العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )

  • تاريخ البدء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 21 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ﴾ والمسلمون هم أكرم البشر عند الله وهم المقبولون عنده لأنهم ينطلقون من القاعدة الإلهية الصحيحة في العقيدة والفكر والسلوك ، لكن الأكرم من المسلمين عند الله هو الأتقى ، وكلما كان إلتزامه أقوى وأشد كلما كان أكثر إكراما عند الله وقربا منه سبحانه وتعالى ، لأنّ مقياس التقوى مقياس دقيق جعله الله وسيلة للتفاضل حتى بين المسلمين الموحِّدين .
والمسلمون أمة واحدة أرادها الله أن تنصهر جميعها في قالب واحد لاتنازع فيه ، بل تقارب وتلاحم وتراحم وتواص بالحق والصبر وتسابق إلى فعل الخير ونيل المغفرة من الله ومسارعة إلى نجدة المسلم لأخيه المسلم فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الشعوب ، لأنّ هذا التفاعل والإحساس بالشعور الإسلامي المتبادل يجعل المسلمين يعيشون هموم بعضهم البعض ويتعاونون في السراء والضراء لما فيه خيرهم وسعادتهم جميعا .
وقال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) وهذا هو التصور الإسلامي للأمة الإسلامية التي قال عنها بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، سواء فيما بين بعضهم البعض ، أو في مواجهة الظالمين وأعوانهم ومن يركن إليهم سواء أكانوا في موقع العداء الواضح المكشوف للأمة أو لم يكونوا .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد على أن الأصل في الموقف الشرعي من الفئات الظالمة ليس هو الاستسلام أو القبول أو الانقياد ، وإنما الموقف الاسلامي الصحيح هو الرفض والرد والمواجهة وتحريم الركون .
ولا يمكن أن تعجز الاُمّة عن تأدية فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما ينبغي .
ولو ادّعى بعضهم العجز ، فهذا الادعاء لا يسقط عنه هذه الفريضة الإسلامية ولا يرتفع عنه وجوب القيام بها بأي عذر .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد على أن الأصل هو حرمة التسليم والركون والانقياد للظالم ، ووجوب المعارضة والمقاومة - للظلم والظالمين - على نحو الأصل وليس على نحو الاستثناء .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد على أن الأصل هو تحريم الركون إلى الظالمين ووجوب المقاومة والرفض .
وعندما يتسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض الظلم ، للفئة المؤمنة ، بضرر ما ، فهو ضرر مؤقت ، ويكون نفعه الدائم للأمة ولأجيالها القادمة أكبر من ضرره بكثير .
ولا يمكن الاستدلال ب ( لا ضرر ولا ضرار ) . فهذا الدليل - إذا صح الاستدلال به هنا - لا يفيد أكثر من رفع مؤقت للإلزام بمعارضة الظالم المتغلب ، ورفع مؤقت لوجوب النهي عن المنكر ومقاومة الفئة الظالمة المتغلبة ، وهذا هو أقصى ما يمكن استفادته من دليل الضرر هنا . ولا يتكفل دليل الضرر إثبات شرعية الإدارة التي قامت بصورة غير مشروعة وانعقاد الإمامة للحاكم الذي فرض سلطانه على المسلمين بالانقلاب العسكري أو بالسيف والقوّة والشوكة والغلبة ، من دون بيعة ورضى من المسلمين ، كما لا يثبت دليل الضرر - مثلا - صحة الزواج الذي يعقده الحاكم الذي جاء بطريقة غير مشروعة لغير البالغة ولغير البالغ ، ولا يثبت حق الحاكم في إجراء الحدود الشرعية ، أو شرعية نزع الأملاك وجباية الأموال ، فان مقتضى دليل الضرر لا يزيد على الرفع المؤقت .
وليس عندهم ( أصحاب قاعدة : لا ضرر ولا ضرار ) وراء هذا الدليل دليل آخر للحكم بوجوب الانقياد للظالم المتغلب على العباد والبلاد !
ولا ترفع هذه القاعدة ولا غيرها أي شرط من شروط الحاكم المسلم أو شروط البيعة الشرعية .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 22 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ولا يمكن أن تعجز الاُمّة عن تأدية فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما ينبغي .
ولو ادّعى بعضهم العجز ، فهذا الادعاء لا يسقط عنه هذه الفريضة الإسلامية ولا يرتفع عنه وجوب القيام بها بأي عذر .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد على أن الأصل هو حرمة التسليم والركون والانقياد للظالم ، ووجوب المعارضة والمقاومة - للظلم والظالمين - على نحو الأصل وليس على نحو الاستثناء .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد على أن الأصل هو تحريم الركون إلى الظالمين ووجوب المقاومة والرفض .
وعندما يتسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض الظلم ، للفئة المؤمنة ، بضرر ما ، فهو ضرر مؤقت ، ويكون نفعه الدائم للأمة ولأجيالها القادمة أكبر من ضرره بكثير .
ولا يمكن الاستدلال ب ( لا ضرر ولا ضرار ) . فهذا الدليل - إذا صح الاستدلال به هنا - لا يفيد أكثر من رفع مؤقت للإلزام بمعارضة الظالم المتغلب ، ورفع مؤقت لوجوب النهي عن المنكر ومقاومة الفئة الظالمة المتغلبة ، وهذا هو أقصى ما يمكن استفادته من دليل الضرر هنا . ولا يتكفل دليل الضرر إثبات شرعية الإدارة التي قامت بصورة غير مشروعة وانعقاد الإمامة للحاكم الذي فرض سلطانه على المسلمين بالانقلاب العسكري أو بالسيف والقوّة والشوكة والغلبة ، من دون بيعة ورضى من المسلمين ، كما لا يثبت دليل الضرر - مثلا - صحة الزواج الذي يعقده الحاكم الذي جاء بطريقة غير مشروعة لغير البالغة ولغير البالغ ، ولا يثبت حق الحاكم في إجراء الحدود الشرعية ، أو شرعية نزع الأملاك وجباية الأموال ، فان مقتضى دليل الضرر لا يزيد على الرفع المؤقت .
وليس عندهم ( أصحاب قاعدة : لا ضرر ولا ضرار ) وراء هذا الدليل دليل آخر للحكم بوجوب الانقياد للظالم المتغلب على العباد والبلاد !
ولا ترفع هذه القاعدة ولا غيرها أي شرط من شروط الحاكم المسلم أو شروط البيعة الشرعية .
قال بعض العلماء : من أهم شروط الحاكم المسلم أن يكون فقيها مجتهدا .
وهذا الشرط من شروط صحة البيعة قد ذكره كثير من العلماء من جميع المذاهب والفرق والطوائف الإسلامية .
ولا نكاد نجد خلافا يذكر في هذه المسألة . فمن قائل بتخصيص الولاية بخصوص الفقيه المجتهد ، وقائل بأن الفقاهة والاجتهاد هو المقدار المتيقن من شرعية الولاية .
فعند الشيعة الإمامية :
وردت مجموعة من النصوص في اشتراط الاجتهاد والفقاهة في الحاكم ، و من هذه النصوص :
ما رواه حسن بن شعبة عن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه .
وروى البرقي في المحاسن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ( من أمّ قوماً وفيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة ) .
وعن علي بن أبي طالب ، قال : أيها الناس إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليهم ، وأعلمهم بأمر الله فيه ، فان شغب شاغب استعتب ، فان أبى قوتل .
وعند أهل السنّة :
روى البيهقي عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من استعمل عاملاً من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه ، وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه ، فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين ) .
و جمهور فقهاء أهل السنة يذهب إلى اشتراط الفقاهة والاجتهاد في ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) .
يقول السيد شريف الجرجاني في شرحه على المواقف للقاضي عضد الدين الايجي : الجمهور على انّ أهل الإمامة ومستحقها من هو مجتهد في الأصول والفروع ، ليقوم بأمر الدين متمكنا من إقامة الحجج ، وحلّ الشبه في العقائد الدينية ، مستقلا بالفتوى في النوازل وأحكام الوقائع : نصا واستنباطا ، لأن أهم مقاصد الاُمّة حفظ العقائد وفصل الحكومات ورفع المخاصمات ولن يتم ذلك بدون هذا الشرط .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 23 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال بعض العلماء : من أهم شروط الحاكم المسلم أن يكون فقيها مجتهدا .
وهذا الشرط من شروط صحة البيعة قد ذكره كثير من العلماء من جميع المذاهب والفرق والطوائف الإسلامية .
ولا نكاد نجد خلافا يذكر في هذه المسألة . فمن قائل بتخصيص الولاية بخصوص الفقيه المجتهد ، وقائل بأن الفقاهة والاجتهاد هو المقدار المتيقن من شرعية الولاية .
فعند الشيعة الإمامية :
وردت مجموعة من النصوص في اشتراط الاجتهاد والفقاهة في الحاكم ، و من هذه النصوص :
ما رواه حسن بن شعبة عن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه .
وروى البرقي في المحاسن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ( من أمّ قوماً وفيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة ) .
وعن علي بن أبي طالب ، قال : أيها الناس إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليهم ، وأعلمهم بأمر الله فيه ، فان شغب شاغب استعتب ، فان أبى قوتل .
وعند أهل السنّة :
روى البيهقي عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من استعمل عاملاً من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه ، وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه ، فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين ) .
و جمهور فقهاء أهل السنة يذهب إلى اشتراط الفقاهة والاجتهاد في ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) .
يقول السيد شريف الجرجاني في شرحه على المواقف للقاضي عضد الدين الايجي : الجمهور على انّ أهل الإمامة ومستحقها من هو مجتهد في الأصول والفروع ، ليقوم بأمر الدين متمكنا من إقامة الحجج ، وحلّ الشبه في العقائد الدينية ، مستقلا بالفتوى في النوازل وأحكام الوقائع : نصا واستنباطا ، لأن أهم مقاصد الاُمّة حفظ العقائد وفصل الحكومات ورفع المخاصمات ولن يتم ذلك بدون هذا الشرط .
ويقول الشافعي في شروط ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) : والعلم ، بحيث يصلح أن يكون مفتيا من أهل الاجتهاد .
واشترط ابن الهمام - من علماء الأحناف - العلم في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) ، ولم يقيد العلم بخصوص الفقاهة بداية ، ولكنه أضاف هذا التخصيص فيما بعد فقال : الاجتهاد في الأصول والفروع .
ويقول القلقشندي في مآثر الأناقة في معالم الخلافة في شروط الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) : العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام ، فلا تنعقد إمامة غير العالم بذلك .
ويقول النووي : شروط الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) هي كونه : مكلفا ، مسلما ، عدلا ، حرا ، ذكرا ، عالما ، مجتهدا .
وقد ذكر عدد من العلماء ان اشتراط الفقاهة في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) مما أجمع عليه العلماء ، ومن هؤلاء شمس الدين الرميلي يقول : إن هذا الشرط لابد منه في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) بل حكى فيه الإجماع .
وقال صاحب البحر الزخار : والعلم ، فيجب أن يكون ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) مجتهدا ، ليتمكن من إجراء الشريعة .
قال بعض الباحثين : ومن المعلوم بداهة أن منصب ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) هو أعلى وأجل منصب في الدولة الإسلامية ، لذا كان حتما على المسلمين أن يدققوا ويمعنوا فيمن يتولى هذا المنصب الخطير ، فيختارون أصلح الناس لتولى هذا المنصب ، وإلا كانوا مقصرين .
قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( من ولي من أمر المسلمين شيئا ، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله ) . وفي رواية : ( من قلد رجلا عملا على عصابة ، وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه ، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين ) رواه الحاكم في صحيحه .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 24 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ويقول الشافعي في شروط ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) : والعلم ، بحيث يصلح أن يكون مفتيا من أهل الاجتهاد .
واشترط ابن الهمام - من علماء الأحناف - العلم في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) ، ولم يقيد العلم بخصوص الفقاهة بداية ، ولكنه أضاف هذا التخصيص فيما بعد فقال : الاجتهاد في الأصول والفروع .
ويقول القلقشندي في مآثر الأناقة في معالم الخلافة في شروط الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) : العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام ، فلا تنعقد إمامة غير العالم بذلك .
ويقول النووي : شروط الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) هي كونه : مكلفا ، مسلما ، عدلا ، حرا ، ذكرا ، عالما ، مجتهدا .
وقد ذكر عدد من العلماء انّ اشتراط الفقاهة في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) مما أجمع عليه العلماء ، ومن هؤلاء شمس الدين الرميلي يقول : إن هذا الشرط لابد منه في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) بل حكى فيه الإجماع .
وقال صاحب البحر الزخار : والعلم ، فيجب أن يكون ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) مجتهدا ، ليتمكن من إجراء الشريعة .
قال بعض الباحثين : ومن المعلوم بداهة أن منصب ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) هو أعلى وأجل منصب في الدولة الإسلامية ، لذا كان حتما على المسلمين أن يدققوا ويمعنوا فيمن يتولى هذا المنصب الخطير ، فيختارون أصلح الناس لتولى هذا المنصب ، وإلا كانوا مقصرين .
قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( من ولي من أمر المسلمين شيئا ، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله ) . وفي رواية : ( من قلد رجلا عملا على عصابة ، وهو يجد في تلك العصابة أرضى منه ، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين ) رواه الحاكم في صحيحه .
وقد توسع العلماء في بحث شروط الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) وفصّلوا في الشروط الواجب توافرها فيمن يلى أمرا من أمور المسلمين بوجه عام ، وفيمن يلى منصب الخلافة ( ولي الأمر ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) بوجه خاص ، وحتى لا يتسلق إلى هذه الذروة ولا يعتليها من ليس لها بأهل فيكون ضرره على المسلمين عاما .
وقيل : معظم هذه الشروط اجتهادية بمعنى أنها مستنبطة وغير منصوص عليها شرعا . وإذا تكافأت هذه الشروط وتوازنت في أكثر من شخص وجب تقديم الأصلح والأنسب لظروف المسلمين وأحوالهم بحسب الوقت الذي يعيشون فيه .
وقيل : وهذه الشروط منها ما هو واجب في كل ولاية كبيرة أو صغيرة ومنها ما هو خاص بالخليفة ( ولي الأمر ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) ، ومن هذه الشروط ما لا يمكن التغاضى عنه بأي حال من الأحوال كالعلم والعدالة ، ومنها ما يمكن التغاضى عنه عند عدم الإمكان كاشتراط النسب القرشي ، ومن هذه الشروط ما لا خلاف عليه بين العلماء ، وهي الإسلام ، والعقل ، والذكورة ، والعدالة ، والعلم .
الإسلام : وهو شرط بدهي ، يشترط في كل ولاية إسلامية كبيرة كانت أو صغيرة . والأدلة على اشتراط الإسلام كثيرة في الكتاب والسنة وتؤكدها أقوال الصحابة وسلف الأمة ، ففي القرآن نص على أن ولاة الأمر من المسلمين : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) .
والعقل : وهو أيضا من الشروط البدهية ، فلا تنعقد الولاية لمن فقد عقله ، لأن فاقد العقل غير مكلف بما هو واجب على كل أحد ، فكيف يكلف بولاية على غيره . قال تعالى : ( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) .
والذكورة : وقد أجمع العلماء على عدم جواز تولى المرأة منصب الخلافة ، وذلك لقوله عز وجل : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) ، وحديث النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حين بلغه أن الفرس قد ولوا ابنة كسرى : ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) أخرجه البخارى . والخليفة ( ولي الأمر ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) كولاية عامة تقتضى الدخول في المحافل العامة ومخالطة الرجال وقيادة الجيوش ، وذلك لا يتماشى مع وضع المرأة في الإسلام ، وما أراده الله لها من صيانة ورعاية ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) . ولهذا لا يوجب الشرع على المرأة بعض ما أوجبه على الرجل من التكاليف الشرعية كالجهاد والإنفاق على البيت ونحو ذلك .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 25 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وقد توسع العلماء في بحث شروط الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) وفصّلوا في الشروط الواجب توافرها فيمن يلى أمرا من أمور المسلمين بوجه عام ، وفيمن يلى منصب الخلافة ( ولي الأمر ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) بوجه خاص ، وحتى لا يتسلق إلى هذه الذروة ولا يعتليها من ليس لها بأهل فيكون ضرره على المسلمين عاما .
وقيل : معظم هذه الشروط اجتهادية بمعنى أنها مستنبطة وغير منصوص عليها شرعا . وإذا تكافأت هذه الشروط وتوازنت في أكثر من شخص وجب تقديم الأصلح والأنسب لظروف المسلمين وأحوالهم بحسب الوقت الذي يعيشون فيه .
وقيل : وهذه الشروط منها ما هو واجب في كل ولاية كبيرة أو صغيرة ومنها ما هو خاص بالخليفة ( ولي الأمر ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) ، ومن هذه الشروط ما لا يمكن التغاضى عنه بأي حال من الأحوال كالعلم والعدالة ، ومنها ما يمكن التغاضى عنه عند عدم الإمكان كاشتراط النسب القرشي ، ومن هذه الشروط ما لا خلاف عليه بين العلماء ، وهي الإسلام ، والعقل ، والذكورة ، والعدالة ، والعلم .
الإسلام : وهو شرط بدهي ، يشترط في كل ولاية إسلامية كبيرة كانت أو صغيرة . والأدلة على اشتراط الإسلام كثيرة في الكتاب والسنة وتؤكدها أقوال الصحابة وسلف الأمة ، ففي القرآن نص على أن ولاة الأمر من المسلمين : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) .
والعقل : وهو أيضا من الشروط البدهية ، فلا تنعقد الولاية لمن فقد عقله ، لأن فاقد العقل غير مكلف بما هو واجب على كل أحد ، فكيف يكلف بولاية على غيره . قال تعالى : ( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) .
والذكورة : وقد أجمع العلماء على عدم جواز تولى المرأة منصب الخلافة ، وذلك لقوله عز وجل : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) ، وحديث النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حين بلغه أن الفرس قد ولوا ابنة كسرى : ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) أخرجه البخارى . والخليفة ( ولي الأمر ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) كولاية عامة تقتضى الدخول في المحافل العامة ومخالطة الرجال وقيادة الجيوش ، وذلك لا يتماشى مع وضع المرأة في الإسلام ، وما أراده الله لها من صيانة ورعاية ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) . ولهذا لا يوجب الشرع على المرأة بعض ما أوجبه على الرجل من التكاليف الشرعية كالجهاد والإنفاق على البيت ونحو ذلك.
والعدالة : وهى شرط بدهي في كل الولايات ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) .
والعدالة تعني في جملتها : الأخلاق الفاضلة . والعدل : من تقبل شهادته تحملا وأداءا . وقد جعل الله العدالة شرطا في أصغر الولايات كحضانة الصغير ، والحكم في جزاء الصيد ، وجعلها شرطا لقبول الشهادة ، فكيف لا تكون شرطا في أعظم الولايات على الإطلاق !؟
فالفسق - وهو نقيض العدالة - يمنع من قبول الشهادة ، ومن كل ولاية دينية ، لأنه مدعاة للتساهل في تطبيق أحكام الدين ، فكيف يتصور أن يتولى فاسق ولاية أمر المسلمين فيقيم شرع الله ويجاهد في سبيل الله ويؤتمن على دماء وأموال وأعراض المسلمين .
والعلم :وهو شرط بدهي في كل ولاية ، فينبغى على كل وال أن يعلم يقينا ما يجب عليه ليقوم بأعباء منصبه على أكمل وجه . فلا يخرج بالولاية عما شرعت له من إقرار مصالح العباد والبلاد . وقد اختلف العلماء في حد العلم الذي ينبغى أن يحصله شاغل منصب الخلافة ، ومذهب الجمهور وجوب تحصيل مرتبة الاجتهاد المطلق .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 26 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
والعدالة : وهى شرط بدهي في كل الولايات ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) .
والعدالة تعني في جملتها : الأخلاق الفاضلة . والعدل : من تقبل شهادته تحملا وأداءا . وقد جعل الله العدالة شرطا في أصغر الولايات كحضانة الصغير ، والحكم في جزاء الصيد ، وجعلها شرطا لقبول الشهادة ، فكيف لا تكون شرطا في أعظم الولايات على الإطلاق !؟
فالفسق - وهو نقيض العدالة - يمنع من قبول الشهادة ، ومن كل ولاية دينية ، لأنه مدعاة للتساهل في تطبيق أحكام الدين ، فكيف يتصور أن يتولى فاسق ولاية أمر المسلمين فيقيم شرع الله ويجاهد في سبيل الله ويؤتمن على دماء وأموال وأعراض المسلمين .
والعلم :وهو شرط بدهي في كل ولاية ، فينبغى على كل وال أن يعلم يقينا ما يجب عليه ليقوم بأعباء منصبه على أكمل وجه . فلا يخرج بالولاية عما شرعت له من إقرار مصالح العباد والبلاد . وقد اختلف العلماء في حد العلم الذي ينبغى أن يحصله شاغل منصب الخلافة ، ومذهب الجمهور وجوب تحصيل مرتبة الاجتهاد المطلق .
والبلوغ : فلا تنعقد الخلافة لصغير ، وذلك لأن الصغير غير مكلف في نفسه ويحتاج إلى وصاية غيره ، فكيف يكلف بالولاية على غيره فضلا عن الولاية على سائر المسلمين !؟
والحرية : وهو شرط بدهي ، لأن العبد المملوك يخضع لغيره ولا يملك أمر نفسه ، فكيف تكون له ولاية على غيره .
والكفاءة الجسمية : وهي سلامة الأعضاء والحواس من كل نقص يؤثر في كفاءة شاغل المنصب أو المرشح له ، وقد بين العلماء أن القوة شرط أصيل في كل ولاية لأنه بدونها لا يمكن تحمل أعباء المنصب .
والقرشية : وقد أثار هذا الشرط جدلا واسعا بين مؤيد له ومعارض ، قيل : والدليل على اشتراطه قول النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( الأئمة من قريش )
قال بعض العلماء : وكما أن الصلاة لا تجوز خلف الفاسق الفاجر الظالم بل يحرم الركون إليه ، فكذلك لا يجوز أن يكون في منصب الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) .
قال تعالى : ( وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
والركون في اللغة : الركون إلى الشيء هو السكون إليه بالمحبة له والإنصات إليه ، ونقيضه النفور عنه .
المعنى : نهى الله سبحانه عن المداهنة والميل إلى الظالمين فقال : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) أي : ولا تميلوا إلى الظالمين في شيء .
وقيل : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) : لا تداهنوا الظلمة ، عن السدي وابن زيد .
وقيل : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) : الركون إلى الظالمين هو الدخول معهم في ظلمهم أو إظهار الرضا بفعلهم أو إظهار موالاتهم .
وقيل : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) : الدخول عليهم أو مخالطتهم ومعاشرتهم .
والصلاة خلف الظالم يكون فيها نوع من أعظم وأخطر أنواع الركون والمداهنة .
والمودة والطاعة نوع من أنواع الركون إلى الظالم .
والمودة والنصيحة والطاعة من الركون إلى الظالم .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 27 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
والظلم ليس على درجة واحدة ، بل هو أنواع ودرجات : فأدنى أنواعه ظلم الإنسان نفسه بالمعاصي والذنوب التي لا يتعدّى أثرها المباشر إلى غيره ، وأعلى منه ظلم الإنسان للآخرين بالاعتداء على دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم أو أيّ حقّ من حقوقهم ، وأعلى منهما أن يكون الإنسان داعيا إلى الظلم متّخذا لذلك عصبة وأعوانا وحزبا وأنصارا وسحرة كسحرة فرعون فلا يقف ظلمه عند حدّ معيّن أو عند عدد محدود من الناس وإنّما ينتشر ويتنوّع ويسعى فيه سعيا بكلّ ما أوتي من قوّة أو حيلة . وكلّ نوع من هذه الأنواع على درجات متفاوتة . وهذا التنوّع للظلم ملاحظ مشهود ، لا يحتاج إلى تدليل وبرهان .
وكثير من العلماء ، من جميع مذاهب الإسلام ، ما شدّدوا في الحذر من الركون إلى الظالمين إلاّ لما رأوا من آثار سلبيّة على أكثر من ركن إلى هؤلاء الظالمين فأساء - أوّل ما أساء - إلى سمعة الدين الإسلامي وسمعة علماء الشريعة .
والركون هو الميل والسكون ، والمودّة والرحمة ، وفيه نوع من الخضوع .
والركون أيضا يعني : المجاملة ، وإعانة هذا الظالم على ظلمه ، وأن تزيِّن للناس ما فعله هذا الظالم .
والركون إلى الظالم يدخل في نفسه أنّ له شأنا أعظم من شأن الآخرين .
وآفة العدل الركون إلى الظالمين ، لأنّ الركون إليهم هو ما يشجّعهم على التمادي في الظلم .
وأدنى مراتب الركون إلى الظالم ألاّ تمنعه من ظلم غيره ، وأعلى مراتب الركون إلى الظالم أن تزيِّن له هذا الظلم وأن تزيِّن للناس هذا الظلم .
ومن الركون الى الظالم : أن يتخذ الإنسان ظالما خليلا أو صديقا أو صاحبا أو شريكا في عمل أو صهرا. وهذه العلاقة بالظالم قد تؤدي بالإنسان الى أن يلعب دورا في ظلمه فيشاركه الإثم ، أو أن يستفيد من هذا الظلم فيحب هذا الظلم في قلبه فيأثم قلبه ، أو أن يرى الظلم فيسكت عنه وبذلك يشجع الظالم ويشاركه في الإثم ، أو أن يرى هذا الإنسان الظلم مرارا فيعتاده ولا يؤرق ضميره ولا يرى فيه إثما . وهذا يجعل الإنسان أكثر أستعدادا لأن يصبح ظالما . أو أن يكون الإنسان الراكن إلى الظالمين عرضة لدعوة المظلوم وليس بين دعوه المظلوم وبين الله حجاب فيصبح عرضه لعذاب الله وانتقامه . كل هذا يكتسبه الإنسان من الركون الى الظالمين . ومن الخطأ أن يظن الإنسان الذي يركن الى الظالمين أنه بخير مادام لا يشاركهم ظلمهم ولكنه يشاركهم ظلمهم ويأثم دون أن يدري .
والظلم في اللغة : هو وضع الشيء في غير موضعه ، قال ابن فارس : ألا تراهم يقولون من أشبه أباه فما ظلم ، أي : ما وضع الشبه في غير موضعه ، وبه قال غيره من اللغويين .
وقال ابن منظور : الظلم وضع الشيء في غير موضعه ، ومن أمثال العرب : من أشبه أباه فما ظلم ، قال الأصمعي : أي ما وضع الشبه في غير موضعه . وفي المثل : من استرعى الذئب فقد ظلم . وفي حديث ابن زمل : لزموا الطريق فلم يظلموه ، أي : لم يعدلوا عنه ، يقال : أخذ في طريق فما ظلم يمينا ولا شمالا .
وأصل الظلم : الجور ، ومجاوزة الحد .
والظلم : الميل عن القصد ، والعرب تقول : الزم هذا الصوب ولا تظلم عنه ، أي لا تجز عنه . قال سبحانه : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) ، وذلك لأنّه جعل النعمة لغير ربها .
والظلم : الجور في استخدام القوّة أو السلطة أو المال أو النفوذ .
والظلم : الاستبداد بالقوّة أو السلطة أو المال أو النفوذ .
والظلم : الاستئثار بالقوّة أو السلطة أو المال أو النفوذ .
والظلم : ضدّ العدل الذي أرسل الله به رسله وأنزل لأجله كتبه ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 28 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
والظلم في اللغة : هو وضع الشيء في غير موضعه ، قال ابن فارس : ألا تراهم يقولون من أشبه أباه فما ظلم ، أي : ما وضع الشبه في غير موضعه ، وبه قال غيره من اللغويين .
وقال ابن منظور : الظلم وضع الشيء في غير موضعه ، ومن أمثال العرب : من أشبه أباه فما ظلم ، قال الأصمعي : أي ما وضع الشبه في غير موضعه . وفي المثل : من استرعى الذئب فقد ظلم . وفي حديث ابن زمل : لزموا الطريق فلم يظلموه ، أي : لم يعدلوا عنه ، يقال : أخذ في طريق فما ظلم يمينا ولا شمالا .
وأصل الظلم : الجور ، ومجاوزة الحد .
والظلم : الميل عن القصد ، والعرب تقول : الزم هذا الصوب ولا تظلم عنه ، أي لا تجز عنه . قال سبحانه : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) ، وذلك لأنّه جعل النعمة لغير ربها .
والظلم : الجور في استخدام القوّة أو السلطة أو المال أو النفوذ .
والظلم : الاستبداد بالقوّة أو السلطة أو المال أو النفوذ .
والظلم : الاستئثار بالقوّة أو السلطة أو المال أو النفوذ .
والظلم : ضدّ العدل الذي أرسل الله به رسله وأنزل لأجله كتبه ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
ومن المعروف أن الظالم الناكث لعهد الله ، والناقض لدساتيره وحدوده ، والمعتدي على دماء أو أموال أو أعراض المسلمين ، هو على شفا جرف هار سوف ينهار به في نار جهنم في أيّ وقت ، فلا يؤتمن على شيء ولا تلقى إليه مقاليد الخلافة ( ولاية الأمر ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) ، لأنّه على مقربة من الخيانة والتعدّي ، فكيف يصح أن يكون إماما مطاعا ، نافذا قوله ، مشروعا تصرفه ، إلى غير ذلك من شؤون الإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) !؟
وقد بيّن الله سبحانه وتعالى ذلك ، لأنّه سبحانه لمّا أسبغ ثوب الإمامة على خليله ونصبه إماما للناس ودعا إبراهيم أن يجعل من ذريته إماما ، فأُجيب بأنّ الإمامة وثيقة إلهية قيّمة لا تنال الظالمين ، لأنّ الإمام هو الموجّه الديني والقائد المدني والمطاع بين الناس والمؤتمن على النفوس والأموال والأعراض والقائد للمجتمع إلى السعادة والعزّة والكرامة والمحافظ على جميع حقوق الإنسان ، فيجب أن يكون عادلا وعلى الصراط السوي المستقيم حتى يكون أمره ونهيه وتصرّفه سليما ومقبولا .
والظالم هو المتجاوز عن الحدّ ، المتمايل عن الصراط إلى اليمين والشمال ، الواضع للشيء في غيرموضعه ، الذي لا يزن أقواله وأعماله وسلوكه بميزان العدل الدقيق ، فلا يصلح لهذا المنصب وحدوده أبدا .
ومن المعروف أن المناصب والمقامات تعيّن شروطها بنفسها ، فمدير المستشفى له شروط تختلف عن شروط قائد الجيش ، وهكذا .
فالإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) الّتي تؤتمن على النفوس والأموال والأعراض ، وبها يناط حفظ الشرع والقوانين ، يجب أن يكون القائم بها إنسانا مثاليا مالكا لنفسه وغرائزه ، حتى لا يتجاوز في حكمه عن الحد ، وفي قضائه عن الحق .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 29 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومن المعروف أن الظالم الناكث لعهد الله ، والناقض لدساتيره وحدوده ، والمعتدي على دماء أو أموال أو أعراض المسلمين ، هو على شفا جرف هار سوف ينهار به في نار جهنم في أيّ وقت ، فلا يؤتمن على شيء ولا تلقى إليه مقاليد الخلافة ( ولاية الأمر ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) ، لأنّه على مقربة من الخيانة والتعدّي ، فكيف يصح أن يكون إماما مطاعا ، نافذا قوله ، مشروعا تصرفه ، إلى غير ذلك من شؤون الإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) !؟
وقد بيّن الله سبحانه وتعالى ذلك ، لأنّه سبحانه لمّا أسبغ ثوب الإمامة على خليله ونصبه إماما للناس ودعا إبراهيم أن يجعل من ذريته إماما ، فأُجيب بأنّ الإمامة وثيقة إلهية قيّمة لا تنال الظالمين ، لأنّ الإمام هو الموجّه الديني والقائد المدني والمطاع بين الناس والمؤتمن على النفوس والأموال والأعراض والقائد للمجتمع إلى السعادة والعزّة والكرامة والمحافظ على جميع حقوق الإنسان ، فيجب أن يكون عادلا وعلى الصراط السوي المستقيم حتى يكون أمره ونهيه وتصرّفه سليما ومقبولا .
والظالم هو المتجاوز عن الحدّ ، المتمايل عن الصراط إلى اليمين والشمال ، الواضع للشيء في غيرموضعه ، الذي لا يزن أقواله وأعماله وسلوكه بميزان العدل الدقيق ، فلا يصلح لهذا المنصب وحدوده أبدا .
ومن المعروف أن المناصب والمقامات تعيّن شروطها بنفسها ، فمدير المستشفى له شروط تختلف عن شروط قائد الجيش ، وهكذا .
فالإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) الّتي تؤتمن على النفوس والأموال والأعراض ، وبها يناط حفظ الشرع والقوانين ، يجب أن يكون القائم بها إنسانا مثاليا مالكا لنفسه وغرائزه ، حتى لا يتجاوز في حكمه عن الحد ، وفي قضائه عن الحق .
قال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
والمستفاد من هذه الآية الكريمة انّ الظلم بشتى ألوانه مانع من النيل لمقام الإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) ، لأنّ كلمة ( الظالمين ) بحكم كونها محلاّة باللام تفيد الاستغراق في الأفراد ، فإذا كان الظالمون بعامة أفرادهم ممنوعين من الارتقاء إلى هذا المقام ، يكون الظلم بكل ألوانه وصوره مانعا عن الرقي والنيل لهذا المنصب ، فالاستغراق في جانب الأفراد يستلزم الاستغراق في جانب الظلم وأقسامه وتكون النتيجة مانعية كل فرد .
فالآية تستغرق جميع الظالمين ، وتسلب الصلاحية عن كل فرد منهم ، و تفيد بأنّ الظلم بأي شكل كان مانع عن الارتقاء إلى الإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) ، فالاستغراق في ناحية الأفراد يلازم الاستغراق في أقسام الظلم ودرجاته .
فتكون النتيجة : انّ من صدق عليه انّه ظالم يكون ممنوعا من نيل هذا المقام الرفيع .
واللازم هو إثبات أنّ المتلبّس بالظلم ، لا يصلح للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد على أن الظالم لا يصلح للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) .
من المعروف أنّ الهدف الأسمى من تنصيب أمثال الخليل عليه السلام للإمامة هو تحقيق الشريعة الإلهية بين الناس ، فإذا كان الإمام عادلا نزيها ورعا تقيّا مثاليا نقيّ الثوب مشرق الصحيفة ناصع السلوك ، يكون لأمره ونهيه نفوذ في القلوب ، ولا تكون إمامته محل طعن من قبل الناس ، بل يستقبله الناس بالإجلال والإكبار ، لأنّ الناس لا يرون منه عصيانا ولا زلة ، بل هوقائم على الصراط السوي المستقيم غير مائل عنه ، وعند ذلك يتحقّق الهدف الأسمى من الإمامة .
ولكن إذا كان ظالما أو سارقا أو فاسدا أو فاسقا مقترفا للمعاصي مجترحا للسيئات ، فهوغرض لسهام الناقدين ، ولا يمكن أن ينفذ قوله وتقبل قيادته بسهولة ، بل يقع موردا للاعتراض بأنّه يقترف الذنوب ويعمل المعاصي ويتبنّى الباطل ، وعند ذلك لا يتحقق الهدف الّذي لأجله جعلت له الإمامة .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 30 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
والمستفاد من هذه الآية الكريمة انّ الظلم بشتى ألوانه مانع من النيل لمقام الإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) ، لأنّ كلمة ( الظالمين ) بحكم كونها محلاّة باللام تفيد الاستغراق في الأفراد ، فإذا كان الظالمون بعامة أفرادهم ممنوعين من الارتقاء إلى هذا المقام ، يكون الظلم بكل ألوانه وصوره مانعا عن الرقي والنيل لهذا المنصب ، فالاستغراق في جانب الأفراد يستلزم الاستغراق في جانب الظلم وأقسامه وتكون النتيجة مانعية كل ظالم .
فالآية تستغرق جميع الظالمين ، وتسلب الصلاحية عن كل فرد منهم ، و تفيد بأنّ الظلم بأي شكل كان مانع عن الارتقاء إلى الإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) ، فالاستغراق في ناحية الأفراد يلازم الاستغراق في أقسام الظلم ودرجاته .
فتكون النتيجة : انّ من صدق عليه انّه ظالم يكون ممنوعا من نيل هذا المقام الرفيع .
واللازم هو إثبات أنّ المتلبّس بالظلم ، لا يصلح للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد على على أن الظالم لا يصلح للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) .
من المعروف أنّ الهدف الأسمى من تنصيب أمثال الخليل عليه السلام للإمامة هو تحقيق الشريعة الإلهية بين الناس ، فإذا كان الإمام عادلا نزيها ورعا تقيّا مثاليا نقيّ الثوب مشرق الصحيفة ناصع السلوك ، يكون لأمره ونهيه نفوذ في القلوب ، ولا تكون إمامته محل طعن من قبل الناس ، بل يستقبله الناس بالإجلال والإكبار ، لأنّ الناس لا يرون منه عصيانا ولا زلة ، بل هوقائم على الصراط السوي المستقيم غير مائل عنه ، وعند ذلك يتحقّق الهدف الأسمى من الإمامة .
ولكن إذا كان ظالما أو سارقا أو فاسدا أو فاسقا مقترفا للمعاصي مجترحا للسيئات ، فهوغرض لسهام الناقدين ، ولا يمكن أن ينفذ قوله وتقبل قيادته بسهولة ، بل يقع موردا للاعتراض بأنّه يقترف الذنوب ويعمل المعاصي ويتبنّى الباطل ، وعند ذلك لا يتحقق الهدف الّذي لأجله جعلت له الإمامة .
ومن أهمّ ما يستفاد من الآية الكريمة : لزوم كون المتصدي للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) نقي الصحيفة عادلا عدلا غير ظالم .
كما انّ نفي صلاحية الظالم للتصدّي للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) لا يثبت إلاّ صلاحية تصدّي العادل دون غيره .
ومن المهم معرفة أنّ هذه العدالة غير المطلقة لا تلازم العصمة ، ولأجل ذلك ربّما يقترف العادل بعض المعاصي الشخصية الصغيرة ( الصغائر ) الخاصة به هو ، وإن كان يتوب بسرعة ، لكنّها ليست عدالة مطلقة ، بل عدالة خاصة لا تنافي صدور المعصية الصغيرة ( الصغائر ) .
وأمّا العدالة المطلقة في جميع سنيّ العمر ، والالتزام بالحق قولا وفعلا ، عقيدة وعملا ، بلا انحراف ، والطهارة من الرجس ، فهي عبارة أُخرى عن العصمة ، ولا تتحقق إلاّ بالموهبة الإلهية المفاضة من الله سبحانه على عباده المخلصين المنصوص عليهم ( كما هم الأئمة المعصومون عند الشيعة ) .
وأهل السنة يشترطون في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) شروطا أهمّها : العلم ، والعدالة ، والكفاءة ، وسلامة الحواس والأعضاء .
العلم : أمّا العلم ، فلأنه منفذ أحكام الله ، ومتى كان جاهلا لا يمكنه تنفيذها كما أمر الله ورسوله .
العدالة : أمّا العدالة ، فلأن منصب الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) منصب ديني قبل أن يكون دنيويا ، فهو ينظر في سائر الأحكام التي تشترط فيها العدالة ، فأولى بشروطها فيه .
الكفاءة : أمّا الكفاءة ، فأن يكون جريئا على إقامة الحدود ، واقتحام الحروب بصيرا بها كفيلا بحمل الناس عليها ، عالما بأحوال الدهاء ، قويا على معاندة السياسة والإدارة ، ليصلح له ما أسند إليه من حماية الدين وجهاد العدو وإقامة الأحكام وتدبير المصالح .
سلامة الحواس والأعضاء : بأن يكون سليم الحواس والأعضاء ، مما يؤثر فقدانه في الرأي والعمل ، ويلحق بذلك العجز عن التصرف لصغر أو كبر أو مرض أو غيرها .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 31 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومن أهمّ ما يستفاد من الآية الكريمة : لزوم كون المتصدي للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) نقي الصحيفة عادلا عدلا غير ظالم .
كما انّ نفي صلاحية الظالم للتصدّي للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) لا يثبت إلاّ صلاحية تصدّي العادل دون غيره .
ومن المهم معرفة أنّ هذه العدالة غير المطلقة لا تلازم العصمة ، ولأجل ذلك ربّما يقترف العادل بعض المعاصي الشخصية الصغيرة ( الصغائر ) الخاصة به هو ، وإن كان يتوب بسرعة ، لكنّها ليست عدالة مطلقة ، بل عدالة خاصة لا تنافي صدور المعصية الصغيرة ( الصغائر ) .
وأمّا العدالة المطلقة في جميع سنيّ العمر ، والالتزام بالحق قولا وفعلا ، عقيدة وعملا ، بلا انحراف ، والطهارة من الرجس ، فهي عبارة أُخرى عن العصمة ، ولا تتحقق إلاّ بالموهبة الإلهية المفاضة من الله سبحانه على عباده المخلصين المنصوص عليهم ( كما هم الأئمة المعصومون عند الشيعة ) .
وأهل السنة يشترطون في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) شروطا أهمّها : العلم ، والعدالة ، والكفاءة ، وسلامة الحواس والأعضاء .
العلم : أمّا العلم ، فلأنه منفذ أحكام الله ، ومتى كان جاهلا لا يمكنه تنفيذها كما أمر الله ورسوله .
العدالة : أمّا العدالة ، فلأن منصب الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) منصب ديني قبل أن يكون دنيويا ، فهو ينظر في سائر الأحكام التي تشترط فيها العدالة ، فأولى بشروطها فيه .
الكفاءة : أمّا الكفاءة ، فأن يكون جريئا على إقامة الحدود ، واقتحام الحروب بصيرا بها كفيلا بحمل الناس عليها ، عالما بأحوال الدهاء ، قويا على معاندة السياسة والإدارة ، ليصلح له ما أسند إليه من حماية الدين وجهاد العدو وإقامة الأحكام وتدبير المصالح .
سلامة الحواس والأعضاء : بأن يكون سليم الحواس والأعضاء ، مما يؤثر فقدانه في الرأي والعمل ، ويلحق بذلك العجز عن التصرف لصغر أو كبر أو مرض أو غيرها .
أمّا الماوردي فيرى أن من الشروط المعتبرة في من يتصدى للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) :
العدالة على شروطها الجامعة ،
والعلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام ،
وسلامة الحواس من السمع والبصر واللسان ، ليصح معها مباشرة ما يدرك بها ،
وسلامة الأعضاء من نقص يمنع عن استيفاء الحركة وسرعة النهوض ،
والرأي المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح ،
ويذهب القلقشندي في مآثر الأناقة في معالم الخلافة : إلى أن الشافعية إنما يرون في شروط عقد الإمامة ، أربعة عشر شرطا في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) :
أولها : الذكورة ، يقول القلقشندي : والمعنى في ذلك أن الإمام لا يستغني عن الاختلاط بالرجال ، والمشاورة معهم في الأمور ، والمرأة ممنوعة من ذلك ، ولأن المرأة ناقصة في أمر نفسها ، حتى لا تملك النكاح ، فلا تجعل إليها الولاية على غيرها .
والثاني : البلوغ ، فلا تنعقد إمامة الصبي ، لأنه مولى عليه ، والنظر في أموره إلى غيره ، فكيف يجوز أن يكون ناظرا في أمور الأمة ؟ على أنه ربما أخل بالأمور قصدا لعلمه بعدم التكليف .
والثالث : العقل ، فلا تنعقد إمامة ذاهب العقل بجنون أو غيره ، لأن العقل آية التدبير ، فإذا فات العقل فات التدبير .
والرابع : البصر ، فلا تنعقد إمامة الأعمى ، لأنه منع ولاية القضاء وجواز الشهادة ، فمنعه صحة الإمامة أولى .
والخامس : السمع ، فلا تنعقد إمامة الأصم ، الذي لا يسمع البتة ، واختلف في ثقل السمع .
والسادس : سلامة الأعضاء من نقص يمنع استيفاء الحركة وسرعة النهوض ، لعجزه عما يلحقه من حقوق الأمة .
والسابع : النطق ، فلا تنعقد إمامة الأخرس ، واختلف في تمتمة اللسان فقيل يمنع ، وقيل لا يمنع .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 32 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
أمّا الماوردي فيرى أن من الشروط المعتبرة في من يتصدى للإمامة ( ولاية الأمر ، الخلافة ، الحكم ، الولاية ، القيادة ) :
العدالة على شروطها الجامعة ،
والعلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام ،
وسلامة الحواس من السمع والبصر واللسان ، ليصح معها مباشرة ما يدرك بها ،
وسلامة الأعضاء من نقص يمنع عن استيفاء الحركة وسرعة النهوض ،
والرأي المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح ،
ويذهب القلقشندي في مآثر الأناقة في معالم الخلافة : إلى أن الشافعية إنما يرون في شروط عقد الإمامة ، أربعة عشر شرطا في الإمام ( ولي الأمر ، الخليفة ، الحاكم ، الوالي ، القائد ) :
أولها : الذكورة ، يقول القلقشندي : والمعنى في ذلك أن الإمام لا يستغني عن الاختلاط بالرجال ، والمشاورة معهم في الأمور ، والمرأة ممنوعة من ذلك ، ولأن المرأة ناقصة في أمر نفسها ، حتى لا تملك النكاح ، فلا تجعل إليها الولاية على غيرها .
والثاني : البلوغ ، فلا تنعقد إمامة الصبي ، لأنه مولى عليه ، والنظر في أموره إلى غيره ، فكيف يجوز أن يكون ناظرا في أمور الأمة ؟ على أنه ربما أخل بالأمور قصدا لعلمه بعدم التكليف .
والثالث : العقل ، فلا تنعقد إمامة ذاهب العقل بجنون أو غيره ، لأن العقل آية التدبير ، فإذا فات العقل فات التدبير .
والرابع : البصر ، فلا تنعقد إمامة الأعمى ، لأنه منع ولاية القضاء وجواز الشهادة ، فمنعه صحة الإمامة أولى .
والخامس : السمع ، فلا تنعقد إمامة الأصم ، الذي لا يسمع البتة ، واختلف في ثقل السمع .
والسادس : سلامة الأعضاء من نقص يمنع استيفاء الحركة وسرعة النهوض ، لعجزه عما يلحقه من حقوق الأمة .
والسابع : النطق ، فلا تنعقد إمامة الأخرس ، واختلف في تمتمة اللسان فقيل يمنع ، وقيل لا يمنع .
والثامن : الحرية ، فلا تنعقد إمامة من فيه رق كالقن الكامل العبودية ، والمبعض ، من فيه جزء حر وجزء رقيق ، والمكاتب المفروض عليه مال إن أداه أعتق ، والمدبر من شرط عتقه بعد موت سيده ، والمعلق عتقه بصفة ، لأن الرقيق محجوز للسيد فأموره تصدر عن رأي غيره ، فكيف يصلح لولاية الأمة !؟
والتاسع : الإسلام ، فلا تنعقد أبدا إمامة الكافر ( ومن يشكّ في صحّة إسلامه ) ، لأنه لا يراعي مصلحة الإسلام والمسلمين .
والعاشر : العدالة ، فلا تنعقد إمامة الفاسق ( والفاجر والظالم والسارق وما أشبه ) .
الحادي عشر : الشجاعة والنجدة ، فلا تنعقد إمامة الجبان .
الثاني عشر : العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام ، فلا تنعقد إمامة غير العالم بذلك .
الثالث عشر : صحة الرأي والتدين ، فلا تنعقد إمامة ( ضعيف الدين ) أو الرأي ، لأن الحوادث التي تكون في دار الإسلام ترفع إليه ، ولا يتبين له طريق المصلحة ، إلا إذا كان ذا ( دين سليم ) ورأي صحيح وتدبير سائغ .
الرابع عشر : النسب ، فلا تنعقد الإمامة بدونه ، والمراد أن يكون من قريش ، لحديث الأئمة من قريش ، وقال الماوردي بالإجماع عليه .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 33 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
والثامن : الحرية ، فلا تنعقد إمامة من فيه رق كالقن الكامل العبودية ، والمبعض ، من فيه جزء حر وجزء رقيق ، والمكاتب المفروض عليه مال إن أداه أعتق ، والمدبر من شرط عتقه بعد موت سيده ، والمعلق عتقه بصفة ، لأن الرقيق محجوز للسيد فأموره تصدر عن رأي غيره ، فكيف يصلح لولاية الأمة !؟
والتاسع : الإسلام ، فلا تنعقد أبدا إمامة الكافر ( ومن يشكّ في صحّة إسلامه ) ، لأنه لا يراعي مصلحة الإسلام والمسلمين .
والعاشر : العدالة ، فلا تنعقد إمامة الفاسق ( والفاجر والظالم والسارق وما أشبه ) .
الحادي عشر : الشجاعة والنجدة ، فلا تنعقد إمامة الجبان .
الثاني عشر : العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام ، فلا تنعقد إمامة غير العالم بذلك .
الثالث عشر : صحة الرأي والتدين ، فلا تنعقد إمامة ( ضعيف الدين ) أو الرأي ، لأن الحوادث التي تكون في دار الإسلام ترفع إليه ، ولا يتبين له طريق المصلحة ، إلا إذا كان ذا ( دين سليم ) ورأي صحيح وتدبير سائغ .
الرابع عشر : النسب ، فلا تنعقد الإمامة بدونه ، والمراد أن يكون من قريش ، لحديث الأئمة من قريش ، وقال الماوردي بالإجماع عليه .
ويقول البغدادي : وقالوا : ( أي أهل السنة ) : ومن شروط الإمام : العلم ، والعدالة ، والسياسة ، وأوجبوا في العلم ما يصير به من أهل الاجتهاد في الأحكام الشرعية ، وأوجبوا من عدالته أن يكون ممن يجوز حكم الحاكم بشهادته وذلك بأن يكون عدلا في دينه مصلحا لما له وحاله غير مرتكب لكبيرة ولا مصرّ على صغيرة ولا تارك للمروءة في جل أسبابه وليس من شرطه العصمة من الذنوب كلها خلاف قول الإمامية : إن الإمام يكون معصوما من الذنوب كلها .
وأما الزيدية ، فشروط الإمامة عندهم أربعة عشر شرطا :
الأول : البلوغ والعقل ، فلا وصية لصبي ولا لمجنون ، إذ لا ولاية لهما على نفسيهما ، فالأولى ألا يكون على غيرهما .
والثاني : الذكورة ، وذلك لأن المرأة لا تتولى بعض أمور نفسها ، فكيف تتولى أمور غيرها ، ولأنها ممنوعة من مخالطة الرجال .
الثالث : الحرية ، إذ العبد مملوك الرقبة والتصرف .
الرابع : المنصب ، أي أن يكون الإمام على صفة مخصوصة ، وبإذن من الشارع ، واختيار منه ، وإلا لوقع الفساد .
الخامس : الاجتهاد لقوله تعالى : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ، والذي يهدي إلى الحق لا يكون إلا مجتهدا ، ولا يخلو الزمان من مجتهد متمكن من استنباط الأحكام .
السادس : الورع ، لقوله تعالى : ( لا ينال عهدي الظالمين ) ، فلا تصح إمامة الفاسق ، وإنما يشترط في الإمام إتيان الواجبات واجتناب المحرمات ، ولا يشترط يحيى بن حمزة بلوغ أعلى درجات الورع وإنما مقدار ما يحصل به اجتناب الكبائر .
السابع : اجتناب الحرف الدنيئة ، لأنها تخل بالعدالة ، على أن هناك من يرى في العدالة أمرا خلقيا ، لا صلة له بالحرفة ، ما دامت حلالا .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 34 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ويقول البغدادي : وقالوا : ( أي أهل السنة ) : ومن شروط الإمام : العلم ، والعدالة ، والسياسة ، وأوجبوا في العلم ما يصير به من أهل الاجتهاد في الأحكام الشرعية ، وأوجبوا من عدالته أن يكون ممن يجوز حكم الحاكم بشهادته وذلك بأن يكون عدلا في دينه مصلحا لما له وحاله غير مرتكب لكبيرة ولا مصرّ على صغيرة ولا تارك للمروءة في جل أسبابه وليس من شرطه العصمة من الذنوب كلها خلاف قول الإمامية : إن الإمام يكون معصوما من الذنوب كلها .
وأما الزيدية ، فشروط الإمامة عندهم أربعة عشر شرطا :
الأول : البلوغ والعقل ، فلا وصية لصبي ولا لمجنون ، إذ لا ولاية لهما على نفسيهما ، فالأولى ألا يكون على غيرهما .
والثاني : الذكورة ، وذلك لأن المرأة لا تتولى بعض أمور نفسها ، فكيف تتولى أمور غيرها ، ولأنها ممنوعة من مخالطة الرجال .
الثالث : الحرية ، إذ العبد مملوك الرقبة والتصرف .
الرابع : المنصب ، أي أن يكون الإمام على صفة مخصوصة ، وبإذن من الشارع ، واختيار منه ، وإلا لوقع الفساد .
الخامس : الاجتهاد لقوله تعالى : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ، والذي يهدي إلى الحق لا يكون إلا مجتهدا ، ولا يخلو الزمان من مجتهد متمكن من استنباط الأحكام .
السادس : الورع ، لقوله تعالى : ( لا ينال عهدي الظالمين ) ، فلا تصح إمامة الفاسق ، وإنما يشترط في الإمام إتيان الواجبات واجتناب المحرمات ، ولا يشترط يحيى بن حمزة بلوغ أعلى درجات الورع وإنما مقدار ما يحصل به اجتناب الكبائر .
السابع : اجتناب الحرف الدنيئة ، لأنها تخل بالعدالة ، على أن هناك من يرى في العدالة أمرا خلقيا ، لا صلة له بالحرفة ، ما دامت حلالا .
الثامن : الأفضلية ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من ولى رجلا وهو يعلم أن غيره أفضل منه ، فقد خان الله في أرضه ) . وهذا قول الزيدية وبعض المعتزلة والإمامية ووافقهم عليه جمع من علماء المذاهب الأخرى .
التاسع : الشجاعة ، أي أن يكون من رباطة الجأش ما يتمكن معها من تدبير الحروب عند فشل الجموع ، لئلا تتحطم جيوش المسلمين .
العاشر : التدبير ، فتكون آراؤه صالحة وأنظاره ثاقبة وسياسته حسنة ، ولا يشترط أن لا يخطئ في ذلك بل يكون أغلب أحواله السلامة .
الحادي عشر : القدرة على القيام بمهام الإمامة وأمور المسلمين ، وهذا يقتضي أن لا يكون عاجزا ، ضعيفا ، ضيقا قلبه .
الثاني عشر : السخاء ، بوضع الحقوق في مواضعها ، فلا يمنع أهل الحقوق حقوقهم ، وعليه التحري في ذلك ، لأن منع المستحق حيف وميل عن الحق تسقط به العدالة .
الثالث عشر : السلامة من المنفرات كالجذام والبرص ، وغير ذلك مما ينفر ، ليتمكن من مخالطة المسلمين .
الرابع عشر : سلامة الحواس والأطراف ، فلا يكون أعمى ، ولا أصم ، ولا أشل ، ولا أعرج ، ولا على صفة تعجزه عن أمر تدبير أمور المسلمين .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
إن شاء الله تعالى ، ستكون الحقوق المادية لهذه السلسلة غير محفوظة . فبعد الانتهاء منها وصدور الطبعة الأولى - مجانا - ، يكون الطبع والنشر والتوزيع والاقتباس والترجمة - وبكافّة الوسائل - من حقّ الجميع ، بشرط عدم إجراء أيّ تعديل أو نقص أو زيادة ولو بحرف واحد إلّا ما يستلزمه التصحيح اللغوي والإملائي والمطبعي أو الترجمة ، مع احتفاظي بالحقوق الأدبية والمعنوية في جميع الأحوال ، حتى لا ينقطع عملي . ويكفيني الدعاء .

ولمن يتابع سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
سلسلة : العدل والظلم ، والعدل والظلم في ميزان الإسلام ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والدماء ، والأموال والأملاك العامّة والخاصّة ، والأعراض ، والاحتساب ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ، والمناصحة ، والمعارضة ، والإصلاح ، والمقاومة ، والجهاد ، والخروج ، والثورة ، والتغيير ، والبغي ، والفتنة ، والحرابة ، والإمامة ، والخلافة ، والدولة ، والحكومة ، والحكم ، والسلطات ( التشريعية ، والتنفيذية ، والقضائية ، والرقابية ومنها الإعلامية ) ، والطاعة ، والولاء والبراء ، والشورى ، والديمقراطية ، والاستئثار ، والاستبداد ، والطغيان ، والعدوان ، والخيانة ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ( التشرّد : كون الإنسان لا يستطيع أن يملك منزلا ملائما ) ، والقمع ، والاعتقال ، والتحقيق ، والتعذيب ، والسجن ، والإفلات من العقاب ، وغيرها . ( دراسات وبحوث إسلامية ، ومقارنة ) ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلمية بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الثقافية والإعلامية ، وإن كان لكلّ منها مجاله ، أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم ، مستشهدا ومسترشدا بالآية الكريمة : ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
ولابدّ للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) و : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ) .
وأوجز ما قلت في مقدّمات الأجزاء السابقة بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، والعدل والظلم في ميزان الإسلام ، ومواضيع وقضايا ذات صلة . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن والسنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على العلم والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والإصلاح والتغيير والدعاء وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، التي هي الأساس والمصدر والمورد ، ففيها مواضيع وقضايا فكرية وحقوقية ولغوية واقتصادية واجتماعية وسياسية وإعلامية وطبيعية .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وتحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق وتبيينها . قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) .
وهذه السلسلة ، أستند فيها - بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والاستعانة به - إلى عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي .
قال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
وما نشرته من هذه السلسلة - حتى الآن - ليس فتاوى ولا اجتهادات ملزمة ، ولا دعوة للخروج أو الثورة أو الفتنة ، ولا تحريضا على أحد ، وليس خاصّا بزمان أو مكان أو حدث أو شخص معيّن ، بل بحوث ودراسات ، وعرض لاجتهادات وأقوال وآراء ومواقف علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، وغيرهم ، وأمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وسوف يتبع ذلك - إن شاء الله تعالى - مناقشة المهمّ منها ، وبحث في مطابقته للحقائق والوقائع ، وموافقته للإسلام ، للشرع والعقل ، والاجتهاد في ذلك .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، في أكثر من ألف وخمسمائة ( 1500 ) حلقة ( في اثنين وستين - 62 - مجموعة ) ، مع نشر الجزء الخامس - هو كتابات موجزة .
وبعد استيفاء ما يستجدّ ويرد ، والتحقيق والمراجعة ، واكتمال السلسلة ، سأقوم بتصنيفها وطباعتها إن شاء الله تعالى .
وأرجو من كلّ قادر النظر في هذه السلسلة العلمية ، والمشاركة فيها بالملاحظات والإضافات والحوار الموضوعي ، وعدم إهمالها ، بل وإكمالها - إن متّ أو حبسني حابس لا فكاك منه قبل إكمالها - ، للوصول بها إلى الغاية .
وقد يشفع لي - في هذا الرجاء - أملي في استفادة الناس كافّة من نتائجها الحسنة ، وما بذلت فيها من جهود ومحاولات للكشف عن طريق من طرق الأمن والفوز والسعادة في الدارين وللتخلّص من الانغلاق والجهل والتبعية ولالتماس الحقّ والعدل والصواب دون مجاملة أو تعصّب لرأي أو لأحد ، وأنها تجمع وتضبط في كيان واحد عشرات المواضيع والقضايا المهمّة والمشتّتة في مظانّها المتفرّقة في مختلف المجالات والعلوم ، ممّا يعدّ تيسيرا لطلبة العلم والدعاة والوعّاظ والمبلّغين والمحتسبين والمصلحين والحقوقيين والباحثين والدارسين والمستضعفين والمظلومين وأصحاب الحقوق .
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
* ملاحظاتكم ، سيكون لها دور - إن شاء الله تعالى - في تصحيح ما قد يوجد في هذه السلسلة العلمية من أخطاء غير مقصودة .
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
2 23 الإسلام العدل في ميزان والظلم
عودة
أعلى