ثقافة الشباب العربي واتساع المسافه بين الأجيال

  • تاريخ البدء

MAHMOUD YASSIN

الاعضاء

تشهد ثقافة الشباب العربي تغيرات هامة في التوجهات والأولويات، وذلك بفعل عدد من العوامل أهمها:

التغير الحادث في منظومة القيم كنتيجة للعولمة وما فرضته من أنماط معيشية وحياتية جديدة، والتقدم المتسارع


في مجال تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات الأمر الذي انعكس في علاقة الشباب بالمؤسسات الاجتماعية

والثقافية المحيطة به، ورؤيته لمسار عملية الإصلاح في المجتمعات العربية. وهو ما جعل عدد من المفكرين

والكتاب يتحدثون عن ثورة جديدة يقودها الشباب، واتساع المسافة بين ثقافة الشباب وثقافة الأجيال الاكبر سناً.

كما يطرح هذا التغير تساؤلات مختلفة حول علاقة الشباب العربي بالمستقبل، ومدى تأثير منظومة قيم "ثقافة

الشباب" على التحديات المرتبطة بمستقبل العالم العربي.

ويأتي اختيار عنوان ثقافة الشباب العربي والهوية في عصر العولمة " موضوعاً للمنتدى حرصآ منى لئضفت

للموضوعات التى تهم الشباب فى المنتدي كم كان هدفى من كتابت هذا الموضوع هو لفت انبتباه الشباب الى

شىء افتقدنه جميعا الا وهو الإنتماء فقد اصبحا بلهويه بعد ان فقد الشباب القدوه الحقيقيه واصبح انتماءه

الوحيد(الماده) .

وتهدف مناقشة هذا الموضوع إلي التعرف على ثقافة الشباب بشكل صحيح، ولارتباطه بحالة الحراك الاجتماعي

الذي يشهدها أغلب البلاد العربية، والقدرة على إقامة علاقات صحية وسليمة مع الأجيال الأكبر سناً، ولكى يعطي

فرصة للشباب العربي للتعبير عن رؤاهم وأفكارهم بشأن ما يُثار عن ثقافة الشباب والمستقبل.

العولمه و شبابنا

فالعولمة تهدف إلى تأطير العالم بالنمط الغربي بكل ثقافته وسلوكه؛ باعتباره القوي والمسيطر، وهي التي تتجاوز

بآلياتها ووسائلها المادية والفعلية كل الأفكار الخارجة والمتعارضة مع الثقافة الإسلامية في السابق، لتنتقل من

مرحلة التأثير والغزو الثقافي والعقلي مثل الحديث عن الحداثة أو الديمقراطية، أو حرية المرأة والوجودية،

والعبثية والوضعية، وغيرها من الأفكار الفلسفية الغربية إلى مرحلة الجبر والاضطرار والأمر الواقع، التي

تفرض البحث عن حلول ووسائل للمواجهة؛ حيث أصبحت قدرًا يطارد المرء أينما ذهب أو اتجه، لا يمكن أن

يتجنبه أو ينزوي بعيدًا عنه.

ويأتي الشباب المسلم في مقدمة من يتعرضون لخطر هذه العولمة؛ حيث يتعدى مفهومها لديهم من مجرد فكرة

نظرية مجردة، تتمثل في التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والسلوك -دون اعتدادٍ

يُذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة، أو انتماء إلى وطن محدد، أو حاجة إلى إجراءات حكومية- إلى

محاولة عملية لتشويه مبادئ وقيم الإسلام، وإفساد الحسّ الأخلاقي لديهم، أو حتى على أقل تقدير إبراز التناقض

الصارخ بين ما يروجونه من مظاهر خادعة لمفهوم الحياة المدنية والقيم الدينية؛ عبر الاستهانة بالكثير من

الموبقات في نظر الإسلام، حتى وصل ذلك إلى استساغة وقبول التعاطي مع الكثير من هذه المظاهر، دون

إحساس بأدنى ذنب عند البعض الذي ينعدم لديه الإحساس بالجرم شيئًا فشيئًا، حتى يعلو قلبه السواد .. فعن أبي

هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نكتة
سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستعتب صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي قال الله تعالى

فيه: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14] » [رواه الترمذي في سننه (3334) وقال: حسن

صحيح].

فلم يعد مثلاً ثمة امتعاض أو اشمئزاز من التعامل مع المواقع الإلكترونية الإباحية لدى قطاع كبير من الشباب

المستخدم للإنترنت، بل أصبح النظر أو تصفح الكثير من هذه المواقع أمرًا معتادًا لا يثير أية غرابة أو علامات

استفهام؛ باعتباره واقعًا يوميًّا يستلزم تحاشيه جهدًا ووقتًا يُستثقل بذله .. وهو نفس ما يحدث بالنسبة للتعاطي مع

إرسال القنوات الفضائية، التي أصبح انتقاء مادة علمية أو دينية منها دون التعرض لما يلوث السمع أو البصر

أمرًا صعب المنال، فضلاً عن تضمنه لقنوات تمثل مادة إغراء دائمة للشباب، تهفو إليها نفوسهم المخدوعة، كلما

سنحت لهم الفرصة للخلوة به، وهو الأمر الذي يكفل تحريك غرائزهم، ويوجد داخلهم طاقة كامنة يسعون بشتى

الطرق إلى التعبير عنها عبر عدة أشكال، منها ما يتحقق بالرضا بين طرفين من جنسين مختلفين فيقع الزنا، أو

عبر طرفين من جنس واحد فيقع الشذوذ الجنسي، أو أن يتطرق الأمر إلى وقوع الاغتصاب أو زنا المحارم.

وهنا تتجلى أزمة أخرى من أزمات الشباب المسلم في عصر العولمة؛ حيث الصراع النفسي بين السلوك الذي

يُدْفَعُون إليه دفعًا، تحت وطأة المغريات وإثارة الغرائز، وبين ما تربوا عليه وعلموه من تعاليم دينهم، وهو ما

يمكن أن يصل بهم إلى حالة من الإخفاق واليأس لتتسرب إلى الضعفاء منهم دعاوى الرفض للهوية ونكران

الانتماء للأمة؛ استجابة حثيثة للهث خلف الشهوات واتباع الهوى.
 
كل الشكر محمود لطرحك ..موضوع غاية بالاهمية

التناقضات المو جودة والمطروحه كلها على الساحة وفي متناول الايادي تخلق ازدواجية في حياة الشباب في هذه الايام ....

وبالفعل تكون ازمة حادة وصراع بين عدة عوالم ..

العولمة جعلت كل شيء متاح وسهل الوصول اليه ..وعلى الشباب الاختيار في اي الطرق يسلك ..والاختيار صعب وسط الاغراءات الكثيرة والمتنوعه ..
جعل الكثيرين يعيشون حالة من الازدواجية الشخصية ..بين هذه العوالم المتعددة

يسلمو لطرحك للموضوع

دمت بكل خيررر
 
ثقافة الشباب العربي واتساع المسافه بين الأجيال
 
الوسوم
الأجيال الشباب العربي المسافه بين ثقافة واتساع
عودة
أعلى