أدوات و طرائق القيادة الناجحة للفريق التربوي

املي بالله

نائبة المدير العام
سبق أنني زرت مجموعة كبيرة من المديرين المتخرجين في مؤسساتهم،و كلما سألت أحدهم عن ظروف العمل ومدى التحكم في التسيير كانت تصادفني الإجابة نفسها " شتان بين ما تلقيناه في معهد التكوين و ما وجدناه في الميدان ."​
و لقد صدقوا لأنني شاركت شخصيا في تكوين المديرين الجدد و كان دائما ينتابني شعور "عدم الرضا" من نظام التكوين وبرامجه و رغم ذلك كنت أجتهد في محاولة تطبيق الطرائق البيداغوجية النشطة في حصتي و أبحث دائما في المنهجية المثلى أكثرمن انشغالي بالموضوع ذاته وباعتبار أن البرامج قديمة فكنت أدرج فيها عناصر التجديد و أبتكر قدر الإمكان ما يجلب انتباه المتكونين و يجعلهم يعيشون فعلا في جو مهني ميداني وعوضا أن أقرأ عليهم عرضا طويلا مملا لايجنون منه شيئا كنت أطلب منهم أقتراح وضعيات مشكل حقيقية يعالجونها على شكل أفواج صغيرة ، مما حفزهم على التجاوب معي و الحمد لله فقد صرحوا لي من خلال تقويمهم للتربص أنني قد وفقت إلى حد بعيد في إفادتهم كما أعترف أنني تعلمت منهم الكثير و طورت خبرتي في مجال تكوين الكبار باعتبارمبادئ التعلم المؤسس على الخبرة المعيشة، المشاركة الفعلية في التعلم ،الإرادة في تعلم ما ينفع في الميدان ،الرغبة في التطبيق الفوري للتعلمات ،الاحترام والتقدير،... و الطرائق البيداغوجية الملائمة:الطرائق و الأدوات المكيفة مع وضعيات المشاركين ،التدريب على حالات واقعية قابلة للتحويل (تقنيات العمل بالأفواج ،تمثيل وضعيات خاصة ميدانية، استثمار حالات مجربة ...) فبدلا من أن أقرأ عليهم عرضا حول المؤسسة و الفريق التربوي ،أقترح عليهم وضعية مشكل يعالجونها على شكل أفواج على سبيل كيف يمكنك التعرف على أعضاء الفريق التربوي للمؤسسة التي عينت فيها في منصب مدير ؟ ثم يعرض كل فوج أهم النقاط التي توصل عليها و تناقش جماعيا .
. . . الشيء الذي دفعني اليوم إلى البحث و التفكير في جمع هذه الأدوات و الطرائق علها تجدي نفعا عند المكونين و المتكونين أنفسهم و المديرين الجدد منهم و القدامى و قد حصرتها تحت عنوان بدا لي ملائما و شاملا " أدوات و طرائق لقيادة فريق العمل ."
لم نتطرق إلى كل الانشغالات ،ذلك لأن مهام المدير عديدة و متشعبة ،ولأننا لم نقصد بهذا البحث" الحديث عن كل شيء و لا شيء "كما يقال ،وإنما ركزنا على الأهم ،و الأهم في نظرنا هو "كيفية إدارة الفريق التربوي و تنشيطه " و ما يتعلق بالطرائق و الأدوات التي تصب في هذا المعنى ... باعتبار أن العمل في الفريق يضمن تقريبا كل مهام المدير و هو الطريق الأمثل لنجاح المؤسسة، و بما أن المصطلحات والمفاهيم هي مفاتيح و أسس التكوين، و لأن سوء فهمها أو تأويل خاطئ لمعناها سوف يؤدي لا محالة إلى انحراف خطير في الممارسة،فإننا سنحاول أن نستهل الموضوع - كلما سنحت الفرصة و كان ذلك ضروريا – من واقع الممارسات و الحالات المعيشة دون الغوص في الحديث و العرض الطويل لتعريف الإدارة و نشأتها و تطورها إلى غير ذلك من الأشياء التي طالما ضاق بها المتدربون ذرعا و سئموا سماعها من غير أي جدوى ،و في الأخير تجدر الإشارة أن هذه الأدوات و الطرائق و أخرى تبقى شكلية و لا تعرف فعاليتها الحقيقية إلا عن طريق وضع المتربصين في وضعيات مشكل معيشة يعالجونها .
يتم عرض هذا العمل على شكل فصول يتناول كل فصل موضوعا معينا من المواضيع التالية :



  • معرفة وظيفة القائد و تحديد مهمته ،و مسؤوليته و أدواره و سلوكياته .



  • التعرف على ذاته والمتوقع بالنسبة إلى فريقه و مؤسسته ومنظومته .
  • تقوية علاقة الانتماء إلى الفريق من أجل السير الحسن للمؤسسة، و تحديد الاتجاه نحو الأهداف .
  • التحكم و التفعيل لقوانين قيادة الفريق : التحفيز ،التجنيد،التواصل ،التفويض ...
  • اكتساب مواقف وطرائق الاتصال و التواصل الضرورية من أجل : إدارة التغيير واتخاذ القرار، إدارة النزاعات و التفاوض،...
  • التحكم في التخطيط ،إدارة الوقت و الأولويات .
  • اكتساب منهجية و أدوات قيادة المشروع : تحديد المشروع،التخطيط ،التسيير،بناء مراحل الإنجاز ،التقويم و المتابعة ... التقويم.

اكتساب هذه الأدوات و الطرائق يتطلب تدريبا مستمرا و ممارسة فعلية حتى يتم التحكم فيها بشكل تلقائي باعتبارها ممارسات يومية تضمن أداء مهام المدير المختلفة .

يتم عرص العمل على شكل فصول تتناول المواضيع التالية و نستهلها بمفهوم إدارة الفريق .



تحميل ● مركز التحميل |
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
أدوات التربوي القيادة الناجحة طرائق للفريق
عودة
أعلى