ارض بما قسمه الله لك

خالدالطيب

شخصية هامة
ارض بما قسمه الله لك

اخى المسلم / أختى المسلمة /
ارض بما قسمه الله لك تكن اسعد الناس ,وأعلم ان رزقك يطاردك كما يطاردك الموت ..
فهل يستطيع أحد ان يهرب من الموت .. بالطبع لا .. شخص يقول : مادام الأمر هكذا .و مادام رزقى آت لا محالة . فلم العمل ؟؟.. نقول : لابد من العمل لأن العمل عبادة .. عليك العمل بأخلاص , وليس عليك ادراك النجاح .. فالله تعالى يرزق الذى يعمل والذى لا يعمل , ويرزق المؤمن .. كما يرزق الكافر .. هذا رزق حياة .. لأنه هو الخالق المتكلف بالمعيشة لذلك نجد انسان رزقه واسع والثانى رزقه قليل .. لماذا ؟ لأن كل واحد الله تعالى قد رزقه وهو جنين .. ففى الحديث عن ابن مسعود عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم قال : ( ان أحدكم يجمع خلقه فى بطن امه اربعين يوما نطفة , ثم يكون علقة مثل ذلك , ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : رزقه وأجله وعمله وشقى أم سعيد ) رواه البخارى ومسلم 397 ـ نزهة المتقين .
اذا الرزق مقدر .. ماكان لك منه لن يمنعه أحد عنك لماذا ؟ لأن الله تعالى هو وحده الرازق وهو وحده الفتاح العليم .. ولنعيش مع هذا الحديث القدسى البليغ :
يقول ابو الدرداء عن انس بن مالك عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ( أوحى الله إلى موسى :
• ياموسى / ان من عبادى من لو سالنى الجنة بحذافيرها لأعطيته , ولو سألنى غلاف سوط لم أعطه .و ليس ذلك عن هوان له على , ولكنى أريد ان أدخر له فى الآخرة من كرامتى , وأحميه من الدنيا كما يحمى الراعى غنمه من مراعى السوء .
• ياموسى / ماألجأت الفثقراء إلى الأغنياء لأن خزائنى ضاقت عليهم , أو لأن رحمتى لم تسعهم , ولكن فرضت للفقراء فى أموال الأغنياء مايسعهم .. أردت أن أبلو الأغنياء كيف مسارعتهم فيما فرضت للفقراء فى أموالهم .
• ياموسى / ان فعلوا ذلك اتممت عليهم نعمتى , وضاعفت لهم فى الدنيا .. الواحدة عشر امثالها .
• ياموسى / كن للفقراء كنزا , وللضعيف معينا , وللمستجير غوثا .. أكن لك فى الشدة صاحبا , وفى الوحدة انيسا .. اكلؤك فى ليلك ونهارك .
• ياموسى / ارض بكسرة خبز من شعير تسد بها جوعتك , وخرقة تدارى بها عورتك , وأصبر على المصائب .
• واذا رأيت الدنيا مقبلة فقل انا لله وانا اليه راجعون .. عقوبة عجلت فى الدنيا , واذا رأيت الدنيا مدبرة والفقر مقبل فقل : مرحبا بشعار الصالحين .
هكذا يعلمنا النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعنى الحقيقى للفقر والغنى والقناعة والرضا وشكر المنعم .

عفيف قنـــوع
/



( ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الانهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام, والنار مثوى لهم ) محمد 12
ان المسلم ينظر إلى الدنيا فيراها على حقيقتها , ولا يلهيه العاجل عن الآجل , ولا تخدع زخارف الحياة وأباطيلها .. فلا يعيش فى الدنيا حيوانا , يبحث عن اللذائذ , ويغرق فى الشهوات .. بل ان له من الاهداف العليا مايحجبه عن العبث ويعصمه من النزق والفجور ... فهو يعلم ان متاع الدنيا ونعيمها ليس غاية من غايات الوجود , فلا ينبغى ان يشتغل به الانسان ويغرق فيه , فيتعب نفسه بلا طائل , ثن يتبين سوء العاقبة فى الدنيا والآخرة .. كما يقول الله تعالى ( افرأيت ان متعناهم سنين , ثم جاءهم ماكانوا يوعدون , ماأغنى عنهم ماكانوا يمتعون ) الشعراء 204
والمسلم لا يحرم على نفسه طيبات الحياة ولا يمنعها حقوقها المشروعة ( ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ماأحل الله لكم , ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) المائدة 87
ولكنه يقيد نفسه فى استمتاعه بالحياة بقيدين : الحلال والاعتدال .. فلا يظلم نفسه بأنتهاك حرمات الله , ولا يعتدى بالخروج إلى حد الأسراف الذى يمقته الاسلام .. بل يلتزم بما رسمه الاسلام له من الطريق الوسط فى سلوكه فى دنياه وتمتعه بها .. ومما يعين المسلم على الزهد فى شهوات الغى والقناعة بالطيب من الرزق انه ينظر إلى دنياه وأخراه معا ... فبينما هو يعمل للدنيا لا ينسى واجب الآخرة .. فلا يجعل متاع الدنيا اكبر همه , ولا يتهالك على شهواتها , بل يأخذ من دنياه بقدر مايعينه على نيل ثواب ربه فى الآخرة , يقول الله تعالى ( فمن الناس من يقول ربنا آتنا فى الدنيا وماله فى الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار , اولئك لهم نصيب مما كسبوا ) البقرة 200/202
والنظر البصير إلى الحياة يجعل الانسان لا يبتغى من دنياه الا مابه قوام العيش وأمن الحياة , دون حرص على المناعم أو ولوع باللذات ..( من اصبح منكم آمنا فى سربه , معافى فى جسده , عنده قوت يومه ,فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) رواه الترمذى
فحسب الانسان فى دنياه : الأمن والعافية وقوت اليوم .. اما الأغراق فى المتاع , فأنه فضول ليس من مطالب الحياة وليس من أهدافها , بل هو كما يقول النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( اياك والتنعم فأن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) رواه احمد .
والمسلم يدرك انه لا علاقة بين حظوظ الناس من المال , واحرازهم للثروة , وبين حظهم فى ألآخرة ونيلهم لرضوان الله .. فقد ينال الانسان المال الوفير ولكنه لا يكون فى حساب الحق شيئا ذا قيمة ولا يقع من رضوان الله بمكان ( ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين , نسارع لهم فى الخيرات بل لا يشعرون ) المؤمنون 55/56
( ولا تعجبك امولهم واولادهم , انما يريد الله ان يعذبهم بها فى الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون ) التوبة 85
وعجيب فى المنطق المادى ان تصبح النعمة اداة عذاب لصاحبها , ولكنها الحقيقة التى يؤيدها التاريخ .. ان الطمع والشراهه والشح , شر على صاحبها وعلى المجتمع البشرى .. فيصبح المال فى ايد المفسدين وبالا وفتنة, وفى مقابل هذا ربما كان المقلين الزاهدين فى متاع الحياة من يرفعه الحق إلى اسمى الدرجات بيقينه وتقواه ( رب اشعث أغبر ذى طمرين( الثوب البالى ) لو اقسم على الله لأبره ) اخرجه الترمذى .

الابتلاء بالنعمـــــة
/


اذا كانت هناك امم لا تسير على طريقة الله تعالى .. ثم تنال الوفر والغنى , فأنها تعذب بآفات أخرى فى انسانيتها أو أمنها أو قيمة الانسان وكرامته فيها , تسلب عن ذلك الغنى والوفر معنى الرخاء .. وتحيل الحياة فيها لعنة مشؤومة على انسانية الانسان وكرامته وطمأنينته .. هذا غير عذاب الآخرة ..
احيانا يكون الرخاء ابتلاء للعباد وفتنة ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) والصبر على الرخاء والقيام بواجب الشكر عليه والاحسان فيه اشق وأندر من الصبر على الشدة ـ على عكس مايلوح للنظرة السريعة .. فكثيرون هم الذين يصبرون على الشدة ويتماسكون لها .. بحكم تمسكهم بذكر الله تعالى والالتجاء اليه والاستعانه به ... حين لايبقى الا ستره .. فأما الرخاء فينسى ويلهى , ويرخى الأعضاء , ويهيء الفرصة للغرور بالنعمة والتسليم للشيطان .
ان الأبتلاء بالنعمة فى حاجة ملحة إلى يقظة دائمة تعصم من الفتنة .. نعمة المال والرزق كثيرا مانقود إلى فتنة البطر وقلة الشكر مع الطغيان والجور والتطاول بالقوة على الحق وعلى الناس , والتهجم على حرمات الله تعالى .. ونعمة الجمال كثيرا ماتقود إلى فتنة الغرور والأستخفاف بالآخرين وبالقيم والموازين .. وماتكاد تخلو نعمة الفتنة الا من ذكر الله فعصمه الله تعالى .

الرزق
/


من المطر يحيى الله تعالى الأرض وينبت الزرع , ومن طعام الأرض نباتها وطيرها واسماكها وحيوانها , ثم سائر ماكانوا يحصلون عليه من الأرض لهم ولأنعامهم , وذلك بطبيعة الحال .. ماكانوا يدركونه حينذاك من رزق السماء والأرض .. وهو اوسع من ذلك بكثير .. ومازال البشر يكشفون كلما اهتدوا إلى نواميس الكون عن رزق بعد رزق فى السماء والأرض يستخدمونه احيانا فى الخير , ويستخدمونه احيانا فى الشر . حسبما تسلم عقائدهم أو تعتل ... وكله من رزق الله تعالى المسخر للانسان .. فمن سطح الأرض ارزاق , ومن جوفها أرزاق , ومن سطح الماء ارزاق , ومن اعماقه ارزاق , ومن آشعة الشمس ارزاق , ومن ضوء القمر ارزاق , حتى عفن الأرض كشف فيه عن دواء وترياق .
 
ارض بما قسمه الله لك
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى