خدعوك فقالوا معنى لا تطرونى

المنسي

الاعضاء
خدعوك فقالوا معنى لا تطرونى


يفهم بعض الناس من قوله : (لاتطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم) النهى عن مدحه واعتبار ذلك من الإطراء والغلو المذموم المؤدى إلى الشرك ... وهذا فهم سئ ويدل على قصر نظر صاحبه وذلك أن النبى نهى أن يطرى كما أطرت النصارى ابن مريم إذ قالوا (ابن الله) أما من مدحه ووصفه بما لا يخرجه عن حقيقة البشرية معتقد أنه عبد الله وحبيبه ورسوله مبتعدا عن معتقد النصارى فإنه ولا شك من أكمل الناس توحيدا. كما قال البوصيرى:
دع ماادعته النصارى فى نبيهم
فإن فضـل رسول الله ليس له
فمبـلغ العـلم فيه أنه بشـر

واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
حـد فيعـرب عنه ناطـق بفـم
وأنـه خـير خــلق الله كلـهم
لقد تولى الله سبحانه وتعالى بنفسه مدح نبيه المصطفى فقال ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ وأمر بالأدب معه فى الخطاب والجواب فقال ﴿يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى﴾ ونهانا أن نعامله كما يعامل بعضنا بعضا ... أو أن نناديه كما ينادى بعضنا بعضا فقال ﴿ولا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾ وذم الذين يسوون بينه وبين غيره فى المعاملة والأسلوب فقال ﴿إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون﴾ وقد كان الصحابة الكرام يمتدحون النبى فيقول سيدى حسان بن ثابت :
فأجمل منك لم ترى قط عينى
خلقت مبرأ مـن كل عيب

وأحسن منك لم تلد النساء
كأنك قد خلقت كما تشأ
ويقول سيدى ابن الفارض :
وعلى تفنن واصفيه بمدحه

يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
ويقول سيدى فخر الدين :
هو الناصر المنصور بالرعب دينه

هو المـنزل الأعلى بكفيه عـامر
هو الدار والديار والخمر والقرى

يراح لديـه من عنـاه المسـافر
وتالله مارمـت المديـح وإنمـا

بدا الحسن غلابا وما اللب حاضر
غدا اللب فى سفر يقيم بحسـنه

وقد عزت الأسفار والوجه سافر
 
خدعوك فقالوا معنى لا تطرونى
 
الوسوم
تطرونى خدعوك فقالوا لا معنى
عودة
أعلى