اكتشاف الأطفال الموهوبين مهمة ليست سهلة ووراء كل طفل مبدع معلم متميز

املي بالله

نائبة المدير العام
اكتشاف الأطفال الموهوبين مهمة ليست سهلة ووراء كل طفل مبدع معلم متميز

اكتشاف الأطفال الموهوبين مهمة ليست سهلة ووراء كل طفل مبدع معلم متميز
( الطفل الموهوب، العبقري، المبدع، المتميز، الغير العادي) ...... هي أسماء تطلق على الطفل الذي يحمل قدرات متميزة وقدرات يتفوق بها على أقرانه... من هو الطفل الموهوب وكيف يمكن التعامل معه ورعايته ودور الأسرة والمعلم والبيئة في الاهتمام بهذه العينة من الأطفال... ودور الفنون في تنمية المواهب؟!
اللقاء التالي مع سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني الناشط في مجال حقوق الطفل والأخصائي الاجتماعي في ميدان الطفولة..
من هو الطفل الموهوب؟!!
يقول سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل وأخصائي في الطفولة بأن هناك اختلاف في التعريف حول الطفل الموهوب، لان تسمية الطفل الموهوب تختلف من مكان إلى آخر، ولكن باستطاعتنا القول بان الطفل الموهوب هو "طفل غير عادي يتميز من زملائه وأقرانه ب
¨ الذكاء بنسبة عالية
¨ الفكر الإبتكاري والمتميز
¨ الإنتاج الإبتكاري والمبدع
وباعتبار أن الطفل الموهوب "ثروة" فإنه يحمل لقب طفل غير عادي من النواحي الثلاث السابقة فهو يتفوق بقدراته وذكائه و إنتاجه..
ولكن العلماء والخبراء في هذا المجال يضعون معايير معينة لإطلاق اسم "الطفل الموهوب" على أي طفل فالبعض يعتبر القدرة العقلية العالية هي المقياس الوحيد لتفوق الطفل الموهوب والبعض الآخر اعتبر الأداء التحصيلي الدراسي والتفكير والمواهب الأخرى الخاصة والسمات الشخصية هي من المعايير التي يستطيع الشخص من خلالها إطلاق اسم" الطفل الموهوب" على الطفل
وهناك البعض الآخر قد وضع معايير أخرى مثل التفكير الإبداعي والابتكاري والقدرة القيادية والتمتع بالمهارات الفنية والرياضية واللغوية والتمتع بالمهارات الحركية ...
اكتشاف الموهوبين من الأطفال
وحول اكتشاف الأطفال الموهوبين يضيف مدير مركز فنون الطفل بان اكتشاف الأطفال الموهوبين مهمة صعبة وبحاجة إلى وسائل واختبارات وطرق متنوعة حتى نتمكن من ذلك
وفي حال أن الطفل قد أظهر بعض القدرات المتميزة أو المهارات في أي اتجاه كان فان ذلك يسهل علينا اكتشافه ولكن في الحقيقة أن الأسرة والروضة والمدرسة في المرحلة الأولى تكون مهمتها أسهل للتعرف على الطفل الموهوب
البرامج الخاصة بالموهوبين
وحول المناهج والبرامج الخاصة بالأطفال الموهوبين يقول سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني بان الأطفال الموهوبين هم بحاجة إلى مناهج وبرامج تختلف عن المقدمة إلى الأطفال العاديين ولكن ذلك لا يمنع من أن نعمل على إشراك الأطفال الموهوبين المبدعين وذوي القدرات المتميزة مع زملائهم العاديين وهذه العملية فيها فائدة حيث تعمل على تحفيز الطلاب العاديين وتشجيعهم على الإبداع وتقليد الأطفال الموهوبين ولكن ليس في كل المجالات وبما أن الطفل الموهوب يتمتع بخصائص عديدة وبطاقة خاصة من حيث قدرتهم على الانتباه محبين للاستطلاع ولديهم قدرة على طرح الأسئلة وقدرة على حل المشكلات التي تواجههم وقدرة على التعبير وقدرة على المشاركة في النشاطات
ولذلك هم واقصد الأطفال الموهوبين بحاجة إلى معلمين متميزين للتواصل معهم وإتاحة الفرصة لهم للإبداع والتميز وإظهار قدراتهم الفذة..
اختبارات الذكاء والطفل الموهوب
ويضيف أبو زاكية حول ضرورة استخدام اختبارات الذكاء لاكتشاف الطفل الموهوب..الاختبارات جيدة ولكن بشكل عام هي تقيس القدرات العقلية وعادة ما يعبر عنها بنسبة معينة ولكن من المفروض استخدام معايير أخرى حتى نتمكن من الكشف عن معظم القدرات الكامنة الموجودة لدى الطفل الموهوب..
"دور الأسرة في تنمية الطفل وإبداعاته"
وإذا ما كان هناك دور هام للأسرة في تنمية مواهب الطفل وإبداعاته يقول سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني بان للام والأب دور أساسي هام في هذا الموضوع لان الطفل وموهبته تبدأ رعايتها من البيت .. ولذلك على الأسرة توفير كل ما يمكن ليتمكن الطفل الموهوب من الانطلاق نحو المستقبل......... توفير البيئة الصحيحة توفير الحاجات الأساسية للطفل الموهوب, الثناء الشكر لإنجازات الطفل ، تشجيع الطفل على مصادر المعلومات ومن هذه المصادر القراءة لان القراءة أساسية لتنمية قدرات الطفل الموهوب وتنمية الأطفال بشكل عام وهي تتيح المجال للطفل للإجابة عن جميع أسئلته التي يطرحها بشكل دائم..
"وراء كل طفل مبدع معلم متميز"
وحول دور المعلم والمعلمة في رعاية الطفل الموهوب، الطفل المبدع يضيف أبو زاكية .. في البداية.. أنا اعتقد أن وراء كل طفل مبدع معلم متميز فإبداعات الطفل تدلل على قدراته التي وهبها الله له ولذلك يجب أن يكون المعلم هو المصدر والملهم والمشجع للطفل الموهوب عليه أن يساعد الأطفال وتنمية مواهبهم من خلال أسلوب المشاركة والحوار وإتاحة النقاش الحر وإعطائهم لبحرية للاستخدام قدراتهم وأفكارهم ومهاراتهم ...عبقرية الطفل تحتاج إلى الحرية والدعم واستخدام الأساليب الابتكارية والريادية في التعامل مع الموهوب والمبدع والمتميز والخلاق من قبل المعلم..
وأنا اعتبر مقولة "وراء كل طفل مبدع معلم متميز" هي مقولة صحيحة وعلينا نحن الرجوع إلى ذاكرتنا و مدى تأثير معلم معين في حياتنا... ولذلك إذا استطاع المعلم للمستقبل وأتاح لهم الحرية في إظهار وقدراتهم مواهبهم وإبداعاتهم فهو بذلك يكون دور هام في دعم الأطفال الموهوبين وحتى سيكون التأثير على جميع الأطفال بلا استثناء فمن خلال ذلك ستطلق مواهب أطفالنا وإبداعاتهم ولن ينفروا من المدرسة ولن يتسربوا ولن يكرهوا المعلم والمدرسة .. والمعلم هو المرشد وهو الأمين وهو الذي يأخذنا ويأخذ الأطفال الى بحر العلم .. هو الذي يعلم الأطفال الإخلاص والحب والأمانة وهو الذي يكتشف الفنان والأديب والرسام والمخترع والموسيقي..
المعلم هو الذي ينمي في الطفل شعلة الإبداع ويطلق الطاقات الكامنة الإبداعية لترى النور
"الفنون ودورها في رعاية الأطفال الموهوبين"
وحول دور الفنون في تنمية مواهب الأطفال وهل حصة الفن ضرورية في المدارس ..يقول سميح أبو زاكية بأنه منذ عام 1994 ومن اللحظة الأولى لتأسيس مركز فنون الطفل الفلسطيني وجدنا بأن الفن والفنون بأنواعها لها دور أساسي في إتاحة الفرصة للموهوبين في إظهار إبداعاتهم وميولهم وهواياتهم ونحن نواجه مشكلة في هذا الميدان إذ أن الأهل والأسرة لا يعيرون مادة التربية الفنية أية أهمية وهناك إهمال في المدرسة للتربية الفنية وللفنون بشكل عام... الجميع يعتبرها خرابيش ومجردة من أي معنى... ولكن في الحقيقة.. الفوائد العظيمة من الفنون لا تنحصر في الرسم أو الموسيقى والمسرح وإنما بالمهارات التي يكتسبها الإنسان من الفنون فهي تنمي لدينا الخيال وتدربنا على الإصغاء والتأمل.. تنمي فينا الذوق وتدريب أحاسيسنا على الجمال... تكسبنا اتجاهات وقيم وسلوك ومهارات وتسهم في اكتشاف أطفالنا الموهوبين...
يجب الاهتمام بهذه المادة في المدارس وفي رياض الأطفال وفي داخل الأسرة
ولعل زيادة نسبة العنف في أواسط الأطفال في المدارس يرجع أحد أسبابها بمهمة هي غياب النشاطات الفنية التي تسهم بشكل كبير في تهذيب الوجدان واستخدام الطاقات الزائدة لدى الأطفال
"الاحتلال وقتل مواهب أطفالنا"
وحول تأثير الاحتلال على المواهب الأطفال وإذا ما كان هناك من تراجع للاهتمام بمواهب أطفالنا في ظل الاحتلال... يقول أبو زاكية بأن الاحتلال البغيض لم يقتل مواهب الأطفال فقط بل قتل الأطفال ودمر حياتهم وبراءتهم وتعامل مع الأطفال الذين يتوجهون إلى مدارسهم بكل همجية... الاحتلال أغلق المدارس والمكتبات العامة والمراكز الثقافية..الاحتلال وضع الحواجز أمام الأطفال في كل مكان منعهم من التجول في وطنهم من الذهاب إلى مدارسهم...الاحتلال جعل من الأطفال سجناء في وطنهم...حتى البحر منع من رؤيته عن الأطفال.. ورغم ذلك نأبى إلا أن نواصل الحياة بالرغم من كل الظروف الصعبة ونواصل مشوار الإبداع دون توقف ودون كلل أو ملل وحقيقة يسجل أطفال كل يوم بقدراتهم الابتكارية الفذة وإبداعاتهم المتميزة وفي ظل الاحتلال.. صفحة مشرقة بين أطفال العالم.. وهم دائما يتربعون على عرش المراتب الأولى في كل المسابقات الدولية تقريبا.. وفي كل المجالات فهم يحلمون بالمستقبل ولا يتوقف هذا الحلم إلا في ظل فلسطين المستقبل التي تستطيع أن ترعى أطفالها وتهتم بالموهوبين منهم
"الرسالة التي توجهها إلى المؤسسات بشأن الأطفال الموهوبين"
وأخيرا دعا سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني المؤسسات المعنية وذات العلاقة إلى المزيد من الاهتمام بالأطفال الموهوبين داعيا إلى فتح المجال أمام إبداع الأطفال وتوفير كل المستلزمات للطفل الموهوب والمبدع والمتميز... بالإضافة إلى توعية الأسرة بأهمية دورها في الاهتمام برعاية الأطفال الموهوبين..
وبالنسبة للدور المطلوب من المدرسة فهو مهم جدا وعلى المعلمين أن يهتموا بقدرات الأطفال الفنية والأدبية والموسيقية والرياضية وان يوجهوا طاقات الأطفال بشكل سليم وبشكل يستطيع الأطفال من خلاله الانطلاق نحو المستقبل.. وإذا كان لنا أن نأخذ مثالا على الاهتمام بالأطفال الموهوبين في أسبانيا والصين والولايات المتحدة... فهي توظف لكل (طفل موهوب، متميز، خلاق، مبدع) مستشار تربوي خاص للتعامل مع هذا الطفل ورعايته والاهتمام به..
 
اكتشاف الأطفال الموهوبين مهمة ليست سهلة ووراء كل طفل مبدع معلم متميز
 
عودة
أعلى