الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم:

خالدالطيب

شخصية هامة

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم:

1- في قوانين البشرية حين تتحدى إنسانا تأتي من خلال دراسة نقاط ضعفه حتى الحرب فإن (الحرب خدعة)1، أما الله سبحانه وتعالى أتى البشر من المواطن التي ظنوا قوتهم فيها – فمثلا- أتى نبي الله عيسى عليه السلام بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى في قوم اشتهروا بالبراعة في الطب وأتى قوم إبراهيم عليه السلام بإبطال السبب المادي الذي اعتمدوا عليه ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ )2 وكذلك أتي المصطفى صلى الله عليه وسلم بالقرآن معجزة في البلاغة والفصاحة في قوم كانت فصاحة القول براعتهم وتنافسهم ، حتى أنهم علقوا على الكعبة ما يسمى (بالمعلقات السبع ) تكريما لأشعر شعرائهم فتحداهم عز وجل قائلا (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)3

2- الله عز وجل أحكم الحاكمين لا يأتي بالشيء إلا في موعده المناسب بحكمته والتدرج سنته سبحانه وتعالى. وقد جاء القرآن الكريم بختام الرسالات السماوية للبشر وجاء كذلك ختاما للمعجزات السماوية على يد الأنبياء فحق أن تأتي المعجزة عقلية سامية حتى تتلمسها الأجيال وحفظها الله من التحريف والتبديل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ذلك من تمام المعجزة وخلودها .

3- جاء القرآن الكريم مرتبطا بحياة الأفراد وجامعاً لشتى العلوم من عقائد وعبادات وأخلاق وسياسة وتاريخ وجغرافيا ... إلخ وجاء مطهرا شافيا لأمراض القلوب من حيرة وقلق ونصب على الدنيا ومزهدا في الدنيا بحقارتها وداعيا لجنة عرضها السماوات والأرض (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )2 ولذلك نجد المجتمع الغربي على ما هو عليه من الترف إلا أنه يعاني من الحيرة والقلق وذلك لبعدهم عن منهج القرآن العظيم ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لـَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )3 وعلى سبيل المثال نجد أعلى نسبة أمراض نفسية وعقلية توجد في المجتمعات الغربية أما الجرائم والانتحار فحدث ولا حرج .

4-الختام لابد أن يأتي بالخير من قبل أهل الخير ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى فكان ختام الرسالات السماوية بخير رسالة وأسمح شريعة وأيسرها وأعظمها سمواً ورسولها أعظم الرسل ومنزلته في الجنة أعظم منزلة. وكتابهم (القرآن الكريم) خير الكتب ومهيمنا علي ما قبله من الكتب السماوية.


5- للرسول صلى الله عليه وسلم معجزات حسية مثل تسبيح الحصا وانشقاق القمر لكن أعظم معجزاته القرآن الكريم وهو من السمو بحيث لا يستغني عنه البشر أبداً في الدارين

 

من الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم

1- في القرآن الكريم لفظة غريبة هي من أغرب ما فيه وما حسُنت في كلام قط إلا في موقعها منه وهي كلمة (ضيزى) من قوله تعالى"( تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ) ومع ذلك فإن حسنها في نظم الكلام من أغرب الحسن وأعجبه فإن السورة مفصلة كلها على الياء فجاءت الكلمة فاصلة من الفواصل ثم هي في معرض الإنكار على العرب إذ وردت في زعمهم أن الملائكة بنات الله فكان غرابة اللفظ أشد الأشياء ملائمة لغرابة المعنى وإنكاره.

2- ورد في القرآن الكريم كلمة شهر (12) مرة وهى عدد شهور السنة وكلمة يوم (365 ) مرة وهي عدد أيام السنة

3- في المفرد والجمع يجيء اللفظ غاية في الجمال.
مثل (أكواب) فلم يأت بها مفردة لأن لفظ (كوب) لا يتهيأ فيها من الظهور والدقة وحسن التناسب كلفظ أكواب الذي هو جمع.
وفي استعمال المفرد يجيء غاية الفصاحة مثل كلمة (الأرض) فإنها لم تجيء إلا مفردة فإذا ذُكرت السماء مجموعة جاء بها مفردة في كل موضوع منه.
ولما جُمعت جاءت على هذه الصورة التي هي غاية في الفصاحة حتى جاءت في روعة يسجد لها صاحب كل فكر وهي قوله تعالى (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) ولم يقل وسبع أرضين لهذه الركاكة التي تدخل في اللفظ ويختل النظم.

4- في القرآن الكريم ألفاظ (سريانه-حبشية-عبرانية-قبطية. . .إلخ ) وهي كلمات أخرجتها العرب على أوزان لغتها وأجرتها في فصيحها فصارت بذلك عربية وكل من يبحث في سر مجيء تلك الألفاظ يجد أن الإعجاز في نفسها ولا يوجد غيرها يغني عنها في موقعها من نظم الآيات وإلا اختل اللفظ والمعنى وصار ركيكا:
مثل هيت: قبطية- سجيل: حبشية .

5- إذا ذهبت تقلبه من الفاتحة للناس لا تجد إلا الفصاحة والجمال وعظمة الأسلوب بل كله في مستوى رائع من الفصاحة والقوة والسلاسة والجمال لأنه صادر من إله حكيم خبير (وإن وجدت سورة أفضل من سورة مثل الفاتحة وأية أفضل من أية مثل أية الكرسي فهذا لا ينفي أن القرآن كله على مستوى واحد من الفصاحة وقوة التأثير وجمال اللفظ والمعنى. )

وهو بذلك يرضي العامة والخاصة وخاصة الخاصة وهو شيء لا يتهيأ إلا للقرآن الكريم.
6- كنايات القرآن من السمو بحيث يعجز اللسان عن التعبير عنها ومن كناياته (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )
المقصود من قوله تعالى كانا يأكلان الطعام هو إخراج الفضلات وهو ينفر الطبع السليم من ذكره وسماعه فعدل بما يقوم مقامه بما يلزم وهو أكل الطعام
((( الفصل الثالث )))

-33من أنكر إعجاز القرآن الكريم غير مشركي قريش ومن عاصرهم

أشهرهم :-

1- أول من أظهر الكلام في القرآن اليهودي لبيد بن الأعصم فكان يقول أن التوراة مخلوقة فالقرآن كذلك مخلوق
2- أخذها عنه طالوت ابن أخته وأشاعها.
3-وكذلك قال بنان بن سمعان الذي ينسب إليه البنانية الذين يقولون بألوهيةعلىرضىالله عنه
4- وتلقاها الجعد بن درهم وأضاف أن الناس يقدرون على مثل القرآن وأحسن منه .
5-وتابعهم عيسى بن صبيح من المعتزلة.
6- لما نجمت آراء المعتزلة بعد إقبال شياطينهم على دراسة كتب فلسفة اليونان مزجوا بين الفلسفة والدين
.7-ذهب شيطان المتكلمين ابو اسحق النظام إلى أن الإعجاز بالصرفة بفتح الصاد وهي أن الله صرف العرب عن معارضة القرآن مع قدرتهم على ذلك، ونحن نقول لماذا فشلت محاولات مسيلمة الكذاب وغيره، ولماذا اعترف كبار علماء الشعر مثل الوليد بن المغيرة بأن هذاالقرآن ليس قول بشر، ولماذا لم يحاول الكفار المعارضة بما قيل قبل نزول القرآن الكريم .
8- قال المرتضي من الشيعة
( بل معنى الصرفة أن الله سلبهم العلوم التي يحتاج إليها في الإتيان بمثل القرآن ونحن نقول هل قبل نزول القرآن الكريم كان بإمكان مخلوق الاتيان بشيء من إعجازالقرآن مثل الإنباءعن غيبيات وعلوم سبقت زمانه بقرون وحفظه من التحريف وهذا على سبيل المثال
9-الجاحظ كان فاسد العقيدة كثير الاضطراب وذكر البعض أنه لم يسلم من القول بالصرفة ولكنه أخفاها ولمح بها ولا يستبعد هذا منه

10-وجاء الحسين بن القاسم العناني حتى زعم هو وأصحابه أن كتبهم وكلامهم أبلغ
من القرآن (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا) .


 
الوسوم
الإعجاز القرآن الكريم اللغوي في
عودة
أعلى