MAHMOUD YASSIN
الاعضاء
رواية الفضيلة أو بول وفرجيني
للكاتب الفرنسي الشهير برناردين سان بييروقد
قام بترجمتها كاتب الإنسانية المصري مصطفى لطفي المنفلوطي
للكاتب الفرنسي الشهير برناردين سان بييروقد
قام بترجمتها كاتب الإنسانية المصري مصطفى لطفي المنفلوطي
و والله بكيت عندما قرأتها أول مرة
وحتى وقد بدأت أنقلها لكم ..
عموما أقامت الحكومة الفرنسية تمثال 1852م
لأبطال الرواية وقد كان برناردين كاتب الرواية يريد معرفة تأثيرها في الناس
فقرأها على سيدات فبكين ثم على شيوخ فبكوا فعلم أنها مؤثرة وقد قال له
نابليونبونابرت متى ستكتب رواية أخرى بعد بول وفرجيني ..
وقد اختصرتها لكم وهي تعدو على 200 صفحة
وسأحاول اللم بكل أحداثها أو بأهم الأحداث بشرح موجز
هذه الرواية من أروع الرواياتالغربية وتستحق القراءة فعلا :
وحتى وقد بدأت أنقلها لكم ..
عموما أقامت الحكومة الفرنسية تمثال 1852م
لأبطال الرواية وقد كان برناردين كاتب الرواية يريد معرفة تأثيرها في الناس
فقرأها على سيدات فبكين ثم على شيوخ فبكوا فعلم أنها مؤثرة وقد قال له
نابليونبونابرت متى ستكتب رواية أخرى بعد بول وفرجيني ..
وقد اختصرتها لكم وهي تعدو على 200 صفحة
وسأحاول اللم بكل أحداثها أو بأهم الأحداث بشرح موجز
هذه الرواية من أروع الرواياتالغربية وتستحق القراءة فعلا :
سافر راوي القصة لجزيرة هي جزيرة موريس
وهي إحدىالجزر الأفريقية الواقعة في المحيط الهنديفر
أى كوخين دارسين ثم وجد شيخا كبيرا فيالسن فسأله عنهما
فتنهد تنهيدة طويلة ثم بدأ يحكي للراوي عن قصة أصحاب هذا المكان
وهنا باختصار شديد جدا جدا :
مدامدي لاتور أصبحت وحيدة بعد موت زوجها وسكنت في جزيرة موريس
والوقت ذاته كان هناكامرأة صالحة كريمة رقيقة الحال
اسمها مرغريت تعيش في هذه الجزيرة المهم تركها زوجها
وأصبحت وحيدة هي الأخيرة فاقتربت هيلين
وهي مدام دي لاتور من مرغريت
وراحت مرغريتتحكي قصتها لها فرثت لها هيلين
وعاشتا معا واتخذتا مزرعة لهما ,
وكان لهيلين أنأنجبت طفلة فسمتها فرجيني ...
أما مرغريت فقد كان معها ولد أسمته بول
يقول المؤلف عنحياة بول وفرجيني
في طفولتهما على لسان الشيخ الذي يحكي الرواية
( ولم أر فيما رأيتمن عجائب الأشياء
وغرائبها أغرب من تلك الصلة التي كانت بين هذين الطفلين الساذجينالطاهرين ,
ولا أعجب من ذلك الامتزاج الذي بين روحيهما ,
فإذا شكا بول شكت فرجينيلشكاته ) ثم يقول
( وكانت حياتهما بسيطة ساذجة لأن ذهنهما كان ساذجا خاليا
من مشاغلالحياة المركبة وهمومها ) ..
المهم كان لهيلين عمة تعيش في المدينة
وقد أرسلتلهيلين رسالة تؤنبها على
ماقامت به من تسلم قيادها لرجل من أجل الأهواء يقول الشيخ
( أستطيع أن أقول لكي ابني أن السعادة ينبوع يتفجر من القلب ,
لا غيث يهطل منالسماء ,
وأن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل وأقذارها ,
ومطامعالحياة وشهواتها , سعيدة حيثما حلَت ,
وأنى وجدت : في القصر وفي الكوخ , في المدينةوفي القرية ,
في الأنس وفي الوحشة ... الخ )
( في أحضان ذلك الوادي الجميل , وفي ذمةتلك الجنة الزاهرة ,
وبين أعطاف تلك الدائرة الواسعة المخضرة من الربى والهضاب ,
كان يعيش هؤلاء القوم في أكواخهم البسيطة عيشاً سعيداً هانئاً ... )
وعن مخدعفرجيني يقول الشيخ
( ولم أر فيما رأيت من المناظر الجميلة والمشاهد الفاتنة
المؤثرةمنظرا أبدع ولا أجمل ولا أعلق بالقلوب
ولا أشهى إلى النفوس من منظر ذلك المكان
الذيكانوا يسمونه مخدع فرجيني
وهو كهف صغير منحوت في أصل الصخرة الكبرى كأنه مضجعالنائم
يتفجر بين يديه نبع غزير صاف تحف به نخلتان من نخيل الجوز .. )
وكان بوليختلف إلى هذا المكان من حين إلى حين فيجلس إلى فرجيني
جلسة هادئة سعيدة " وهناتنفس الشيخ الصعداء
وألقى نظرة بعيدة في تلك البقعة التي سماها مخدع فرجيني
وقال : أيها الولدان العزيزان إن أنس شيئا
فإني لا أنس أيامكما العذبة الجميلة ..
فسلامعليكما حيث كنتما وسلام على عهدكما البائد الدارس
عهد الصلاح والبر والفضيلة والشرفوالحب والوفاء ..
وكان إذا جاءالشتاء قضوا داخل أكواخهم ليالي سمر جميلة ..
نشأبول وفرجيني في هذه الجنة الأرضية
ولم تكن لديهما ساعة لمعرفة أوقات الليل والنهار ,
وكانا إذا خلوا بنفسيهما جرتبينهما أحاديث بسيطة ساذجة ...
ثم يقول الشيخ " مالفرجيني حزينة مكتئبة ,
لقد تحولتالصداقة إلى حب فخلت مرغريت بهيلين
وقالت لم لا نزوج بول من فرجيني ...
وهنا وصلت سفينة من فرنسا تحملكتابا لهيلين من عمتها
تقول فيها أنها ندمت على ماكان منها في الماضي
وأنها قد بلغتالسن الذي تحتاج فيه إلى قلب رحيم
وتريد لهيلين أن تأتي إليها أو أن ترسل ابنتهافرجيني ..."
وقد جاء حاكم الجزيرة لهيلين وأخبرها بضرورة السفر لمساعدة
العمة الثرية والوقوف لجانبها في سنواتها الأخيرة
ورأى أن تسافر فرجيني ... جاء الصباحفنهض بول
من مضجعه القلق المضطرب وهرع إلى شاطئ البحر وحدثه الناس هناك أن
السفينةالتي تقل فرجيني قد أقلعت قبيل الفجر
وقد حزن لذلك حزنا شديدا وذهب للأماكن التيكان يجلس فيها سويا
مع فرجيني يتذكر أيام الطفولة البريئة
ولكنه بدأ يسلوا فقرأفصلا من كتاب أدبي
وكان من أبغض الأشياء إليه مطالعة تلك الروايات الغرامية
وكانيقول في نفسه :ليت شعري هل تستطيع فرجيني
أن تنجو بنفسها من شرور ذلك المجتمع الخبيث
الذي تتحدث عنه هذه الروايات ؟! إنني أخاف عليها خوفا شديدا ..
مرت ثلاثة أعوام ولم يرد علىهيلين كتاب من ابنتها
ولامن عمتها فقلقت لذلك أشد القلق ...
ثم وردعليها خطاب منابنتها فرجيني وهي رسالة طويلة
تحمل الوفاء لأهلها وجزيرتها وعن أخلاق سكان البلادالتي
ذهبت لها وأنهم قوم ممثلين ولا علاقة بين قلوبهم والسنتهم
وقد أرفقت معالرسالة لبول ففرح فرحا شديدا لذلك ...
ثم تحدث الشيخ راوي الرواية عن الطبيعة فقالالعزلة
هي المرفأ الأمين الذي تلجأ إليه سفينة الحياة حين تتقاذفها الأمواج ...
فإذا جلست أمام كوخي على تلك الصخرة العالية التي اعتدت
أن أجلس عليها رأيت النخلالباسق ورأيت الجدول المتسلسل ...
وكلام الشيخ طويل جدا وجميل ...
المهم في عصر 24 ديسمبر 1744رأى بول العلم الأبيض
يخفق على قمة جبل الاستكشاف فطمع أن تكون سفينة فرجيني
هناأتى أحد الأشخاص حاملا عدة رسائل من ركاب السفينة
ومنها رسالة من فرجيني أخبرت أنبينهم
وبين الشاطئ أربعة فراسخ
ولا نستطيع الدخول إلى المرفأ إلا في الغد
وقد قرأواالرسالة ففرحوا فرحا شديدا ..
ثم مر رجل زنجي وأخبرهم بأن سفينة قد ألقى بها التيار
فخافوا أن تكون هي السفينة التي تحمل فرجيني
وقد أتى الحاكم ومجموعة كبيرة من الناسوكذلك الشيخ وبول
إلى البحر وقال شيخ زنجي هرم أن هناك عاصفة ستأتي
والضباب يغطيالبحر تماما فاصفر وجه الحاكم
وشعر برعدة شديدة في جسمه يقول الشيخ
( في نحوالسابعة سمعنا قعقعة عظمى ,
هنا رأينا منظرا هائلا مخيفا رأينا الضباب الذي كانيحول بيننا
وبين رؤية السفينة قد انحسر دفعة واحدة ,
فإذا السفين ذرة هائمة في ذلكالفضاء الواسع
تقبل بها الريح وتدبر وتعلو بها الأمواج وتسفل
وإذا بول يهجم علىالبحر ليلقي بنفسه فيه فاعترضت طريقه
وهو يصيح دعوني أنجي فرجيني
وهنا ظهر منظرهائل عظيم هلعت له القلوب ,
وزاغت له الأبصار , ظهر في مؤخر السفينة منظر فتاةرائعة الجمال ,
غضة الشباب , نبيلة المنظر, واقفة على قدمين علريتين ,
وقد ضمتبإحدى يديها قميصها إلى صدرها ,
ومدت يدها الأخرى إلى ذللك المسكين البائس الذييخاطر بحياته
في سبيل الوصول إليها فلم نعلم أهي تستغيث به لينقذها ,
أم تشير إليهأن يعود إلى مكانه رحمة وشفقة عليه ؟
فكان منظرها في تلك الساعة منظر صورة بديعة
مرسومة في صفحة السماء من هي هذه الفتاة إنها فرجيني
إنها الفتاة الطاهرة الشريفة ..
علم الملاحون أن السفينة قد بدأتتهوي إلى مستقرها
فأخذوا يقذفون بأنفسهم إلى الماء لا يعلمون أين ذاهبون
إلى الحياةأم إلى الموت ؟
وماهي إلا لحظات حتى خلا سطح السفينة من كل شئ
إلا من فرجيني ورجلبحار واقفا في مقدمتها قد خلع ملابسه
ثم لمح فرجيني واقفة فأبى كرمه ووفاؤه إلا أنيمد لها يد المعونة
لينقذها فمشى إليها وجثا بين يديها وطلب
منها أن تخلع ثوبهاليحملها على ظهره ويسبح بها ...
فكان أن غلب الحياء حينما رأت رجلا عاريا بين يديها
يريد أن يضمها إلى عارية إلى جسمه فأشارت برأسها
أن لا فصاح الناس من كل جانبأنقذها أنقذها
فمد يديه ليجردها منه وهناواأسفاه أقبلت موجة عظيمة
كالجبل الأشمفذعر البحار وألقى بنفسه في الماء ..
أما فرجيني فقد ضمت قميصا إلى جسمها بيد و
وضعتاليد الأخرى على قلبها وسبحت بنظرها
في الفضاء فأصبح منظرها منظر ملك كريم يطيربجناحيه في جو السماء ..
وماهو إلا أن أغمض الواقفون عيونهم جزعا من هذا المنظر
ثمفتحوها فإذا البحر قد ابتلع كل شئ وإذا كل شئ قد انقضى .
وقد حزنت الأسرة حزناشديدا على موتها ...
ثم مر بعض الناس وأخبرنا أن التيار قد ألقى ببقايا السفينة
فيشاطئ الخليج فذهبنا نرجو الجثة فوجدناها غارقة في الرمل
إلا جزأها الأعلى وهي كماهي وكما وضعت يديها أما بول
فقد جذبناه قبل ذلك إلى الشاطئ فجثا على ركبتيه يشاهدالمنظر
وهو يرتعد فسقط مغشيا عليه يتدفق الدم من فمه
وأذنيه وأنفه فأخذنا في علاجه ....
وبعد ذلك كان يعيش بول فيعزلة وحزن شديدين
وقد قالت مرغريت أنها رأت في منامها فرجيني تسبح في غمرة من النور
وقد افتقدت بول فوجدته جاثيا على قبر فرجيني فحركته
فإذا هو ميت فحفرنا له ودفناهفي قبرها وأما مرغريت
فقد ماتت بعده بثلاثة أيام وهيلين بعد شهر ..
وقد ذهب الراوي إلى الجزيرة فوجدالشيخ ميتا عند شجرة كانت قد زرعتها
فرجيني أمام باب كوخه .. تختتم الراويه ببيتللبارودي يقول فيه :
ولا عين إلاوهي عين من البكا ولا خد إلا للدموع به خد
ثم قصيدة كاملة للمنفلوطي ( مترجم الرواية ) من 39 بيت بعنوان
بول وفرجينيوهي موجودة في ديوانه
والموسوعة الشعرية الإلكترونية يقولفيها:
يابني القفر سلام عاطر من بنيالدنيا عليكم وسلام
( وأنصحكم بالرجوع إليها )
وهي إحدىالجزر الأفريقية الواقعة في المحيط الهنديفر
أى كوخين دارسين ثم وجد شيخا كبيرا فيالسن فسأله عنهما
فتنهد تنهيدة طويلة ثم بدأ يحكي للراوي عن قصة أصحاب هذا المكان
وهنا باختصار شديد جدا جدا :
مدامدي لاتور أصبحت وحيدة بعد موت زوجها وسكنت في جزيرة موريس
والوقت ذاته كان هناكامرأة صالحة كريمة رقيقة الحال
اسمها مرغريت تعيش في هذه الجزيرة المهم تركها زوجها
وأصبحت وحيدة هي الأخيرة فاقتربت هيلين
وهي مدام دي لاتور من مرغريت
وراحت مرغريتتحكي قصتها لها فرثت لها هيلين
وعاشتا معا واتخذتا مزرعة لهما ,
وكان لهيلين أنأنجبت طفلة فسمتها فرجيني ...
أما مرغريت فقد كان معها ولد أسمته بول
يقول المؤلف عنحياة بول وفرجيني
في طفولتهما على لسان الشيخ الذي يحكي الرواية
( ولم أر فيما رأيتمن عجائب الأشياء
وغرائبها أغرب من تلك الصلة التي كانت بين هذين الطفلين الساذجينالطاهرين ,
ولا أعجب من ذلك الامتزاج الذي بين روحيهما ,
فإذا شكا بول شكت فرجينيلشكاته ) ثم يقول
( وكانت حياتهما بسيطة ساذجة لأن ذهنهما كان ساذجا خاليا
من مشاغلالحياة المركبة وهمومها ) ..
المهم كان لهيلين عمة تعيش في المدينة
وقد أرسلتلهيلين رسالة تؤنبها على
ماقامت به من تسلم قيادها لرجل من أجل الأهواء يقول الشيخ
( أستطيع أن أقول لكي ابني أن السعادة ينبوع يتفجر من القلب ,
لا غيث يهطل منالسماء ,
وأن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل وأقذارها ,
ومطامعالحياة وشهواتها , سعيدة حيثما حلَت ,
وأنى وجدت : في القصر وفي الكوخ , في المدينةوفي القرية ,
في الأنس وفي الوحشة ... الخ )
( في أحضان ذلك الوادي الجميل , وفي ذمةتلك الجنة الزاهرة ,
وبين أعطاف تلك الدائرة الواسعة المخضرة من الربى والهضاب ,
كان يعيش هؤلاء القوم في أكواخهم البسيطة عيشاً سعيداً هانئاً ... )
وعن مخدعفرجيني يقول الشيخ
( ولم أر فيما رأيت من المناظر الجميلة والمشاهد الفاتنة
المؤثرةمنظرا أبدع ولا أجمل ولا أعلق بالقلوب
ولا أشهى إلى النفوس من منظر ذلك المكان
الذيكانوا يسمونه مخدع فرجيني
وهو كهف صغير منحوت في أصل الصخرة الكبرى كأنه مضجعالنائم
يتفجر بين يديه نبع غزير صاف تحف به نخلتان من نخيل الجوز .. )
وكان بوليختلف إلى هذا المكان من حين إلى حين فيجلس إلى فرجيني
جلسة هادئة سعيدة " وهناتنفس الشيخ الصعداء
وألقى نظرة بعيدة في تلك البقعة التي سماها مخدع فرجيني
وقال : أيها الولدان العزيزان إن أنس شيئا
فإني لا أنس أيامكما العذبة الجميلة ..
فسلامعليكما حيث كنتما وسلام على عهدكما البائد الدارس
عهد الصلاح والبر والفضيلة والشرفوالحب والوفاء ..
وكان إذا جاءالشتاء قضوا داخل أكواخهم ليالي سمر جميلة ..
نشأبول وفرجيني في هذه الجنة الأرضية
ولم تكن لديهما ساعة لمعرفة أوقات الليل والنهار ,
وكانا إذا خلوا بنفسيهما جرتبينهما أحاديث بسيطة ساذجة ...
ثم يقول الشيخ " مالفرجيني حزينة مكتئبة ,
لقد تحولتالصداقة إلى حب فخلت مرغريت بهيلين
وقالت لم لا نزوج بول من فرجيني ...
وهنا وصلت سفينة من فرنسا تحملكتابا لهيلين من عمتها
تقول فيها أنها ندمت على ماكان منها في الماضي
وأنها قد بلغتالسن الذي تحتاج فيه إلى قلب رحيم
وتريد لهيلين أن تأتي إليها أو أن ترسل ابنتهافرجيني ..."
وقد جاء حاكم الجزيرة لهيلين وأخبرها بضرورة السفر لمساعدة
العمة الثرية والوقوف لجانبها في سنواتها الأخيرة
ورأى أن تسافر فرجيني ... جاء الصباحفنهض بول
من مضجعه القلق المضطرب وهرع إلى شاطئ البحر وحدثه الناس هناك أن
السفينةالتي تقل فرجيني قد أقلعت قبيل الفجر
وقد حزن لذلك حزنا شديدا وذهب للأماكن التيكان يجلس فيها سويا
مع فرجيني يتذكر أيام الطفولة البريئة
ولكنه بدأ يسلوا فقرأفصلا من كتاب أدبي
وكان من أبغض الأشياء إليه مطالعة تلك الروايات الغرامية
وكانيقول في نفسه :ليت شعري هل تستطيع فرجيني
أن تنجو بنفسها من شرور ذلك المجتمع الخبيث
الذي تتحدث عنه هذه الروايات ؟! إنني أخاف عليها خوفا شديدا ..
مرت ثلاثة أعوام ولم يرد علىهيلين كتاب من ابنتها
ولامن عمتها فقلقت لذلك أشد القلق ...
ثم وردعليها خطاب منابنتها فرجيني وهي رسالة طويلة
تحمل الوفاء لأهلها وجزيرتها وعن أخلاق سكان البلادالتي
ذهبت لها وأنهم قوم ممثلين ولا علاقة بين قلوبهم والسنتهم
وقد أرفقت معالرسالة لبول ففرح فرحا شديدا لذلك ...
ثم تحدث الشيخ راوي الرواية عن الطبيعة فقالالعزلة
هي المرفأ الأمين الذي تلجأ إليه سفينة الحياة حين تتقاذفها الأمواج ...
فإذا جلست أمام كوخي على تلك الصخرة العالية التي اعتدت
أن أجلس عليها رأيت النخلالباسق ورأيت الجدول المتسلسل ...
وكلام الشيخ طويل جدا وجميل ...
المهم في عصر 24 ديسمبر 1744رأى بول العلم الأبيض
يخفق على قمة جبل الاستكشاف فطمع أن تكون سفينة فرجيني
هناأتى أحد الأشخاص حاملا عدة رسائل من ركاب السفينة
ومنها رسالة من فرجيني أخبرت أنبينهم
وبين الشاطئ أربعة فراسخ
ولا نستطيع الدخول إلى المرفأ إلا في الغد
وقد قرأواالرسالة ففرحوا فرحا شديدا ..
ثم مر رجل زنجي وأخبرهم بأن سفينة قد ألقى بها التيار
فخافوا أن تكون هي السفينة التي تحمل فرجيني
وقد أتى الحاكم ومجموعة كبيرة من الناسوكذلك الشيخ وبول
إلى البحر وقال شيخ زنجي هرم أن هناك عاصفة ستأتي
والضباب يغطيالبحر تماما فاصفر وجه الحاكم
وشعر برعدة شديدة في جسمه يقول الشيخ
( في نحوالسابعة سمعنا قعقعة عظمى ,
هنا رأينا منظرا هائلا مخيفا رأينا الضباب الذي كانيحول بيننا
وبين رؤية السفينة قد انحسر دفعة واحدة ,
فإذا السفين ذرة هائمة في ذلكالفضاء الواسع
تقبل بها الريح وتدبر وتعلو بها الأمواج وتسفل
وإذا بول يهجم علىالبحر ليلقي بنفسه فيه فاعترضت طريقه
وهو يصيح دعوني أنجي فرجيني
وهنا ظهر منظرهائل عظيم هلعت له القلوب ,
وزاغت له الأبصار , ظهر في مؤخر السفينة منظر فتاةرائعة الجمال ,
غضة الشباب , نبيلة المنظر, واقفة على قدمين علريتين ,
وقد ضمتبإحدى يديها قميصها إلى صدرها ,
ومدت يدها الأخرى إلى ذللك المسكين البائس الذييخاطر بحياته
في سبيل الوصول إليها فلم نعلم أهي تستغيث به لينقذها ,
أم تشير إليهأن يعود إلى مكانه رحمة وشفقة عليه ؟
فكان منظرها في تلك الساعة منظر صورة بديعة
مرسومة في صفحة السماء من هي هذه الفتاة إنها فرجيني
إنها الفتاة الطاهرة الشريفة ..
علم الملاحون أن السفينة قد بدأتتهوي إلى مستقرها
فأخذوا يقذفون بأنفسهم إلى الماء لا يعلمون أين ذاهبون
إلى الحياةأم إلى الموت ؟
وماهي إلا لحظات حتى خلا سطح السفينة من كل شئ
إلا من فرجيني ورجلبحار واقفا في مقدمتها قد خلع ملابسه
ثم لمح فرجيني واقفة فأبى كرمه ووفاؤه إلا أنيمد لها يد المعونة
لينقذها فمشى إليها وجثا بين يديها وطلب
منها أن تخلع ثوبهاليحملها على ظهره ويسبح بها ...
فكان أن غلب الحياء حينما رأت رجلا عاريا بين يديها
يريد أن يضمها إلى عارية إلى جسمه فأشارت برأسها
أن لا فصاح الناس من كل جانبأنقذها أنقذها
فمد يديه ليجردها منه وهناواأسفاه أقبلت موجة عظيمة
كالجبل الأشمفذعر البحار وألقى بنفسه في الماء ..
أما فرجيني فقد ضمت قميصا إلى جسمها بيد و
وضعتاليد الأخرى على قلبها وسبحت بنظرها
في الفضاء فأصبح منظرها منظر ملك كريم يطيربجناحيه في جو السماء ..
وماهو إلا أن أغمض الواقفون عيونهم جزعا من هذا المنظر
ثمفتحوها فإذا البحر قد ابتلع كل شئ وإذا كل شئ قد انقضى .
وقد حزنت الأسرة حزناشديدا على موتها ...
ثم مر بعض الناس وأخبرنا أن التيار قد ألقى ببقايا السفينة
فيشاطئ الخليج فذهبنا نرجو الجثة فوجدناها غارقة في الرمل
إلا جزأها الأعلى وهي كماهي وكما وضعت يديها أما بول
فقد جذبناه قبل ذلك إلى الشاطئ فجثا على ركبتيه يشاهدالمنظر
وهو يرتعد فسقط مغشيا عليه يتدفق الدم من فمه
وأذنيه وأنفه فأخذنا في علاجه ....
وبعد ذلك كان يعيش بول فيعزلة وحزن شديدين
وقد قالت مرغريت أنها رأت في منامها فرجيني تسبح في غمرة من النور
وقد افتقدت بول فوجدته جاثيا على قبر فرجيني فحركته
فإذا هو ميت فحفرنا له ودفناهفي قبرها وأما مرغريت
فقد ماتت بعده بثلاثة أيام وهيلين بعد شهر ..
وقد ذهب الراوي إلى الجزيرة فوجدالشيخ ميتا عند شجرة كانت قد زرعتها
فرجيني أمام باب كوخه .. تختتم الراويه ببيتللبارودي يقول فيه :
ولا عين إلاوهي عين من البكا ولا خد إلا للدموع به خد
ثم قصيدة كاملة للمنفلوطي ( مترجم الرواية ) من 39 بيت بعنوان
بول وفرجينيوهي موجودة في ديوانه
والموسوعة الشعرية الإلكترونية يقولفيها:
يابني القفر سلام عاطر من بنيالدنيا عليكم وسلام
( وأنصحكم بالرجوع إليها )
التعديل الأخير بواسطة المشرف: