كشف الشبهات

أشرك في عبادة الله أحداً من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب.
وسر المسألة(1): أنه إذا قال أنا لا أشرك بالله.
فقل له: وما الشرك بالله؟ فسره لي؟
فإن قال (2): هو عبادة الأصنام.
مرادك أن الشرك مخصوص بهذا ، وأن الاعتماد على الصالحين ودعاء الصالحين لا يدخل في ذلك ، فهذا يرده القرآن وهذا هو المطلوب.
(1) قوله : "وسر المسألة" يعني لبها أنه إذا قال أنا لا أشرك بالله فاسأله ما معنى الشرك؟ فإن قال: هو عبادة الأصنام ، فاسأله ما معنى عبادة الأصنام؟ ثم جادله على ما سبق بيانه.
(2) قوله: "فإن قال . . . إلخ" يعني إذا أدعى هذا المشرك أنه لا يعبد إلاالله وحده فاسأله: ما معنى عبادة الله وحده؟ وحينئذ لا يخلو من ثلاث حالات:
الأولى : أن يفسرها بما دل عليه القرآن فهذا هو المطلوب والمقبول ، وبه يتبين أنه لم يحقق عبادة الله وحده حيث أشرك به.
الثانية: أن لا يعرف معناها ، فيقال : كيف تدعي شيئاً

 
أشرك في عبادة الله أحداً من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب.
وسر المسألة(1): أنه إذا قال أنا لا أشرك بالله.
فقل له: وما الشرك بالله؟ فسره لي؟
فإن قال (2): هو عبادة الأصنام.
مرادك أن الشرك مخصوص بهذا ، وأن الاعتماد على الصالحين ودعاء الصالحين لا يدخل في ذلك ، فهذا يرده القرآن وهذا هو المطلوب.
(1) قوله : "وسر المسألة" يعني لبها أنه إذا قال أنا لا أشرك بالله فاسأله ما معنى الشرك؟ فإن قال: هو عبادة الأصنام ، فاسأله ما معنى عبادة الأصنام؟ ثم جادله على ما سبق بيانه.
(2) قوله: "فإن قال . . . إلخ" يعني إذا أدعى هذا المشرك أنه لا يعبد إلاالله وحده فاسأله: ما معنى عبادة الله وحده؟ وحينئذ لا يخلو من ثلاث حالات:
الأولى : أن يفسرها بما دل عليه القرآن فهذا هو المطلوب والمقبول ، وبه يتبين أنه لم يحقق عبادة الله وحده حيث أشرك به.
الثانية: أن لا يعرف معناها ، فيقال : كيف تدعي شيئاً
 

فقل: وما معنى عبادة الأصنام؟ فسرها لي (1).

فإن قال: أنا لا أعبد إلاالله فقل: ما معنى عبادة الله فسرها لي؟ فإن فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب، وإن لم يعرفه فكيف يدعي شيئاً وهو لا يعرفه؟
وإن فسر ذلك بغير معناه بينت له الآيات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الأوثان وأنه الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه.
وأنت لا تعرفه؟ أم كيف تحكم به لنفسك والحكم على الشيء فرع عن تصوره؟ .
الثالثة: أن يفسر عبادة الله بغير معناها ، وحينئذ يبين له خطوه ببيان المعنى الشرعي للشرك وعبادة الأوثان وأنه الذي يفعلونه بعينه ويدعون أنهم موحدون غير مشركين.
(1) يعني ويبين له أيضاً أن عبادة الله وحده هي التي ينكرونها علينا ويصرخون بها علينا كما فعل ذلك أسلافهم حين قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم )أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم أن أمشوا وأصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء عجاب وأنطلق الملأ يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلااختلاق({سورة ص، الآيات 705}.


 
وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون فيه كما صاح إخوانهم حيث قالوا: )أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب({سورة ص، الآية: 5}.

فإذا عرفت (1)أن هذا الذي يسميه المشركون في زماننا "كبير الإعتقاد" هو الشرك الذي نزل فيه القرآن ، وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه ، فأعلم أن شرك الأولين أخف من شرك أهل زماننا بأمرين أحدهما: أن الأولين لا يشركون ولا
(1) قوله: "إذا عرفت" يعني علمت معنى العبادة وأن ما عليه أولئك المشركون في زمنه هو ما كان المشركون عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عرفت أن شرك هؤلاء أعظم من شرك الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين:-
الوجه الأول:-أن شرك هؤلاء يشركون بالله في الشدة والرخاء ، وأما أولئك المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما يشركون في الرخاء ويخلصون في حال الشدة ، كما قال تعالى : )وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلاإياه . . . .( الآية فكانوا إذا ركبوا في الفلك دعوا لله مخلصين له الدين لا يدعون غيره ولا يسألون سواه ، ثم إذا أنجاهم إلى البر إذا هم يشركون ، أو فريق منهم بربهم يشركون ، فهذا هو وجه".
 
يدعون الملائكة والأولياء والأوثان مع الله إلافي الرخاء ، وأما الشدة فيخلصون لله الدعاء كما قال تعالى: )وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلاإياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً({سورة الإسراء، الآية: 67} .

وقوله : )قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله وأتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين، بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إلهي إن شاء وتنسون ما تشركون( (1) {سورة الأنعام ، الآيتان: 41.40} .
وقوله تعالى: )وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه(
إلى قوله: )تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار( (2){سورة الزمر، الآية: 8}
وقوله تعالى: )بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون( فهم في هذه الحال ينسون ما يشركون ، ولا يدعون سوى الله عز وجل.
(2)وهذه أيضاً كالآيتين اللتين قبلها ، تدل على أن الإنسان إذا مسه الضر دعا ربه مبيناً إليه، ولكنه إذا خوله نعمة منه نسى

 
وقوله تعالى:-)وإذا غشيهم موج كالظل دعوا الله مخلصين له الدين( (1) {سورة لقمان ، الآية: 22} .

فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي أن المشركين الذ ين قاتلهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء ، وأما في الضراء والشدة فلا يدعون إلاالله وحده لا شريك له وينسون سادتهم(2). . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ما كان إليه من قبل، وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله . . فيشرك في حال الرخاء ويخلص في حال الشدة.
(1) هذه أيضاً كالآيات السابقة تدل على أن هؤلاء المشركين إنما يشركون بالله في حال الرخاء ، أما في حال الشدة فيلجأون لله وحده.
(2) يبين رحمه الله أن المشركين في زمانه أشد شركاً من مشركي زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن مشركي زمانه يدعون غير الله في الرخاء وفي الشدة وأما المشركون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنهم يدعون الله ويدعون غيره في حال الرخاء، وأما في حال الشدة فلا يدعون إلاالله عز وجل ، وهذا يدل على أن شرك المشركين في زمانه رحمه الله أعظم من شرك المشركين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 
تبين له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأولين ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة هذه المسألة فهما راسخاً ، والله المستعان(1).

الأمر الثاني: أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله إما أنبياء، وإما أولياء وإما ملائكة ، أو يدعون أشجاراً ، أو أحجاراً مطيعة لله ليست عاصية ، وأهل زماننا يدعون مع الله أناسا ًمن أفسق الناس ، والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك(2).
(1) قوله: "تبين له الفرق . . . إلخ" هذا جواب قوله: "فمن فهم هذه المسألة . . . إلخ" أي تبين له الفرق ،بين له الفرق ، بين مشركي زمانه رحمه الله والمشركين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن شرك الأولين أخف من شرك أهل زمانه ، ولكن أين من يفهم قلبه ذلك ، أكثر الناس في غفلة عن هذا وأكثر الناس يلبس عليهم الحق بالباطل فيظنون الباطل حقاً كما يظنون الحق باطلاً.
(2) قوله: "الأمر الثاني" أي في بيان أن شرك الأولين أخف من شرك أهل زمانه رحمه الله أن المشركين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، يدعون أناساً مقربين من أولياء الله عز وجل أو يدعون أحجاراً أو أشجاراً مطيعة لله ذليلة له، أما
والذي يعتقد في الصالح أو الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه وفساده ويشهد به. إذا تحققت أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أصح عقولاً ، وأخف شركاً من هؤلاء، فأعلم أن لهؤلاء شبهة يوردونها على ما ذكرنا وهي من أعظم شبههم ، فأصغ سمعك لجوابها وهي:
أنهم يقولون: إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلاالله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم ، وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً ، ونحن نشهد أن لا إله إلاالله وأن محمد رسول الله ونصدق القرآن ، ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟ (1). . . . . . . . . . . . . . . .
هؤلاء أعني المشركين في زمانه فإنهم يدعون من يحكون عنهم الفجور والزنا والسرقة وغير ذلك من معاصي الله عز وجل ومعلوم أن من يعتقد في الصالح ، أو الجهاد الذي لا يعصي الله تعالى أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه ويشهد به وهذا ظاهر.
(1) في هذه الجملة يبين رحمه الله الله شبهة من أعظم شبههم ويجيب عنها فيقول : إذا تحققت أن المشركين في عهده عليه
فالجواب:-أنه لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في شيء وكذبه في شيء ، أنه كافر لم يدخل في الإسلام ، وكذلك إذا آمن ببعض القرآن بعضه كمن أقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة ، أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاء ، أو أقر بهذا كله وجحد الصوم ، أو أقر بهذا كله وجحد الحج ، ولما لم ينقذ أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، للحج أنزل الله في حقهم )ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين( (1) {سورة آل عمران، الآية: 97} .
الصلاة والسلام أصح عقولاً وأخف شركاً من هؤلاء فأعلم أنهم يوردون شبهة حيث يقولون إن المشركين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن ، ونؤمن بالبعث ، ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ، ونصوم رمضان فكيف تجعلوننا مثلهم ، وهذه شبهة عظيمة .
(1) يقول رحمه الله : إنهم إذا قالوا هذا ، يعني أنهم يشهدون أن لا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إله إلاالله وأن محمداً رسول الله . . . إلخ ، يعني فكيف يكونون كفاراً؟ .
وجوابه أن يقال:
إن العلماء أجمعوا على أن من كفر ببعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذب به ، فهو كمن كذب بالجميع وكفر به ومن كفر بنبي من الأنبياء فهو كمن كفر بجميع الأنبياء لقول الله تعالى )إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً({سورة النساء الآيتان : 150،151} وقوله تعالى في بني إسرائيل )أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلاخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون( {سورة البقرة ، الآية 85}. ثم ضرب المؤلف لذلك أمثلة:
المثال الأول: الصلاة فمن أقر بالتوحيد وأنكر وجوب الصلاة فهو كافر.
قوله : "أو أقر بالتوحيد . . . .إلخ" هذا هو المثال الثاني وهو من أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة فإنه يكون كافراً.

 
ومن أقر بهذا كله (1) وجحد البعث كفر بالإجماع ، وحل دمه وماله ، كما قال تعالى : )إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر

المثال الثالث: من أقر بوجوب ما سبق وجحد وجوب الصوم فإنه يكون كافراً.
المثال الرابع: من أقر بذلك كله وجحد وجوب الحج فإنه كافر، واستدل المؤلف على ذلك بقوله تعالى: )ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا ومن كفر-يعني من كفر بكون الحج واجباً أو جبه الله على عباده-فإن الله غني عن العالمين({سورة آل عمران ، الآية : 97}.
قول المؤلف رحمه الله "ولما لم ينقد . . . إلخ" ظاهره أن للآية سبب نزول هو هذا ولم أعلم لما ذكره الشيخ دليلاً.
(1) قوله: "ومن أقر بهذا كله" أي بشهادة أن لا إله إلاالله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووجوب الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، لكنه كذب بالبعث فإنه كافر بالله لقول الله تعالى: )زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير({سورة التغابن ، الآية: 7} وقد حكى المؤلف رحمه الله الإجماع على ذلك.
ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً( (1) {سورة النساء، الآيتان: 150،151}.
فإذا كان الله قد صرح في كتابه : أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقاً زالت هذه الشبهة ، وهذه هي التي ذكرها بعض أهل الإحساء في كتابه الذي أرسله إلينا(2).
ويقال أيضاً (3) إذا كنت تقر أن من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة أنه كافر حلال الدم
(1) قوله: "كما قال تعالى : )إن الذين يكفرون بالله ورسله( الآية ، سبق الكلام على هذه الآية وقد ساقها المؤلف مستدلاً بها على أن الإيمان ببعض الحق دون بعض كفر بالجميع كما قرره بقوله .
(2) لا أعلم عن هذا الكتاب شيئاً فليبحث عنه.
(3) قوله: " ويقال أيضاً إذا كنت تقر أن من صدق الرسول . . . . إلخ" هذا جواب ثان فإن مضمونه أنك إذا عرفت وأقررت بأن من جحد الصلاة والزكاة والصيام والحج والبعث كافر بالله العظيم، ولو أقر بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم سوى ذلك فكيف تنكر أن يكون من جحد التوحيد
المال بالإجماع ، وكذلك إذا أقر بكل شيء إلاالبعث ، وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله لا تختلف المذاهب فيه ، وقد نطق به القرآن كما قدمنا.
فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم من الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذه الأمور كفر ولو عمل بكل
وأشرك بالله تعالى كافراً؟ إن هذا لشيء عجيب ، أن تجعل من جحد التوحيد مسلماً ، ومن جحد وجوب هذه الأشياء كافراً، مع أن التوحيد هو أعظم ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو أعم ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو أعم ما جاءت به الرسل، فجميع الرسل قد أرسلت به ، كما قال تعالى: )وما أرسلنا من قبلك من رسول إلانوحي إليه أنه لا إله إلاأنا فأعبدون({سورة الأنبياء، الآية: 25} وهو أصل هذه الواجبات التي يكفر من أنكر وجوبها إذ لا تصح إلابه كما قال الله تعالى:)ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين( ، {سورة الزمر ، الآية: 65} . فإذا كان من أنكر وجوب الصلاة ، أو الزكاة ، أو الصوم ، أو الحج، أو أنكر البعث كافراً ، فمنكر التوحيد أشد كفراً وأبين وأظهر.
ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟ سبحان الله ، ما أعجب هذا الجهل
ويقال أيضاً: (1) هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وهم يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذنون ويصلون.
(1) قوله : "ويقال أيضاً هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . . إلخ" هذا جواب ثالث ومضمونه أن الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا مسيلمة وأصحابه(1) ، واستحلوا دماءهم وأموالهم مع أنهم يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمداً عبده ورسوله ، ويؤذنون ، ويصلون وهم إنما رفعوا رجلاً إلى مرتبة جبار السموات والأرض أفلا يكون أحق بالكفر ممن رفع مخلوقاً إلى منزلة مخلوق آخر؟‍ وهذا أمر واضح ، ولكن كما قال الله تعالى: )كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون({سورة الروم، الآية: 59}
 
ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً( (1) {سورة النساء، الآيتان: 150،151}.
فإذا كان الله قد صرح في كتابه : أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقاً زالت هذه الشبهة ، وهذه هي التي ذكرها بعض أهل الإحساء في كتابه الذي أرسله إلينا(2).
ويقال أيضاً (3) إذا كنت تقر أن من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة أنه كافر حلال الدم
(1) قوله: "كما قال تعالى : )إن الذين يكفرون بالله ورسله( الآية ، سبق الكلام على هذه الآية وقد ساقها المؤلف مستدلاً بها على أن الإيمان ببعض الحق دون بعض كفر بالجميع كما قرره بقوله .
(2) لا أعلم عن هذا الكتاب شيئاً فليبحث عنه.
(3) قوله: " ويقال أيضاً إذا كنت تقر أن من صدق الرسول . . . . إلخ" هذا جواب ثان فإن مضمونه أنك إذا عرفت وأقررت بأن من جحد الصلاة والزكاة والصيام والحج والبعث كافر بالله العظيم، ولو أقر بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم سوى ذلك فكيف تنكر أن يكون من جحد التوحيد
 
المال بالإجماع ، وكذلك إذا أقر بكل شيء إلاالبعث ، وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله لا تختلف المذاهب فيه ، وقد نطق به القرآن كما قدمنا.

فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم من الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذه الأمور كفر ولو عمل بكل
وأشرك بالله تعالى كافراً؟ إن هذا لشيء عجيب ، أن تجعل من جحد التوحيد مسلماً ، ومن جحد وجوب هذه الأشياء كافراً، مع أن التوحيد هو أعظم ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو أعم ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو أعم ما جاءت به الرسل، فجميع الرسل قد أرسلت به ، كما قال تعالى: )وما أرسلنا من قبلك من رسول إلانوحي إليه أنه لا إله إلاأنا فأعبدون({سورة الأنبياء، الآية: 25} وهو أصل هذه الواجبات التي يكفر من أنكر وجوبها إذ لا تصح إلابه كما قال الله تعالى:)ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين( ، {سورة الزمر ، الآية: 65} . فإذا كان من أنكر وجوب الصلاة ، أو الزكاة ، أو الصوم ، أو الحج، أو أنكر البعث كافراً ، فمنكر التوحيد أشد كفراً وأبين وأظهر.

 
ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟ سبحان الله ، ما أعجب هذا الجهل

ويقال أيضاً: (1) هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وهم يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذنون ويصلون.
(1) قوله : "ويقال أيضاً هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . . إلخ" هذا جواب ثالث ومضمونه أن الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا مسيلمة وأصحابه(1) ، واستحلوا دماءهم وأموالهم مع أنهم يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمداً عبده ورسوله ، ويؤذنون ، ويصلون وهم إنما رفعوا رجلاً إلى مرتبة جبار السموات والأرض أفلا يكون أحق بالكفر ممن رفع مخلوقاً إلى منزلة مخلوق آخر؟‍ وهذا أمر واضح ، ولكن كما قال الله تعالى: )كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون({سورة الروم، الآية: 59} .

 
ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟ سبحان الله ، ما أعجب هذا الجهل

ويقال أيضاً: (1) هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وهم يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذنون ويصلون.
(1) قوله : "ويقال أيضاً هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . . إلخ" هذا جواب ثالث ومضمونه أن الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا مسيلمة وأصحابه(1) ، واستحلوا دماءهم وأموالهم مع أنهم يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمداً عبده ورسوله ، ويؤذنون ، ويصلون وهم إنما رفعوا رجلاً إلى مرتبة جبار السموات والأرض أفلا يكون أحق بالكفر ممن رفع مخلوقاً إلى منزلة مخلوق آخر؟‍ وهذا أمر واضح ، ولكن كما قال الله تعالى: )كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون({سورة الروم، الآية: 59} .
 
فإن قال إنهم يقولون: إن مسيلمة نبي.

فقل: هذا هو المطلوب إذا كان من رفع رجلاً إلى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة، فكيف بمن رفع شمسان أو يوسف أو صحابياً أو نبياً إلى مرتبة جبار السموات والأرض؟ سبحان الله ، ما أعظم شأنه ) كذلك يطيع الله على قلوب الذين لا يعلمون({سورة الروم ، الآية 59}
ويقال أيضاً (1) الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(1) قوله: "ويقال أيضاً إن الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار(1) . . . إلخ" ، هذا جواب رابع فقد كان هؤلاء يدعون الإسلام ، وتعلموا من الصحابة ومع ذلك لم يمنعهم هذا من الحكم بكفرهم ، وتحريقهم بالنار لأنهم قالوا في علي ابن أبي طالب إنه إله، مثل ما يدعي هؤلاء بمن يؤلهونهم، كشمسان وغيره.
(2) فكيف أجمع الصحابة رضي الله عنهم على قتل هؤلاء ، أتظنون أن الصحابة رضي الله عنهم يجمعون على قتل من لا

بالنار كلهم يدعون الإسلام وهم من أصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما، فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟ أم تظنون أن الاعتقاد في تاج وأمثاله لا يضر والاعتقاد في علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكفر؟
ويقال أيضاً : بنو عبيد القداح (1) الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس كلهم يشهدون أن لا إله إلاالله وأن
يحل قتله ، وتكفير من ليس بكافر؟! ذلك لا يمكن أم تظنون أن الاعتقاد في علي بن أبي طالب يضر.
(1) قوله: "ويقال أيضاً بنو عبيد القداح . . . إلخ" هذا جواب خامس وهو إجماع العلماء على كفر بني عبيد القداح الذين ملكوا مصر والمغرب وكانوا يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمد رسول الله ، ويصلون الجمعة والجماعات ويدعون أنهم مسلمين ، ولكن ذلك لم يمنعهم من حكم المسلمين عليهم بالردة حين أظهروا مخالفة المسلمين في أشياء دون التوحيد حتى قاتلوهم وأستنفذوا ما بأيديهم.

 
محمداً رسول الله ، ويدعون الإسلام، ويصلون الجمعة والجماعة فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن فيه أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم ، وأن بلادهم بلاد حرب ، وغزاهم المسلمون حتى أستنفذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين.

ويقال أيضاً (1) إذا كان الأولون لم يكفروا إلاأنهم جمعوا بين
(1) قوله : "ويقال أيضاً إذا كان الأؤلون لم يكفروا إلاأنهم . . . إلخ" هذا جواب سادس مضمونه أنه إذا كان الأؤلون لم يكفروا إلاحين جمعوا جميع أنواع الكفر من الشرك والتكذيب والاستكبار فما معنى ذكر أنواع من الكفر في (باب حكم المرتد) كل نوع منها يكفر حتى ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه، أو كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب، فلولا أن الكفر يحصل بفعل نوع منه وإن كان الفاعل مستقيماً في جانب آخر لم يكن لذكر الأنواع فائدة.
يقول رحمه الله تعالى: ومما يدفع شبه هؤلاء ، هم الفقهاء في كل مذهب ذكروا في كتبهم (باب حكم المرتد وذكروا أنواعاً كثيرة، حتى ذكروا الكلمة يذكرها الإنسان بلسانه ولا يعتقدها بقلبه ، أو يذكرها الإنسان بلسانه ولا يعتقدها بقلبه، أو يذكرها على سبيل المزح ، ومع ذلك كفروهم وأخرجوهم من الإسلام بها وسيأتي لذلك مزيد بيان وإيضاح.

 
الشرك وتكذيب الرسول والقرآن ، وإنكار البعث وغير ذلك فما معنى الباب الذي ذكر العلماء في كل مذهب : (باب حكم المرتد) وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه ، ثم ذكروا أنواعاً كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله ، حتى أنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها ، مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه ، أو كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب.

ويقال أيضاً: الذين قال الله فيهم (1) )يحلفون بالله ما قالوا
(1) قوله: "ويقال أيضاً الذين قال الله فيهم )يحلفون بالله ما قالوا( . . . إلخ" هذا جواب سابع مضمونه واقعتان:
الأولى: أن الله تعالى حكم بكفر المنافقين الذين قالوا كلمة الكفر مع أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يصلون ويزكون ويحجون ويجاهدون ويوحدون.
الثانية: أنه حكم بكفر المنافقين الذين أستهزؤا بالله وآياته ورسوله وقالوا "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء"(1) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء فأنزل الله فيهم )ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله


 
ولقد قالوا كلمة كفر وكفروا بعد إسلامهم({سورة التوبة الآية: 74} أما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون ، ويزكون ، ويحجون، ويوحدون ، وكذلك الذين قال الله فيهم: )قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن ولا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم(

كنتم تستهزؤن ولا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم(. فحكم بكفرهم بعد إيمانهم مع أنهم ذكروا أنهم كانوا يستهزؤن ولم يقولوا ذلك على سبيل الجد وكانوا يصلون ويتصدقون ، ثم ذكر المؤلف رحمه الله أن الجواب على هذه الشبهة من أنفع ما في هذه الأوراق.
ومن الدليل على ذلك (1) أيضاً ما حكى الله عن بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم أنهم قالوا لموسى:
(1) قوله: "ومن الدليل على ذلك" أي على أن الإنسان قد يقول أو يفعل ما هو كفر من حيث لا يشعر قول بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم لموسى عليه الصلاة والسلام: )أجعل لنا آلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون({سورة الأعراف، الآية: 138} لتركبن سنن من كان قبلكم" (1) وهذا يدل على أن موسى ومحمداً عليهما الصلاة والسلام قد أنكرا ذلك غاية الإنكار وهذا هو المطلوب، فإن هذين النبيين الكريمين لم يقرا أقوامهما على هذا الطلب الذي طلبوه بل أنكراه.
وقد شبه بعض المشركين في هذا الدليل فقال: إن الصحابة وبني إسرائيل لم يفعلوا ذلك حين لقوا من الرسولين الكريمين إنكار ذلك.
 
)أجعل لنا آلهاً كما لهم إلهة({سورة الأعراف، الآية: 138} وقول أناس من الصحابة: "أجعل لنا ذات أنواط" فحلف النبي صلى الله عليه وسلم ، أن هذا نظير قول بني إسرائيل أجعل لنا إلهاً.

ولكن المشركين شبهة يدلون عند هذه القصة وهي أنهم يقولون: إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك، وكذلك الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أجعل لنا ذات أنواط لم يكفروا.
فالجواب: أن نقول إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك، وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يفعلوا ذلك، ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا، وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا وهذا هو المطلوب.
ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة أن قول الجاهل (التوحيد فهمناه) أن هذا من أكبر الجهل ومكايد الشيطان(1).
(1) هذا شروع في بيان ما تفيده هذه القصة أعني قصة الأنواط وبني إسرائيل من الفوائد:
وتفيد أيضاً أن المسلم المجتهد (1) إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.
وتفيد أنه لو لم يكفر (2) فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاً
الفائدة الأولى: أن الإنسان وإن كان عالماً قد يخفى عليه بعض أنواع الشرك ، وهذا يوجب على الإنسان أن يتعلم ويعرف حتى لا يقع في الشرك وهو لا يدري ، وأنه إذا قال أنا أعرف الشرك وهو لا يعرف كان ذلك من أخطر ما يكون على العبد، لأن هذا جهل مركب شر من الجهل البسيط ، لأن الجاهل جهلاً مركباً فإنه يظن نفسه عالما وهو جاهل فيستمر فيما هو عليه من العمل المخالف للشريعة.
(1)قوله: "وتفيد أيضاً أنه لو لم يكفر . . . إلخ" هذه هي الفائدة الثانية، أن المسلم إذا قال ما يقتضي الكفر جاهلاً بذلك ثم نبه فأنتبه وتاب في الحال فإن ذلك لا يضره لأنه معذور بجهله ولا يكلف الله نفساً إلاوسعها ، أما لو إستمر على ما علمه من الكفر فإنه يحكم بما تقتضيه حاله.
(2)قوله: "وتفيد أيضاً لو لم يكفر . . .إلخ" هذه هي الفائدة الثالثة، أن الإنسان وإن كان لا يدري عن الشيء إذا طلب


 
وتفيد أيضاً أن المسلم المجتهد (1) إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.

وتفيد أنه لو لم يكفر (2) فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاً
الفائدة الأولى: أن الإنسان وإن كان عالماً قد يخفى عليه بعض أنواع الشرك ، وهذا يوجب على الإنسان أن يتعلم ويعرف حتى لا يقع في الشرك وهو لا يدري ، وأنه إذا قال أنا أعرف الشرك وهو لا يعرف كان ذلك من أخطر ما يكون على العبد، لأن هذا جهل مركب شر من الجهل البسيط ، لأن الجاهل جهلاً مركباً فإنه يظن نفسه عالما وهو جاهل فيستمر فيما هو عليه من العمل المخالف للشريعة.
(1)قوله: "وتفيد أيضاً أنه لو لم يكفر . . . إلخ" هذه هي الفائدة الثانية، أن المسلم إذا قال ما يقتضي الكفر جاهلاً بذلك ثم نبه فأنتبه وتاب في الحال فإن ذلك لا يضره لأنه معذور بجهله ولا يكلف الله نفساً إلاوسعها ، أما لو إستمر على ما علمه من الكفر فإنه يحكم بما تقتضيه حاله.
(2)قوله: "وتفيد أيضاً لو لم يكفر . . .إلخ" هذه هي الفائدة الثالثة، أن الإنسان وإن كان لا يدري عن الشيء إذا طلب

 
شديداً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وللمشركين شبهة أخرى (1) يقولون: إن النبي صلى الله
ما يكون به الكفر فإنه يغلظ عليه تغليظاً شديداً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه "الله أكبر إنها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" وهذا إنكار ظاهر.
(1) قوله: "وللمشركين شبهة أخرى . . . إلخ" يعني للمشركين المشبهين شبهة أخرى مع ما سبق من الشبهات وهي : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة بن زيد رضي الله عنه قتل الرجل بعد أن قال لا إله إلاالله فقال: "أقتلته بعد أن قال لا إله إلاالله" وما زال يكررها عليه الصلاة والسلام على أسامة حتى قال أسامة: "تمنيت أني لم أكن أسلمت بعد" (1) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاالله"(2) وأمثال ذلك من الأحاديث التي يستدلون بها على أن من قال : "لا إله

 
عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال " لا إله إلاالله" ، وكذلك قوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاوأحاديث أخرى في الكف عمن قالها ، ومراد هؤلاء الجهلة أن من قالها لا يكفر، ولا يقتل ولو فعل ما فعل.

فيقال لهؤلاء المشركين الجهال: معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون : لا إله إلاالله ، وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلاالله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويدعون الإسلام، وكذلك الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار(1).
إلاالله" لا يكفر ولا يقتل وإن على الشرك من جهة أخرى، وهذا من الجهل العظيم ، فليس قول "لا إله إلاالله" منجياً من عذاب النار ومخلصاً للإنسان من الشرك إذا كان يشرك من جهة أخرى.
(1) قوله: "فيقال لهؤلاء المشركين الجهال. . . . إلخ" هذا جواب الشبهة التي أوردها هؤلاء الجهال فيما سبق وجوابها بما يلي:
أولاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا إله إلاالله.
ثانياً: أن الصحابة قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله

 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى