عجائب فى الأنسان

خالدالطيب

شخصية هامة

عجائب فى الأنسان



ان الأنسان مخلوق جميل التكوين , سوى الخلقة , معتدل التصميم , وان عجائب الأبداع فى خلقه لأضخم من ادراكه هو , وأعجب من كل مايراه حوله .
ان الجمال والسواء والأعتدال لتبدو فى تكوينه الجسدى , وفى تكوينه العقلى , وفى تكوينه الروحى سواء , وهى تتناسق فى كيانه ككل .

• ان يد الأنسان فى مقدمة العجائب الطبيعية الفذة , وانه من الصعب جدا ـ بل من المستحيل ـ ان تبتكر آله تضارع اليد البشرية من حيث البساطة والقدرة وسرعة التكيف .. فحينما تريد قراءة كتاب تتناوله بيدك , ثم تثبته فى الوضع الملائم للقراءة .. وهذه اليد هى التى تصحح وضعه تلقائيا .. وحينما تقلب أحدى صفحاته تضع أصابعك تحت الورقة , وتضغط عليها بالدرجة التى تقلبها بها , ثم يزول الضغط بقلب الورقة , واليد تمسك القلم وتكتب به , وتستعمل كافة الآلات التى تلزم الأنسان من ملعقة إلى سكين , إلى آلة الكتابة .. وتفتح النوافذ وتغلقها , وتحمل كل مايريده الأنسان .. واليدان تشتملان على سبع وعشرين عظمة وتسع عشرة مجموعة من العضلات لكل منهما .
• ان جزءا من اذن الأنسان ( الأذن الوسطى ) و سلسلة من نحو اربعة آلاف حنية ( قوس ) دقيقة معقدة , متدرجة بنظام بالغ .. فى الحجم والشكل , ويمكن القول بأن هذه الحنيات تشبه آلة موسيقية .. ويبدو انها معدة بحيث تلتقط وتنقل إلى المخ , بشكل ما , كل وقع صوت أو دقة أو ضجة , من قصف الرعد إلى حفيف الشجر .. فضلا عن المزيج الرائع من أنغام كل اداة موسيقية فى الاوركسترا ووحدتها المنسجمة .
• مركز حاسة البصر فى العين التى تحتوى على مائة وثلاثين مليونا من متقبلات الضوء وهى أطراف الأعصاب , ويقوم بحمايتها الجفن ذو الأهداب الذى يقيها ليلا ونهارا , والذى تعتبر حركته لا أرادية , الذى يمنع عنها الأتربة والذرات والأجسام الغريبة , كما يكسر من حدة الشمس بما تلقى الأهداب على العين من ظلال , وحركة الجفن علاوة على هذه الوقاية تمنع جفاف العين , أما السائل المحيط بالعين والذى يسمى بالدموع .. فهو اقوى مطهر .
تتكون شبكية العين من تسع طبقات منفصلة , والطبقة التى فى أقصى الداخل تتكون من أعواد ومخروطات .. ويقال / ان عدد الأولى 30 مليون عود , وعدد الثانية 3مليون مخروط , عدسة العين تختلف فى الكثافة , ولذا تجمع كل الآشعة فى بؤرة .

• جهاز الذوق فى الأنسان هو اللسان , ويرجع عمله إلى مجموعات من الخلايا الذوقية القائمة فى حلمات غشائة المخاطى , ولتلك الحلمات اشكال مختلفة , فمنها الخيطية والفطرية والعدسية , ويغذى الحلمات فروع من العصب اللسانى البلعومى , والعصب الذوقى , وتتأثر عند الأكل الأعصاب الذوقية , فينتقل الأثر إلى المخ .. وهذا الجهاز موجود فى أول الفم , حتى يمكن للأنسان أن يلفظ مايحس انه ضار به , وبه يحس المرء المرارة والحلاوة , والبرودة والسخونة , والحامض والملح واللاذع ونحوه , ويحتوى اللسان على تسعة آلاف من نتوءات الذوق الدقيقة .. يتصل كل نتوء منها بالمخ بأكثر من عصب .. فكم عدد الأعصاب ؟ وماحجمها ؟ وكيف تعمل منفردة ؟وتتجمع بالأحساس عند المخ ؟
• يتكون الجهاز العصبى الذى يسيطر على الجسم سيطرة تامة من شعيرات دقيقة تمر فى كافة انحاء الجسم , وتتصل بغيرها أكبر منها .. وهذ بالجهاز المركزى العصبى .. فأذا ماتأثر جزء من أجزاء الجسم , ولو كان ذلك لتغير بسيط فى درجة الحرارة بالجو المحيط , نقلت الشعيرات العصبية هذا الأحساس إلى المراكز المنتشرة بالجسم .. وهذه توصل الأحساس إلى المخ حيث يمكنه أن يتصرف .. وتبلغ سرعة سريان الأشارات والتنبيهات فى الأعصاب مئة متر فى الثانية .
• اذا نظرنا إلى الهضم على انه عملية فى معمل كيماوى , والى الطعام الذى نأكله على انه مواد غفل , فأننا ندرك توا انه عملية عجيبة .. اذ تهضم تقريبا كل شىء يؤكل ماعدا المعدة نفسها !
فاولا نضع فى هذا المعمل انواعا من الطعام كمادة غفل دون أى مراعاة للمعمل نفسه , أو تفكير فى كيفية معالجة كيمياء الهضم له ! فنحن نأكل شرائح اللحم والكرنب والحنطة والسمك المقلى ,وندفعها بأى قدر من الماء .. . ومن بين هذا الخليط تختار المعدة تلك الأشياء التى هى ذات فائدة , وذلك بتحطيم كل صنف من الطعام إلى اجزاءه الكيماوية دون مراعاة للفضلات , وتعيد تكوين الباقى إلى بروتينات جديدة , وتصبح غذاء لمختلف الخلايا .. وتختار اداة الهضم الجير والكبريت واليود والحديد وكل المواد الأخرى الضرورية , وتعنى بعدم ضياع الأجزاء الجوهرية , وبأمكان انتاج الهرمونات , وبأن تكون جميع الحاجات الحيوية للحياة حاضرة فى مقادير منتظمة , ومستعدة لمواجهة كل ضرورة , وهى تخزن الدهن والمواد الأحتياطية الأخرى , للقاء كل حالة طارئة . مثل الجوع , وتفعل ذلك كله بالرغم من تفكير الانسان أو تعليله .و اننا ننصب هذه الانواع التى لا تحصى من المواد فى هذا المعمل الكيماوى .. بصرف النظر كلية تقريبا عما نتناوله , معتمدين على ماتحسبه عملية ذاتية ( اتوماتيكية ) لأبقائنا على الحياة .. وحين تتحلل هذه الأطعمة وتجهز من جديد , تقدم بأستمرار إلى كل خلية من بلايين الخلايا , التى تبلغ من العدد أكثر من عدد الجنس البشرى كله على وجه الأرض . ويجب ان يكون التوريد إلى كل خلية فردية مستمرا , وألا يورد سوى تلك المواد التى تحتاج اليها تلك الخلية المعينة لتحويلها إلى عظام وأظافر ولحم وشعر وعينين واسنان , كما تتلقاها الخلية المختصة !......... .. فهاهنا اذن معمل كيماوى ينتج من المواد أكثر مما ينتجه أى معمل ابتكره ذكاء الأنسان ! وهاهنا نظام للتوريد أعظم من أى نظام للنقل أو التوزيع عرفه العالم ! ويتم كل شىء فيه بمنتهى النظام !
*وكل جهاز من أجهزة الأنسان الأخرى يقال فيه الكثير , ولكن هذه الاجهزة ـ على أعجازها الواضح ـ قد يشاركه فيها الحيوان فى صورة من الصور .. انما تبقى له هوخصائصه العقلية والروحية الفريدة التى هى موضع الأمتنان .
*هذا الأدراك العقلى الخاص , الذى لا ندرك كنهه .. اذ ان العقل هو اداتنا لأدراك ماندرك , والعقل لا يدرك ذاته ولا يدرك كيف يدرك !!
* هذه المدركات .. نفرض انها كلها تصل إلى المخ عن طريق الجهاز العصبى الدقيق . ولكن أين يختزنها ! انه لو كان هذا المخ شريطا مسجلا لأحتاج الأنسان فى خلال الستين عاما التى هى متوسط عمره إلى آلاف الملايين من الأمتار ليسجل عليها هذا الحشد من الصور والكلمات والمعانى والمشاعر والتأثرات , لكى يذكرها بعد ذلك , كما يذكرها فعلا بعد عشرات السنين !
ثم كيف يؤلف بين الكلمات المفردة والمعانى المفردة , والحوادث المفردة , والصور المفردة , ليجعل منها ثقافة مجمعة .. ثم ليرتقى من المعلومات إلى العلم , ومن المدركات إلى الأدراك ؟ ومن التجارب إلى المعرفة ؟
• هذ احدى خصائص الانسان المميزة ..وهى مع هذا ليست اكبر خصائصة , وليست اعلى مميزاته .. فهنالك ذلك القبس العجيب من روح الله .. هنالك الروح الانسانى الخاص , الذى يصل هذا الكائن بجمال خالق الوجود , وبجمال الوجود .
• هذا الروح الذى لا يعرف الانسان كنهه ـ وهو يعلم ماهو أدنى وهو ادراكه للمدركات الحسية ؟!.. هذا الروح هو هبة الله تعالى للانسان , وهو الذى صار به انسانا .
 
عجائب فى الأنسان
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى