لمّ يعطي الله الكافرين
من الدنيا
لأن الله تعالى عندما يعطي خلقه فأنه يعطيهم مما هو مخلوق فالعباد مخلوقون والدنيا مخلوقه وكل شيء سو الله تعالى فهو مخلوق ولا خالق الا الله ولا معطي الا الله ولا محيي الا الله ولا مميت الا الله والكل راجع الى الله وقد خلق الله الدنيا وخلق الاخره وخلق الجنه وخلق النار وخلق الانس وخلق الجن وخلق الملائكه وهم أجساد نورانيه لطيفه لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون ولا يتغوطون ولا ينامون يذكرون الله ليلا ونهارا ولا يعصون الله ما أمرهم وخلق الله خلقا أخر لا نعرفهم ولا نراهم وهو القادر المقتدر على كل شيء قدير ونجد ان الله تعالى يعطي من هذه الدنيا الديئه للكافر وللمسلم للفاسق وللصالح للطائع وللعاصي لما لأن الدنيا بما بها لا تساوي عند الله شيئا وقد جاء عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انه قال ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثل جناح بعوضه لما سقي الكافر منها شربة ماء ) ولا كننا نجد ان الله يسقي ويعطي الكافر والمسلم منها ما يشاء لانها لا تساوي عند الله شيئا ولربما يعطي الله بعض الكافرين في هذه الدنيا عطاءً كبيرا أكبر من عطاء المسلمين لأن الدنيا جنة لهم وفي هذا جاء عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انه قال ( الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن ) والدنيا دار زوال وفناء والاخره دار جزاء وبقاء ونجد ان النبي قد وصف الدنيا وصفا دقيقا حين شبهها بجناح بعوضه فكم هي البعوضه صغيره وكم جناحها دقيق والدنيا لا تعدل عند الله مثل جناح بعوضة واحد وليس البعوضه كلها بل ليس جناحي البعوضه انما لا تعدل جناح بعوضه واحدا فكم هي الدنيا دنيئه وكم هم الناعقون خلف ماحرم الله منها جهلاء بلداء وما النجاة الا بأتباع كتاب الله تعالى وأتباع ما جاء به المصطفى من عند الله تعالى
وصلي يا رب على النور الطالع والبدر الساطع سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
الشيخ
دري الدليمي