معرض العصا والمأرب

  • تاريخ البدء

املي بالله

نائبة المدير العام
معرض العصا والمأرب رسائل جمعت أماني المعوَّقين والمسنين
فالقة البحر وأداة التأديب والارتكاز

2bd7c5e169fd97e5be433821c50f0901_w400_h0.jpg


العمدة عبد الصمد يقرأ رسالة مسطرة على العصا.

ثلاثة آلاف عصا جمعت أمنيات وأحلام العاجزين من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة, وذلك عبر رسائل سطّروها على العصا, باعتبارها أداة يستخدمها المسنّون للارتكاز والمعلمون في التأديب، وهي فلقت البحر.
وجمعت الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم ثلاثة ألاف عصا طافت بها عبر المستشفيات ودور الأيتام والمعوقين، وطلبت منهم تسطير رسائل على العصي تعبر عن أمنياتهم وأحلامهم، لعل الرسالة تصل إلى من يهتم بتحقيق أحلامهم الممكنة, واختارت باعظيم نوعا مميزا من العصا عُرف بصلابته وليونته وصعوبة كسره لبعث القوة والصلابة للعاجزين, وتتراوح أعداد الرسائل في العصا الواحدة ما بين رسالة إلى أربع رسائل في الأمنيات والأحلام, وعرضتها بمعرض أطلقت عليه "العصا والمأرب" ويقام في الردسي مول.

744782_260501.jpg


مسنون وأيتام سطروا أمانيهم على العصا.

وقالت فاطمة هذه الأداة البسيطة كانت بارقة أمل للعاجزين، حيث كانت الدموع تسبق أصحاب الأمنيات العاجزين عن تحقيقها قبل كتابتها لتصبح العصا مصدر أمل وتفاؤل لتحقيق أحلامهم, وأكدت "نعمل جاهدين على تحقيق أمنياتهم البسيطة، ولكن الأمنيات الأخرى نشاركهم فيها بالدعاء ونحفزهم للإصرار على تحقيقها", مبينة أن هناك ممن سُطّرت رسائلهم بالعصا حرصوا على زيارة المعرض للنظر لرسائلهم التي عُدّت بمثابة حلقة وصل بينهم وبين المجتمع بشكل عام.
وحول سبب اختيارها للعصا أوضحت أن "العصا مصدر قوة وصبر، وهو موروث من سيدنا موسى عليه السلام، وكانت إحدى معجزاته التي خصه الله بها, ظللت أبحث عن هذه الأداة التي جسد التاريخ قوتها، لتصبح نقطة ارتكاز لا يمكن الاستغناء عنها بل طُوِّرت عبر العصور, كما جذبتني قصة الحكم بن عبدل، شاعر أعرج اختار عصاه مأربا لتحقيق طلباته في الحياة، فقد كان يكتب طلبه عليها ويبعثها للملوك أو الأمراء وتعود له عصاه ومعها طلبه، حتى قيل فيه:
عصا الحكم في الدار أول داخل ونحن على الأبواب نقصى ونحجب
وقالت باعظيم "العصا أداة بسيطة عبارة عن عود خشب، إلا أنها قسمت الشعوب وفلقت البحر وحققت المعجزة وساعدت الأعمى, لم نستطع عبر العصور الاستغناء عن العصا، بل توسعت وتطورت دائرة استخدامها لجميع الأعمال والأغراض بلا استثناء، من هذا المنطلق بدأت الفكرة بجمع أكبر عدد من الأمنيات للعاجزين عن تحقيقها ورصدها بالعصا، ومن ثم تكوين أكبر مجسم للعصا، والمرحلة الأخيرة جمع الرسائل كافة وتوثيقها بكتاب يعزز الأمنيات.وأوضح العمدة عبد الصمد الذي ساهم بدعم الفكرة وكتب أمنية بالعصا، وساهم في تسجيل مقطع وثائقي للتعريف بالعصا عُرِض بحفل التدشين, وقال: العصا تعتبر واجهة لأهل جدة، تعددت استخداماتها ولكنها ما زالت تستخدم رغم التطورات، فقد كانت تستخدم في التراث الشعبي وفي التأديب والارتكاز، واستخدامات أخرى".
 
عودة
أعلى