المنهاج المندمج نموذجا في المغرب
إعداد : د. محمد الدريج
أستاذ باحث في علوم التربية –الرباط
أولا : مدخل عام : التعريف بالمنهاج وبدواعي تطويره
لم يكن مفهوم المنهاج موظفا و شائعا ، سواء في الأدبيات أو الممارسات التربوية ، في قطاع التعليم. وكانت البرامج الدراسية إلى عهد قريب ، تختزل في لوائح المواد و المحتويات المعرفية التي يتم تدريسها في مختلف المستويات التعليمية . كما كانت تختصر في جداول و استعمالات الزمن ، تحدد التوزيع الأسبوعي لتلك المواد . فعمل الرواد الأوائل في تخطيط البرامج ، وحتى يثبتوا تميزهم عن هذا التقليد الذي يولي أهمية كبرى لمحتويات التدريس ، على التركيز على التلميذ بدل المادة الدراسية و مضامينها ، فتم نحت مصطلح المنهاج curriculum )) و الذي يعرف بشكل عام ، بكونه ” جملة ما تقدمه المدرسة من معارف و مهارات و اتجاهات … لمساعدة المتعلم ، على النمو المتوازن و السليم في جميع جوانب شخصيته” .
وتبقى الأسئلة الأساسية التي تطرح في العادة عند الحديث عن المنهاج الدراسي ،هي:
- لمن يعود أمر بناء المنهاج الدراسي بمعناه الواسع ؟
- وكيف يتم بناؤه في بلادنا ؟
-ومن يتخذ القرار في ضبط احتياجات التلاميذ و تحديد أولويات المجتمع ومتطلباته
و بالتالي رسم الأهداف واختيار المحتويات والأساليب؟
وكيف يتخذ قرار تطوير المنهاج ؟
وما هي دواعي و آليات التطوير ومعيقاته ؟
كل هذه الأسئلة وغيرها… ، والتي لن نجيب الآن سوى عن بعضها وخاصة ما ارتبط منها بمشكلات ومعيقات ممارسة المنهاج وتطبيقه في المدرسة المغربية… ، تثبت، أن بناء المنهاج ليس مجرد مسألة تقنية ولا يطرح قضايا إجرائية فحسب ، بل يطرح بناء المنهاج و في المقام الأول ، قضايا فلسفية و سياسية واجتماعية وثقافية ، حيث تتدخل المبادئ و الانتماءات و جماعات الضغط والمصالح… مما يفسر ويبرر في نفس الآن، إلحاح معظم الباحثين على تفصيل الحديث ، في بدايات تقاريرهم و مؤلفاتهم ، على الأسس الفلسفية و الاجتماعية و المعرفية و النفسية وغيرها ، في تصميم المناهج وتطويرها.
ذلك لأن بناء وتطوير المنهاج ، يتأثر بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية، فمنها ما يرتبط بسوء وقصور المناهج السائدة ، ومنها ما يرتبط بالتغيرات التي تطرأ على المجتمع و البيئة أو تلك التي تصيب التلاميذ،أو التي تمس النظام التعليمي ذاته ، بحكم تأثير ما يستجد على الساحة التربوية محليا وعالميا وغيرها …
و عموما وحتى لا نخرج من هذا التقديم دون تحديد أي مرتكز لعرضنا هذا، فإن ما يفسر حدوث التطوير و الإصلاح في المجال التربوي/التعليمي وخاصة في جوانبه البيداغوجية، هو أن التربية و التعليم نشاط اجتماعي بالأساس ، يؤثر فيه المجتمع ويتأثر به . و بما أن المجتمعات تخضع باستمرار للتحول ، فإن التربية (بالمعنى البيداغوجي هنا) كذلك لابد أن تتطور و بشكل مستمر، مما يسمح لها بالتكيف مع الاحتياجات الجديدة . ومن هنا يكون من الخطأ الاعتقاد في إمكانية الانتهاء إلى نموذج تام ومثالي للمنهاج . ذلك أن الأنظمة التعليمية تعمل على التلاؤم باستمرار مع التغيرات في الاحتياجات و الناتجة عن تحول المجتمعات …
كذلك من دواعي التطوير ، الضغوط التي تمارس من خلال المنظمات و البنوك الدولية ووكالات تمويل مشاريع التنمية أو من خلال بعض الجامعات ذات الصيت العالمي أو من خلال الشركات متعددة الجنسيات أو مكاتب الدراسات ومن يرتبط بها من ذوي المصالح…أو مباشرة من بعض الحكومات…
وكما أسلفنا فإننا لن نفصل و نعمق الحديث عن كل تلك الجوانب في هذه الدراسة، ولكننا سنلامسها بشكل غير مباشر،حيث سنعالج موضوع بناء و تطوير المنهاج الدراسي ، من زاوية خاصة تتمثل في تقديم مقترح متكامل ، يذلل مبدئيا الكثير من الاختلالات والمشكلات التي تعاني منها منظومتنا التربوية ، مقترح سبق ان وضعنا أسسه وبعض أهم عناصره ووظائفه منذ أزيد من 16 سنة عندما نشرنا العديد من الدراسات والمؤلفات أواسط التسعينات من القرن الماضي ، ومنها على سبيل المثال ،كتابنا:
“مشروع المؤسسة والتجديد التربوي في المدرسة المغربية”، (في جزئين)، سلسلة دفاتر في التربية ، (1996)ـ الرباط.
وكذلك الكتاب الذي نشرناه سنة 2004، بعنوان :
”الكفايات في التعليم : من أجل التأسيس العلمي للمنهاج المندمج“
منشورات رمسيس، الرباط.
وتنتظم هذه الدراسة وفق العناصر التالية :
محاور الدراسة وعناوينها الرئيسة
أولا : مدخل عام: التعريف بالمنهاج الدراسي و دواعي ومرتكزات تطويره
ثانيا : إشكالات تعيق تطوير مناهج التعليم في المغرب
أو مبررات إنشاء المنهاج المندمج
1- الإشكالية المرتبطة بتحديد مفهوم المنهاج والسياسات والنظريات الموجهة
لبنائه في منظومتنا التعليمية .
2- الخلل الملاحظ في مشاريع تطوير النموذج البيداغوجي .
3- إشكالية مواءمة المنهاج واندماجه في محيطه .
4- اللامساواة و انعدام تكافؤ الفرص أمام المنهاج الدراسي ، ومن أهم مظاهرها:
4 .1 – مسألة تعدد المدارس و تعدد المناهج السائدة
2.4 – إشكالية الفروق الفردية و تكافؤ الفرص
3.4 -إشكالية مستويات المنهاج .
5- الخلل المالي و التدبيري وظروف العمل التي يعاني منها قطاع التعليم
وتأثيره في تطبيق المنهاج .
واضطراب تأمين الدعم المتزايد للفاعلين داخل القطاع وخاصة المدرسين
الذين يمارسون المنهاج والمشرفين على تطبيقه .
6- هدر الزمن المدرسي الضروري لتطبيق المنهاج .
ثالثا : أسس بناء ”المنهاج المندمج “ ومكوناته
1- إعادة صياغة مفهوم الإدماج/الاندماج
2- إعادة صياغة مفهوم الكفايات وربطه بمفهوم معايير الجودة
3- الربط في المنهاج بين المعرفة النظرية والمعرفة التطبيقية
4- مأسسة المدارس وخلق الظروف الملائمة للتطوير
1.4 – تحويل المدارس إلى مؤسسات
2.4 – الإدارة المدرسية و قيادة التطوير
3.4 – متطلبات قيادة التطوير
5- الاندماج الاجتماعي و مشاريع المؤسسة والشراكة التربوية
1.5 – إحداث مشروع المؤسسة
2.5 – نظام الشراكة التربوية
ثانيا : إشكالات تعيق تطوير مناهج التعليم في المغرب
أو مبررات إنشاء المنهاج المندمج
1- الإشكالات المرتبطة بالتحديد النظري لمفهوم المنهاج في منظومتنا التربوية ، وغياب الفلسفات والسياسات والنظريات الموجهة لبناء المنهاج وتطويره . وبخصوص هذا الغياب وما يعاني منه المشهد التربوي في بلادنا من ضبابية مفاهيمية و منهاجية ، من حقنا أن نطرح بعض التساؤلات المصيرية :
ما هي شخصية الإنسان المغربي الذي تنشده منظومتنا التربوية ؟ وما هي المواصفات التي نسعى لتنشئة أبنائنا وبناتنا عليها ؟ أي ما هي القدرات والمهارات والاتجاهات والقيم التي نرغب في ان يعمل نظامنا التربوي على ترسيخها ؟ وهل تنسجم مع نوع المجتمع الذي سنسعى الى إيجاده من خلال المنظومة التربوية ،خاصة في جوانبها البيداغوجية و المنهاجية ؟
إن طرح هذه الأسئلة يعني أننا في حاجة إلى نظرية اجتماعية – تربوية شاملة ، ضرورية لأي إصلاح…والخروج بالتالي ، من دوامة اعتماد النظريات المستوردة و الخبرات الأجنبية. و نشير بهذا الخصوص ، إلى ازدياد الدراسات التي تنبه من مخاطر اقتباس التجديد و استيراد الإصلاح في المجال التربوي و في المنهاج الدراسي وأهدافه العامة على وجه الخصوص ( مخاطر ما يعرف بالتحويل أو النقل التربوي ) دون التأكد من ملاءمته لواقع المجتمع التعليمي المستقبل ، وقابليته للتطبيق . ولن نبالغ حين نقول ، بأن السبب الرئيسي وراء الفشل في مشاريع التجديد و الإصلاح التربوي في الدول النامية ، يعود إلى النقل التربوي ، والذي يؤدي في الغالب ، إلى عدم التحام منظومة الإصلاح الجديدة مع المنظومة التعليمية المحلية وعدم ملاءمة محتوياته مع الاحتياجات الفردية وتطلعات الجماعات المحلية ومنظومتها القيمية، فتحدث ردود فعل رافضة للجسم الغريب .( محمد الدريج ، 2004).
يتبع
إعداد : د. محمد الدريج
أستاذ باحث في علوم التربية –الرباط
أولا : مدخل عام : التعريف بالمنهاج وبدواعي تطويره
لم يكن مفهوم المنهاج موظفا و شائعا ، سواء في الأدبيات أو الممارسات التربوية ، في قطاع التعليم. وكانت البرامج الدراسية إلى عهد قريب ، تختزل في لوائح المواد و المحتويات المعرفية التي يتم تدريسها في مختلف المستويات التعليمية . كما كانت تختصر في جداول و استعمالات الزمن ، تحدد التوزيع الأسبوعي لتلك المواد . فعمل الرواد الأوائل في تخطيط البرامج ، وحتى يثبتوا تميزهم عن هذا التقليد الذي يولي أهمية كبرى لمحتويات التدريس ، على التركيز على التلميذ بدل المادة الدراسية و مضامينها ، فتم نحت مصطلح المنهاج curriculum )) و الذي يعرف بشكل عام ، بكونه ” جملة ما تقدمه المدرسة من معارف و مهارات و اتجاهات … لمساعدة المتعلم ، على النمو المتوازن و السليم في جميع جوانب شخصيته” .
وتبقى الأسئلة الأساسية التي تطرح في العادة عند الحديث عن المنهاج الدراسي ،هي:
- لمن يعود أمر بناء المنهاج الدراسي بمعناه الواسع ؟
- وكيف يتم بناؤه في بلادنا ؟
-ومن يتخذ القرار في ضبط احتياجات التلاميذ و تحديد أولويات المجتمع ومتطلباته
و بالتالي رسم الأهداف واختيار المحتويات والأساليب؟
وكيف يتخذ قرار تطوير المنهاج ؟
وما هي دواعي و آليات التطوير ومعيقاته ؟
كل هذه الأسئلة وغيرها… ، والتي لن نجيب الآن سوى عن بعضها وخاصة ما ارتبط منها بمشكلات ومعيقات ممارسة المنهاج وتطبيقه في المدرسة المغربية… ، تثبت، أن بناء المنهاج ليس مجرد مسألة تقنية ولا يطرح قضايا إجرائية فحسب ، بل يطرح بناء المنهاج و في المقام الأول ، قضايا فلسفية و سياسية واجتماعية وثقافية ، حيث تتدخل المبادئ و الانتماءات و جماعات الضغط والمصالح… مما يفسر ويبرر في نفس الآن، إلحاح معظم الباحثين على تفصيل الحديث ، في بدايات تقاريرهم و مؤلفاتهم ، على الأسس الفلسفية و الاجتماعية و المعرفية و النفسية وغيرها ، في تصميم المناهج وتطويرها.
ذلك لأن بناء وتطوير المنهاج ، يتأثر بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية، فمنها ما يرتبط بسوء وقصور المناهج السائدة ، ومنها ما يرتبط بالتغيرات التي تطرأ على المجتمع و البيئة أو تلك التي تصيب التلاميذ،أو التي تمس النظام التعليمي ذاته ، بحكم تأثير ما يستجد على الساحة التربوية محليا وعالميا وغيرها …
و عموما وحتى لا نخرج من هذا التقديم دون تحديد أي مرتكز لعرضنا هذا، فإن ما يفسر حدوث التطوير و الإصلاح في المجال التربوي/التعليمي وخاصة في جوانبه البيداغوجية، هو أن التربية و التعليم نشاط اجتماعي بالأساس ، يؤثر فيه المجتمع ويتأثر به . و بما أن المجتمعات تخضع باستمرار للتحول ، فإن التربية (بالمعنى البيداغوجي هنا) كذلك لابد أن تتطور و بشكل مستمر، مما يسمح لها بالتكيف مع الاحتياجات الجديدة . ومن هنا يكون من الخطأ الاعتقاد في إمكانية الانتهاء إلى نموذج تام ومثالي للمنهاج . ذلك أن الأنظمة التعليمية تعمل على التلاؤم باستمرار مع التغيرات في الاحتياجات و الناتجة عن تحول المجتمعات …
كذلك من دواعي التطوير ، الضغوط التي تمارس من خلال المنظمات و البنوك الدولية ووكالات تمويل مشاريع التنمية أو من خلال بعض الجامعات ذات الصيت العالمي أو من خلال الشركات متعددة الجنسيات أو مكاتب الدراسات ومن يرتبط بها من ذوي المصالح…أو مباشرة من بعض الحكومات…
وكما أسلفنا فإننا لن نفصل و نعمق الحديث عن كل تلك الجوانب في هذه الدراسة، ولكننا سنلامسها بشكل غير مباشر،حيث سنعالج موضوع بناء و تطوير المنهاج الدراسي ، من زاوية خاصة تتمثل في تقديم مقترح متكامل ، يذلل مبدئيا الكثير من الاختلالات والمشكلات التي تعاني منها منظومتنا التربوية ، مقترح سبق ان وضعنا أسسه وبعض أهم عناصره ووظائفه منذ أزيد من 16 سنة عندما نشرنا العديد من الدراسات والمؤلفات أواسط التسعينات من القرن الماضي ، ومنها على سبيل المثال ،كتابنا:
“مشروع المؤسسة والتجديد التربوي في المدرسة المغربية”، (في جزئين)، سلسلة دفاتر في التربية ، (1996)ـ الرباط.
وكذلك الكتاب الذي نشرناه سنة 2004، بعنوان :
”الكفايات في التعليم : من أجل التأسيس العلمي للمنهاج المندمج“
منشورات رمسيس، الرباط.
وتنتظم هذه الدراسة وفق العناصر التالية :
محاور الدراسة وعناوينها الرئيسة
أولا : مدخل عام: التعريف بالمنهاج الدراسي و دواعي ومرتكزات تطويره
ثانيا : إشكالات تعيق تطوير مناهج التعليم في المغرب
أو مبررات إنشاء المنهاج المندمج
1- الإشكالية المرتبطة بتحديد مفهوم المنهاج والسياسات والنظريات الموجهة
لبنائه في منظومتنا التعليمية .
2- الخلل الملاحظ في مشاريع تطوير النموذج البيداغوجي .
3- إشكالية مواءمة المنهاج واندماجه في محيطه .
4- اللامساواة و انعدام تكافؤ الفرص أمام المنهاج الدراسي ، ومن أهم مظاهرها:
4 .1 – مسألة تعدد المدارس و تعدد المناهج السائدة
2.4 – إشكالية الفروق الفردية و تكافؤ الفرص
3.4 -إشكالية مستويات المنهاج .
5- الخلل المالي و التدبيري وظروف العمل التي يعاني منها قطاع التعليم
وتأثيره في تطبيق المنهاج .
واضطراب تأمين الدعم المتزايد للفاعلين داخل القطاع وخاصة المدرسين
الذين يمارسون المنهاج والمشرفين على تطبيقه .
6- هدر الزمن المدرسي الضروري لتطبيق المنهاج .
ثالثا : أسس بناء ”المنهاج المندمج “ ومكوناته
1- إعادة صياغة مفهوم الإدماج/الاندماج
2- إعادة صياغة مفهوم الكفايات وربطه بمفهوم معايير الجودة
3- الربط في المنهاج بين المعرفة النظرية والمعرفة التطبيقية
4- مأسسة المدارس وخلق الظروف الملائمة للتطوير
1.4 – تحويل المدارس إلى مؤسسات
2.4 – الإدارة المدرسية و قيادة التطوير
3.4 – متطلبات قيادة التطوير
5- الاندماج الاجتماعي و مشاريع المؤسسة والشراكة التربوية
1.5 – إحداث مشروع المؤسسة
2.5 – نظام الشراكة التربوية
ثانيا : إشكالات تعيق تطوير مناهج التعليم في المغرب
أو مبررات إنشاء المنهاج المندمج
1- الإشكالات المرتبطة بالتحديد النظري لمفهوم المنهاج في منظومتنا التربوية ، وغياب الفلسفات والسياسات والنظريات الموجهة لبناء المنهاج وتطويره . وبخصوص هذا الغياب وما يعاني منه المشهد التربوي في بلادنا من ضبابية مفاهيمية و منهاجية ، من حقنا أن نطرح بعض التساؤلات المصيرية :
ما هي شخصية الإنسان المغربي الذي تنشده منظومتنا التربوية ؟ وما هي المواصفات التي نسعى لتنشئة أبنائنا وبناتنا عليها ؟ أي ما هي القدرات والمهارات والاتجاهات والقيم التي نرغب في ان يعمل نظامنا التربوي على ترسيخها ؟ وهل تنسجم مع نوع المجتمع الذي سنسعى الى إيجاده من خلال المنظومة التربوية ،خاصة في جوانبها البيداغوجية و المنهاجية ؟
إن طرح هذه الأسئلة يعني أننا في حاجة إلى نظرية اجتماعية – تربوية شاملة ، ضرورية لأي إصلاح…والخروج بالتالي ، من دوامة اعتماد النظريات المستوردة و الخبرات الأجنبية. و نشير بهذا الخصوص ، إلى ازدياد الدراسات التي تنبه من مخاطر اقتباس التجديد و استيراد الإصلاح في المجال التربوي و في المنهاج الدراسي وأهدافه العامة على وجه الخصوص ( مخاطر ما يعرف بالتحويل أو النقل التربوي ) دون التأكد من ملاءمته لواقع المجتمع التعليمي المستقبل ، وقابليته للتطبيق . ولن نبالغ حين نقول ، بأن السبب الرئيسي وراء الفشل في مشاريع التجديد و الإصلاح التربوي في الدول النامية ، يعود إلى النقل التربوي ، والذي يؤدي في الغالب ، إلى عدم التحام منظومة الإصلاح الجديدة مع المنظومة التعليمية المحلية وعدم ملاءمة محتوياته مع الاحتياجات الفردية وتطلعات الجماعات المحلية ومنظومتها القيمية، فتحدث ردود فعل رافضة للجسم الغريب .( محمد الدريج ، 2004).
يتبع
المدرسة
التعديل الأخير بواسطة المشرف: