العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح والتغ

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 ) الاحتساب والمعارضة والإصلاح والتغيير ( 5 )

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 1 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
[font=&amp]هل صحيح ودقيق ونزيه ما يقال بأن هناك فرقة جديدة إسمها الجاميّة ؟[/font]​
[font=&amp]وهل صحيح ودقيق ونزيه ما يقال بأن هناك فرقة جديدة إسمها المدخليّة أو المداخلة ؟[/font]
[font=&amp]وقد عرضت أقوال بعض الباحثين والعلماء - فيهم ، وفي غيرهم ، وفي خصومهم أيضا - في المجموعات السابقة من هذه السلسلة العلمية ، وأواصل العرض :
.. ويضيف بعض الباحثين : وماالفرق بينهما ، الجاميّة والمدخليّة ؟ أم أنّهما وجهان لعملة واحدة وفرقة واحدة بعضها من بعض ؟[/font]
[font=&amp]وهل صحيح ودقيق ونزيه ما يقال بأن الجاميّة أو المدخليّة هم من يقف في وجه دعاة الإصلاح أو المحتسبين أو المتظلّمين أو المطالبين بشيء من حقوقهم ؟[/font]
[font=&amp]وهل صحيح ودقيق ونزيه ما يقال بأن الجاميّة أو المدخليّة هم من يقوم بتحريض الحكّام على دعاة الإصلاح أو المحتسبين [/font][font=&amp][font=&amp]أو المتظلّمين أو المطالبين بشيء من حقوقهم[/font] ؟[/font]
[font=&amp]وهل صحيح ودقيق ونزيه ما يقال بأن الجاميّة أو المدخليّة هم من يشكّك في الإصلاح أو الاحتساب أو حقوق الناس ؟[/font]
[font=&amp]و : في[/font][font=&amp] ويكيبيديا الموسوعة الحرة ، وغيرها ، كتب عنهم : [/font]
[font=&amp]الجامية ، أو التيار الجامي ، هو تيار محلي داخل خريطة الإسلاميين في السعودية ، يطلق على فئة تتميز بخواص كثيرة أهمها : العداء لأي توجه سياسي مناوىء للسلطة انطلاقا مما يقولون أنه منهج السلف في السمع والطاعة وحرمة الخروج على الحاكم الجائر جريا على مذهب الحنابلة والأوزاعي الذين لا يرون الخروج على الحاكم الجائر ، وإن خالف في هذا بعض الحنابلة مثل ابن رجب الحنبلي وأبو الوفاء علي بن عقيل وأبو الفرج بن الجوزي وعبد الرحمن بن رزين الذين يرون الخروج ناهيك عن أبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حزم الذين يرون الخروج على حكام الجور أو الظلم أو الفسق أو الفساد أو الاستبداد أو الاستئثار . [/font]
[font=&amp]كان من أسباب ظهور أو بروز هذا التيار اعتداء صدام حسين على الكويت وحشده لجيوشه على حدود السعودية ، فأفتى ( بعض ) العلماء وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز بجواز الاستعانة بالكفار لدفع المعتدي ولحماية الدين والدولة من شرّه . إلا أن كثيرا من الجماعات عارضت هؤلاء العلماء واتّهمتهم ورفضت هذه الفتوى فكان محمد أمان جامي الحبشي من أبرز الذين تصدّوا بالرد على الجماعات التي رفضت هذه الفتوى واعترضت عليها . ولهذا ينسب إليه هذا التيار .[/font]
[font=&amp]ولكن ، قبل أن أواصل مع ما يقال عن الجاميّة والمدخليّة ، أودّ التذكير بالآتي :[/font]​
[font=&amp]في الأجزاء والمجموعات السابقة - من هذه السلسلة العلمية - عرضت اجتهادات وأقوال وآراء ومواقف بعض العلماء والباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، وغيرهم . وفي هذه المجموعة وهذا الجزء وفي المجموعات والأجزاء القادمة سأواصل العرض . ثمّ نعود لمناقشتها ، إن شاء الله تعالى .[/font]
[font=&amp]وقلت : [/font]​
[font=&amp]أعرض للجميع . ولكن أحاول أن يكون العرض لمن اتّخذوا موقفا واضحا جليّا ، موافقا أو معارضا ، مع أو ضدّ ، حتى لو كانت مواقف بعضهم معتدلة نوعا ما ، المهمّ أن يكونوا قد أضافوا شيئا جديدا وأن يكون اتجّاهم واضحا وجليّا ولا لبس فيه ولا يحتمل تأويلات متناقضة . وليس للذين يلتزمون الحياد أو يقفون على مسافة واحدة من كلّ شيء أو يناقضون أنفسهم بأنفسهم ! فهؤلاء لا أعرض لهم ، لأنّه لا يجوز أبدا إضاعة وقتكم وجهدكم في عرض أقوالهم أو مواقفهم أو مناقشتها . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​

 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 2 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
[font=&amp]وليس الهدف هو الإقناع بموقف معيّن أو الدعوة إليه أو التحريض عليه بناء على رغبة مدفوعة بالغرض أو الهوى ، قال تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) ، بل الهدف هو الوصول إلى الحقائق وتبيينها ، قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) . [/font]​
[font=&amp]فلا أندفع وأبالغ في محاولات للإقناع بهذا الأمر أو نقيضه مثلا ، بل أعرض المعارف والمعلومات والحقائق ، وكلّ إنسان لديه ميزانه ومعياره . قال تعالى : ( بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) ، وقال تعالى : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) .[/font]
[font=&amp]وقلت : [/font]​
[font=&amp]ومن النظر في تاريخ الاحتساب ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) - في الإسلام ، وفي الديانات السماوية من قبل - نرى انّه قد ارتبط بأمور هي منه أو قريبة منه أو قد تكون قريبة منه ، وبأمور بعيدة أو قد تكون بعيدة عنه ، مثلما حصل الخلط بينه وبين أمور لا علاقة له بها .[/font]​
[font=&amp]من ذلك ، انّ الاحتساب ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ارتبط ، أو اختلط - وربّما في الأذهان فقط ، أحيانا - بألفاظ ومصطلحات ومفاهيم مثل : المناصحة ، والمعارضة ، والموالاة ، والمظاهرات ، والبغي ، والخروج ، والفتنة ، والثورة ، والإصلاح ، والتغيير ، والشورى ، والدعوة إلى العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والدفاع عنها .[/font]​
[font=&amp]والمهمّ - هنا - معرفة علاقة هذه الألفاظ والمصطلحات والمفاهيم بالاحتساب ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ، وبالإسلام ، وبالعدل والظلم ، وبالعدل والظلم في ميزان الإسلام ، وبواقع الأمّة الإسلامية ، وبواقعنا ، وموقف الإسلام منها . [/font]
[font=&amp]وكانت الأجزاء الأخيرة السابقة عن : المعارضة . [/font]​
[font=&amp]وفي عودة للجزء السابق : [/font]​
[font=&amp]وهنا تأتي أهمية التفريق بين وجهين للمعارضة : الأول متشدّد ومسلح ويريد تغيير الحكومة بالقوّة ، والآخر سلمي ينطلق من حاجات الناس الأساسية ورغباتهم البسيطة في الإصلاح . [/font]
[font=&amp]فهل صحيح ودقيق ونزيه القول ب : أنّه يتم عن قصد - أو عن نمطية تفكير - التركيز على رموز الأول لكي يُلغى الآخر من الذاكرة ولكي تُنتزع شرعية المعارضة بكل أشكالها الأخرى بحجة أنها تؤدي للعنف المسلح وزعزعة الأمن ! وانّ هذا المنهج - أي استغلال تجارب التشدّد كمعارضة - ينعكس إيجابا لمصلحة الحكومة التي تقول بأنّها هي الوجه الأفضل والأدرى بمصلحة الشعب ؟[/font]
[font=&amp]وهل صحيح ودقيق ونزيه القول ب : أنّه يتم عن قصد - أو عن نمطية تفكير - التسويق لهذه الأسماء - الدويش و جهيمان و ابن لادن - ويتمّ تكريسها في الذاكرة الاجتماعية ، وعلى انّ هذه هي المعارضة ! وذلك لتبرير قمع أي بوادر اختلاف في الرأي مع الحكومة حتى قبل معرفة تفاصيلها ؟[/font]
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 3 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
[font=&amp].. [/font][font=&amp]وتارة نرى جهود بعض الإصلاحيين ! تُصور باعتبارها مجرد تحركات غير مسؤولة تثور لتحدث جلبة وقت التحولات الإقليمية ، حتى لوكان الإصلاحيون يطالبون بمعاتبة أصغر مسؤول عن أعظم تقصير ![/font]
[font=&amp]والتهم جاهزة لكلّ واحد ينطق بكلمة حقّ أو يطالب بحقّ ، والتهم ليست بسيطة ولا صغيرة ، بل تصل إلى الاتهام بالبغي والخروج والإرهاب والخيانة والعمالة . وأقلام وخواتم بعض العلماء جاهزة للتوقيع والختم على ذلك ! [/font]​
[font=&amp]فأين هذه الأقلام والخواتم عندما تمّت سرقة أكثر من تريليون ريال من مدّخرات المسلمين المسالمين - الذين تمّ خداعهم واستدراجهم والتغرير بهم - في سوق الأسهم عام 2006 !؟ [/font]
[font=&amp]وأين هذه الأقلام والخواتم ، والنهب المنظم والممنهج لموارد وثروات ومدّخرات وفرص وامتيازات المسلمين قائم على قدم وساق .. ويزداد ؟[/font]​
[font=&amp]أم أنّ هذه الأقلام والخواتم لا تبحث إلا عن سلبيات المعارضة ولا تتسلّط إلّا على المظلومين المستضعفين في الأرض !؟ [/font]
[font=&amp]فهل الهدف هو تفريغ مضمون المعارضة من معناه الحقيقي !؟ [/font]​
[font=&amp]فالمعارضة ليست بالضرورة محاولة لقلب نظام الحكم ، وليس هدفها بالضرورة هو الوصول للسلطة ، بل إن من المعارضة الإصلاحية ما يكون منهجها وهدفها [/font][font=&amp][font=&amp]التحّدث باسم الشعب و[/font]مراقبة ما تؤديه أجهزة الحكومة وتنبيهها عند الخطأ ، فالحكومة ليست معصومة . [/font]
[font=&amp]والمعارضة ليست منظمة إجرامية . فنرى في الغرب - مع تداول السلطة - أن الحزب الذي كان يمثل الحكومة إذا خسر في اليوم التالي يجلس في مقاعد المعارضة ، لأن هذه هي المعادلة : حكومة تؤدي واجبها ، وفي الطرف الآخر معارضة تراقب وتنتقد ، ولا أحد يخوّن الآخر أو يلغي وجوده أو يتّهمه بتهم لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد .[/font]
[font=&amp]كما انّه أيضا ، وبطمس تاريخ المعارضة وإيجابياتها ، يشعر الناس في السعودية أنه لا يوجد تراكم تاريخي للمعارضة ، ولا جدوى من العمل ، ويصدق فعلا أننا شعب ذو خصوصية ولا نحتاج لمعارضة ، في حين لو عرف التضحيات المقدّمة من المعارضات السابقة والحالية سيكون لديه دافع للوقوف أمام الحكومة فيما تقوم به من أخطاء وليس معارضتها بهدف المعارضة فقط أو معارضتها سواء أخطأت أو كانت على صواب .[/font]
[font=&amp]والمتتبع المنصف لتاريخ المعارضة الحقيقي والإصلاحات التي اتّخذت في البلد ، يدرك أن الإصلاحات - على ندرتها وشكليتها - تمت بعد ضغط من المعارضة ، والأمثلة أكثر من أن تحصر هنا ، ومنها : وجود مجلس الشورى ثمّ تعديل نظام الشورى الذي ظل مجرد وعود من الثمانينيات حتى جاءت الضغوط في التسعينيات فقُرِّر .[/font]​
[font=&amp]ونعود إلى قضية الجاميّة لأنّهم من أبرز خصوم المعارضة والاحتساب : [/font]
[font=&amp]ففي[/font][font=&amp] ويكيبيديا الموسوعة الحرة ، وغيرها ، كتب عنهم :[/font]​
[font=&amp]بداية ظهورهم تقريبا كانت في عام 1411هـ في المدينة المنوّرة ، وكان منشئها الأول محمد أمان جامي الحبشي الذي مات في 1416 ه وكان مدرسا وأصله من الحبشة . وشاركهُ لاحقاً في التنظيرِ لفكر الجامية ربيع هادي مدخلي وهو مدرس وأصله من منطقة جازان . [/font]
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 4 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
ونعود إلى قضية الجاميّة لأنّهم من أبرز خصوم المعارضة والاحتساب :
ففي ويكيبيديا الموسوعة الحرة ، وغيرها ، كتب عنهم :
بداية ظهورهم تقريبا كانت في عام 1411هـ في المدينة المنوّرة ، وكان منشئها الأول محمد أمان جامي الحبشي الذي مات في 1416 ه وكان مدرسا وأصله من الحبشة . وشاركهُ لاحقاً في التنظيرِ لفكر الجامية ربيع هادي مدخلي وهو مدرس وأصله من منطقة جازان .
والظهور على مسرح الأحداث كان في عام 1411هـ ، وذلك إبان أحداث الخليج والتي كانت نتيجة لغزو العراق للكويت ، وكان ظهوره كفكر مضاد للعلماء والدعاة والمحتسبين المستقلين الذين استنكروا دخول القوات الكافرة وأيضا كانوا في مقابل هيئة كِبارِ العلماء والذين رأوا في دخول القوات الأجنبية الكافرة مصلحة إلا أنهم لم يجرّموا من حرّم دخولها أو أنكر ذلك ، فجاء الجامية واعتزلوا كلا الطرفين وأنشأوا فكرا خليطا يقوم على القول بمشروعية دخول القوات الأجنبية الكافرة وفي المقابل يقف موقف المعادي لمن يحرِّم دخولها أو ينكر على الدولة أو يدعو إلى الإصلاح أويحتسب أو يطالب بشيء من حقوقه بل ويصنفونه تصنيفات جديدة ومنكرة .
وذكر بعض الباحثين أن جهات حكومية هي من أظهر الجامية ، حيث قامت بتوظيف مجموعة من الناس وذلك بقصد ضرب التيار الإصلاحي والذي كان يتنامى في تلك الفترة والذي كان من رموزه الشيخ سفر الحوالي وبقية مشايخِ الإصلاح ، ويدل على ذلك أن محمد أمان جامي الحبشي كتب في تلك الفترة مجموعة من البرقيات إلى مسؤولين كبار في الحكومة يحرّضهم فيها على الشيخ سفر الحوالي ويطلب فيها منهم إيقافه ومساءلته . ومن الجامية من لا ينكرون مبدأ العمل في أجهزة الأمن الحكومية أو مبدأ الترصّد للدعاة والمحتسبين بل ويتقربون إلى الله ببغضهم وبإلحاقِ الأذية بهم ومنهم من يستحل الكذب لأجل ذلك وقد سئل أحدهم عن حكم العمل مع المباحث - في شريط مسجل بصوته - فقال : وماذا يضيرك لو عملت في المباحث وقمت بحماية الدولة من المفسدين والخارجين .
وللجامية أكثر من اسم ولقب منها : الخلوف أو المرجفون في المدينة ، والبعض ينسبها إلى ربيع مدخلي فيقول المدخلية أو المداخلة . ولكن أشهرها الجامية نسبه إلى محمد أمان جامي الهرري الحبشي . ويرفض المنسوبون إلى الجامية هذه التسمية ويعتبرونها من التنابز بالألقاب . فيقول أتباعها أن هذه التسمية لا حقيقة لها وما هي إلا لمز قصد به التشويش والتنفير .
وقد انتشرت بعض أفكارها فصار لها بعض الأتباع من أتباع الحكّام في الخليج واليمن ومصر والأردن والجزائر ، وكذلك لهم امتداد بين المسلمين في أوروبا .
وكان أساس تصنيفهم للعالم أو الداعية أو المصلح أو المحتسب ، هو موقفه من الحكومة أو أمريكا ، فإن كانَ موقف العالم أو الداعية أو المصلح أو المحتسب مناهضا للحكومة أو لأمريكا ويدعو إلى الإصلاح أو إلى تغيير الوضع القائم ، فإنّهُ من الخوارج أو من المهيّجةِ أو من المبتدعةِ الضالّينَ ويجب التحذير منه وإسقاطه والقضاء عليه .
وتمكنوا من الإطاحة بعدد ممّن ليس معهم من أساتذة الجامعات وإقصائهم عن مجال التدريس وإحالة آخرين إلى التقاعد وتهميش مجموعة كبيرة من الدعاة والمحتسبين والأكاديميين والإداريين .
و : وجعلت الجامية من طاعة الحكّام والأمريكان والولاء لهم والانقياد التام لرغباتهم نهجها ومرتكز أفكارها والمعيار الذي تقيم من خلاله كل العاملين في الساحة الإسلامية من دعاة ووعاظ ومبلغين وفقهاء ومحتسبين ودعاة إصلاح وحقوقيين .
وصار الجاميّة يقدمون أنفسهم على أنهم الأكثر ولاء وإخلاصا للحاكم السياسي ولأمريكا .
_
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، و : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
_
الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .
بتصرّف وإيجاز .
من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات مبدئية موجزة وعرض تليه مناقشات لاحقة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 5 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
[font=&amp]و : وجعلت الجامية من طاعة الحكّام والأمريكان والولاء لهم والانقياد التام لرغباتهم نهجها ومرتكز أفكارها والمعيار الذي تقيم من خلاله كل العاملين في الساحة الإسلامية من دعاة ووعاظ ومبلغين وفقهاء ومحتسبين ودعاة إصلاح وحقوقيين .[/font]
[font=&amp]وصار الجاميّة يقدمون أنفسهم على أنهم الأكثر ولاء وإخلاصا للحاكم السياسي ولأمريكا . [/font]​
[font=&amp]وليس بين هذا التيار ارتباطات تنظيمية واضحة ، كما لا توجد له زعامة موحدة بل زعامات كثيرة متنوعة . يتقارب بعضهم ويجتمعون في بعض المسائل ويحصل بينهم افتراق واختلاف أحيانا ، وقد يصلون إلى حد القطيعة . وإنما يجمع هذا التيار تشابه المنهج في التعامل مع المخالف ومحاولة احتكار التسمّي بالسنة والسلفية وتضليل بقية التيارات والجماعات السلفية الأخرى فضلا عن الجماعات الإسلامية خارج الإطار السلفي ، وكذلك يجمعه التشكل في مراكز علمية شرعية في عدة مناطق لتدريس العلوم الدينية . [/font]
[font=&amp]ولهذا التيار موقف متشدد من العمل السياسي والحزبية والانتخابات والتقارب مع الآخرين في الصف الإسلامي وحتى الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني ، كما أنه مغال في ما يسمى طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه وتحريم الثورات والمظاهرات والعمل السياسي العام ضد النظام الحاكم .[/font]
[font=&amp]ووصفت الجامية أيضاً بقربها الشديد من السلطة وكذلك ببعدها عن الغوص في السياسة . [/font]​
[font=&amp]والجامية تيار غريب نشأ في ظروف غريبة تطور بعدها إلى تيار معاكس للتيارات الحركية الإسلامية الأخرى . وتسلّل بعض مشايخ الجامية اليوم إلى بعض دول الخليج فهم يعملون لحكّامه ، وقد تسللوا إلى مصر أيضاً وعملوا بنفس المبدأ مع حسني مبارك ، وهم يبررون الجور والظلم والطغيان والفسق والفساد والإفساد ونهب ثروة الشعوب والبذخ والعلوّ في الأرض ويهاجمون علماء الأمة ودعاتها ومصلحيها ومحتسبيها المستقلين ، وقد حرّموا فريضة الجهاد حتى للدفاع عن الأطفال والنساء والأعراض وجرّموا من يقوم بذلك وحرّضوا عليه الحكام وحدث هذا في العدوان الصليبي الأمريكي في أفغانستان والعراق وغزة وغيرها .[/font]
[font=&amp]وهم يشنون غاراتهم ويركزونها على كل داعية أو مجاهد أو عالم أو إصلاحي أوحقوقي أو محتسب أو كاتب قام ليحتسب في وجه الحكام ولو باللسان ، فلا يعذرونه في خطأ أو تأويل ، في الوقت الذي يختلقون الأعذار للحكام في كل ما يجترحونه ، ويسعون في الوشاية بالدعاة والمحتسبين ورفع التقارير فيهم للحكام ويعدونه قربة ومعروفا وعملا صالحا يتقربون به إلى الله . [/font]
[font=&amp]ومن خواص التيار الجامي أيضا الشدة على المخالف وإهانته والتطاول عليه وتهديده والتحذير منه علنا وإظهار البراءة منه ومن تصرفاته .[/font]
[font=&amp]وقد استباحوا المسلمين بالطاعات ، فجرّموا واستباحوا من يقول بالجهاد أو يصدع بكلمة الحق أويطالب بحقّ أو يحتسب أو يتبرأ من الطواغيت ، ونحوه . [/font]
[font=&amp]لكن خيار المسلمين يعتبرون أن الجامية أو المدخلية مجموعة من الموالين لحكام بلادهم ، فهم مجموعة من موظّفي الحاكم وأبواقه ودعاته بل وكثير منهم من مخابراته ومباحثه وأنصاره وجنوده . وحقيقتهم لخصها بعض العلماء والدعاة بكلمتين : هم خوارج مارقون مع الدعاة والمحتسبين مرجئة مع الظلمة والطواغيت . فهم مع الدعاة والمحتسبين المخلصين كالذين قال فيهم ابن عمر : شرار الخلق انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين ، ومع طواغيت الحكم وولاة الجور والظلم والفسق والفساد والسرقة والنهب والدعارة والخمور والخيانة على طريقة من قالوا : لا يضرّ مع الإيمان ذنب . [/font]
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 6 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
[font=&amp]ومن خواص التيار الجامي أيضا الشدة على المخالف وإهانته والتطاول عليه وتهديده والتحذير منه علنا وإظهار البراءة منه ومن تصرفاته .[/font]
[font=&amp]وقد استباحوا المسلمين بالطاعات ، فجرّموا واستباحوا من يقول بالجهاد أو يصدع بكلمة الحق أويطالب بحقّ أو يحتسب أو يتبرأ من الطواغيت ، ونحوه . [/font]
[font=&amp]لكن خيار المسلمين يعتبرون أن الجامية أو المدخلية مجموعة من الموالين لحكام بلادهم ، فهم مجموعة من موظّفي الحاكم وأبواقه ودعاته بل وكثير منهم من مخابراته ومباحثه وأنصاره وجنوده . وحقيقتهم لخصها بعض العلماء والدعاة بكلمتين : هم خوارج مارقون مع الدعاة والمحتسبين مرجئة مع الظلمة والطواغيت . فهم مع الدعاة والمحتسبين المخلصين كالذين قال فيهم ابن عمر : شرار الخلق انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين ، ومع طواغيت الحكم وولاة الجور والظلم والفسق والفساد والسرقة والنهب والدعارة والخمور والخيانة على طريقة من قالوا : لا يضرّ مع الإيمان ذنب . [/font]
[font=&amp]ويقول بعض المجاهدين أن الجاميين كانوا يذهبون إلى بيشاور ويخذلون الشباب عن الجهاد في أفغانستان ، وكانوا ينشطون في بلاد المسلمين فيصرفون الناس عن التبرع للجهاد بحجج كثيرة منها أن الأفغان مشركون قبوريون وأن الحرب في أفغانستان ليست إسلامية وأن كثيرا من قادة الجهاد الأفغاني من مختلي العقيدة ومتورطون مع قوى أجنبية ، وغيرها من الأسباب التي أدت بالكثير للتوقف عن نصرة الجهاد الأفغاني في سنواته الأخيرة وقد كان عبد الله عزام يشتكي من هذا الأمر كثيرا . [/font]
[font=&amp]فبدأت الجامية بالنيل من قادة المجاهدين الأفغان ، ثم من الجهاد الأفغاني بعامّة ، ثم نالت من قادة المجاهدين العرب ، ثم من العلماء والدعاة المعارضين للاحتلال الأمريكي لبلاد المسلمين ، ثم نالت الجامية من المجاهدين بعامّة والذين يقاتلون الأمريكان في أفغانستان والعراق بصفة خاصة ، ثم نالت من العلماء والدعاة والناشطين والحقوقيين والمحتسبين في الساحة الإسلامية .[/font]
[font=&amp]وكان من عوامل بروز الجامية أنهم قاموا في مقابل مشايخِ الصحوة في ذلك الوقت من أمثال : سفرالحوالي وسلمان العودة وناصر العمر وغيرهم ، وشكلوا جبهة عداء لهم وأخذوا يردون عليهم ويصنفونهم بتصنيفات ويقعدون لهم كل مرصد ، والهدف هو تنفير الناس عن قبول ما لدى هؤلاء وإسقاطا لهم ورفضا لمشاريعهم الإسلامية الإصلاحية وإضفاء للشرعية المطلقة على الحكّام بحيث يصبح الحكّام فوق النقد ولا تطالهم يد التغيير مهما فعلوا من سوء أو جناية .[/font]
[font=&amp]فقد حاربوا الشيخين سفر الحوالي وسلمان العودة وغيرهما من العلماء والدعاة والمحتسبين الذين اعترضوا على دخول جيوش النصارى بلاد المسلمين ، ثم فكروا فقدروا ثم نظروا أن شيخ الشيخين هو محمد بن سرور زين العابدين فحاربوه ووسموا الشيخين وأتباعهما بالسرورية ، [/font][font=&amp][font=&amp]ثم فكروا فقدروا ثم نظروا [/font]فوجدوا أن أصل كلام السرورية ومنبعه هو سيد قطب فأطلقوا على الكل لقب القطبية ، [/font][font=&amp][font=&amp]ثم فكروا فقدروا ثم نظروا[/font] إلى الصورة الأكبر فوجدوا أن القطبية هي حركة حزبية فأطلقوا على مخالفيهم : الحزبيون . وكان سيد قطب يدعوا إلى الإسلام الحركي المقابل للركود والجمود فقالوا : الحركيون . وهكذا هم الجامية في تطوّر مستمر في الاجتهاد في الألقاب والتصنيفات والتقديرات الخاصة بهم . فهم - حسب بعض الباحثين أيضا - خوارج مع الدعاة والمحتسبين مرجئة مع الحكام قدرية مع اليهود والنصارى والكفار . [/font]
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 7 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
[font=&amp]وكان من عوامل بروز الجامية أنهم قاموا في مقابل مشايخِ الصحوة في ذلك الوقت من أمثال : سفرالحوالي وسلمان العودة وناصر العمر وغيرهم ، وشكلوا جبهة عداء لهم وأخذوا يردون عليهم ويصنفونهم بتصنيفات ويقعدون لهم كل مرصد ، والهدف هو تنفير الناس عن قبول ما لدى هؤلاء وإسقاطا لهم ورفضا لمشاريعهم الإسلامية الإصلاحية وإضفاء للشرعية المطلقة على الحكّام بحيث يصبح الحكّام فوق النقد ولا تطالهم يد التغيير مهما فعلوا من سوء أو جناية .[/font]
[font=&amp]فقد حاربوا الشيخين سفر الحوالي وسلمان العودة وغيرهما من العلماء والدعاة والمحتسبين الذين اعترضوا على دخول جيوش النصارى بلاد المسلمين ، ثم فكروا فقدروا ثم نظروا أن شيخ الشيخين هو محمد بن سرور زين العابدين فحاربوه ووسموا الشيخين وأتباعهما بالسرورية ، [/font][font=&amp][font=&amp]ثم فكروا فقدروا ثم نظروا [/font]فوجدوا أن أصل كلام السرورية ومنبعه هو سيد قطب فأطلقوا على الكل لقب القطبية ، [/font][font=&amp][font=&amp]ثم فكروا فقدروا ثم نظروا[/font] إلى الصورة الأكبر فوجدوا أن القطبية هي حركة حزبية فأطلقوا على مخالفيهم : الحزبيون . وكان سيد قطب يدعوا إلى الإسلام الحركي المقابل للركود والجمود فقالوا : الحركيون . وهكذا هم الجامية في تطوّر مستمر في الاجتهاد في الألقاب والتصنيفات والتقديرات الخاصة بهم . فهم - حسب بعض الباحثين أيضا - خوارج مع الدعاة والمحتسبين مرجئة مع الحكام قدرية مع اليهود والنصارى والكفار . [/font]
[font=&amp]واليوم ، يحتفى بفكر الجامية والمدخلية الذي يراد لها هذه المرة - في فصل الربيع العربي - شق الصف والوحدة بين الإسلاميين في إدارة بلدانهم والتشويش على مشروع الوحدة الإسلامية بين الجماعات الدعوية العاملة ونقض وهدم التعاون اليوم بين جميع الإسلاميين في هذه المرحلة الانتقالية من تاريخ الأمّة . فيتم توظيف الجامية لهدم وتزوير الحقائق والمصطلحات العلمية وصدّ اكتساح الفكر الإسلامي الحركي للعالم المستمد قوته من هبّة الشعوب معه هذه المرة وثقتها فيه . [/font]
[font=&amp]ومع انّ الفكر الإسلامي الأصيل لم ينطلق من حزب ولا جماعة ولا تنظيم وإنما هو محض اختيار الشعوب الإسلامية البسيطة العريضة إلّا انّ أفراد الفرقة الجاميّة تسابقوا في دعم الأنظمة الحاكمة الجائرة المستبدّة ضدّ الجميع .[/font]
[font=&amp]فالجامية يجتمعون على الترقيع للحكام والجدال عن كفرهم وخيانتهم واعتبارهم ولاة أمور شرعيين لا يجوز الخروج أو الإنكار عليهم ولا مناصحتهم ولا مطالبتهم بأيّ حقّ من الحقوق ولا برفع أيّة مظلمة من المظالم ، في الوقت الذي يشنون فيه الحرب على دعاة الإسلام المجاهدين أو المحتسبين .[/font]
[font=&amp]ونعود لأحاديث بعض الباحثين التي عرضناها في حلقة من المجموعة السابقة من هذه السلسلة العلمية .[/font]
وهذه ، أيضا ، ليست دعوة للخروج ولا البغي ولا الفتنة ، ولا تقويما لأحد أو قدحا في أحد ، بل عرض لاجتهادات وأقوال وآراء علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية وغيرهم ، ووقفات مع بعضهم لتأمّل حال من يسمّيهم بعض الناس من العلماء وغيرهم ب : الجاميّة ، أو المدخليّة ، أو المداخلة ، وطرقهم ومناهجهم وأقوالهم ، والاتهامات الموجّهة لهم بإضفاء الشرعية على الاستبداد والظلم والفسق والفساد ونهب أملاك وأموال وفرص وامتيازات وحقوق المسلمين والعدوان على دماء وأموال وأعراض وحقوق المسلمين وإعطاء أموال المسلمين لأعداء الإسلام والمسلمين ليستعينوا بها في حربهم على الإسلام والمسلمين والنهي عن الإنكار على من يقوم بذلك أو الاحتجاج عليه أو رفضه أو مناصحته بأيّة وسيلة سلمية أو عنفية كانت .
ووقفات قصيرة لتأمل حال وطرق ومناهج وأقوال خصومهم أو من يتّهمهم أو ينتقدهم .
والمناقشة والموازنة لاحقا ، إن شاء الله تعالى .
قال بعض الباحثين : تضع الجامية شروطا تعجيزية للإنكار على الحاكم أو مناصحته أو الخروج لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر !
ولننظر إلى استحالة وقوع هذه الشروط الجامية الخرافية ، التي قطعا لم تنطبق في التاريخ منذ الأزل ، ولن تنطبق إلى الأبد ، على أي حاكم في الأرض أو في كوكب آخر !
لنتأمل هذه الشروط مع قدر يسير من النظر العلمي والتفكير المنطقي والواقعي ، يقول :
أحدها : أن يفعل ولي الأمر كفرا لا مجرّد فسق أو معصية أو فساد أو استئثار .
الثاني : أن يكون الكفر بواحا ، أي واضحا لا لبس فيه ، فإن كان فيه شك أو لبس أو شبهة ، فلا يجوز الخروج عليه .
بمعنى : أن يخرج الحاكم بنفسه ويعلن بكلّ صراحه قائلا : أنا كافر !
بمعنى : أن يخرج الحاكم بنفسه ويعلن بكلّ صراحه قائلا : أنا كافر بالله وكتبه ورسله وملائكته وبالجنّة والنار ..إلخ !
ومن الحاكم المجنون الذي يمكن أن يفعل ذلك !؟
وبمعنى : لو خرج الحاكم إلى العلن وفعلها وفعل أعظم المنكرات والمكفرات ، لوجد له هؤلاء الجاميّة وأمثالهم أكثر من مخرج من هذه الورطة من خلال هذه المواد الفضفاضة والشروط التي لا ضوابط لها ، وأدخلوك في جدل : بواح أو غير بواح ، كأن يقولوا : هذا ليس كفرا واضحا لأننا لا نعلم نيته ولا نعرف حالته العقلية لعله سكران ، لعله أخذ غفوة ، والسكر يسقط الحكم بالكفر ، أو لعلّه تحت تأثير مجهول ، أو لعلّه كفر أصغر لا يخرج من الملة والكفر درجات ، فلا يجوز الخروج
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 8 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
لنتأمل هذه الشروط مع قدر يسير من النظر العلمي والتفكير المنطقي والواقعي ، يقول :
أحدها : أن يفعل ولي الأمر كفرا لا مجرّد فسق أو معصية أو فساد أو استئثار .
الثاني : أن يكون الكفر بواحا ، أي واضحا لا لبس فيه ، فإن كان فيه شك أو لبس أو شبهة ، فلا يجوز الخروج عليه .
بمعنى : أن يخرج الحاكم بنفسه ويعلن بكلّ صراحه قائلا : أنا كافر !
بمعنى : أن يخرج الحاكم بنفسه ويعلن بكلّ صراحه قائلا : أنا كافر بالله وكتبه ورسله وملائكته وبالجنّة والنار ..إلخ !
ومن الحاكم المجنون الذي يمكن أن يفعل ذلك !؟
وبمعنى : لو خرج الحاكم إلى العلن وفعلها وفعل أعظم المنكرات والمكفرات ، لوجد له هؤلاء الجاميّة وأمثالهم أكثر من مخرج من هذه الورطة من خلال هذه المواد الفضفاضة والشروط التي لا ضوابط لها ، وأدخلوك في جدل : بواح أو غير بواح ، كأن يقولوا : هذا ليس كفرا واضحا لأننا لا نعلم نيته ولا نعرف حالته العقلية لعله سكران ، لعله أخذ غفوة ، والسكر يسقط الحكم بالكفر ، أو لعلّه تحت تأثير مجهول ، أو لعلّه كفر أصغر لا يخرج من الملة والكفر درجات ، فلا يجوز الخروج .
الثالث : أن يكون هذا الكفر دليله واضحٌ من الكتاب أو السنة .
ودليل هذه الشروط الثلاثة ، وغيرها ، عندهم ، قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الحديث لمّا سُئل عن الخروج على الأمراء ( الشرعيين ) ، قال : ( إلا أن تروا كفراً بُواحاً عندكم من الله فيه برهان ) .
وهذا مخرج آخر لهم ، كأن يقولوا لنا : نعم هذا كفر لكن ليس له دليل واضح صريح بعينه لا لبس فيه منتفي الموانع بأنه مخرج من الملّة ، يجب أن نتحرّى الدقة ! وبما أنه ليس له دليل صريح يخصّ الحالة بعينها ، فلا يجوز الخروج عليه لأنها شبهة !
الرابع : وجود البديل المسلم الذي يحل محل الحاكم الكافر ، ويُزيل الظلم والفسق والفساد والعدوان ، ويحكم بالعدل بشرع الله ، وإلا فيجب البقاء مع الحاكم الأول .
هذا الشرط الذي قصم ظهر البعير ، وجود البديل المسلم ! يعني كل هؤلاء المسلمين من أمة محمد ، لا يصلحون كبدلاء لهذا الحاكم النادر والرجل الخارق والذي هو فلتة وآية لم ولن يوجد مثلها !
ألا يصلح بديلا له ، مثلا ، عالم كبير ، أو خبير معه شهادة دكتوراه !؟
يقولون : لا ، الملايين من المسلمين لا يوجد منهم واحد يمكن أن يصلح بديلا له أو يسدّ مسدّه !
حتى لو كان ( لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى ) !؟ ، حتى لو كان لا يجيد قراءة القرآن مثلا ، ( فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) !؟
الخامس : وجود القدرة والاستطاعة ، لقول الله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) .
القدرة لها درجات ، قد تستطيع أن تخرج بسهولة ، وقد تستطيع أن تخرج بصعوبة ! الحاصل أن من يحدد لك القدرة على الخروج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هو الشيخ الجامي وأمثاله ، والشيخ الجامي يقول لك : لن تستطيع فلا تحاول !
لأنك إذا كنت مستطيعا سيخرج لك الجامي ويقول : سوف تؤدي إلى وجود مشاكل وهذا لا يجوز فلا تخرج ، وإذا استطعت أن تخرج من دون أيّة مشاكل أو آثار سلبية ، سيقول لك الجامي : لا تخرج لأنك مهما فعلت وكنت حذرا ومسالما ومتنازلا عن كثير من حقوقك وحقوق الله فستجرح مشاعر الحاكم أو أعوان الحاكم أو مشاعر أصدقاء أعوان الحاكم ، وهذا لا يجوز !
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 9 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
الخامس : وجود القدرة والاستطاعة ، لقول الله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) .
القدرة لها درجات ، قد تستطيع أن تخرج بسهولة ، وقد تستطيع أن تخرج بصعوبة ! الحاصل أن من يحدد لك القدرة على الخروج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هو الشيخ الجامي وأمثاله ، والشيخ الجامي يقول لك : لن تستطيع فلا تحاول !
لأنك إذا كنت مستطيعا سيخرج لك الجامي ويقول : سوف تؤدي إلى وجود مشاكل وهذا لا يجوز فلا تخرج ، وإذا استطعت أن تخرج من دون أيّة مشاكل أو آثار سلبية ، سيقول لك الجامي : لا تخرج لأنك مهما فعلت وكنت حذرا ومسالما ومتنازلا عن كثير من حقوقك وحقوق الله فستجرح مشاعر الحاكم أو أعوان الحاكم أو مشاعر أصدقاء أعوان الحاكم ، وهذا لا يجوز !
الأمر الثاني : أن إنكار المنكر على ولي الأمر ( الحاكم ) لا يكون بالخروج عليه ولا يكون علنا ، بل يكون بالطرق الدبلوماسيّة بالنصيحة السرّية من قِبل أهل العلم وأهل الحلّ والعقد من العقلاء .
بالنصيحة السريّة من قبل أهل العلم وأهل الحلّ والعقد من العقلاء ، يعني : جميع المسلمين مجرّد أعداد وغوغاء من الجاهلين والمجانين أو الحمقى والمغفّلين إلّا هؤلاء الذين قرّر الحاكم أنّهم علماء وعقلاء !
وبالنصيحة السريّة من قبل أهل العلم وأهل الحلّ والعقد من العقلاء ، يعني : لا تجهر بألمك ولا بشكواك ولا تأمر بالمعروف ولا تنه عن المنكر وأغلق فمك جيدا حتى تستطيع مقابلة أحد هؤلاء العلماء بعد أن تنتظر عند باب قصره ساعات أو أيّام أو تعترض موكب سيّاراته فقد تفوز بلقائه وقد ينفعك - إن كان يخافك أو يرجوك - وقد يصرفك وقد لا ينظر إليك ولا يتحدّث معك !
إذا كانت لك مظلمة أو كنت مريضا أو فقيرا أو عاطلا أو مشرّدا بلا سكن أو غرقت قريتك في السيول ، أو لك حقوق عند أقوياء لا تستطيع المطالبة بها علنا ، فاجلس على الأرصفة وانتظر عند الأبواب حتى تستطيع مقابلة أحد هؤلاء العلماء بعد أن تنتظر عند باب قصره ساعات أو أيّام أو تعترض موكب سيّاراته ، فإن كان يخافك أو يرجوك فربّما ناصح الحاكم في مظلمتك بالسرّ والهمس بعد أن يذلّك ويعذّبك بالانتظار والذهاب والمجيء عدّة أشهر أو سنوات !
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإنكار المنكر على ولي الأمر ( الحاكم ) ، والمطالبة برفع الظلم أو الحصول على أبسط الحقوق ، إن كان بالنشر أو اللسان أو المظاهرات فهو حرام ومفسدة وجريمة !
نعم ، نعم ، وأيّ مفسدة أعظم من الكلام والكتابة وحمل اللافتات والشكوى والدعاء والمطالبة بالعلاج أو المسكن أو الوظيفة أو رفع المظالم أو ردّ أبسط الحقوق !؟
وقال بعضهم : الحمد لله أن مصر وتونس وليبيا ليس فيها نفوذ للجامية وأمثالهم ، وإلا لبقي هؤلاء الطواغيت يتوارثون الحكم 100 سنة أخرى أو أكثر ، بحجة عدم وجود بديل لهم وبنفس المواصفات الخارقة النادرة ، وبحجة أنهم لم يفعلوا كفرا بواحا دليله واضح ومحدد لا شك فيه ، وبحجة أنه لا تتوافر القدرة على الخروج عليهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لأنه ستحدث بعض المشاكل المؤقتة ولابدّ .
هل هذه آراء الجامية ؟ هل تعترف بها الجاميّة وتصرّ عليها وتدافع عنها ؟
أم انّ هذه هي الشريعة الإسلامية وتنسب للجاميّة لتبرئة ساحة الإسلام ؟
هل هذا هو الإسلام حقيقة ، وهذا هو الشرع الإسلامي ، وهذا ما يجب أن يؤمن به كل من يؤمن بالكتاب والسنة ؟
هل الإسلام هو اللي أخضع بعض المسلمين كل هذه القرون لحكم الطغاة والظلمة والفاسقين والفاسدين المفسدين ؟
هل الإسلام أم الجامية وأمثالهم هو من يتمسك بالمستبد ويشرعن بقاءه فإذا سقط انقلب عليه فجأة وصار مع الغالب المنتصر ، ما يعني أن واحدا من السلوكين ( سلوك ما قبل التغيير ، وسلوك ما بعد التغيير ) خاطئ ، لأن الموقفين متناقضان .
وأيّا كان الخطأ ، قبل التغيير أو بعده ، فالنتيجة التي تهمنا هي نزع الثقة من أمثال هؤلاء المتلونين ، أتباع من غلب .
ولا أزال أعرض اجتهادات وأقوال وآراء علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، وغيرهم ، ثم نعود لمناقشتها .
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 10 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
نعم ، نعم ، وأيّ مفسدة أعظم من الكلام والكتابة وحمل اللافتات والشكوى والدعاء والمطالبة بالعلاج أو المسكن أو الوظيفة أو رفع المظالم أو ردّ أبسط الحقوق !؟
وقال بعضهم : الحمد لله أن مصر وتونس وليبيا ليس فيها نفوذ للجامية وأمثالهم ، وإلا لبقي هؤلاء الطواغيت يتوارثون الحكم 100 سنة أخرى أو أكثر ، بحجة عدم وجود بديل لهم وبنفس المواصفات الخارقة النادرة ، وبحجة أنهم لم يفعلوا كفرا بواحا دليله واضح ومحدد لا شك فيه ، وبحجة أنه لا تتوافر القدرة على الخروج عليهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لأنه ستحدث بعض المشاكل المؤقتة ولابدّ .
هل هذه آراء الجامية ؟ هل تعترف بها الجاميّة وتصرّ عليها وتدافع عنها ؟
أم انّ هذه هي الشريعة الإسلامية وتنسب للجاميّة لتبرئة ساحة الإسلام ؟
هل هذا هو الإسلام حقيقة ، وهذا هو الشرع الإسلامي ، وهذا ما يجب أن يؤمن به كل من يؤمن بالكتاب والسنة ؟
هل الإسلام هو اللي أخضع بعض المسلمين كل هذه القرون لحكم الطغاة والظلمة والفاسقين والفاسدين المفسدين ؟
هل الإسلام أم الجامية وأمثالهم هو من يتمسك بالمستبد ويشرعن بقاءه فإذا سقط انقلب عليه فجأة وصار مع الغالب المنتصر ، ما يعني أن واحدا من السلوكين ( سلوك ما قبل التغيير ، وسلوك ما بعد التغيير ) خاطئ ، لأن الموقفين متناقضان .
وأيّا كان الخطأ ، قبل التغيير أو بعده ، فالنتيجة التي تهمنا هي نزع الثقة من أمثال هؤلاء المتلونين ، أتباع من غلب .
ولا أزال أعرض اجتهادات وأقوال وآراء علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، وغيرهم ، ثم نعود لمناقشتها .
[font=&amp]ومن جانب آخر ، أيضا ، هل النصوص الدينية هي نصوص تشرّع للحاكم الغالب المنتصر ! وتشرّع - في الوقت نفسه - لمن خرج عليه وغدر به وانقلب عليه عندما يتغلّب ويصير حاكما جديدا ! وتشرّع طاعة الحاكم المتغلّب الجديد ! وتشرّع أن يكون المسلمون مع كلّ من خرج أو غلب !؟[/font]
[font=&amp]أم انّ التبرير لهذا وذاك جاهز عندهم على الدوام ؟[/font]​
[font=&amp]يقولون : هو متغلّب ، والحاكم عندهم هو المتغلّب في أي زمان ومكان . فكل من استطاع الخروج أو الثورة أو الانقلاب والتغلب والاستيلاء والسيطرة بالقوة أو المكر أو الخيانة على مجموعة من البشر ، فهو الحاكم الشرعي عليهم وولي الأمر عندهم ، لا يجوز الخروج ولا الإنكار عليه ، بل إن طاعته من الدين وطاعة لله ورسوله ![/font]
[font=&amp]ثم تمتد سلسلة الأسئلة : ماذا لو جاء خارج جديد وثار وانقلب وسيطر على المتغلب القديم ؟ يقولون لك : تنتقل الولاية الشرعية بسلاسة إلى المتغلب الجديد ! هكذا بكل بساطة ، من يد خارج متغلّب إلى يد خارج متغلّب جديد ![/font]
[font=&amp]والمسلمون - عندهم - لا قيمة لهم ، ولا وزن ، ولا اعتبار ، ولا يد لهم في تقرير مصيرهم ، ولا في اختيار حكّامهم . وتظل الأمة رهينة التنقل من يد متغلّب ليد متغلّب آخر ، والشعوب مثل قطيع الأغنام أو المتاع تتنقل من يد إلى يد ! . وكل ذلك يقدمونه لنا على أنه الإسلام والعقيدة الصحيحة ومنهج السلف الصالح في طاعة أولي الأمر ![/font]
[font=&amp]من جانب آخر ، ما هو مفهوم العزة والكرامة والحريّة الإسلامية والعبودية لله وحده ، عندهم !؟[/font]​
[font=&amp]ومن جانب آخر أيضا ، ما مشروعية الخروج على الحاكم الجائر ؟[/font]
[font=&amp]و[/font][font=&amp]هل المشكلة تكمن في مبدأ الخروج على الحاكم الجائر ، أم في كيفية الخروج عليه ؟[/font]​
[font=&amp]وهل كلّ حركات التمرّد والثورة والمناهضة والاحتساب في التاريخ الإسلامي هي حركات مارقة وخارجة على الإسلام ؟[/font]​
[font=&amp]في تاريخنا الإسلامي قامت ثورات كثيرة تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح وإزالة الظلم وإشاعة العدل بين النّاس . [/font]
[font=&amp]وكثير من خيار الصحابة والتابعين والعلماء قالوا بالخروج على الحاكم الجائر أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر . [/font]
[font=&amp]وقال بالخروج على الحاكم الجائر أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حزم وبعض كبار علماء الحنابلة وهو قول لابن حنبل ، بالإضافة إلى الشيعة والزيدية والخوارج والمعتزلة .[/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 11 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
[font=&amp]ثم تمتد سلسلة الأسئلة : ماذا لو جاء خارج جديد وثار وانقلب وسيطر على المتغلب القديم ؟ يقولون لك : تنتقل الولاية الشرعية بسلاسة إلى المتغلب الجديد ! هكذا بكل بساطة ، من يد خارج متغلّب إلى يد خارج متغلّب جديد ![/font]
[font=&amp]والمسلمون - عندهم - لا قيمة لهم ، ولا وزن ، ولا اعتبار ، ولا يد لهم في تقرير مصيرهم ، ولا في اختيار حكّامهم . وتظل الأمة رهينة التنقل من يد متغلّب ليد متغلّب آخر ، والشعوب مثل قطيع الأغنام أو المتاع تتنقل من يد إلى يد ! . وكل ذلك يقدمونه لنا على أنه الإسلام والعقيدة الصحيحة ومنهج السلف الصالح في طاعة أولي الأمر ![/font]
[font=&amp]من جانب آخر ، ما هو مفهوم العزة والكرامة والحريّة الإسلامية والعبودية لله وحده ، عندهم !؟[/font]​
[font=&amp]ومن جانب آخر أيضا ، ما مشروعية الخروج على الحاكم الجائر ؟[/font]
[font=&amp]و[/font][font=&amp]هل المشكلة تكمن في مبدأ الخروج على الحاكم الجائر ، أم في كيفية الخروج عليه ؟[/font]​
[font=&amp]وهل كلّ حركات التمرّد والثورة والمناهضة والاحتساب في التاريخ الإسلامي هي حركات مارقة وخارجة على الإسلام ؟[/font]​
[font=&amp]في تاريخنا الإسلامي قامت ثورات كثيرة تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح وإزالة الظلم وإشاعة العدل بين النّاس . [/font]
[font=&amp]وكثير من خيار الصحابة والتابعين والعلماء قالوا بالخروج على الحاكم الجائر أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر . [/font]
[font=&amp]وقال بالخروج على الحاكم الجائر أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حزم وبعض كبار علماء الحنابلة وهو قول لابن حنبل ، بالإضافة إلى الشيعة والزيدية والخوارج والمعتزلة .[/font]​
[font=&amp]وأجاز ابن قدامة قتال كلّ من منع حقّا عليه . وقال ابن تيميّة : من عدل عن الكتاب قوّم بالحديد . وقال محمّد بن عبدالوهاب : طريق رواج هذا الأمر النصيحة وبذل المعروف ، فسئل : فإن لم يجر بذلك ؟ قال : بالسّيف . [/font]
[font=&amp]وقد استدلّ الذين يوجبون - أو يجيزون - الخروج على الحاكم الجائر [/font][font=&amp][font=&amp]أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن [/font]بكثير من النّصوص .[/font]
[font=&amp]وشارك كثير من خيار التابعين والفقهاء ورجال الحديث في خروج وثورة الحسين وفي خروج وثورة التوّابين وفي خروج وثورة أهل المدينة ضدّ يزيد ، وفي خروج وثورة القرّاء ضدّ الحجّاج ، وفي خروج وثورة زيد بن علي ضدّ الأمويين ، وفي خروج وثورة ذي النفس الزكيّة ضدّ المنصور ، وفي خروج وثورة أحمد بن نصر الخزاعي ضدّ الواثق وغيرها .[/font]
[font=&amp]وقال ابن حزم : إن قام على الإمام ( الحاكم الشرعي ) الفاسق من هو أعدل منه ، وجب أن يقاتل مع القائم لأنّه تغيير للمنكر . وقد استدلّ على هذا القول بأحاديث وجوب تغيير المنكر ، وبآية قتال الفئة الباغية ، واعتبر هذه النصوص ناسخة لأدلّة الصبر .[/font]
[font=&amp]كما يتّفق الجميع على أنّ إنكار المنكر واجب . ومذهب الصّبر - إنّ صحّ - لا يعني السكوت على المنكر فالرّسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم يقول : ( سيّد الشّهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر ، فأمره ونهاه ، فقتله ) أي أمره بالعدل أو المعروف أو الصلاح ونهاه عن الظلم أو المنكر أو الفساد ، فقتله .[/font]
[font=&amp]وخيار الصحابة والتابعين والعلماء لا يشترطون الكفر للخروج على الحاكم ، بل يشترطون الجور أو الفسق أو الفساد .[/font]
[font=&amp]ويقول أبو بكر الجصاص عن أبي حنيفة : وكان مذهبه رحمه الله مشهوراً في قتال الظلمة وأئمّة الجور ( والظلم والفسق والفساد والاستئثار من الجور ) .[/font]
[font=&amp]وقد نسب التفتازاني إلى الشافعي القول بجواز الخروج على أئمّة ( حكّام ) الجور ، وذلك في شرحه للعقائد النسفية[/font] .
[font=&amp]يقول بعض الباحثين : [/font][font=&amp]ماذا تقولون إذن فيمن ارتدوا رداء العلماء وتكلموا بلسانهم ، وذهبوا يصفون كل من رفع صوته بكلمة حقّ أو طالب بحقّ أو برفع مظلمة أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر بأنه خارجي مثير للفتن !؟ ماذا تقولون فيمن استهلكوا هذا اللفظ وجعلوا من يتظاهر خارجيا ، ومن يقل الحقّ أو يطالب بالحقّ أو برفع مظلمة على الملأ خارجيا ، وكل من عارض الحاكم أو ناصحة خارجيا ، ولم يجوّزوا لأحد أن ينصح الحاكم إلا في السرّ وليس مباشرة بل عن طريق الوسطاء من أهل العلم والعقل ! ورغم كل ما فعل خيار الصحابة والتابعين والعلماء من الاحتساب والنصح في السر والعلن !؟[/font]
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

[font=&amp]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .[/font]​
[font=&amp]بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 12 ) [/font]​
[font=&amp]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . [/font]​
[font=&amp]يقول بعض الباحثين : [/font][font=&amp]ماذا تقولون إذن فيمن ارتدوا رداء العلماء وتكلموا بلسانهم ، وذهبوا يصفون كل من رفع صوته بكلمة حقّ أو طالب بحقّ أو برفع مظلمة أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر بأنه خارجي مثير للفتن !؟ ماذا تقولون فيمن استهلكوا هذا اللفظ وجعلوا من يتظاهر خارجيا ، ومن يقل الحقّ أو يطالب بالحقّ أو برفع مظلمة على الملأ خارجيا ، وكل من عارض الحاكم أو ناصحة خارجيا ، ولم يجوّزوا لأحد أن ينصح الحاكم إلا في السرّ وليس مباشرة بل عن طريق الوسطاء من أهل العلم والعقل ! ورغم كل ما فعل خيار الصحابة والتابعين والعلماء من الاحتساب والنصح في السر والعلن !؟[/font]​
[font=&amp]وهل لأن رجلا حفظ متونا أو أسانيد ، أو حتى لو أنه تعلم بعض الفقه أو أجيز من بعض الفقهاء ، هل يعطيه هذا كله الحق ببيع الأمة والمتاجرة بقضاياها ، واتّهام كل من عارض مصالحه ومصالح حاكمه بأنّه خارجي مثير للفتن !؟[/font]​
[font=&amp]الخوارج هم فئة ذات اعتقادات خاصّة ، وليسوا كل من يخرج على الحاكم أو ينصحه أو يطالب بحقّ من حقوقه .[/font]
[font=&amp]أما من يخرج على الحاكم المسلم الشرعي العدل العادل الصالح المصلح فهو باغ .[/font]
[font=&amp]والباغي لا يكون باغيا إلا إذا خرج - في جماعة مسلّحة منظّمة - بالسلاح .[/font]
[font=&amp] أما المعارضة ، أو الإغلاظ في القول ، أو النصح في السر والعلن ، أو المجاهرة في المطالبة بالحقوق ، فهي من الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . [/font]​
[font=&amp]والمعارضة ، أو الإغلاظ في القول ، أو النصح في السر والعلن ، أو المجاهرة في المطالبة بالحقوق - وهي من الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - كل هذا كان من فعل الرسل والأنبياء عليهم السلام وخيار الصحابة والتابعين والعلماء .[/font]​
[font=&amp] والمعارضة ، أو الإغلاظ في القول ، أو النصح في السر والعلن ، أو المجاهرة في المطالبة بالحقوق - وهي من الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - من فعل الرسل والأنبياء عليهم السلام وخيار الصحابة والتابعين والعلماء ، من فعل السلف الصالح ، ومما اتفق على مشروعيته علماء الأمة منذ فجر الإسلام ، ومما تعارف المسلمون عليه من قبل ومن بعد ، فلا يعتد بمن يقول غير هذا من المحدثين .[/font]
[font=&amp]والمعارضة ، أو الإغلاظ في القول ، أو النصح في السر والعلن ، أو المجاهرة في المطالبة بالحقوق - وهي من الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ليست من مذهب الخوارج فحسب . [/font]​
[font=&amp]فكثير من خيار الصحابة والتابعين والعلماء قالوا بالخروج على الحاكم الجائر ، أي الظالم [/font][font=&amp][font=&amp][font=&amp]أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن [/font][/font]. [/font]
[font=&amp]وقال بالخروج على الحاكم الجائر أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حزم وبعض كبار علماء الحنابلة وهو قول لابن حنبل ، بالإضافة إلى الشيعة والزيدية والخوارج والمعتزلة .[/font]​
[font=&amp]أما المرجئة فبناء على أصلهم في الموالاة والمعاداة ، والحب والبغض ، فبعضهم يرى أن إنكار المنكر من الخروج والفتن ، وهذا في الحقيقة رأي أهل الضلال والفجور .[/font][font=&amp]فهم يرون تركه من باب ترك الفتنة ، ومثلهم بعض الماتريدية وبعض الأشاعرة والجاميّة والمدخلية . [/font]
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ،[/font][font=&amp] و : [/font][font=&amp]( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) . [/font]​
[font=&amp]_[/font]​
[font=&amp]الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .[/font]​
[font=&amp]بتصرّف وإيجاز . [/font]​
[font=&amp]من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، و[/font][font=&amp]الدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، [/font][font=&amp]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، و[/font][font=&amp]مقارنة [/font][font=&amp]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .[/font]​
[font=&amp]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]​
[font=&amp]الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&amp] ، [/font][font=&amp]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&amp] .[/font]​
[font=&amp]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]​
[font=&amp]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم . [/font]​
[font=&amp]ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ! [/font]​
[font=&amp]قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .[/font]​
[font=&amp]وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :[/font]​
[font=&amp]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
[font=&amp]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه . [/font]​
[font=&amp]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها . [/font]​
[font=&amp]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - [/font][font=&amp]هو [/font][font=&amp]كتابات مبدئية موجزة و[/font][font=&amp]عرض تليه مناقشات لاحقة .[/font]​
[font=&amp]وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها [/font][font=&amp]إن شاء الله تعالى [/font][font=&amp].[/font]​
[font=&amp]و[/font][font=&amp]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&amp]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&amp]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها [/font][font=&amp]. قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )[/font][font=&amp] . [/font]​
[font=&amp]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font][font=&amp] ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .[/font]​
[font=&amp]سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 15 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
وقال صاحب تفسير المنار : ( ... وأن الخروج على الحاكم المسلم إذا ارتد عن الإسلام واجب ، وأن إباحة المجمع على تحريمه ، كالزنا والسكر واستباحة إبطال الحدود ، وشرع ما لم يأذن به الله ، كفر وردة ، وأنه إذا وجد في الدنيا حكومة عادلة تقيم الشرع وحكومة جائرة تعطله وجب على كل مسلم نصر الأولى ما استطاع ، وأنه إذا بغت طائفة من المسلمين على أخرى وجردت عليها السيف وتعذر الصلح بينهما فالواجب على المسلمين قتال الباغية المعتدية حتى تفيء إلى أمر الله . وما ورد في الصبر على أئمة الجور - إلا إذا كفروا - معارض بنصوص أخرى ، والمراد به اتقاء الفتنة وتفريق الكلمة المجتمعة ، وأقواها حديث : وألا تنازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا بواحا . قال النووي : المراد بالكفر هنا المعصية ، ومثله كثير . ومن هذا الباب خروج الإمام الحسين سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على إمام الجور والبغي الذي ولي أمر المسلمين بالقوة والمكر ، يزيد بن معاوية خذله الله وخذل من انتصر له من الكرامية والنواصب الذين لا يزالون يستحبون عبادة الملوك الظالمين على مجاهدتهم لإقامة العدل والدين . وقد صار رأي الأمم الغالب في هذا العصر وجوب الخروج على الملوك المستبدين المفسدين ، وقد خرجت الأمة العثمانية على سلطانها عبدالحميد خان ، فسلبت السلطة منه وخلعته بفتوى من شيخ الإسلام ، وتحرير هذه المسائل لا يمكن إلا بمصنف خاص ، والسلام على من اتبع الهدى ورجح الحق على الهوى ) .
والخروج على الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - كان مذهب السلف الأول ومذهب أربعة من أئمة الفقه الخمسة عند أهل السنة ( أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حزم ) ورواية عند أحمد ومذهب بعض الحنابلة ومنهم بعض قدماء الوهابية .
وليس مذهب السلف ما يقوله بعض المتأخرين الذي قد يكذب على السلف ويحاول أن يظهر انّ مذهبهم هو عدم الخروج على الحاكم الجائر أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن .
وعند الشيعة أيضا : الخروج على الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - من الواجبات التي لا يقدّم عليها غيرها ، كما عمل الحسين عندما رأى أنّ شريعة جدّه - رسول الله - لا يعمل بها ، فخرج للإصلاح ، ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، لأنّ الحفاظ على الدين أهمّ من الحفاظ على النفس .
فلا يمكن في أي حال من الأحوال فصل الدين عن الدولة أي عن السياسة ، لأن كلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله تعني الدين والدنيا وهذا ما رفض قوله بعناد كفار قريش وغيرهم .
وهو ماقالته المعتزلة أيضا ، أي الخروج على الحاكم الجائر أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن .
وهو ما قالته الزيدية بوجوب الخروج على الحاكم الجائر أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن . وهو ما فعله إمامهم زيد بن علي بن الحسين وأيّده في خروجه على الأمويين أبو حنيفة النعمان إذ كان يفتي الناس بالخروج والثورة معه ويجمع له التبرعات ويمده بالسلاح .
ومن أقوال زيد بن علي في رسالته إلى بعض علماء السوء : إنما تصلح الأمور على أيدي العلماء ، وتفسد بهم إذا باعوا أمر الله تعالى ونهيه . بمعاونة الظالمين الجائرينأمكنتم الظلمة من الظلم ، وزينتم لهم الجور ، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقاربة ، فهذا حالكم . فيا علماء السوء ، محوتم كتاب الله محواً ، وضربتم وجه الدين ضرباً ، فَنَدَّ والله نَدِيْدَ البعير الشَّارِد ، هربا منكم . فبسوء صنيعكم سُفِكت دماء القائمين بدعوة الحق من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ورُفِعَت رؤوسهم فوق الأسِنَّة ، وصُفِّدوا في الحديد ، وخَلص إليهم الذل ، واستشعروا الكرب ، وتسربلوا الأحزان ، يتنفسون الصعداء ويتشاكون الجهد .
_
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، و : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
_
الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .
بتصرّف وإيجاز .
من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات مبدئية موجزة وعرض تليه مناقشات لاحقة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 16 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
والخروج على الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - كان مذهب السلف الأول ومذهب أربعة من أئمة الفقه الخمسة عند أهل السنة ( أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حزم ) ورواية عند أحمد ومذهب بعض الحنابلة ومنهم بعض قدماء الوهابية .
وليس مذهب السلف ما يقوله بعض المتأخرين الذي قد يكذب على السلف ويحاول أن يظهر انّ مذهبهم هو عدم الخروج على الحاكم الجائر أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن .
وعند الشيعة أيضا : الخروج على الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - من الواجبات التي لا يقدّم عليها غيرها ، كما عمل الحسين عندما رأى أنّ شريعة جدّه - رسول الله - لا يعمل بها ، فخرج للإصلاح ، ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، لأنّ الحفاظ على الدين أهمّ من الحفاظ على النفس .
فلا يمكن في أي حال من الأحوال فصل الدين عن الدولة أي عن السياسة ، لأن كلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله تعني الدين والدنيا وهذا ما رفض قوله بعناد كفار قريش وغيرهم .
وهو ماقالته المعتزلة أيضا ، أي الخروج على الحاكم الجائر أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن .
وهو ما قالته الزيدية بوجوب الخروج على الحاكم الجائر أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن . وهو ما فعله إمامهم زيد بن علي بن الحسين وأيّده في خروجه على الأمويين أبو حنيفة النعمان إذ كان يفتي الناس بالخروج والثورة معه ويجمع له التبرعات ويمده بالسلاح .
ومن أقوال زيد بن علي في رسالته إلى بعض علماء السوء : إنما تصلح الأمور على أيدي العلماء ، وتفسد بهم إذا باعوا أمر الله تعالى ونهيه . بمعاونة الظالمين الجائرين أمكنتم الظلمة من الظلم ، وزينتم لهم الجور ، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقاربة ، فهذا حالكم . فيا علماء السوء ، محوتم كتاب الله محواً ، وضربتم وجه الدين ضرباً ، فَنَدَّ والله نَدِيْدَ البعير الشَّارِد ، هربا منكم . فبسوء صنيعكم سُفِكت دماء القائمين بدعوة الحق من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ورُفِعَت رؤوسهم فوق الأسِنَّة ، وصُفِّدوا في الحديد ، وخَلص إليهم الذل ، واستشعروا الكرب ، وتسربلوا الأحزان ، يتنفسون الصعداء ويتشاكون الجهد .
وكذلك خرج على الحاكم العباسي ( الخليفة ) أبي جعفر المنصور ، خرج عليه محمد بن عبد الله بن الحسن والملقب بالنفس الزكية ( من أئمة الزيدية ) ، وكان من أنصاره أبو حنيفة النعمان و مالك .
وبعد مقتله خرج على أبي جعفر المنصور أخوه إبراهيم ( من أئمة الزيدية ) أي أخ محمد الملقب بالنفس الزكية في البصرة . وكان من أنصاره أيضا أبو حنيفة النعمان . وكان يدعو له ويجمع الناس والسلاح . وكذلك فعل الشافعي مع أخيه في اليمن ( من أئمة الزيدية ) حين خرج على الخليفة العباسي في اليمن .
أما أهل السنة والجماعة ، فقال ابن حزم بوجوب الخروج على الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - وكان من أتباع المذهب الشافعي ثم انتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان عالما ويطلق عليه من قوة علمه : البحر .
ورأينا كذلك ما فعله الشافعي ومالك وأبو حنيفة النعمان بمساندتهم للثورات المسلحة ضد الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - . أما أحمد بن حنبل فقد روى عن حذيفة ، قال : قلت : يا رسول الله ، أيكون بعد هذا الخير شر ، كما كان قبله شر ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : فما العصمة ؟ قال : ( السيف ) .
والخروج على الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - هو مذهب بعض الحنابلة ومنهم بعض قدماء الوهابية .
_
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، و : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
_
الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .
بتصرّف وإيجاز .
من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات مبدئية موجزة وعرض تليه مناقشات لاحقة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 18 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
ولم يسمح الشارع الكريم لكل أحد أن يتصدى ‏لحكم الناس ، فعهد الله لا يناله الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - ، وولاية الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - تصطدم مع ‏النهج الإسلامي الربّاني وتوجب الانحراف عنه .
وقد ورد عن جعفر الصادق ، قال : إنّ في ولاية الوالي الجائر دروس الحقّ كلّه ، وإحياء الباطل كلّه ، وإظهار الظلم والجور والفساد ، وإبطال الكتب ، وقتل الأنبياء ، وهدم المساجد ، وتبديل سنّة الله وشرائعه ، فلذلك حرم العمل معهم ومعونتهم والكسب معهم .‏
ويستفاد من ذلك : انّ أي حكومة مهما كان قيامها ظاهرا على أساس الإسلام إلاّ أنّ الحكم والحاكم يشذ في ‏تصرفاته عن القاعدة الإسلامية عن هوى وعمد ، فإن هذا الانحراف لو ‏قدر له أن يستمر فسوف يشكل على مدى أطول خطرا على القاعدة التي يقوم ‏عليها كيان المسلمين ، فيمكن التمسك بمشروعية التصدي للحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - فضلاً عن ‏مشروعية التصدي للحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - الذي لا تقوم دولته على أساس الإسلام بل على ‏أساس النظم الوضعية .‏
روى الفضيل ، عن الصادق ، قال : يا فضيل ‏شهدت مع عمي زيد قتال أهل الشام ؟ قلت نعم ، فقال : كم قتلت منهم ؟ قلت : ستة ‏، قال : فلعلك شاكّ في دمائهم !؟ قلت : لو كنت شاكاً ما قتلتهم ، فسمعته وهو يقول : ‏أشركني الله في تلك الدماء ، ما مضى والله زيد عمي وأصحابه إلاّ شهداء مثل ‏ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه .‏
وروى ابن أبي عبدون ، عن أبيه ، عن الرضا ، أنّه ‏قال للمأمون : لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن علي فإنّه كان من علماء آل ‏محمد ، غضب لله فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله ‏.‏
هذا فيما يرتبط بثورة زيد بن علي ، وأمّا ثورة الحسين ‏المقتول بفخ ، فهناك عدة روايات واضحة في إمضاء ثورته ، مثل ما روي عن ‏الكاظم أنّه قال للحسين : إنّك مقتول فأحدّ ‏الضراب فإنّ القوم فساق يظهرون إيمانا ويضمرون نفاقا وشركا فإنّا لله وإنّا ‏إليه راجعون وعند الله أحتسبكم من عصبة . وما روي عن الكاظم من ‏قوله بعد المجيء برؤوس الحسين وأصحابه : مضى والله مسلما صالحا ‏صوّاما قوّاما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله ، وما ‏روي عن الحسين نفسه أنّه قال : ما خرجنا حتى شاورنا أهل بيتنا وشاورنا ‏موسى بن جعفر فأمرنا بالخروج . وعدم ورود خبر واحد في ‏ذم خروج الحسين يبعث على الإطمئنان برضا الكاظم بخروجه ‏وإلاّ لكان يكثر النص على عدم رضاه ولكان يصلنا بعض تلك النصوص - ولو ‏بأسانيد ضعيفة - خاصة وأن الكاظم كان يعيش حالة التقيّة المناسبة ‏للنصّ على عدم الرضا .‏
هذه من الأدلّة التي تثبت مشروعية التصدي للحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - ولو بالقيام المسلح ، وقد ظهر أنها كافية وافية تامّة في إثبات المطلوب .‏
‏ كما انّ التقيّة - عند الشيعة - ليست أكثر من عبارة عن إجراء احترازي ، وهي تنسجم ‏حتى مع فكرة التصدي المسلّح للحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - لأنّهم بحاجة - في مرحلة من مراحل إعداد العدّة - إلى حذر وحيطة وكتمان ‏وعمل سري ، فعلى الرغم من وجوب إسقاط الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - ولو بالقيام المسلح إلاّ أنّ ‏ذلك لابد أن يكون خاضعا للحيطة والحذر وهو يقتضي العمل بالتقيّة أحيانا .‏
_
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، و : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
_
الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .
بتصرّف وإيجاز .
من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات مبدئية موجزة وعرض تليه مناقشات لاحقة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
[font=&amp].[/font]​
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 19 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
وروى ابن أبي عبدون ، عن أبيه ، عن الرضا ، أنّه ‏قال للمأمون : لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن علي فإنّه كان من علماء آل ‏محمد ، غضب لله فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله ‏.‏
هذا فيما يرتبط بثورة زيد بن علي ، وأمّا ثورة الحسين ‏المقتول بفخ ، فهناك عدة روايات واضحة في إمضاء ثورته ، مثل ما روي عن ‏الكاظم أنّه قال للحسين : إنّك مقتول فأحدّ ‏الضراب فإنّ القوم فساق يظهرون إيمانا ويضمرون نفاقا وشركا فإنّا لله وإنّا ‏إليه راجعون وعند الله أحتسبكم من عصبة . وما روي عن الكاظم من ‏قوله بعد المجيء برؤوس الحسين وأصحابه : مضى والله مسلما صالحا ‏صوّاما قوّاما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله ، وما ‏روي عن الحسين نفسه أنّه قال : ما خرجنا حتى شاورنا أهل بيتنا وشاورنا ‏موسى بن جعفر فأمرنا بالخروج . وعدم ورود خبر واحد في ‏ذم خروج الحسين يبعث على الإطمئنان برضا الكاظم بخروجه ‏وإلاّ لكان يكثر النص على عدم رضاه ولكان يصلنا بعض تلك النصوص - ولو ‏بأسانيد ضعيفة - خاصة وأن الكاظم كان يعيش حالة التقيّة المناسبة ‏للنصّ على عدم الرضا .‏
هذه من الأدلّة التي تثبت مشروعية التصدي للحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - ولو بالقيام المسلح ، وقد ظهر أنها كافية وافية تامّة في إثبات المطلوب .‏
‏ كما انّ التقيّة - عند الشيعة - ليست أكثر من عبارة عن إجراء احترازي ، وهي تنسجم ‏حتى مع فكرة التصدي المسلّح للحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - لأنّهم بحاجة - في مرحلة من مراحل إعداد العدّة - إلى حذر وحيطة وكتمان ‏وعمل سري ، فعلى الرغم من وجوب إسقاط الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - ولو بالقيام المسلح إلاّ أنّ ‏ذلك لابد أن يكون خاضعا للحيطة والحذر وهو يقتضي العمل بالتقيّة أحيانا .‏
هذا عن الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - ، فكيف بالكافر ، وكيف بمن استفحل كفره وطغيانه ؟
وكيف بمن يكون طاغوتا ، ولا يحكم بما أنزل الله ، ويحكم بغير حكم الله ، ويضع للأمة القوانين الوضعية ويلزم الأمة بالتحاكم إليها ؟
وقد قال الله تعالى : ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) ، وقال تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) .
فكيف يكون الإيمان بالطاغوت ، وكيف يكون الكفر بالطاغوت ؟
وهل الدعوة إلى طاعة الطاغوت وموالاته من الدعوة إلى الكفر والشرك والوثنية أم من الإسلام والإيمان والتوحيد ؟
وهل الدعوة إلى طاعة الطاغوت من عبادة الشيطان واتباع خطواته أم من عبادة الله واتباع نهجه وهدي رسوله ؟
قال الشيخ الشنقيطي في تفسير سورة الكهف عند قوله ( ولا يشرك في حكمه أحدا ) : ويفهم من هذه الآيات أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله وهذا الإشراك في الطاعة واتباع التشريع المخالف لما شرعه هو المراد بعبادة الشيطان . ثم قال بعد أن استدل بقوله تعالى ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) : وبهذه النصوص السماوية يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم .
_
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، و : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
_
الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .
بتصرّف وإيجاز .
من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات مبدئية موجزة وعرض تليه مناقشات لاحقة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 20 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
هذا عن الحاكم الجائر - أو الظالم أو الفاسق أو الفاسد أو المستأثر أو الخائن - ، فكيف بالكافر ، وكيف بمن استفحل كفره وطغيانه ؟
وكيف بمن يكون طاغوتا ، ولا يحكم بما أنزل الله ، ويحكم بغير حكم الله ، ويضع للأمة القوانين الوضعية ويلزم الأمة بالتحاكم إليها ؟
وقد قال الله تعالى : ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) ، وقال تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) .
فكيف يكون الإيمان بالطاغوت ، وكيف يكون الكفر بالطاغوت ؟
وهل الدعوة إلى طاعة الطاغوت وموالاته من الدعوة إلى الكفر والشرك والوثنية أم من الإسلام والإيمان والتوحيد ؟
وهل الدعوة إلى طاعة الطاغوت من عبادة الشيطان واتباع خطواته أم من عبادة الله واتباع نهجه وهدي رسوله ؟
قال الشيخ الشنقيطي في تفسير سورة الكهف عند قوله ( ولا يشرك في حكمه أحدا ) : ويفهم من هذه الآيات أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله وهذا الإشراك في الطاعة واتباع التشريع المخالف لما شرعه هو المراد بعبادة الشيطان . ثم قال بعد أن استدل بقوله تعالى ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) : وبهذه النصوص السماوية يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم .
وقال بعض الباحثين : فهذه هي الأسئلة المراد الإجابة عنها ، وكل حيدة عنها هروب من تحرير محل النزاع إلى مشاغبات ومهاترات لا نتيجة لها . أما الخروج على الطاغوت وجهاده فلا حاجة للجدل فيه قبل حسم أصل المسألة إذ هو نتيجة لمقدمات منطقية بدهية ، فإن ثبت أنه لا ولاية شرعية لأي حكومة لا تحكم بالإسلام في دار الإسلام فموضوع إصلاحها وتغييرها بالوسائل السلمية أو الثورية أو الصبر عليها إلى حال القدرة كل ذلك تحصيل حاصل للموقف الشرعي منها ابتداءا .
وتقدير القدرة من عدمها راجع إلى من خاطبهم الشارع بالتكليف ، ومعرفة القدرة وتحققها من عدمه هو من اختصاص المكلف نفسه المأمور بالحكم الشرعي إن قدر عليه . فقادة الجيوش مثلا وزعماء الأحزاب السياسية والمتنفذون في الأمور لهم من القدرة ما ليس لغيرهم كأفراد فتوجه الخطاب إليهم أولى من غيرهم وهم أقدر على معرفة قدرتهم من عدمها ، وليس هذا من اختصاص الفقيه فحسب والذي قد يقتصر دوره على بيان الحكم الشرعي دون أن يتجاوزه إلى تقدير قدرة الأمة من عدمها إذ قد لا يكون قادرا على ذلك ولا عاملا في الميدان والمجتمع وقد يخطئ في تقديره فليس ملزما - إذا كان عاجزا - بأن يقرر لها هل في قدرتها فعل التكليف أم لا .
وأما مصادرة ذلك كله ، ودندنة هذه الطائفة أو تلك الفئة حول الخروج والخوارج أو مذهب السلف أو أهل البيت أو أهل السنة أو طاعة ولي الأمر .. إلخ ، فكل ذلك شعارات ودعاوى فارغة عن مضمونها بعيدة عن حقائقها إذا ما عرضت على نصوص الكتاب والسنة وتبين أنها ليست سوى دعوة لطاعة الطاغوت وتوليه ومحبته وترسيخ حكمه وحكم العدو المحتل لدار الإسلام من ورائه .
_
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، و : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
_
الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .
بتصرّف وإيجاز .
من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات مبدئية موجزة وعرض تليه مناقشات لاحقة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 21 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
وقال بعض الباحثين : فهذه هي الأسئلة المراد الإجابة عنها ، وكل حيدة عنها هروب من تحرير محل النزاع إلى مشاغبات ومهاترات لا نتيجة لها . أما الخروج على الطاغوت وجهاده فلا حاجة للجدل فيه قبل حسم أصل المسألة إذ هو نتيجة لمقدمات منطقية بدهية ، فإن ثبت أنه لا ولاية شرعية لأي حكومة لا تحكم بالإسلام في دار الإسلام فموضوع إصلاحها وتغييرها بالوسائل السلمية أو الثورية أو الصبر عليها إلى حال القدرة كل ذلك تحصيل حاصل للموقف الشرعي منها ابتداءا .
وتقدير القدرة من عدمها راجع إلى من خاطبهم الشارع بالتكليف ، ومعرفة القدرة وتحققها من عدمه هو من اختصاص المكلف نفسه المأمور بالحكم الشرعي إن قدر عليه . فقادة الجيوش مثلا وزعماء الأحزاب السياسية والمتنفذون في الأمور لهم من القدرة ما ليس لغيرهم كأفراد فتوجه الخطاب إليهم أولى من غيرهم وهم أقدر على معرفة قدرتهم من عدمها ، وليس هذا من اختصاص الفقيه فحسب والذي قد يقتصر دوره على بيان الحكم الشرعي دون أن يتجاوزه إلى تقدير قدرة الأمة من عدمها إذ قد لا يكون قادرا على ذلك ولا عاملا في الميدان والمجتمع وقد يخطئ في تقديره فليس ملزما - إذا كان عاجزا - بأن يقرر لها هل في قدرتها فعل التكليف أم لا .
وأما مصادرة ذلك كله ، ودندنة هذه الطائفة أو تلك الفئة حول الخروج والخوارج أو مذهب السلف أو أهل البيت أو أهل السنة أو طاعة ولي الأمر .. إلخ ، فكل ذلك شعارات ودعاوى فارغة عن مضمونها بعيدة عن حقائقها إذا ما عرضت على نصوص الكتاب والسنة وتبين أنها ليست سوى دعوة لطاعة الطاغوت وتوليه ومحبته وترسيخ حكمه وحكم العدو المحتل لدار الإسلام من ورائه
والهدف ليس حشد النصوص ، والأدلّة ، والقرائن ، والشواهد ، وأقوال فلان وفلان .
الهدف أن نحكّم الدين والعقل والفطرة قليلا .
هل هذا الحكم حكم إسلامي أم ماذا ؟
هل ما يفعله هذا الحكم من : ظلم وفساد وفسق واستئثار ونهب منظم وممنهج لموارد وثروات وفرص وامتيازات المسلمين المسالمين ، وعدوان منظم ممنهج على دماء وأموال وأعراض وحقوق المسلمين المسالمين ، هو الحكم الإسلامي ؟
وهل إعطاء أموال المسلمين المسالمين للأعداء الكفّار المحاربين ليستعينوا بها في حربهم على الإسلام والمسلمين ، هو الحكم الإسلامي ؟
وهل موالاة الأعداء الكفّار المحاربين وتمكينهم من السيطرة على بلاد الإسلام وعلى المسلمين ، هو الحكم الإسلامي ؟
وهل جاء هؤلاء الحكّام إلى الحكم بطريقة شرعية مشروعة وحصلوا على بيعة رضا واختيار من المسلمين ؟
وهل يبنى الحق على الباطل ؟
فمن هو الحاكم الشرعي ، ومن هو الحاكم الشرعي الذي تجب طاعته ونصرته والإنفاق عليه ؟
حاكم المسلمين الشرعي الذي تجب طاعته ونصرته والإنفاق عليه من بيت المال ( بقدر كفايته هو ومن يعول ، فقط لا غير ) هو من حصل على بيعة رضا واختيار من المسلمين وكان عدلا وعادلا وصالحا ومصلحا ومحسنا ومستقيما ، والذي يلتزم بدين المسلمين الذي به صاروا أمة ، وبه تحققت شخصية أمتهم الحضارية ، وبه وُجد كيانهم السياسي . أما من يلتزم بأمر آخر مما هو سوى النظام الإسلامي المحتكم إلى شريعة الله تعالى ، فهو يدخل في قوله تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) .
_
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، و : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
_
الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .
بتصرّف وإيجاز .
من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات مبدئية موجزة وعرض تليه مناقشات لاحقة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
رد: العدل والظلم (2) العدل والظلم في ميزان الإسلام (43) الاحتساب والمعارضة والإصلاح و

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 43 )
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم .
بين العدل والظلم : الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، بين العدل والظلم ( 22 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
والهدف ليس حشد النصوص ، والأدلّة ، والقرائن ، والشواهد ، وأقوال فلان وفلان .
الهدف أن نحكّم الدين والعقل والفطرة قليلا .
هل هذا الحكم حكم إسلامي أم ماذا ؟
هل ما يفعله هذا الحكم من : ظلم وفساد وفسق واستئثار ونهب منظم وممنهج لموارد وثروات وفرص وامتيازات المسلمين المسالمين ، وعدوان منظم ممنهج على دماء وأموال وأعراض وحقوق المسلمين المسالمين ، هو الحكم الإسلامي ؟
وهل إعطاء أموال المسلمين المسالمين للأعداء الكفّار المحاربين ليستعينوا بها في حربهم على الإسلام والمسلمين ، هو الحكم الإسلامي ؟
وهل موالاة الأعداء الكفّار المحاربين وتمكينهم من السيطرة على بلاد الإسلام وعلى المسلمين ، هو الحكم الإسلامي ؟
وهل جاء هؤلاء الحكّام إلى الحكم بطريقة شرعية مشروعة وحصلوا على بيعة رضا واختيار من المسلمين ؟
وهل يبنى الحق على الباطل ؟
فمن هو الحاكم الشرعي ، ومن هو الحاكم الشرعي الذي تجب طاعته ونصرته والإنفاق عليه ؟
حاكم المسلمين الشرعي الذي تجب طاعته ونصرته والإنفاق عليه من بيت المال ( بقدر كفايته هو ومن يعول ، فقط لا غير ) هو من حصل على بيعة رضا واختيار من المسلمين وكان عدلا وعادلا وصالحا ومصلحا ومحسنا ومستقيما ، والذي يلتزم بدين المسلمين الذي به صاروا أمة ، وبه تحققت شخصية أمتهم الحضارية ، وبه وُجد كيانهم السياسي . أما من يلتزم بأمر آخر مما هو سوى النظام الإسلامي المحتكم إلى شريعة الله تعالى ، فهو يدخل في قوله تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) .
ويدخل كذلك في قوله تعالى : ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) ، و ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ، و ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) .
ولهذا أيضا نجد النصوص الآمرة بطاعة ولاة الأمر ( عند من قال : إن ولاة الأمر هم الحكّام ) مقيّدة بقيد هو أصل لقيود أخرى ، وهو : إقامة الدين كما في حديث ( إن هذا الأمر في قريش ، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ، ما أقاموا الدين ) رواه البخاري ، فذكر أن إقامة الدين ، أي الحكم بما أنزل الله ، شرط في صحة ولايتهم وشرعية حكمهم التي توجب طاعتهم .
_
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ، و : ( كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرَهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، و : ( لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِن بَني إسرائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوا وَّكَانُوا يَعتدُونَ * كَانُوا لا يَتَناهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعلَوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ ) ، و : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، و : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ، و : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، و : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، و : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، و : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ، و : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، و : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
_
الحسبة ، الاحتساب ، المعارضة ، الإصلاح ، التغيير ، العدل والظلم ، العدل والظلم في ميزان الإسلام .
بتصرّف وإيجاز .
من : سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعارضة ، والمقاومة ، والخروج ، والتغيير ، والثورة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والرقابية ، والقضائية ) ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطاعة ، والموالاة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
ولابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي المصدر والمورد ، بل تشمل علوم اللغة والاقتصاد والاجتماع والطبيعة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات مبدئية موجزة وعرض تليه مناقشات لاحقة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ، والتحقيق والمناقشة والتحرير والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
سلسلة العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
2 43 الإسلام الاحتساب العدل في ميزان والإصلاح والتغ والظلم والمعارضة
عودة
أعلى