حديث السنة عن القرآن (فضائل وأحكام وآداب)
الباب الأول : من فضائل القرآن
الفصل الأول : فضائل عامة
المعجزة الخالدة والآية الباقية
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ النَّبِي e: " مَا مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيٌّ إلا أُعْطِي مِنَ الآياتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ وَكَانَ الذِي أُوتِيتهُ وَحْياً أوحاه الله إلي فَأرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعاً يَوْمَ القِيَامَةِ "
أخرجه البخاري ح ( 4981 ) ، مسلم ح (152)
شرح الحديث
أخبر النبي e في هذا الحديث أن كل نبي بعثه الله فإنه يُعطى من الدلائل والمعجزات ما يدل على صدق ما جاء به من الرسالة ، ويكون مِنْ شأن مَنْ يشاهدها من البشر ممن أراد الله له الهداية أن يؤمن به ويتبعه , ولكن معجزاتهم تنقرض بانقراضهم ، فلا يبقى منها بعدهم إلا الإخبار بها ، وأما الرسول e فقد فُضِّل وخُص بالمعجزة الخالدة، والآية الباقية وهي : القرآن العظيم والكتاب العزيز ، وليس المراد حصر دلائل نبوته ومعجزاته فيه ، فإنه e قد أُعطي من كل نوع من أنواع معجزات الأنبياء قبله، بل المراد أنه المعجزة العظمى التي أُخْتص بها دون غيره ، وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال قومه، فأَيدَ الله موسىu بالعصا على صورة ما يصنع السحرة ، وذلك حين كان السحر فاشياً في قومه ، وأجرى الله على يد عيسى u إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، وذلك لظهور الطب في زمانه فآتاهم بما لا تصل إليه قدراتهم ، ولما كان العرب الذين بُعث إليهم النبي e هم أفصح الخلق وأعلمهم بوجوه البيان جاءهم بالقرآن الذي تحداهم أن يأتوا بمثله، قال الله تعالى : ] قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [ (1) ثم تدرج معهم إلى عشر سور فقال سبحانه : ] أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ (2) ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة فقال سبحانه : ] أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ (3)
واستمر هذا التحدي في العهد المدني، فقال سبحانه في سورة البقرة: ] وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ (4) فلم يقدروا على ذلك ، وأخبر الله عن عجزهم وضعفهم عن معارضته ، وأنهم لا يفعلون ذلك في المستقبل ، فقال سبحانه ] فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
الباب الأول : من فضائل القرآن
الفصل الأول : فضائل عامة
المعجزة الخالدة والآية الباقية
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ النَّبِي e: " مَا مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيٌّ إلا أُعْطِي مِنَ الآياتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ وَكَانَ الذِي أُوتِيتهُ وَحْياً أوحاه الله إلي فَأرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعاً يَوْمَ القِيَامَةِ "
أخرجه البخاري ح ( 4981 ) ، مسلم ح (152)
شرح الحديث
أخبر النبي e في هذا الحديث أن كل نبي بعثه الله فإنه يُعطى من الدلائل والمعجزات ما يدل على صدق ما جاء به من الرسالة ، ويكون مِنْ شأن مَنْ يشاهدها من البشر ممن أراد الله له الهداية أن يؤمن به ويتبعه , ولكن معجزاتهم تنقرض بانقراضهم ، فلا يبقى منها بعدهم إلا الإخبار بها ، وأما الرسول e فقد فُضِّل وخُص بالمعجزة الخالدة، والآية الباقية وهي : القرآن العظيم والكتاب العزيز ، وليس المراد حصر دلائل نبوته ومعجزاته فيه ، فإنه e قد أُعطي من كل نوع من أنواع معجزات الأنبياء قبله، بل المراد أنه المعجزة العظمى التي أُخْتص بها دون غيره ، وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال قومه، فأَيدَ الله موسىu بالعصا على صورة ما يصنع السحرة ، وذلك حين كان السحر فاشياً في قومه ، وأجرى الله على يد عيسى u إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، وذلك لظهور الطب في زمانه فآتاهم بما لا تصل إليه قدراتهم ، ولما كان العرب الذين بُعث إليهم النبي e هم أفصح الخلق وأعلمهم بوجوه البيان جاءهم بالقرآن الذي تحداهم أن يأتوا بمثله، قال الله تعالى : ] قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [ (1) ثم تدرج معهم إلى عشر سور فقال سبحانه : ] أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ (2) ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة فقال سبحانه : ] أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ (3)
واستمر هذا التحدي في العهد المدني، فقال سبحانه في سورة البقرة: ] وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ (4) فلم يقدروا على ذلك ، وأخبر الله عن عجزهم وضعفهم عن معارضته ، وأنهم لا يفعلون ذلك في المستقبل ، فقال سبحانه ] فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ