في المحظور، أو التقصير في مشروع.
4- إذا عزم على السفر للعمرة- أو أي سفر آخر- فينبغي أن يوفر لأهله ما يحتاجون إليه من مؤونة ونحوها، حتى لا يحتاجوا إلى الناس وليذكر ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها فهي له صدقة ) متفق عليه.
5- وينبغي أن يوصيهم بتقوى الله: وهي فعل أوامره واجتناب نواهيه، رغبة ورهبة، فإن تقوى الله سبب لحصول كل خير والوقاية من كل شر في العاجلة والآجلة، وهي وصية الله للأولين والآخرين والمسافرين والمقيمين.
6- مما ينبغي له أيضا التوبة إلى الله من جميع الذنوب: فإن الله تعالى أمر جميع أهل الإيمان بالتوبة وحقيقة التوبة الاعتراف بالخطيئة، وتركها، والندم على ما مضى منها، والعزيمة على عدم الرجوع إليها.
7- ينبغي كذلك أن يهيئ لعمرته نفقة طيبة من مال حلال لا شبهة فيه: فإن أكل الحلال يصلح القلب، وينشط على الطاعة، ويكون من أسباب وجل القلب وخوفه من الله.

التمرين الثالث:

إذا أحرم المسلم بالعمرة حرم عليه أحد عشر شيئاً حتى يتحلل من إحرامه وهي:
1 ـ إزالة الشعر ـ 2 ـ تقليم الأظافرـ 3 ـ استعمال الطيب ـ 4 ـ قتل الصيد البري، أما البحري فجائر.
5 ـ لبس المخيط ( على الرجال دون النساء ) والمخيط هو المفصل على البدن كالثوب والفانيلة والسراويل والقميص والبنطلون والقفاز والجوارب. أما ما فيه خياطة ولم يكن مفصلاً فلا يضر المحرم؛ كالحزام أو الساعة أو الحذاء الذي فيه خيوط.
6 ـ تغطية الرأس أو الوجه بملاصق ( على الرجال ) كالطاقية والغترة والعمامة والقبعة وما شابه ذلك؛ ويجوز الاستظلال بالشمسية والخيمة والسيارة، ويجوز حمل المتاع على الرأس إذا لم يقصد به التغطية.
7 ـ لبس النقاب والقفازين ( على المرأة ) فإذا كانت أمام رجال أجانب وجب ستر الوجه واليدين بغير النقاب والقفاز، كسدل الخمار على الوجه وإدخال اليدين في العباءة.
8 ـ عقد النكاح ـ 9 ـ الجماع ـ 10 ـ المباشرة لشهوة ـ 11 ـ إنزال المني باستمناء أو مباشرة.

التمرين الرابع:

الفوائد من هذه الآية:
1-وجوب الحج والعمرة ، وفرضيتهما .
2-وجوب إتمامهما بأركانهما وواجباتهما التي قد دل عليها فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: (خذوا عني مناسككم)
3-أن فيه حجة لمن قال بوجوب العمرة .
4-أن الحج والعمرة يجب إتمامهما بالشروع فيهما ، ولو كانا نفلاً .
5-الأمر بإتقانهما وإحسانهما ، وهذا قدر زائد على فعل ما يلزم لهما .
6-وفيه الأمر بإخلاصهما لله تعالى .
7-أنه لا يخرج المحرم بهما بشيء من الأشياء حتى يكملهما ، إلا بما استثناه الله وهو الحصر

التمرين الخامس:










صفة العمرة:
1- إذا وصلت إلى الميقات وأردت الإحرام بالعمرة فاغتسل كما تغتسل من الجنابة إن تيسر لك، ثم البس ثياب الإحرام إزاراً ورداء "والمرأة تلبس ما شاءت من الثياب غير متبرجة بزينة" ثم قل : "لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
* ومعنى "لبيك" أجبتك إلى ما دعوتني إليه من الحج أو العمرة.
2- فإذا وصلت إلى مكة فطف بالبيت سبعة أشواط طواف العمرة ، تبتدئ من الحجر الأسود وتنتهي إليه ، ثم صل ركعتين خلف مقام إبراهيم قريباً منه إن تيسر أو بعيداً.
3- فإذا صليت الركعتين فاخرج إلى الصفا واسع بين الصفا والمروة سبع مرات سعي العمرة تبتدئ بالصفا وتختم بالمروة.
4- فإذا أتممت السعي فقصر شعر رأسك.
وبذلك تمت العمرة ففك إحرامك والبس ثيابك.

التمرين السادس:

نصائح للمحرم بعمرة:
يجب على المحرم بعمرة ما يلي :
1- أن يكون ملتزماً بما أوجب الله عليه من شرائع دينه كالصلاة في أوقاتها مع الجماعة .
2- أن يتجنب ما نهى الله عنه من الرفث والفسوق والعصيان (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة:197).
3- أن يتجنب أذية المسلمين بالقول أو الفعل عند المشاعر أو غيرها .
4- أن يتجنب جميع محظورات الإحرام .
 
المسارعة في الخيرات
التمرين الأول:

معنى المبادرة في الخيرات :
المبادرة لفظٌ جميل، ومعنى عظيم توحي بالجديةَّ، وتشعر بالعزيمة، وتنبئ عن علوّ الهمة والمتأملُ في كتاب اللهِ وفي السُّنة النبوية يجد المبادرة أو ما يماثلها وتقاربها من الألفاظ كالمسارعة، والمسابقة كثيرةً، ولكن (المسارعة) في القرآن أكثر و(المبادرة) في الحديث أكثر، أما (المسابقة) فقد وردت فيهما على السواء وأهل اللغةِ يقولون: المسارعة إلى الشيء المبادرة إليه (لسان العرب ).
وقد تجتمع لفظةُ (المسارعة) و(المسابقة) في آيةٍ واحدة ويوصف بذلك أصحاب الإيمان والخشية كما في قوله - تعالى -: ((أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)) (المؤمنون: 61).
فالمبادرة والمسارعة إلى الخيرات أمرٌ دعى إليه القرآن، وحثَّ عليه الإسلام قال - تعالى -: ((فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ)) (البقرة: 148). ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ)) (آل عمران: 133). وفي ذلك حثٌ واستعجال على جميع الطاعات وقال - عليه الصلاة والسلام : ((بادروا بالأعمال)).

التمرين الثاني:

مبادرات الرسول(ص) ومسارعته للخيرات:
لقد كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - صاحب المبادرات وإمام المسارعين للخيرات.. ومن يقرأُ سيرتَه يقف على الكثير من المبادرات لم يتوقف عنها في العهد المكي مع شدة وطأة الكفار وألوان المطاردة والحصار.. وها هو يدعو الخلق إلى الإسلام وهو محصورٌ في الشَّعب.. ويفتح الفرص لأصحابه للدعوة حتى ولو كان خارج إطارِ مكة.. والهجرتان إلى الحبشة نماذجُ عالية للمبادرة والدعوة.. أما دعوتُه العربَ - صلى الله عليه وسلم - في المواسم.. ثم ذهابه إلى الطائف لدعوة ثقيف فكلُّ ذلك أدلةٌ واضحة على قيمة المبادرة في السيرة ثم كانت الهجرة للمدينة وما استتبعها من جهادٍ ودعوة مرحلةً متميزةً في المبادرات النبوية. لقد بادر وحيَّد اليهود بمعاهداتٍ حتى نقضوها.. وبادر إلى بعث البعوث التعليمية والدعوية في المدينة وما جاورها، ومهما نزل بالمسلمين من مصائب وابتلاءات لهذه البعوث والمعارك فقد أدت هذه المبادراتُ دورَها وطار صيتُ الإسلام في أرض العرب كلَّها.. بل تجاوزت مبادراتُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرض العربِ لتصل إلى أرض الروم وفارس يوم أن بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الرُسل وكتب الكتب لملوك الأرض يدعوهم إلى الله ويشرحُ لهم الإسلام ولم ينس قريشاً إذ بادرها بالحديبية، وفتح مكة ودخل الناسُ في دين الله أفواجاً.

التمرين الثالث:

آيات من القرآن تدعو إلى المسارعة في الخيرات وما لها من فضل:
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )[البقرة 148]
-ي(ُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ )[أل عمران 114]
- (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [أل عمران 133]
- (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة 100]
- (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء 90]
- (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )[المؤمنون 61]
- (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) [فاطر 32]
- (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ )[الواقعة 10]

التمرين الرابع:

فوائد المسارعة إلى الخيرات:
أولاً : استجابة لله ورسوله .وقال تعالى ( يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) .
ثانياً : دليل على علو الهمة ، والإسلام حث على علو الهمة .
قال تعالى (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) .
ثالثاً : أن الإنسان لا يدري ما يعرض له من موت أو مرض .
وقال الرسول(ص): ( اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل مرضك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك )
رابعاً : المسارعة للخيرات دليل الحب والعبودية الحقة .

التمرين الخامس:

ما ترشد إليه هذه الآيات في موضوع المسارعة إلى الخيرات:
1ـ مدح الله تعالى المسارعين بالخيرات وبين أن عاقبتهم الفلاح في الدنيا والنعيم الذي لا يزول في الآخرة
2ـ المسارعة في الخيرات من أسباب استجابة الدعاء
3ـ المسارعة في الخيرات من صفات الموحدين الذين هم من خشية ربهم مشفقون.
 
المثابرة و ترك الكسل
التمرين الأول:

المثابرة و ترك الكسل:
هو المواظبة على خير الأفعال و الأقوال و ملازمتهما و ترك التغافل و التثاقل عما لا ينبغي التغافل و التثاقل عليه
وقد قيل : إياك و الكسل و الضجر . فإنك إن كسلت لم تؤد حقا ، و إن ضجرت لم تصبر على الحق ، و لأن الفراغ يبطل الهيئات الانسانية ، فكل عضو ترك استعماله يبطل ، كالعين إذا عميت ، و اليد إذا عطلت .
المثابرة تكون على خير الاقوال و الافعال ، و الاقوال قد تتعلق بالعبادات ، كما قد تتعلق بالمعاملات ، فمن العبادات ، الذكر و قراءة القرآن و الصلاة المفروضة و النافلة و الصوم الواجب و المسنون و الصدقة ... الخ ، و من المعاملات ، الاحسان و صدق الحديث و تقدير الناس و احترامهم و اجتناب أذيتهم .
وترك الكسل ينقسم الى قسمان :
* الاول : ترك كسل العقل في التفكير و التدبير و النظر في آلاء الله من ناحية ، و في تركه النظر الى ما يصلح شأن الانسان ، و من حوله من الدنيا التي فيها معاشه .
* الثاني : ترك كسل البدن بما يشتمل عليه من الجوارح ، و ينجم عن هذا التكاسل تاخر الامم في مجالات النشاط المختلفة من زراعة و صناعة و غيرها .

التمرين الثاني:

يحثنا الدين اسلامي علىالمثابرة و ترك الكسل لأن:
* المثابرة و ترك الكسل طريق موصل الى محبة الله تعالى و رضاه .
*المثابرة و ترك الكسل تورث العفة و تحفظ الكرامة .
* المثابرة و ترك الكسل تهيئ المجتمع الصالح و الفرد الصالح .
* الكسل مظهر من مظاهر تاخر الامم و الشعوب و القبائل ، و يؤدي الى موت الهمم و القضاء على النبوغ.
التمرين الثالث:

النصائح والوصايا التي أقدمها لهؤلاء لعلّها تكون سبباً في بعثهم على العمل والنشاط، وطرد الكسل:
ـ الوصية الأولى ـ وهي أمّ هذه الوصايا، و وأساسها ـ: توكّل على الله ـ عزّ وجلّ ـ، قال تعالى: { ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره.. } [الطلاق: 3]، وحقيقة التوكّل: تعلّق القلب بالله، وتفويض الأمور إليه، وعدم الالتفات إلى غيره كائناً من كان، مع بذل الأسباب المشروعة.
ـ الوصية الثانية: نم مبكراً لتستيقظ مبكّراً، فإنّ أرزاق العباد تقسّم في أوّل النهار، لما رُوي في الحديث: " بورك لأمتي في بكورها"، إلا أنّ معناه صحيح تشهد له نصوص الشريعة. وكثير من الشباب ينام متأخّراً، فلا يستيقظ إلا متأخّراً، وقد طارت الطيور بأرزاقها كما يقال. وإنّك لن تجد ناجحاً ينام بعد صلاة الفجر.
ـ الوصية الثالثة: لا بدّ من التفكير والدراسة والتخطيط والاستشارة قبل الإقدام على أيّ عمل أو وظيفة، اختصاراً للوقت، وحفاظاً على الجهد والمال، وانتفاعاً بتجارب الآخرين وخبراتهم. وغالب الشباب تنقصهم الخبرة والدراية، مع غلبة الاندفاع والحماس، والنتيجة في الغالب هي التهوّر والخسارة.
ـ الوصيّة الرابعة: عليك بالاستخارة الشرعية فهي من أعظم أسباب تقدير الأمور وتيسيرها ومباركتها، وحقيقتها تفويض الأمر كلّه لله سبحانه وتعالى، وطلب الخيرة منه. وهي إنّما تكون بعد التخطيط والاستشارة.
ـ الوصيّة الخامسة: ارضَ بالقليل في بادىء الأمر، مع الجدّ والاجتهاد، والصبر والمصابرة والمثابرة، فإنّك لو تأمّلت سِيَر كبار التجّار والناجحين؛ لوجدت أنّ أكثرهم بدأ من الصفر، ورضي بأحقر الأعمال، حتى وصل إلى ما وصل إليه.
ـ الوصية السادسة: طوّر نفسك، باكتساب مهارات جديدة، ومعارف نافعة، تؤهّلك للترقّي في سلّم النجاح، ولا تقنع بالدون، فتراوح في مكانك سنين طويلة، ويسبقك من جاء بعدك.
ـ الوصيّة السابعة: كن باراً بوالديك، واصلاً لرحمك، فإنّ ذلك من أعظم أسباب التوفيق والنجاح، وسعة الرزق، وطول العمر، والبركة فيه، فلا تجد بارّاً واصلاً إلا وهو موفّق مبارَك، والعكس صحيح.
ـ الوصيّة الثامنة: اجتنب المعاصي والذنوب، فإنّها من أسباب حرمان الرزق، وقلّة التوفيق والبركة.
ـ الوصيّة التاسعة: ابتعد عن الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين، فإنّ دعوة المظلوم لا تردّ، وقد يدعو عليك بدعوة تحول بينك وبين التوفيق والنجاح طوال الحياة.
ـ الوصيّة العاشرة: إيّاك والحسد، فإنّك لن تجد ناجحاً موفّقاً إلا وهو سليم القلب، محبّاً للخير لكلّ مسلم، وهذا لا يمنع من التنافس الشريف، للوصول إلى أفضل النتائج.
ـ الوصيّة الحادية عشرة: استعن بالدعاء، فإنّ الأرزاق بيد الله ـ سبحانه ـ وهي لا تطلب إلا منه. ومن الأدعية المأثورة في ذلك: " اللهمّ اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك "،
التمرين الرابع:

العجز والكسل:
المسلم لا يعجز و لا يكسل, بل يحزم و ينشط, و يعمل و يحرص, إذ العجز و الكسل خلقان ذميمان استعاذ منهما رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فكثيراً ما كان يقول: (اللهم اني أعوذ بك من العجز و الكسل, و الجبن و الهرم و البخل). و أوصى بالعمل و الحرص فقال: (احرص على ما ينفعك, و استعن بالله و لا تعجز, و إذا أصابك شئ فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا, و لكن قل: قدر الله و ما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان).
فلهذا لا يرى المسلم عاجزاً و لا كسولاً, كما لا يرى جباناً و لا بخيلاً, و كيف يقعد عن العمل أو يترك الحرص على ما ينفعه, و هو مؤمن بنظام الأسباب, و قانون السنن في الكون؟. و لم يتكاسل المسلم و هو يؤمن بدعوة الله إلى المسابقة في قوله : (سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات و الأرض) <الحديد:21> و يأمره بالمنافسة في قوله: (و في ذلك فليتنافس المتنافسون) (المطففين:26). و لم يجبن المسلم أو يحجم, و قد أيقن بالقضاء, و آمن بالقدر, و علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, و أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه بحال من الأحوال. و لم يقعد المسلم عن العمل النافع و هو يسمع هاتف القرآن به : (و ما يفعلوا من خير فلن يكفروه) ( و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً و أعظم أجراً).

التمرين الخامس:

مظاهر العجز و الكسل في حياة بعض الشباب الغافل:
ـ أن يسمع المرء نداء المؤذن للصلاة و يتشاغل عن الإجابة بنوم أو كلام أو عمل غير ضروري حتى يكاد يخرج وقت الصلاة, ثم يقوم فيصلي منفرداً في آخر وقت الصلاة.
ـ أن يقضي المرء الساعة و الساعات على مقاعد المقاهي و كراسي المتنزهات أو متجولاً في الشوارع و الأسواق و لديه أعمال تتطلب الإنجاز فلا ينجزها.
ـ أن يترك المرء العمل النافع كتعلم العلم أو غراسة الأراضي أو عمارة المنازل و بناء الدور, و ما إلى ذلك من الأعمال النافعة في الدنيا و الآخرة, يتركها بدعوى أنه كبير السن, و أنه غير أهل لهذا العمل, أو أن هذا العمل يتطلب وقتاً واسعاً و زمناً طويلاً, و يترك الأيام تمر و الأعوام تمضي, و لا يعمل عملاً ينتفع به في دنياه أو أخراه.
ـ أن يعرض له باب من أبواب البر و الخير كفرصة الحج و هو قادر عليه فلم يحج أوإغاثة لهفان و هو قادر على اغاثته فلم يغثه أو كفرصة دخول شهر رمضان فلم يغتنم لياليه بالقيام أو كوجود أبوين عاجزين أو أحدهما و هو قادر على برهما و صلتهما و الإحسان إليهما و لم يبرهما و لم يحسن إليهما عجزاً و كسلاً, أو شحاً و بخلاً, أو عقوقاً.
ـ أن يقيم المرء بدار ذل أو هوان, و لم يطلب له عجزاً أو كسلاً داراً أخرى يحفظ فيها دينه, و يصون فيها شرفه و كرامته.

التمرين السادس:

السبيل إلى المثابرة:
1.الهدف الواضح: ولذلك يقول توم برادلي: (لا تستسلم أبدا، بأن تحافظ على تركيز ذهنك وأفكارك دائما على الهدف).
2.فريق المثابرة:فأنت تحتاج في طريق نجاحك إلى صحبة خير تأخذ بيدك نحو النجاح، وتساعدك على السير فيه.
3.اطرد الكسل بالعمل:فإن أعظم ما يبني المثابرة في النفس متابعة العمل والاستمرار فيه، فكما يقول الدكتور عبد الكريم بكار: (نحن بحاجة ماسة إلى خلق المتابعة، وخلق الاستمرار في الأعمال الإيجابية، فالإنسان كالماء إذا ركد فسد)، ولذلك فعليك أن تلزم نفسك بمجموعة من الأعمال حتى تتعود النفس على المثابرة والإصرار ومتابعة العمل وإتقانه وهي:
- الزم نفسك بمهمات يومية على صعيد العبادة والقراءة وإنجاز بعض الأعمال النافعة، وحاول أن تجعل تلك الأعمال ضمن طاقاتك وقدراتك، واحذر من الإكثار؛ حتى لا تصاب بالملل، وتجد في نفسك سببا للانقطاع عنها، فكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل).
- قاوم وساوس الشيطان لك بالانقطاع عن العمل وجاهد نفسك في ذلك.
- ألزم نفسك بقضاء ما يفوتك من تلك العبادات والأعمال النافعة التي ألزمت بها نفسك.
- رتب على نفسك بعض العقوبات الشخصية حين تقصر في أداء ما ألزمت به نفسك.
- اقرأ في تراجم بعض الذين حققوا الإنجازات الكبيرة في الحياة لتتعلم منهم كيف ارتقوا إلى القمة.
4.وأخيرا لا تنس الدعاء والتوكل على الله تبارك وتعالى أن يثبتك على سبيل نجاحك ودرب تميزك.
 
سورة النازعات
التمرين الأول:

ما ترشد إليه سورة النازعات:
سورةٌ النازعات سورة مكيةٌ مثيرةٌ بحركتها الموسيقية، في معانيها المتحركة، التي تكاد تلهث في ملاحقتها، في ما توحي به كلمات: النازعات، والناشطات، والسابحات، والسابقات، والمدبّرات. فهناك حركةٌ دائبة تتنوّع ذات اليمين وذات الشمال، في الامتدادات وفي حيويّة إثارة القوّة والنشاط والتدبير الذي يحرّك الواقع. ويفاجئك الحديث عن يوم القيامة في رجفة الحركة، ووجيف القلوب، وخشوع الأبصار، والاستغراق في الحفرة التي يردّ الناس إليها، ثم يخرجون منها. ويثير هؤلاء المنكرون للقيامة السؤال، ويأتيهم التأكيد بأن المسألة لا تحتاج إلا إلى زجرةٍ واحدةٍ، ليواجهوا الموقف العظيم..
ويدخل في مقارنة بين حجم الإنسان وحجم الكون في سماء الله التي بناها وجعلها في حركتها تنتج الليل والنهار، وفي أرضه التي دحاها وفجّر منها الينابيع ومنحها حياة النموّ الذي يملأها بالخضرة، وفي جبالها التي تثبت مواقعها وتمنعها من الاهتزاز.
فهل يثبت الإنسان أمام هذه المقارنة؟ وكيف ينظر إلى حجمه ليستعلي على ربّه الذي تخشع له السماء والأرض؟ ولكن، إلى أين أيّها الإنسان؟ فمهما امتدت بك الحياة، فسوف تأتي الطامّة الكبرى التي لا تملك لنفسك فيها الخلاص الذاتي إلا من خلال عملك، فإذا كنت ممن يخاف «مقام ربه»، ويسير في خطّ هداه، وينهى نفسه «عن الهوى»، فستكون الجنة مأواك، وأمّا إذا كنت من الطغاة الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، فإنّ الجحيم هي مستقرك.
وتلك هي الحقيقة التي لا بدّ أن يؤمنوا بها. وليست المشكلة مشكلة توقيتها لتدخل في جدلٍ عقيم حولها من هذه الجهة، بل القضية التي تتحمل مسؤوليتها هي أن تنذر الناس من عذاب يوم القيامة، الذي مهما تأخر، فإنه ينتهي إلى الله سبحانه وتعالى.

التمرين الثاني:

الاعجاز العلمي في سورة النازعات:
ـ تدحض هذه الآيات بأبلغ الكلمات والعبارات وبأدق الأدلة العلمية والعقلانية حجج من ينكرون قدرة الله الحق على إعادة نشأة الإنسان، هؤلاء الذين يجادلون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
ـ يذكرالحق مقارنة بين إنشاء هذا المخلوق الضعيف أو شدة نشأته مع نشأة هذا الكون المتسع الفسيح.
ـ تبدأ الآيات بسؤال يوجهه الخالق إلى من ينكرون قدرة الخالق على نشأتهم مرة أخرى، باستفهام يثير الفكر ويختبر المعلومة ويطرح المشكلة فى الإطار الذي لا مرد له ولا قدرة على إنكاره.
ـ يأتي الله جل جلاله بالمعلومة الصادقة والمنطق العلمي والعقلاني الحق ليدحض كل حجج الكافرين .
ـ تعقد الآيات مقارنة بين القدرة المطلوبة لإعادة هذا المنشأ الآدمي بشدته المحدودة، والقدرة التي أنشأت وسخرت هذا الكون الفسيح كي يحيا ويستمتع فيه الإنسان.
ـ هذه الأرض التي يحيا عليهـا كل هؤلاء البشر ببحارها ومحيطاتها و جبالها وقاراتهـا مجرد حبة رمل فى صحراء كبرى قياسا بحجم الأرض بالنسبة للسماء... من أشد خلقـا وأكبر حجمـا و أعظم بنيانا.
ـ يضع الخالق أمامنا هذه الحقيقة القاطعة، إن هذه السماء التي نراها أشد خلقـا هو وحده الذي وضع لبناتهـا و نظم بنيانهـا بأمره بكلمة واحدة واضحة .
ـ حتى لا تتيه العقول ولا تنحرف الأفكـار فى نظريات... يعلن الحق أنه هو الذي خلقهـا من العدم و وزع لبناتهـا فى
الكون بكل الدقة والانتظام فجاء بنيانها شديداً متراصاً بانتظام لا يتغير و لا يتبدل...
ـ إن الله هو الذي زاد ومد ورفع سمك هذه السماء أو عرضهـا بقدرته و حكمته و أمره...
ـ لم يحفظ لسمائنا هذا الاستقرار والكمال بالرغم من اتساعها و امتدادها إلا أن الخالق غمرها برحمته و حكمته و قدرته... .. فسواهـا... فسواهـا.يحفظ لسمائنا هذه الأمن فى أرجـائهـا والاستواء فى أركانهـا بالرغم من لانهائيتها إلا أن الله غمرهـا بعدله وسننه ولطفه... فسواهـا ...
ـ أغطش ليلهـا... أي أظلم ليلهـا وغطى وأغطش كل ما يمكن أن يبدد هذه الظلمة... كما نضع الستائر فوق النوافذ لتحول وصول الضوء إلى أعيننا..
ـ كذلك أبعد الله عن الأرض النجوم الأخرى لتحول وصول ضوئهـا الكاسح إلينا وكي لا تبدد ظلمة ليلنـا، و حتى تكون لنا سماءً خاصة بنـا ننعم فيهـا بسكوننا و هدوءنا و نومنا.
ـ هكذا بقدرة الله وحكمته وعظمته ولطفه ومحبته ومودته أبعد عنا هذه النجوم أو الشموس الأخرى بأشعتهـا و ضيائهـا و لم يبقى لنـا غير شمسا أو منبعا واحدا للدفء والطاقة والضياء... مصدر واحد أخرجه الله من هذه البلايين من الشموس التي أبعدهـا... أخرجه و أوجده لنا الخالق كي ننعم بالضياء ساعات الضحى...
ـ النظريات العلمية وجدت حقا أن السموات أقدم من الأرض و أن شمسنا نجم حديث السن بالنسبة لباقي النجوم التي
نراهـا فى السماء... و أن خلق أرضنـا جاء بعد خلق الشمس كما توحي به تسلسل هذه الآيات ...
ـ تنص الآية الكريمة فى كلمة دحاهـا... أي صورهـا على شكل دحيـة أو بيضة... كما وجدوا أن هذه الكلمة كما عبرت عن شكل الأرض، فإنهـا تعبر أيضـا عن حركة الأرض فى دحوهـا حول نفسهـا و حول الشمس، كي يتعاقب الليل و النهـار و تتعاقب فصول السنة... حيث تبدو الأرض لمن يراهـا من مكان بعيد أن الخالق قد دفعهـا فى السماء لتدور حول نفسها و فى
مسار بيضاوي حول الشمس و جعلهـا فى حركتهـا تتدحرج كما تتدحرج البيضة إذا دحيت على الأرض...
ـ من كان يدرى أن المـاء لا يأتي من خـارج الأرض و لكن من داخلهـا... لم يكتشف العلم هذه الحقيقة إلا فى عصرنـا الحديث...
ـ أخرج منهـا ماءهـا و مرعاهـا.... أن الخالق هو الذي أعد لهذا الخروج أسبابه ومقوماته... أو هل يتصور أبلهـا أن هناك طبيعة بهذا العقل والرشاد بدون إله واحد أحد وقدرة فائقة خططت و أملحت وخزنت وأخرجت.
ـ إخراج المرعى تاليا لإخراج الماء... فالمـاء سبباً فى خروج المرعى أو النبات الذي تحيا عليه أنعامنا و نحيا نحن به و لا حياة على الأرض من دونه... فهو الذي يدخل فى صنع الغذاء الذي به ننمو و نتحرك و نحيا...
ـ كيف أخرج الخالق لنـا المرعى من هذه الأرض فسنجد أنه كما احتفظ لنا بمخزون من الماء احتفظ لنا أيضا فى الأرض بمخزون هائل من العناصر الأولية و من المعادن و الأملاح التي لا تنضب و تتجدد دائما فى دورات محكمة التدبير و الحساب... كي تمد النبات بما يحتاجه لصناعة الغذاء لكل الأحياء على الأرض.
ـ إن فى طبقة الهواء الذي يحيط بالكرة الأرضية غاز النيتروجين ويمثل أيضا عنصرا رئيسيا فى تكوين غذاء النبات ويصل إلى النبات من خلال مياه الأمطار التي تذيبه بداخلهـا عند سقوطهـا من السمـاء... و تستكمل العناصر التي تشكل مرعاهـا أثناء عملية التمثيل الضوئي كي يعد لنـا النبات الطاقة المطلوبة لحركتنا بما يختزنه من ضحاها أي من طاقة الشمس أثناء هذه العملية .
ـ إن الجبال أتى خلقهـا الله بهذا الشموخ و الارتفاع لهـا جذورا تمتد فى الأرض بقدر ارتفاعهـا عشرات المرات فتشكل مع الجبال أوتادا تتماسك عندهـا و بهـا القشرة الأرضية المغلفة للأرض عند بعد ثابت عن مركز الأرض...
ـ إنه سبحانه و تعالى أعد بناء هذه السماء التي أغطش ليلهـا و أخرج ضحاهـا ثم أعد هذه الأرض التي أحكم خلقهـا و حركتهـا و أودع فيهـا أرزاقهـا من ماء و مرعى، ثم أرسى الحياة عليـها بكل عظمة و اقتدار بأدق الموازين و أحكم المقاييس، كل هذا جاء نعمة و فضلا للإنسان كي ينعم بنعمة الحياة هو و من يساعده من النعم الأخرى أو الأنعام على الأرض بحياة
مستقرة و مستدامة و كريمة... أي فضل هذا و أي عظمة و أي كرم هذا من إله كريم ذو فضل عظيم..
ـ كل هذا التوافق و الانسجام الذي انضبطت به أبعاد السماء و الشمس و الأرض و حركاتهم و نبضاتهم مع نبضات الإنسان و أبعاده و حركاته و متطلباته من طاقة و ماء و غذاء و هواء و جاذبية و ضغط و درجة حرارة و نوم و يقظة و نشاط و استقرار و ثبات و نعم أو أنعام لا تحصى جاء بتدبير رب كل شيء متاعا لنا... هل يتأتى هذا إلا من خالق واحد كريم يملك بين يديه مقادير و أقدار كل شيء..
ـ هل هناك من يدعى أن الله القادر على كل هذا الخلق و التدبير لا يقدر أن يعيد خلق هذا الجسد الضئيل و ينشأه مرة أخرى...

التمرين الثالث:

فوائد من سورة النازعات:
1ـ إن الله تعالى له أن يُقسم بما شاء من مخلوقاته، أما الخلق فلا يجوز لهم أن يُقسموا إلا به سبحانه.
2ـ مكانة الملائكة عند ربهم.
3ـ الملائكة تختلف وظائفهم وأعمالهم، فكلٌ له عملٌ يختص به.
4 ـ شدة سكرات الموت على الكافر، والمؤمن يُخفف عنه، فهو وأن حصل له شيء من الشدة فهذه الشدة لا تُقارن بما يلاقيه الكافر المكذب.
5ـ الراجفة والطامة من أسماء يوم القيامة.
6ـ تصوير يخلع القلوب لحال الناس ذلك اليوم.
7ـ بلاغة القرآن العظيمة فالكلام ينتقل من تصوير حال الناس يوم القيامة إلى أقوال الكفار في الحياة الدنيا.
8ـ ما أشد غباء من ينكر البعث والنشور وهو يرى السماوات والأرض والجبال والنجوم.
9ـ سرعة قيام الساعة فهي تأتي بغتة.
10ـ التشويق ولفت الانتباه بطرح سؤال ليكون القلب متشوقاً لما سيأتي من الكلام.
11ـ كثرة ذكر قصة نبي الله موسى عليه السلام لما لاقاه من بني إسرائيل وصبره عليهم ليتأسى به النبي صلى الله عليه وسلم.
12ـ إثبات صفة الكلام لله تبارك وتعالى من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
13ـ رؤية الله تعالى لا يمكن وقوعها في الحياة الدنيا وهي ثابتة يوم القيامة للمؤمنين.
14ـ على الداعي أن يتأمل أن تُتقبل دعوته، فهذا فرعون مع طغيانه وتجبره أرسل الله تعالى له رسولاً من أولي العزم من الرسل.
15ـ استخدام أسلوب الرفق واللين مع المدعوين، فهو يفتح مغاليق القلوب ويذللها.
16ـ على الداعية والمربي الاهتمام بأمر تزكية قلوب أتباعه.
17ـ الهداية نوعان، هداية توفيق وإلهام وهي خاصة لله وحده، وهداية دلالة وإرشاد وهي للأنبياء والمصلحين والعلماء والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
18ـ الغاية من الهداية هي الحصول على خشية الله تعالى.
19ـ تأييد الله تعالى لرسله بالآيات والمعجزات للدلالة على صدق رسالتهم وأنهم مرسلون من عند الله.
20ـ بعض المكذبين مهما رأوا من الآيات والمعجزات فقلوبهم لا تقبل الحق، بل يعادون أولياء الله ويصدونهم عن السبيل.
21ـ استخفاف العقول أسلوب اتبعه فرعون وكذا غيره من الطواغيت.
22ـ جعل الله فرعون عبرة للمعتبرين، فالسعيد من وُعظ بغيره، وليحذر كل متكبر طاغية من سخط الله وأليم عقابه.
23ـ امتنان الله تعالى على خلقه بتعاقب الليل والنهار وخلق السموات والأرض وإرساء الجبال الرواسي.
24ـ خلق الله تبارك وتعالى الأرض ثم خلق السموات.
25ـ الدنيا مزرعة للأخرة، فمن زرع الخير هنا حصد هناك الخير الوفير والنعم التي لا تُحصى، ومن آثر شهوته على مرضاة ربه خسر خسراناً مبيناً.
26ـ فضيلة عبادة الخوف من الله تعالى، فهي تمنع العبد وتحجزه عن فعل المعاصي والآثام.
27ـ اتباع الهوى داءٌ عضال، فليسأل المؤمن ربه أن يجعل هواه موافقاً لما يحبه الله ويرضاه.
28ـ استأثر الله تبارك وتعالى بوقت قيام الساعة، فلا يعلمها لا نبي مرسل ولا ملك مقرب.
29ـ ليس للعبد المكلف أن يسأل عن وقت قيام الساعة، بل عليه أن يستعد لذلك بأعمال صالحة تنجيه من أهوال ذلك اليوم.
30ـ المؤمن التقي الخائف الوجل هو الذي يتذكر ويتعظ من المواعظ.
31ـ هوان الدنيا على الله تعالى وسرعة انقضائها وفنائها.
 
الوسوم
الاسلامية التربية الثالثة الجزائر تطبيقات شاملة في للسنة متوسط منهاج
عودة
أعلى