معنى الإعجاز في القرآن الكريم

خالدالطيب

شخصية هامة

معنى الإعجاز في القرآن الكريم

1-أعلم أن المعجزات أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي ، سالم عن المعارضة ، وهي إما حسية وإما عقلية ، وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لبلادتهم وقلة بصيرتهم وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم

2-الإعجاز لا يتم إلا باستمرار العجز عن مزاولة المتحدى به.

3-يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ )

4-التعجيز ليس مقصودا لذاته بل لإثبات أن محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه. ويقول محمد عبد العظيم الزرقاني : وكذلك الشأن في كل معجزات الأنبياء ، ليس المقصود بها تعجيز الخلق لذات التعجيز، ولكن للازمه وهي دلالتها على أنهم صادقون فيما يبلغون عن الله فينتقل أناس من شعورهم بالعجز عن تلك المعجزات إلى شعورهم وإيمانهم أنها صادرة من عند الإله القادر لحكمة عالية وهي إرشادهم إلى التصديق بما جاء بها ليسعدوا في الدارين الدنيا والآخرة.

5-تدرج القرآن الكريم في التحدي فتحداهم بأن يأتوا بمثله فلم يقدروا (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثِ مثْله إِنْ كَانُوا صَادِقينَ)

ثم تحداهم بعشر سور منه ثم تحداهم بسورة
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَات وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
ثم كرر في قوله (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْب مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) فلما عجزوا عن معارضته نادى عليهم بإظهار عجزهم وإعجاز القرآن الكريم (قُلْ لَئِنِ اجْتَمعَت الْأْنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْل هذا القرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )

6- كان رد الفعل من جانب مشركي قريش العناد تارة والاستهزاء تارة فتارة يقولون عنه أنه شعر وتارة أساطير الأولين وهم يعلمون في داخلهم أن القرآن منزه عن ذلك وقد قال كبيرهم الوليد بن المغيرة ( ماذا أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه لا بقصيده ولا بأشعار الجن ووالله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه علو ولا يعلى عليه)

7-لم يكن الإعجاز القرآني في عصر الصحابة والتابعين قضية تحتاج منهم إلى نظر واستدلال فقد استيقنتها قلوبهم وشهدت بها قراءتهم العربية الصافية وعلموا بالفطرة أن القرآن الكريم لا يدانيه كلام ، وكانوا في الإعجاز على قلب رجل واحد ، فلما مضى عصرهم وجاء القرن الثالث واختلط العرب بالأعاجم وفسدت الأذواق عند البعض فيما يحمله الكلام العربي ظهر من يختلق الأقاويل والشبهات الفلسفية واضطر بعض العلماء لعقد مجالس للرد على ما يمس كتاب الله تعالى.



 
معنى الإعجاز في القرآن الكريم
 
الوسوم
الإعجاز القرآن الكريم في معنى
عودة
أعلى