العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )

  • تاريخ البدء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال الله تعالى : ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ) ، وهذا إخبار من الله سبحانه وتعالى أن لا يتصور الظالم أن الله غافل عن هذا الظلم ، وإذا كان الله يمهل الظالم فهذا من الاستدراج وليس غفلة من الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ﴾ .
والله سبحانه وتعالى يصف حال الظالم - المغرور المتكبر المتجبر المستبد - يوم القيامة ، بأنها حال الذلّ والهوان على عكس حال الجبروت والطغيان التي كان عليها في الدنيا ، بعد أن كان يمشي في الأرض مرحا ويريد أن يطاول الجبال ، يأتي مهطعا مقنع الرأس ﴿ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ ﴾ ذلا وحياء وخوفا ورهبة ، ﴿ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾ لا يستطيعون أن ينظروا بأبصارهم .
تتلاشى الثقة المزيّفة وتحلّ مكانها شدة الهلع ورجفة الخوف التي تملأ نفس الظالم ، عقابا من الله تعالى بسبب ما ملأ قلوب الناس من خوف ورعب ، فيكون جزاؤه يوم القيامة أن يملأ قلبه الرعب ، حتى لا تكاد عيناه تستقران على شيء ﴿ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾ ، إذا نظر من شدة الخوف لا يستطيع أن يغمض عيناه ، ﴿ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ وقلوبهم فارغة من كل شيء .
عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما روى عن اللَّه تبارك وتعالى أَنّه قال : ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا ، فَلاَ تَظَالَمُوا ) .
وعنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( اتَّقُوا الظُّلْمَ ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
وعقوبة الظلم لابدّ أن تحلّ بالظالم ، عاجلا أو آجلا ، في الدنيا أو الآخرة . ومهما يطل الزمان بالظالم ، فإن الله تعالى لا بد أن يأخذه ، وأن يشدّد في أخذه ، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ، ثُمَّ قَرَأَ : وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) .
وعقوبة الظلم ليست خاصّة بالأفراد ، بل تشمل المجتمعات والدول والأمم ، قال الله تعالى : ﴿ فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ) .
وعادة يكون هلاك الظالم على يد شركائه في الظلم ، يسلط الله عليه ظالما مثله ، وينتقم منهما في الدنيا ، ثم في الآخرة .
وقد يؤخر الله عقاب الظالمين ، ولكن عقوبتهم أكيدة ولا مجال لنسيانها .
قد ينام الظالم غافلا عمّا عمل ولاهيا عن آثار أعماله ، والمظلوم قائم بالليل يشكو إلى ربّه ويطلب منه المدد والعون والنصر ، ويقول : ربّ إني مظلوم فانتصر . تخرج الدعوة من المظلوم ، فلا يمنعها من الله شيء ، وتفتح لها أبواب السماء .
عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ) .
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ : الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ ، وَالإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ : وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) .
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أنه ينصر المظلوم وينتقم من الظالم ويقطع دابره ولو بعد حين ، حين يفرح الظالم بظلمه ويستعلى بجبروته ، يقول تعالى : ﴿ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ) .
والعدل هو الذي يجعل الناس في راحة وأمن وطمأنينة في الدنيا والآخرة .
والظلم هو الذي يجعل الناس في تعب وخوف واضطراب في الدنيا والآخرة .
والعدل خير دواء .
والظلم جرثومة خبيثة متى فشت في أمة ، أهلكها الله عز وجل .
وأعظم الناس ظلما من ظلم الناس لغيره .
وأعظم الظلم وأشدّه وأوجعه ما جاءك ممّن واجبه أن يحميك من الظلم .
وأشدّ الناس حمقا وغباءا وتهوّرا من يعاون أو يجامل الظالم في ظلمه ، لأنه باع آخرته ليكسب غيره دنياه .
ومن أمارات الهلاك أن لا يقول الناس كلمة الحقّ للظالم : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم ) .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
وسوف أعرض ، أيضا ، في هذا الجزء من هذه السلسلة العلمية أقوال وآراء علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، ثم نعود لمناقشها .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 2 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال بعض العلماء : من أعظم صور الظلم وأشدها وبالا ظلم الحاكم لرعيته ، وظلم الوالي أهل ولايته ، لأن الناس إنما ينصبون الحكام والرؤساء ليحققوا العدل فيما بينهم ، ولكي يأخذوا للضعيف حقه من القوي وللمظلوم حقه من الظالم ، فإذا صار الحاكم هو الظالم فقد اقترب الهلاك ، إذا صار الذي من واجبه أن يرسي دعائم العدل هو الذي يقوّض العدل ويقيم الظلم فقد اقترب الهلاك.
وإذا جار الحاكم وظلم ، فإنه يشجع الناس على الظلم .
وحين يكون الحاكم ظالما يتتبع السقطات والعورات والهنّات ، يتتبع الناس ليوقعهم في الشر ، يتصنت عليهم ليوقعهم في البلاء ، يلتمس معايبهم ليملأ بهم السجون ، فإنه يفسد الدنيا .
إن من واجب الحاكم أن يرسي العدل وأن يؤمّن الناس ، وأن يعيش الناس في ظله آمنين .
كان معاوية بن أبي سفيان قائما على المنبر يخطب ، فقام أحد المسلمين من التابعين ، هو أبو مسلم الخولاني ، فقال : يا معاوية ، قال : نعم ، قال : يا معاوية ، إنما أنت قبر من القبور ( أي غايتك في النهاية أنك ستصير في قبر ولن تخلد في هذه الدنيا ) ، إن جئت بشيء كان لك شيء ، وإن لم تجئ بشيء لم يكن لك شيء ( يعني لم يكن لك في هذا القبر إلا ما قدمت ) ، يا معاوية : لا تحسبن الحكم جمع المال وتفريقه ، إنما الحكم : القول بالحق والعمل بالمعدلة .
أي : إن العدل والصلاح ينبعان من الحاكم ، فإذا كان عادلا صالحا ، فلا يؤثّر كثيرا أن يكون هنا مسؤول يظلم شيئا يسيرا أو هناك مسؤول يفسد فسادا يسيرا ؛ لأن عدل وصلاح الحاكم سوف يمحو ويعالج هذه المظالم والمفاسد ، أما لو كان المسؤولون من حوله عدولا صالحين وهو الظالم الفاسد ، فسوف يتحولون جميعا إلى ظلمة فاسدين .
ثم يقول هذا الرجل لمعاوية : يا معاوية إياك أن تحيف على قبيلة من القبائل فيذهب حيفك بعدلك ( أي يذهب الظلم بالعدل ) .
وهذا هو الإنكار العلني والمجاهرة به في محضر من الملأ ، قبل معاوية النصيحة أو لم يقبلها .
فالظلم أو الفساد إذا كانا من الحاكم ، كانا أشد فتكا وأعظم ضررا ، وهذا من أعظم صور الظلم والفساد لأن الآثار سوف تكون عامّة ومدمّرة ، وكان الصالحون الناصحون يعلمون ذلك ويعلمون أنّه ينبغي الجهر بالنصيحة والإنكار لمن عمله عام .
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ، والاحتساب واجب ، والنصيحة واجبة ، فلا بد للمسلمين إذا رأوا ظالما أن ينصحوه ، على أي مستوى ، المدير في المدرسة ، الأب في المنزل ، وعلى أي مستوى من مستويات الإدارة والمسؤولية .
يجب أن يقوم المسلمون بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب والنصيحة ، ليقام العدل بين الناس ويزول الظلم ، وليعمّ الصلاح ويزول الفساد .
وحين يسكت المسلمون ، ويتواكلون ، سيعمهم الظلم والفساد ، ويهلكهم الله كما أهلك الأمم السابقة .
وحين ينهض المسلمون لمحاربة الظلم والفساد في كل أشكالهما وأصنافهما ، حين يمتنعون فلا يدفعون الرشوة المادية والمعنوية ، حين يقولون كلمة الحق ولو على أنفسهم ، حين يدعون إلى العدل ويكافحون الظلم ، فإن الله تعالى يملأ الدنيا سعادة وأمنا واطمئنانا واستقرارا ورخاء .
وقد قدسّ الله سبحانه وتعالى العدل ، وقدّس الأمم التي تقدّس العدل ، وكتب لها الغلبة والسيادة ، مثلما شدّد النكير على الظلم ، وجعله سببا في هلاك الأمم ، ولعن الظالمين وتوعّدهم هم وأعوانهم ومن يركن إليهم بالنار وسوء المصير . عن جابر قال : لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ قَالَ : ( أَلاَ تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ) ، قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِنيِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا ، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا ، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا ، قَالَ : يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( صَدَقَتْ صَدَقَتْ ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ ) . أي أن الأمة التي لا مجال فيها لأخذ الحق للضعيف من القوي ، فلا حظّ لها عند الله ولا مجال لها بين الأمم ، ولا بد أن تصاب بالذلّ والخزي والهوان .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 3 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
الدعوة إلى العدل ومكافحة الظلم واجب على كلّ مسلم ومسلمة ، ولا يكفي أن يعرف المسلمون الظلم ويسكتون ، أو أن يجلسوا فيتلاومون على الظلم الحاصل ، بل لا بد أن يكون لكل منهم دور في نشر العدل وتحقيق العدالة ومقاومة الظلم والقضاء عليه ، وفي تحقيق المساواة بين الناس ، قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ ) ، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِى ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لاَ يُغَيِّرُوا إِلاَّ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ ) .
ولا يجوز للمسلمين أن يتركوا الظلم يتمكّن في الأرض ، فإن تمكن وغلب الناس ، فلا أقل من عدم السكوت عنه والرضا به ، فضلا أن نصبغ عليه الصبغة الشرعية بعدم جواز الحديث عنه .
فمن أباح شيئا من الظلم ، أو شرّع شيئا من الفساد ، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ، وساهم بشكل كبير في تغييب الشرع وضياع الحقوق وانتهاك الحرمات . ولطالما ضاعت الحقوق حينما تسلط عليها ظالم عنيد سانده أعوان باعوا دينهم بعرض من الدنيا أو بدنيا غيرهم .
وألوان الظلم كثيرة وفاشية بين الأفراد وفي المجتمعات والدول والأمم ، ولا سبيل إلى النجاة في الدنيا والآخرة إلا بمحاربة هذا الظلم والأخذ على أيدي الظالمين .
وواجب الأمة عظيم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب والنصيحة لمواجهة الظلم وإعادة الظالمين إلى الحقّ والصواب .
و حين تقوم الأمة بواجبها ، فلن يستطيع الظلم أن يسود وينتشر ويسيطر.
و من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب والنصيحة أن نعمل على إخراج الظالم من سجنه الذي سجن نفسه فيه ، لأن الظلم يجعل الظالم في حبس دائم ، فهو يعيش في خوف وقلق واضطراب ، لا ينام ولا يصحو إلا وهو متخوف من المظلوم الذي يريد أن ينتقم منه .
و الظلم حين يشيع في أمة فلن تستقر أو تستريح أو تأمن أو تطمئن .
نجد هذا المعنى بشكل واضح وصريح في باب خيار الأئمة وشرارهم : عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم , وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) ، فالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب والنصيحة يمنع من الوصول إلى هذه المرحلة السيئة من العلاقة بين الحاكم والمحكوم .
يقول بعضهم : إن مرحلة الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات هي مرحلة متقدّمة من مراحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب والنصيحة , وحينما لا يجد المحتسبون والناصحون آذانا صاغية ولا أبوابا مفتوحة .
ويقول آخرون : إن مرحلة الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات مرحلة لا يرغب فيها أحد ولا يعشقها أحد ، ولكن : إذا لم يكن إلّا الأسنّة مركبا *** فما حيلة المضطرّ إلّا ركوبها .
يقول بعضهم بجواز الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ، ويقول بعضهم بوجوبها ، ويقول آخرون بتحريمها ، وفي داخل كلّ تيّار مستويات واجتهادات متعدّدة ، وسوف أعرضها جميعها ، ثمّ نناقشها إن شاء الله تعالى .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 4 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
يقول بعضهم : إن مرحلة الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات هي مرحلة متقدّمة من مراحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب والنصيحة , وحينما لا يجد المحتسبون والناصحون آذانا صاغية ولا أبوابا مفتوحة .
ويقول آخرون : إن مرحلة الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات مرحلة لا يرغب فيها أحد ولا يعشقها أحد ، ولكن : إذا لم يكن إلّا الأسنّة مركبا *** فما حيلة المضطرّ إلّا ركوبها .
يقول بعضهم بجواز الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ، ويقول بعضهم بوجوبها ، ويقول آخرون بتحريمها ، وفي داخل كلّ تيّار مستويات واجتهادات متعدّدة ، وسوف أعرضها جميعها ، ثمّ نناقشها إن شاء الله تعالى .
يقول بعضهم : ماذا تريد أن تقول الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ؟
هل تريد الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات أن تقول : إننا راضون .. أو ساخطون ؟ نحن نقبل الوضع أو نرفضه ؟
مع أن الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ليست خروجا ولا منابذة للحكّام ، قيل : يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف ؟ , فقال ( لا, ما أقاموا فيكم الصلاة ) ، يعني : اعترض ولكن بشرط أن تطيع , نعم ، فلتكن مظاهرات سلمية وبإذن من السلطة . ولكن إذا كان الاحتجاج متوقف على إذن السلطة فإن السلطة قد تسمح وقد لا تسمح بذلك ، وإذن لن يتحقق الغرض من الاعتراض والاحتجاج ونحو ذلك !
يقول هؤلاء : الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ليست خروجا ولا منابذة للحكّام ، وأخذ الناس بالشبهة ظلم مبين وإثم كبير وإفك عظيم يرى صاحبه عاقبة أمره عند الله خسرانا مبينا ، ولهذا كان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يدرأ الحدود بأدنى شبهة ، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( ادْرَؤُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنْ وَجَدْتُمْ لِلْمُسْلِمِ مَخْرَجًا، فَخَلُّوا سَبِيلَهُ ، فَإِنَّ الإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ ) ، هذا هو العدل : ألاَّ يؤخذ إنسان بشبهة ما دام لم يرتكب ما يوجب العقوبة ، ولا يجوز أن يدان الناس تحت وطأة الشبهات والتأويلات .
مثلا : الذي يتنصت على عباد الله ليسمع ما يقولون في مجالسهم وفي سرّهم ، فإنه يؤتى به يوم القيامة ويوضع في أذنيه الرصاص المغلي المذاب في النار ، عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ ، صُبَّ فِى أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) والآنك : هو الرصاص المذاب من شدة الحرارة ، يوضع في أذني من يحاول أن يستمع إلى قوم دون علمهم ورضاهم .
عن عبد الرحمن بن عوف : أَنَّهُ حَرَسَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لَيْلَةً بِالْمَدِينَةِ ، فَبَيْنَا هُمْ يَمْشُونَ شَبَّ لَهُمْ سِرَاجٌ فِي بَيْتٍ ، فَانْطَلَقُوا يَؤُمُّونَهُ ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهُ إِذَا بَابٌ مُجَافٍ ( مغلق ) عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ فِيهِ أَصْوَاتٌ مُرْتَفِعَةٌ وَلَغَطٌ ، فَقَالَ عمر : أَتَدْرِى بَيْتُ مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : هَذَا بَيْتُ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ ، وَهُمُ الآنَ شُرَّبٌ فَما تَرَى ؟ قلت لعمر : أَرَى أننا قَدْ أَتَيْنَا مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ ﴿ وَلاَ تَجَسَّسُوا ﴾ فَقَدْ تَجَسَّسْنَا . فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ .
ولكن المعادلة تنقلب والمعاملة تختلف إذا كان الذين يراقبون ويتابعون ويحاسبون هم عموم المسلمين ، يراقبون ويتابعون ويحاسبون الحكّام ، لأن الحكّام قد تصدّوا للشأن العام والتزموا بإدارة أمور المسلمين العامّة ، فمن حقّ المسلمين مراقبة نوّابهم ووكلائهم الذين اختاروهم بمحض إرادتهم ، وسيرة خيار الصحابة والتابعين والعلماء مع خلفائهم شاهد على ذلك .
وهذا من الأمور المهمّة التي تستحقّ التفصيل والنقاش واستعراض الاجتهادات فيها .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 5 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
يقول هؤلاء : الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ليست خروجا ولا منابذة للحكّام ، وأخذ الناس بالشبهة ظلم مبين وإثم كبير وإفك عظيم يرى صاحبه عاقبة أمره عند الله خسرانا مبينا ، ولهذا كان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يدرأ الحدود بأدنى شبهة ، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( ادْرَؤُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنْ وَجَدْتُمْ لِلْمُسْلِمِ مَخْرَجًا، فَخَلُّوا سَبِيلَهُ ، فَإِنَّ الإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ ) ، هذا هو العدل : ألاَّ يؤخذ إنسان بشبهة ما دام لم يرتكب ما يوجب العقوبة ، ولا يجوز أن يدان الناس تحت وطأة الشبهات والتأويلات .
مثلا : الذي يتنصت على عباد الله ليسمع ما يقولون في مجالسهم وفي سرّهم ، فإنه يؤتى به يوم القيامة ويوضع في أذنيه الرصاص المغلي المذاب في النار ، عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ ، صُبَّ فِى أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) والآنك : هو الرصاص المذاب من شدة الحرارة ، يوضع في أذني من يحاول أن يستمع إلى قوم دون علمهم ورضاهم .
عن عبد الرحمن بن عوف : أَنَّهُ حَرَسَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لَيْلَةً بِالْمَدِينَةِ ، فَبَيْنَا هُمْ يَمْشُونَ شَبَّ لَهُمْ سِرَاجٌ فِي بَيْتٍ ، فَانْطَلَقُوا يَؤُمُّونَهُ ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهُ إِذَا بَابٌ مُجَافٍ ( مغلق ) عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ فِيهِ أَصْوَاتٌ مُرْتَفِعَةٌ وَلَغَطٌ ، فَقَالَ عمر : أَتَدْرِى بَيْتُ مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : هَذَا بَيْتُ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ ، وَهُمُ الآنَ شُرَّبٌ فَما تَرَى ؟ قلت لعمر : أَرَى أننا قَدْ أَتَيْنَا مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ ﴿ وَلاَ تَجَسَّسُوا ﴾ فَقَدْ تَجَسَّسْنَا . فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ .
ولكن المعادلة تنقلب والمعاملة تختلف إذا كان الذين يراقبون ويتابعون ويحاسبون هم عموم المسلمين ، يراقبون ويتابعون ويحاسبون الحكّام ، لأن الحكّام قد تصدّوا للشأن العام والتزموا بإدارة أمور المسلمين العامّة ، فمن حقّ المسلمين مراقبة نوّابهم ووكلائهم الذين اختاروهم بمحض إرادتهم ، وسيرة خيار الصحابة والتابعين والعلماء مع خلفائهم شاهد على ذلك .
وهذا من الأمور المهمّة التي تستحقّ التفصيل والنقاش واستعراض الاجتهادات فيها .
ومنها أيضا ، قول بعضهم : في ظل هذه الأجواء التي نعيشها ، وخروج ملايين الناس يطالبون بالإصلاح أو التغيير ، وتنحي الظالمين والفاسدين عن سدة الحكم ، خرجت فرقة شاذّة مبتدعة تنكر على هؤلاء الذين ينكرون وتنكر على من ينصح ويحتسب ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
وتقول هذه الفرقة بحرمة الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات من جهة ، وبحرمة الخروج على الحاكم الجائر الفاسد من جهة أخرى ، واستدلت على رأيها هذا بحديث ينهى المسلمين عن الخروج على إمامهم ، وهو ( مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِىَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ ) .
و الاستدلال بهذا النصّ وما شابهه من نصوص - في صدّ الناس عن القيام بواجب النصيحة والاحتساب والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - من أفحش وأوقح ما يكون الاستدلال ، ومن ليّ أعناق النصوص ، وفيه تكريس للوضع الظالم الفاسد وتغييب للشرع وركون إلى الذين ظلموا واتباع لأمر كلّ جبار عنيد .
ويأتي فساد هذا الاستدلال من وجوه :
أنهم يخلطون بين الخروج المسلح على الحاكم المسلم الشرعي العادل وبين الإنكار عليه باللسان إذا خالف الشرع . وفي ذلك بوّب النووي في شرحه على مسلم بابا بعنوان : باب وجوب الإنكار على الأُمراء فِيما يخالف الشرع . وأورد حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ ) . قَالُوا أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ : ( لاَ ، مَا صَلَّوْا ) .
فالنص أوجب الإنكار عليهم إذا خالفوا الشرع ، وفي نفس الوقت حرّم الخروج المسلح عليهم ما أقاموا الصلاة ونهتهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر والبغي والظلم والفساد والعدوان على دماء أو أموال أو أعراض المسلمين .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا ما صلّوا ) يقتضي إقامتهم الصلاة فما دونها من أركان وفرائض ، ومن هذا المنطلق أجاز ابن تيمية الخروج على التتار الذين زعموا الإسلام . وإلا لو أخذنا الحديث على ظاهره لاستطاع كل كافر أو ظالم أن يحكم المسلمين بالحديد والنار ويبطل الشرائع ويحارب الإسلام ويفعل الفحشاء والمنكر والبغي والظلم والفساد ويقوم بالعدوان على دماء أو أموال أو أعراض المسلمين ، ثم يخرج إلى الناس ويقول لهم إنه يصلي ! فتأتي مثل هذه الفرقة وتحرّم الخروج على هذا الحاكم بل وتحرّم على المسلمين أن ينصحو ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ، وبهذه الطريقة سيعطل الشرع إلى الأبد ويستطيع كل جبار عنيد أن يحكم المسلمين ، وذلك ظلم عظيم وفساد في الأرض عريض .
ومن هنا قال بعض أهل العلم : إن مسألة الخروج على الحاكم الجائر ، إنما تخضع للمصالح والمفاسد ، فإذا كان الخروج فيه مصلحة للأمة فثمة الخير، وإن كان فيه مفسدة فلا ، والأمور بالمآلات .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 6 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قيل : ويأتي فساد هذا الاستدلال من وجوه :
أنهم يخلطون بين الخروج المسلح على الحاكم المسلم الشرعي العادل وبين الإنكار عليه باللسان إذا خالف الشرع . وفي ذلك بوّب النووي في شرحه على مسلم بابا بعنوان : باب وجوب الإنكار على الأُمراء فِيما يخالف الشرع . وأورد حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ ) . قَالُوا أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ : ( لاَ مَا صَلَّوْا ) .
فالنص أوجب الإنكار عليهم إذا خالفوا الشرع ، وفي نفس الوقت حرّم الخروج المسلح عليهم ما أقاموا الصلاة ونهتهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر والبغي والظلم والفساد والعدوان على دماء أو أموال أو أعراض المسلمين .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا ما صلّوا ) يقتضي إقامتهم الصلاة فما دونها من أركان وفرائض ، ومن هذا المنطلق أجاز ابن تيمية الخروج على التتار الذين زعموا الإسلام ، وإلا لو أخذنا الحديث على ظاهره لاستطاع كل كافر أو ظالم أن يحكم المسلمين بالحديد والنار ويبطل الشرائع ويحارب الإسلام ويفعل الفحشاء والمنكر والبغي والظلم والفساد ويقوم بالعدوان على دماء أو أموال أو أعراض المسلمين ، ثم يخرج إلى الناس ويقول لهم إنه يصلي ! فتأتي مثل هذه الفرقة وتحرّم الخروج على هذا الحاكم بل وتحرّم على المسلمين أن ينصحو ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ، وبهذه الطريقة سيعطل الشرع إلى الأبد ويستطيع كل جبار عنيد أن يحكم المسلمين ، وذلك ظلم عظيم وفساد في الأرض عريض .
ومن هنا قال بعض أهل العلم : إن مسألة الخروج على الحاكم الجائر ، إنما تخضع للمصالح والمفاسد ، فإذا كان الخروج فيه مصلحة للأمة فثمة الخير، وإن كان فيه مفسدة فلا ، والأمور بالمآلات .
وكونه حاكما أو مسؤولا - كبيرا أو صغيرا - لا يعفي المسلمين من أن يقوموا بواجبهم الشرعي في النصيحة والاحتساب والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
وقد ضرب الله لنا مثلا بواحد من الظلمة لم يكن يستمع إلى النصيحة ، بل وزاد على ذلك أن جعل قومه يتبعونه ويطيعونه ويخضعون له في ظلمه وفساده ومنكراته ، وهو فرعون ، قال تعالى : ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ﴾ ، ظلمهم فاستكانوا له وتجبّر عليهم فركعوا تحت قدميه ، ولم يتوقّف عند حدّ ، ( فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ) . والله سبحانه وتعالى حين وصف فرعون بالظلم لم يصفه وحده ، إنما وصفه وكلّ من ساعده وأعانه وعمل معه وركن إليه ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 7 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وكونه حاكما أو مسؤولا - كبيرا أو صغيرا - لا يعفي المسلمين من أن يقوموا بواجبهم الشرعي في النصيحة والاحتساب والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
وقد ضرب الله لنا مثلا بواحد من الظلمة لم يكن يستمع إلى النصيحة ، بل وزاد على ذلك أن جعل قومه يتبعونه ويطيعونه ويخضعون له في ظلمه وفساده ومنكراته ، وهو فرعون ، قال تعالى : ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ﴾ ، ظلمهم فاستكانوا له وتجبّر عليهم فركعوا تحت قدميه ، ولم يتوقّف عند حدّ ، ( فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ) . والله سبحانه وتعالى حين وصف فرعون بالظلم لم يصفه وحده ، إنما وصفه وكلّ من ساعده وأعانه وعمل معه وركن إليه ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ .
وذلك يعني أن من واجب كلّ إنسان ، وحتى لا يهلك الجميع ، أن ينهض لنشر العدل ومقاومة الظلم ، وأن يندفع للإصلاح ومكافحة الفساد ، ليكون من أمّة تستحق أن ينصرها الله تعالى : ﴿ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور ) .
وقد جاء الاسلام ليضع المنهج الذى يحكم حياة المسلمين إلى يوم الدين . جاءالاسلام لينشر العدل والصلاح ويقاوم الظلم ويكافح الفساد ويعتق البشرية من كافة أشكال وأصناف السكوت المريب عن الحقّ . جاءالإسلام ليحرر الناس من جور الناس إلى عدل الاسلام . جاء ليعيد صياغة رواد البشرية ، أي المؤمنين المتحررين من كافة أشكال الظلم والفساد أو الرضا بهما .
ولم يأت الإسلام ليعلم الناس السكوت عن الحقّ والرضا بالباطل والظلم والفساد .
ولم يأت الإسلام ليعلم الناس الجبن و الخنوع و الذلّ و المهانة ، بل جاء ليجعل انسانا كسلمان الفارسى وغيره يحاسبون عمر بن الخطاب أمام الجمهور ( لو ملت لقوّمناك بسيوفنا ) ، ( لو ملت قوّمناك تقويم القدح ) ، ( لو ملت عدّلناك كما يعدل السهم في الثقاف ) ، ( لو رأيناك اعوججت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا ) ، و ليجعل امرأة تخالف عمر بن الخطاب فى الفقه و تلزمه بأن يعترف بخطئه ( أصابت امرأة وأخطأعمر ) .
ولا نزال نعرض أقوال من يقول بجواز أو وجوب الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ، وسوف أعرضها جميعها ، ثمّ نناقشها إن شاء الله تعالى .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 8 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
من واجب كلّ إنسان ، وحتى لا يهلك الجميع ، أن ينهض لنشر العدل ومقاومة الظلم ، وأن يندفع للإصلاح ومكافحة الفساد ، ليكون من أمّة تستحق أن ينصرها الله تعالى : ﴿ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور ) .
وقد جاء الاسلام ليضع المنهج الذى يحكم حياة المسلمين إلى يوم الدين . جاءالاسلام لينشر العدل والصلاح ويقاوم الظلم ويكافح الفساد ويعتق البشرية من كافة أشكال وأصناف السكوت المريب عن الحقّ . جاءالإسلام ليحرر الناس من جور الناس إلى عدل الاسلام . جاء ليعيد صياغة رواد البشرية ، أي المؤمنين المتحررين من كافة أشكال الظلم والفساد أو الرضا بهما .
ولم يأت الإسلام ليعلم الناس السكوت عن الحقّ والرضا بالباطل والظلم والفساد .
ولم يأت الإسلام ليعلم الناس الجبن و الخنوع و الذلّ و المهانة ، بل جاء ليجعل انسانا كسلمان الفارسى وغيره يحاسبون عمر بن الخطاب أمام الجمهور ( لو ملت لقوّمناك بسيوفنا ) ، ( لو ملت قوّمناك تقويم القدح ) ، ( لو ملت عدّلناك كما يعدل السهم في الثقاف ) ، ( لو رأيناك اعوججت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا ) ، و ليجعل امرأة تخالف عمر بن الخطاب فى الفقه و تلزمه بأن يعترف بخطئه ( أصابت امرأة وأخطأعمر ) .
ولا نزال نعرض أقوال من يقول بجواز أو وجوب الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ، وسوف أعرضها جميعها ، ثمّ نناقشها إن شاء الله تعالى .
كثير من الأحاديث الشريفة والاجتهادات - والآراء - الفقهية ، تتحدث عن حالة مختلفة تماما عن الحالة التى عليها بعض الحكام الآن . فهي تتحدث عن حكام مسلمين بصفة عامّة ولكنّهم يقعون فى أخطاء وهنات وربّما في المعاصي الشخصية الصغيرة - الصغائر - التي لا تتجاوز شخوصهم ، بينما هم لا يزالون يجمعون الزكاة و ينفقونها في وجوهها الشرعية وينظمون الجهاد ويخضعون للشورى والمعارضة . بينما بعض الحكام اليوم انخلعوا عمليا وواقعيا من الدين ، ولا توجد لديهم أيّ مرجعية إسلامية صحيحة في اتخاذ أى قرار أو رسم أي سياسة أو القيام بأيّ تصرّف .
ولونظرنا إلى منهج الإسلام الصحيح في العدل والإصلاح ومكافحة الظلم والإفساد وتحرير الانسان من استعباد أخيه الانسان ، لوجدنا أن الأوثان والأحجار والشمس والقمر والحيوانات ليست هى التي تظلم وتفسد وتستعبد الانسان ، بل الانسان هو الذى يظلم ويفسد و يستخدم الوسائل لاستعباد الناس . و لهذا وردت فى القرآن مئات الآيات التى تتحدث عن الظالمين والمفسدين وأعوانهم ومن يركن إليهم وعن البشر الذين عبدهم أتباعهم من دون الله وعن الحوار الذى يدور بين الظلمة وبين أتباعهم فى النار كتلك الآيات :
( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ) .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 9 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ولا نزال نعرض أقوال من يقول بجواز أو وجوب الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات ، وسوف أعرضها جميعها ، ثمّ نناقشها إن شاء الله تعالى .
كثير من الأحاديث الشريفة والاجتهادات - والآراء - الفقهية ، تتحدث عن حالة مختلفة تماما عن الحالة التى عليها بعض الحكام الآن . فهي تتحدث عن حكام مسلمين بصفة عامّة ولكنّهم يقعون فى أخطاء وهنات وربّما في المعاصي الشخصية الصغيرة - الصغائر - التي لا تتجاوز شخوصهم ، بينما هم لا يزالون يجمعون الزكاة و ينفقونها في وجوهها الشرعية وينظمون الجهاد ويخضعون للشورى والمعارضة . بينما بعض الحكام اليوم انخلعوا عمليا وواقعيا من الدين ، ولا توجد لديهم أيّ مرجعية إسلامية صحيحة في اتخاذ أى قرار أو رسم أي سياسة أو القيام بأيّ تصرّف .
ولونظرنا إلى منهج الإسلام الصحيح في العدل والإصلاح ومكافحة الظلم والإفساد وتحرير الانسان من استعباد أخيه الانسان ، لوجدنا أن الأوثان والأحجار والشمس والقمر والحيوانات ليست هى التي تظلم وتفسد وتستعبد الانسان ، بل الانسان هو الذى يظلم ويفسد و يستخدم الوسائل لاستعباد الناس . و لهذا وردت فى القرآن مئات الآيات التى تتحدث عن الظالمين والمفسدين وأعوانهم ومن يركن إليهم وعن البشر الذين عبدهم أتباعهم من دون الله وعن الحوار الذى يدور بين الظلمة و بين أتباعهم فى النار كتلك الآيات :
( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ) .
إذن : الذين كبكوا فى النار - في هذه الآيات - ثلاثة أصناف : الظلمة الذين استعبدوا الناس ، والغاوون الذين اتبعوهم ، وإبليس وجنوده .
وهؤلاء الغاوون لم يضلّهم ويخدعهم ويغرّر بهم - باعترافهم - ويجعلهم أتباعا للظلمة سوى من يتلاعب بهم وبعقائدهم وأفكارهم ليقنعهم بالخضوع لهؤلاء الظلمة ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ) .
وهؤلاء الأتباع الغاوون قد أطاعوا المسرفين ( وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُون ) ، وأطاعوا أصحاب الأهواء ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )
وقد جاءت الرسالات السماوية لنشر العدل ومكافحة الظلم ، قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) ومنه التوحيد وعبادة الله وحده وعدم الخضوع لغير الله ، وكان جوهرهذه الرسالات هو التوحيد المشروط بالإخلاص لله وحده ونبذ ما يعبد سواه ، وممّا يستدعي بالضرورة مواجهة الحاكم الظالم المستبد ، وكانت هذه المواجهة هي منهج الرسل والأنبياء بدءا من النبي نوح حتى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، و القرآن الكريم حافل بأنباء المواجهات بين الأنبياء والرسل من ناحية و الحكام الظلمة من ناحية أخرى .
ولكن حين يغيب العدل والإصلاح ويسود الظلم والإفساد ، وحين تنعدم العدالة ويضيع الحق ، وحين يخلط الظلمة أوراق أتباعهم فيختلط الحابل بالنابل ، ولا يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ، أو لا يكون التصرّف المناسب في الأمر المناسب ، ويجد هذا الخلل من يرعاه ويدافع عنه ، حينئذ .. يرفع الشيطان رأسه متباهيا بامتلاك الساحة !
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 10 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
إذن : الذين كبكوا فى النار - في هذه الآيات - ثلاثة أصناف : الظلمة الذين استعبدوا الناس ، والغاوون الذين اتبعوهم ، وإبليس و جنوده .
وهؤلاء الغاوون لم يضلّهم ويخدعهم ويغرّر بهم - باعترافهم - ويجعلهم أتباعا للظلمة سوى من يتلاعب بهم وبعقائدهم وأفكارهم ليقنعهم بالخضوع لهؤلاء الظلمة ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ) .
وهؤلاء الأتباع الغاوون قد أطاعوا المسرفين ( وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُون ) ، وأطاعوا أصحاب الأهواء ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )
وقد جاءت الرسالات السماوية لنشر العدل ومكافحة الظلم ، قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) ومنه التوحيد وعبادة الله وحده وعدم الخضوع لغير الله ، وكان جوهرهذه الرسالات هو التوحيد المشروط بالإخلاص لله وحده ونبذ ما يعبد سواه ، وممّا يستدعي بالضرورة مواجهة الحاكم الظالم المستبد ، وكانت هذه المواجهة هي منهج الرسل والأنبياء بدءا من النبي نوح حتى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، و القرآن الكريم حافل بأنباء المواجهات بين الأنبياء والرسل من ناحية و الحكام الظلمة من ناحية أخرى .
ولكن حين يغيب العدل والإصلاح ويسود الظلم والإفساد ، وحين تنعدم العدالة ويضيع الحق ، وحين يخلط الظلمة أوراق أتباعهم فيختلط الحابل بالنابل ، ولا يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ، أو لا يكون التصرّف المناسب في الأمر المناسب ، ويجد هذا الخلل من يرعاه ويدافع عنه ، حينئذ .. يرفع الشيطان رأسه متباهيا بامتلاك الساحة !
قال تعالى : ﴿ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( مَنِ اسْتَعْمَلَ عَامِلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُ وَأَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ ) .
وعنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
حين يكون بإمكان كلّ من تولّى أمرا من أمور المسلمين أن يعبث بما يشاء وبمن يشاء ، يرفع الشيطان رأسه متباهيا بامتلاك الساحة !
ولذلك قالوا : إن الاستدلال ببعض النصوص العجيبة - في صدّ الناس عن القيام بواجب النصيحة والاحتساب والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - من أفحش وأوقح ما يكون الاستدلال ، ومن ليّ أعناق النصوص ، وفيه تكريس للوضع الظالم الفاسد وتغييب للشرع وركون إلى الذين ظلموا واتباع لأمر كلّ جبار عنيد .
وأن فساد هذا الاستدلال يأتي من عدّة وجوه :
أنهم يخلطون بين الخروج على الحاكم والخروج عن الجماعة ، فالنصوص الواردة إنما ترمي إلى وحدة الصف واجتماع كلمة المسلمين ، ولذلك فإن بعض الفقهاء يرى التريّث وعدم التسرّع في الخروج على الحاكم المسلم المتغلب - الذي صدر منه بعض الظلم - إذا كان في ذلك اجتماع كلمة المسلمين ، كذا في الولاية المؤقتة للمفضول مع وجود الفاضل .
أما إذا صار الحاكم سببا في شق صف الجماعة أو الأمة ، فإنه يجب قتاله قولا واحدا . قالوا : وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا ) ، وقال : ( مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ ) .
ولا يخفى أن الحاكم المقصود في الحديثين السابقين والأحاديث المشابهة إنّما هو الحاكم الشرعي المسلم الملتزم العدل العادل الورع التقي النزيه العالم الذي اختاره المسلمون برضاهم .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 11 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال تعالى : ﴿ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( مَنِ اسْتَعْمَلَ عَامِلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُ وَأَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ ) .
وعنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
حين يكون بإمكان كلّ من تولّى أمرا من أمور المسلمين أن يعبث بما يشاء وبمن يشاء ، يرفع الشيطان رأسه متباهيا بامتلاك الساحة !
ولذلك قالوا : إن الاستدلال ببعض النصوص العجيبة - في صدّ الناس عن القيام بواجب النصيحة والاحتساب والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - من أفحش وأوقح ما يكون الاستدلال ، ومن ليّ أعناق النصوص ، وفيه تكريس للوضع الظالم الفاسد وتغييب للشرع وركون إلى الذين ظلموا واتباع لأمر كلّ جبار عنيد .
وأن فساد هذا الاستدلال يأتي من عدّة وجوه :
أنهم يخلطون بين الخروج على الحاكم والخروج عن الجماعة ، فالنصوص الواردة إنما ترمي إلى وحدة الصف واجتماع كلمة المسلمين ، ولذلك فإن بعض الفقهاء يرى التريّث وعدم التسرّع في الخروج على الحاكم المسلم المتغلب - الذي صدر منه بعض الظلم - إذا كان في ذلك اجتماع كلمة المسلمين ، كذا في الولاية المؤقتة للمفضول مع وجود الفاضل .
أما إذا صار الحاكم سببا في شق صف الجماعة أو الأمة ، فإنه يجب قتاله قولا واحدا . قالوا : وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا ) ، وقال : ( مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ ) .
ولا يخفى أن الحاكم المقصود في الحديثين السابقين والأحاديث المشابهة إنّما هو الحاكم الشرعي المسلم الملتزم العدل العادل الورع التقي النزيه العالم الذي اختاره المسلمون برضاهم .
و : لا يخفى على كل ذي عقل ونظر ، أن بعض الحكام الذين نصبهم الغرب قادة للأمة الإسلامية بعد الاحتلال ، إنما هم حكام - بالوكالة - عن الغرب وقد وضعوا للحيلولة دون إقامة دولة إسلامية واحدة ، أو خلافة راشدة متحدة ، أو دولة صالحة عادلة . والدليل على ذلك أن هؤلاء الحكام إنما يحكمون حدودا جغرافية رسمها لهم الغرب . والجميع يعلم قصة تقسيم االبلاد إلى عدة دويلات وكما حدث على إثر اتفاقية سايكس بيكو التي اجتمعت فيها الدول الغربية الكبرى على ضرورة تقسيم الأراضي الإسلامية بعد إسقاط الدولة العثمانية بحيث لا تجتمع للمسلمين كلمة ، وتقيم - بالوكالة عنها - حكّاما صوريين ينهبون موارد وثروات هذه البلاد ويعطونها للغرب غنيمة سهلة باردة ويقفون حجر عثرة وسدّا منيعا أمام أيّ محاولة - من شعوبهم - للتقدّم والتنمية والمنافسة مع الغرب .
و : ثم إن بعض البلدان ، بعض حكامها خطر على وحدة شعبه ، فمن هؤلاء الحكام من جعل أهلها شيعا ، يستضعف طائفة منهم ، ويصطنع الفتن بين المسلمين ، أو بين الجماعات الإسلامية . وقد رأينا بأم العين كيف يقوم أعوانهم ووسائل إعلامهم بنشر الفتن والتحريض والتآمر والكذب ، كل هذا من أجل زعزعة الجميع ، ونشر الريبة في النفوس ، ونفث سموم الحقد والعدواة والبغضاء بين المسلمين . وكل هذا يساعد هؤلاء الحكام على إحكام القبضة على الجميع ، على طريقة فرق تسد .
و : وهؤلاء الذين يحرّمون الخروج على الحاكم الجائر إنما يخلطون بين الحاكم الشرعي المسلم الجائر جورا بسيطا ومن غير قصد ، والحاكم المسلم الذي نصّبه الكفار وإن كان عادلا . ففي الأول خلاف يورده بعض الفقهاء ، وإن كنا نرى أن الخروج عليه يخضع للمآلات ، أما الثاني فلا خلاف على وجوب الخروج عليه ، وذلك لسبب وجيه أنه يمثل سلطان الكافرين على المسلمين ، قال تعالى : ( وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 12 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
و : لا يخفى على كل ذي عقل ونظر ، أن بعض الحكام الذين نصبهم الغرب قادة للأمة الإسلامية بعد الاحتلال ، إنما هم حكام - بالوكالة - عن الغرب وقد وضعوا للحيلولة دون إقامة دولة إسلامية واحدة ، أو خلافة راشدة متحدة ، أو دولة صالحة عادلة . والدليل على ذلك أن هؤلاء الحكام إنما يحكمون حدودا جغرافية رسمها لهم الغرب . والجميع يعلم قصة تقسيم االبلاد إلى عدة دويلات وكما حدث على إثر اتفاقية سايكس بيكو التي اجتمعت فيها الدول الغربية الكبرى على ضرورة تقسيم الأراضي الإسلامية بعد إسقاط الدولة العثمانية بحيث لا تجتمع للمسلمين كلمة ، وتقيم - بالوكالة عنها - حكّاما صوريين ينهبون موارد وثروات هذه البلاد ويعطونها للغرب غنيمة سهلة باردة ويقفون حجر عثرة وسدّا منيعا أمام أيّ محاولة - من شعوبهم - للتقدّم والتنمية والمنافسة مع الغرب .
و : ثم إن بعض البلدان ، بعض حكامها خطر على وحدة شعبه ، فمن هؤلاء الحكام من جعل أهلها شيعا ، يستضعف طائفة منهم ، ويصطنع الفتن بين المسلمين ، أو بين الجماعات الإسلامية . وقد رأينا بأم العين كيف يقوم أعوانهم ووسائل إعلامهم بنشر الفتن والتحريض والتآمر والكذب ، كل هذا من أجل زعزعة الجميع ، ونشر الريبة في النفوس ، ونفث سموم الحقد والعدواة والبغضاء بين المسلمين . وكل هذا يساعد هؤلاء الحكام على إحكام القبضة على الجميع ، على طريقة فرق تسد .
و : وهؤلاء الذين يحرّمون الخروج على الحاكم الجائر إنما يخلطون بين الحاكم الشرعي المسلم الجائر جورا بسيطا ومن غير قصد ، والحاكم المسلم الذي نصّبه الكفار وإن كان عادلا . ففي الأول خلاف يورده بعض الفقهاء ، وإن كنا نرى أن الخروج عليه يخضع للمآلات ، أما الثاني فلا خلاف على وجوب الخروج عليه ، وذلك لسبب وجيه أنه يمثل سلطان الكافرين على المسلمين ، قال تعالى : ( وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) .
كما انّ النصوص الواردة في الخروج على الحاكم ، منها ما يحرّم الخروج ، ومنها ما يجيز أو يوجب الخروج .
فأما التي تحرّم الخروج فهي التي تتعلق بالحاكم الشرعي المسلم الملتزم العدل العادل الورع التقي النزيه العالم الذي اختاره المسلمون برضاهم والذي انعقدت له بيعة رضى واختيار المسلمين .
وأما النصوص التي توجب الخروج فهي تتعلق بأئمة الكفر أو أئمة الضلالة ، فأما أئمة الكفر فقال الله فيهم : ( فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) ، ولا خلاف في وجوب خلع الحاكم الكافر ، أو الحاكم الذي نصبه الكفار على المسلمين . وأما أئمة الضلالة فيقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُون ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ) .
قال ابن رجب : وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد .
والذي يُحرّم الخروج على أئمة الجور هكذا على سبيل الإطلاق ، وخصوصا من زعم الإجماع ، يلزمه أن ينكر على خيار الصحابة والتابعين خروجهم على عثمان ، وأن يشرح لنا موقفهم في الخروج . والذي زعم الإجماع يلزمه أن يكفّر هؤلاء أو أن ينكر على الحسين بن علي وأصحابه صنيعهم في الثورة على من أراد تحويل الخلافة إلى ملك وراثي عضوض ، كذا خروج ابن الأشعث ومن معه من كبار التابعين والعلماء على الحجّاج بن يوسف . وقد ذكر الجصاص أن كبار التابعين والعلماء ( القرّاء ) قد قاتلوا الحجاج بالسيف ، وقد ضربوا وجه الحجاج بالسيف ، وخرج عليه من العلماء والقراء أربعة آلاف رجل هم خيار التابعين ، فقاتلوه مع عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث بالأهواز ، ثم بالبصرة ، ثم بدير الجماجم من ناحية الفرات بقرب الكوفة ، وهم خالعون لعبدالملك بن مروان وبني أمية لاعنون لهم متبرئون منهم .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون – أيضا – أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 13 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
كما انّ النصوص الواردة في الخروج على الحاكم ، منها ما يحرّم الخروج ، ومنها ما يجيز أو يوجب الخروج .
فأما التي تحرّم الخروج فهي التي تتعلق بالحاكم الشرعي المسلم الملتزم العدل العادل الورع التقي النزيه العالم الذي اختاره المسلمون برضاهم والذي انعقدت له بيعة رضى واختيار المسلمين .
وأما النصوص التي توجب الخروج فهي تتعلق بأئمة الكفر أو أئمة الضلالة ، فأما أئمة الكفر فقال الله فيهم : ( فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) ، ولا خلاف في وجوب خلع الحاكم الكافر ، أو الحاكم الذي نصبه الكفار على المسلمين . وأما أئمة الضلالة فيقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُون ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ) .
قال ابن رجب : وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد .
والذي يُحرّم الخروج على أئمة الجور هكذا على سبيل الإطلاق ، وخصوصا من زعم الإجماع ، يلزمه أن ينكر على خيار الصحابة والتابعين خروجهم على عثمان ، وأن يشرح لنا موقفهم في الخروج . والذي زعم الإجماع يلزمه أن يكفّر هؤلاء أو أن ينكر على الحسين بن علي وأصحابه صنيعهم في الثورة على من أراد تحويل الخلافة إلى ملك وراثي عضوض ، كذا خروج ابن الأشعث ومن معه من كبار التابعين والعلماء على الحجّاج بن يوسف . وقد ذكر الجصاص أن كبار التابعين والعلماء ( القرّاء ) قد قاتلوا الحجاج بالسيف ، وقد ضربوا وجه الحجاج بالسيف ، وخرج عليه من العلماء والقراء أربعة آلاف رجل هم خيار التابعين ، فقاتلوه مع عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث بالأهواز ، ثم بالبصرة ، ثم بدير الجماجم من ناحية الفرات بقرب الكوفة ، وهم خالعون لعبدالملك بن مروان وبني أمية لاعنون لهم متبرئون منهم .
وصنيع خيار الصحابة والتابعين والعلماء ، وهم يعلمون أنهم خرجوا على الحاكم المسلم الجائر مع علمهم بالنصوص الواردة في حرمة الخروج على الأئمة ، يدلّ أنهم فهموا مسألة الخروج على أساس أنها خاضعة للمصالح والمفاسد ، وهو ما يسميه بعض أهل العلم بمذهب السلف القديم في مسألة الخروج ، فقد قال بعض أهل العلم إشارة إلى صنيع خيارالصحابة والتابعين والعلماء : إن جواز الخروج على الحكام الجائرين مذهبٌ قديم للسلف ، كما ذكر ابن حجر ، وبه قال غير واحد من العلماء .
قال الجويني في مسألة الحاكم إذا فسق : فأما إذا تواصل منه - أي الحاكم – العصيان ، وفشا منه العدوان ، وظهر الفساد ، وزال السّداد ، وتعطّلت الحقوق ، وارتفعت الصّيانة ، ووضحت الخيانة ؛ فلا بدّ من استدراك هذا الأمر المتفاقم ، فإن أمكن كفّ يده وتولية غيره بالصّفات المعتبرة ، فالبدار البدار ، وإن لم يكن ذلك لاستظهاره بالشّوكة إلا بإراقة الدّماء ومصادمة الأهوال ؛ فالوجه أن يقاس ما النّاس مدفوعون إليه ومبتلون به بما يفرض وقوعه ، فإن كان النّاجز الواقع أكثر مما يتوقع ؛ فيجب احتمال المتوقّع ، وإلا فلا يسوغ التّشاغل بالدّفع ، بل يتعيّن الصّبر والابتهال إلى الله تعالى .
قال : أحسب أن كلمة الجويني قد لخّصت ما أسلفناه ، ووضحت ما أوردناه . فلم يبق مقال لكل ذي علم أن يتشدق بالنصوص في غير موضعها ، فيهلك الحرث والنسل بقال الله وقال الرسول . والله ورسوله بريئان ممن أعان أحدا على قتل مظلوم ولو ببنت شفة ، ولو كانت تلك البنت آية في غير موضعها أو حديثا في غير مقصده ، ولو كانت تلك الشفة شفة عالم من العلماء .
وقال ابن حجر في ترجمة الحسن بن صالح بن حي : وقولهم : كان يرى السيف ، يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور ، وهذا مذهب للسلف قديم .
وعن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا : ( لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فقال : ( لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا ) رواه أحمد .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون – أيضا – أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 14 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وصنيع خيار الصحابة والتابعين والعلماء ، وهم يعلمون أنهم خرجوا على الحاكم المسلم الجائر مع علمهم بالنصوص الواردة في حرمة الخروج على الأئمة ، يدلّ أنهم فهموا مسألة الخروج على أساس أنها خاضعة للمصالح والمفاسد ، وهو ما يسميه بعض أهل العلم بمذهب السلف القديم في مسألة الخروج ، فقد قال بعض أهل العلم إشارة إلى صنيع خيارالصحابة والتابعين والعلماء : إن جواز الخروج على الحكام الجائرين مذهبٌ قديم للسلف ، كما ذكر ابن حجر ، وبه قال غير واحد من العلماء .
قال الجويني في مسألة الحاكم إذا فسق : فأما إذا تواصل منه - أي الحاكم – العصيان ، وفشا منه العدوان ، وظهر الفساد ، وزال السّداد ، وتعطّلت الحقوق ، وارتفعت الصّيانة ، ووضحت الخيانة ؛ فلا بدّ من استدراك هذا الأمر المتفاقم ، فإن أمكن كفّ يده وتولية غيره بالصّفات المعتبرة ، فالبدار البدار ، وإن لم يكن ذلك لاستظهاره بالشّوكة إلا بإراقة الدّماء ومصادمة الأهوال ؛ فالوجه أن يقاس ما النّاس مدفوعون إليه ومبتلون به بما يفرض وقوعه ، فإن كان النّاجز الواقع أكثر مما يتوقع ؛ فيجب احتمال المتوقّع ، وإلا فلا يسوغ التّشاغل بالدّفع ، بل يتعيّن الصّبر والابتهال إلى الله تعالى .
قال : أحسب أن كلمة الجويني قد لخّصت ما أسلفناه ، ووضحت ما أوردناه . فلم يبق مقال لكل ذي علم أن يتشدق بالنصوص في غير موضعها ، فيهلك الحرث والنسل بقال الله وقال الرسول . والله ورسوله بريئان ممن أعان أحدا على قتل مظلوم ولو ببنت شفة ، ولو كانت تلك البنت آية في غير موضعها أو حديثا في غير مقصده ، ولو كانت تلك الشفة شفة عالم من العلماء .
وقال ابن حجر في ترجمة الحسن بن صالح بن حي : وقولهم : كان يرى السيف ، يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور ، وهذا مذهب للسلف قديم .
وعن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا : ( لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فقال : ( لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا ) رواه أحمد .
ولأبي داود : ( ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود ) إلى قوله ( فاسقون ) ثم قال : ( كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا ) ، زاد في رواية : ( أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم ) وروى الترمذي وابن ماجه هذا المعنى .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لتأمرن بالمعروف ، و لتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يد الظالم ، ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله بعضكم ببعض ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ) .
وقال أيضا : ( إذا رأيتم الظالم فلم تأخذوا على يديه ، أوشك الله أن يعمكم بعذاب من عنده ) .
وقال تعالى : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .
قال تعالى : ( لا ينال عهدى الظالمين ) .
حيث يقول أبو بكر الجصاص مفسرا لهذه الآية : فلا يجوز أن يكون الظالم نبيا و لا خليفة لنبى و لا قاضيا و لا يلزم الناس بقبول قوله فى أمور الدين ، فثبت بدلالة هذه الآية بطلان إمامة الفاسق و أنه لا يكون خليفة و انّ من نصب نفسه فى هذا المنصب و هو فاسق .. لا يلزم الناس باتباعه و لا طاعته .
قال بعض العلماء : وهناك أمر آخر وهو : لكي أؤمن بأن الإسلام عقيدة وشريعة وقول وعمل ، فلابد أن أؤمن بأن الشورى جزء من عقيدة المؤمن ، وأنها واجبة ، وبخاصة فى القضايا العامة . كأنه جعل الشورى جزءا من الحقيقة التى تلف المجتمع والحاكم . فالجماعة مع بعضها والجماعة مع الحاكم وهكذا . والله تعالى أمر رسوله فقال : ( وشاورهم فى الأمر ) ، ( وأمرهم شورى بينهم ) ، وأصل الأمر فى اللغة العربية الوجوب ، وهذا يعنى أن الله تعالى يأمر الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن يشاور المؤمنين فى الأمر ، فإذا كان الله قد أمر رسوله الذي يوحي إليه أن يشاور فمن باب أولى أن تكون الأمة حاكما ومحكوما مأمورة بالشورى ، يقول تعالى : ( وأمرهم شورى بينهم ) ، وكأن قوام الحياة الدنيا لا يكون إلّا بالمشاورة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون – أيضا – أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 15 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لتأمرن بالمعروف ، و لتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يد الظالم ، ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله بعضكم ببعض ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ) .
وقال أيضا : ( إذا رأيتم الظالم فلم تأخذوا على يديه ، أوشك الله أن يعمكم بعذاب من عنده ) .
وقال تعالى : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .
قال تعالى : ( لا ينال عهدى الظالمين ) .
حيث يقول أبو بكر الجصاص مفسرا لهذه الآية : فلا يجوز أن يكون الظالم نبيا و لا خليفة لنبى و لا قاضيا و لا يلزم الناس بقبول قوله فى أمور الدين ، فثبت بدلالة هذه الآية بطلان إمامة الفاسق و أنه لا يكون خليفة و انّ من نصب نفسه فى هذا المنصب و هو فاسق .. لا يلزم الناس باتباعه و لا طاعته .
قال بعض العلماء : وهناك أمر آخر وهو : لكي أؤمن بأن الإسلام عقيدة وشريعة وقول وعمل ، فلابد أن أؤمن بأن الشورى جزء من عقيدة المؤمن ، وأنها واجبة ، وبخاصة فى القضايا العامة . كأنه جعل الشورى جزءا من الحقيقة التى تلف المجتمع والحاكم . فالجماعة مع بعضها والجماعة مع الحاكم وهكذا . والله تعالى أمر رسوله فقال : ( وشاورهم فى الأمر ) ، ( وأمرهم شورى بينهم ) ، وأصل الأمر فى اللغة العربية الوجوب ، وهذا يعنى أن الله تعالى يأمر الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن يشاور المؤمنين فى الأمر ، فإذا كان الله قد أمر رسوله الذي يوحي إليه أن يشاور فمن باب أولى أن تكون الأمة حاكما ومحكوما مأمورة بالشورى ، يقول تعالى : ( وأمرهم شورى بينهم ) ، وكأن قوام الحياة الدنيا لا يكون إلّا بالمشاورة .
وقال بعضهم : القيام بالاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات والعصيان - ضد الحاكم الجائر المستبد - يصل إلى حكم الواجب على المسلم .
والموقف الفقهى السليم لابد أن يستند إلى الأصلين العظيمين : القرآن و السنة . و كل العلماء الثقاة يؤكدون أن القرآن هو المصدر الأول يليه السنة كمفسرة للأول و مفصلة و مطبقة له . و بالتالى فإن أي موضوع لابد أن يبدأ بحثه بالقرآن ثم السنة .
و اصطلاح ( الخروج ) فى الفقه ، يشير بشكل خاص الى الثورة المسلحة ، بينما تطورت وسائل الكفاح السياسى فى عصرنا و شهدنا تجارب عديدة لحركات سلمية مدنية أدت إلى إصلاح أنظمة سياسية بوسائل العصيان المدني ، فلا مبرّر للخلط بين الخروج المسلّح ، والاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات والعصيان .
والنهوض لإصلاح الأنظمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مشروطا بتكفير الحاكم ، أو اعلان الحاكم نفسه عن كفره ، بل يكفي الظلم أو الفساد أو الفسق أو موالاة الكفّار .
وقد انشغلت بعض الجماعات فى السابق بمسائل وقضايا تكفير الحاكم ! وكأن كفر الحاكم هو السبب الشرعي الوحيد للإنكار عليه ، بينما دعانا الله عزّ و جل لرفض الحاكم الظالم جملة وتفصيلا ، قال تعالى : ( لا ينال عهدى الظالمين ) .
وقد جاء الاسلام ليضع المنهج الذى يحكم حياة المسلمين إلى يوم الدين . جاءالاسلام لينشر العدل والصلاح ويقاوم الظلم ويكافح الفساد ويعتق البشرية من كافة أشكال وأصناف السكوت عن الحقّ . جاءالإسلام ليحرر الناس من جور الناس إلى عدل الاسلام . جاء ليعيد صياغة رواد البشرية ، أي المؤمنين المتحررين من كافة أشكال الظلم والفساد أو الرضا بهما .
ولم يأت الإسلام ليعلم الناس السكوت عن الحقّ والرضا بالباطل والظلم والفساد .
ولم يأت الإسلام ليعلم الناس الجبن و الخنوع و الذلّ و المهانة ، بل جاء ليجعل انسانا كسلمان الفارسى وغيره يحاسبون عمر بن الخطاب أمام الجمهور ( لو ملت لقوّمناك بسيوفنا ) ، ( لو ملت قوّمناك تقويم القدح ) ، ( لو ملت عدّلناك كما يعدل السهم في الثقاف ) ، ( لو رأيناك اعوججت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا ) ، و ليجعل امرأة تخالف عمر بن الخطاب فى الفقه و تلزمه بأن يعترف بخطئه ( أصابت امرأة وأخطأعمر ) .
ولم نر ولم نسمع ولا نعرف في تاريخ البشرية ظالما رجع عن ظلمه ، لأن قلبه رقّ للمظلوم ، وإنما يأخذ المظلومون حقوقهم بالنضال والمثابرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 16 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وقال بعضهم : القيام بالاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات والعصيان - ضد الحاكم الجائر المستبد - يصل إلى حكم الواجب على المسلم .
والموقف الفقهى السليم لابد أن يستند إلى الأصلين العظيمين : القرآن و السنة . و كل العلماء الثقاة يؤكدون أن القرآن هو المصدر الأول يليه السنة كمفسرة للأول و مفصلة و مطبقة له . و بالتالى فإن أي موضوع لابد أن يبدأ بحثه بالقرآن ثم السنة .
و اصطلاح ( الخروج ) فى الفقه ، يشير بشكل خاص الى الثورة المسلحة ، بينما تطورت وسائل الكفاح السياسى فى عصرنا و شهدنا تجارب عديدة لحركات سلمية مدنية أدت إلى إصلاح أنظمة سياسية بوسائل العصيان المدني ، فلا مبرّر للخلط بين الخروج المسلّح ، والاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والمسيرات والعصيان .
والنهوض لإصلاح الأنظمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مشروطا بتكفير الحاكم ، أو اعلان الحاكم نفسه عن كفره ، بل يكفي الظلم أو الفساد أو الفسق أو موالاة الكفّار .
وقد انشغلت بعض الجماعات فى السابق بمسائل وقضايا تكفير الحاكم ! وكأن كفر الحاكم هو السبب الشرعي الوحيد للإنكار عليه ، بينما دعانا الله عزّ و جل لرفض الحاكم الظالم جملة وتفصيلا ، قال تعالى : ( لا ينال عهدى الظالمين ) .
وقد جاء الاسلام ليضع المنهج الذى يحكم حياة المسلمين إلى يوم الدين . جاءالاسلام لينشر العدل والصلاح ويقاوم الظلم ويكافح الفساد ويعتق البشرية من كافة أشكال وأصناف السكوت عن الحقّ . جاءالإسلام ليحرر الناس من جور الناس إلى عدل الاسلام . جاء ليعيد صياغة رواد البشرية ، أي المؤمنين المتحررين من كافة أشكال الظلم والفساد أو الرضا بهما .
ولم يأت الإسلام ليعلم الناس السكوت عن الحقّ والرضا بالباطل والظلم والفساد .
ولم يأت الإسلام ليعلم الناس الجبن و الخنوع و الذلّ و المهانة ، بل جاء ليجعل انسانا كسلمان الفارسى وغيره يحاسبون عمر بن الخطاب أمام الجمهور ( لو ملت لقوّمناك بسيوفنا ) ، ( لو ملت قوّمناك تقويم القدح ) ، ( لو ملت عدّلناك كما يعدل السهم في الثقاف ) ، ( لو رأيناك اعوججت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا ) ، و ليجعل امرأة تخالف عمر بن الخطاب فى الفقه و تلزمه بأن يعترف بخطئه ( أصابت امرأة وأخطأعمر ) .
ولم نر ولم نسمع ولا نعرف في تاريخ البشرية ظالما رجع عن ظلمه ، لأن قلبه رقّ للمظلوم ، وإنما يأخذ المظلومون حقوقهم بالنضال والمثابرة .
وإذا اتبعنا نصائح البعض بالعبودية للظالمين ! ألا يعنى ذلك إلغاء كل هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، وإلغاء رسالة الاسلام كمحرر للبشر من الطغيان ، و إقامة دين جديد من تأويلات فى غير موضعها !؟
وعندما قرر الله سبحانه و تعالى صفات المؤمنين و خصائصهم جعل الشورى - وليس الاستبداد - من أهم هذه الصفات .
بل و وضعها بين الصلاة و الزكاة :
( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) .
و أتبعها مباشرة حضّ المؤمن على العزة و الكرامة : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) .
ثم : ( و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) .
ثم : ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) .
كما قال تعالى : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا العدل ) .
ومن الأحاديث الشريفة :
،( لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ):
و : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده .. الى آخر الحديث ) مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه ،
و : ( ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون و يفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) مسلم ،
و : ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ،
و : ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) أبو داود والترمذي ،
و : ( إنه سيكون بعدى أمراء من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني و لست منه ) النسائي ،
و : ( من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج عن دين الله ) ،
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 17 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وإذا اتبعنا نصائح البعض بالعبودية للظالمين ! ألا يعنى ذلك إلغاء كل هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، وإلغاء رسالة الاسلام كمحرر للبشر من الطغيان ، و إقامة دين جديد من تأويلات فى غير موضعها !؟
وعندما قرر الله سبحانه و تعالى صفات المؤمنين و خصائصهم جعل الشورى - وليس الاستبداد - من أهم هذه الصفات .
بل و وضعها بين الصلاة و الزكاة :
( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) .
و أتبعها مباشرة حضّ المؤمن على العزة و الكرامة : ( والذين اذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) .
ثم : ( و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) .
ثم : ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) .
كما قال تعالى : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا العدل ) .
ومن الأحاديث الشريفة :
( لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ) ،
و : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده .. الى آخر الحديث) مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه ،
و : ( ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون و يفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) مسلم ،
و : ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ،
و : ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) أبو داود والترمذي ،
و : ( إنه سيكون بعدى أمراء من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني و لست منه ) النسائي ،
و : ( من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج عن دين الله ) ،
و هكذا نجد هذه السلسلة من الأحاديث ( وهناك كثير غيرها يسير فى نفس الاتجاه ) تتساوق وتتعاضد مع الآيات القرآنية لترسم لوحة موحّدة هي : إن الاسلام يضع ضوابط للحكم والمجتمع قائمة على العدل والشورى وحرية التعبير وحرية النقد والانتقاد ( الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر تحدد كفريضة لكل مسلم ومسلمة ) ، وتجعل الحاكم غير المعصوم يتم اختياره من قبل المسلمين واستمراره بموافقتهم وخلعه عائد إليهم .
وبناء على القول السابق : الحاكم ليس أكثر من وكيل للأمة ونائب عنها ، هى التى تعينه وتخلعه وتحدّد صلاحياته ومخصّصاته هو وولاته ووزرائه وعمّاله .
وهذا يعني : إسقاط الآراء المرجوحة الأخرى . وهذا يعنى أيضا : أن هذه الآراء المرجوحة لو أخذنا بها لأصبحنا أمام دين جديد تماما غير الدين الذى أنزل على محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم . فيكون المسلمون مجرد مجموعة من العبيد الأذلاء الذي يتصرّف الحاكم بدمائهم وأموالهم وأعراضهم كما يشاء ! ويكونون قطيعا من النعاج يسوقهم الحاكم كما يريد ولا يملكون من أمرهم شيئا !
وقال آخرون : وقد نصّ القرآن الكريم على أن وصف الظلم موجب للمنع من نيل عهد الإمامة ( والحكم ) في قوله سبحانه وتعالى : ( لا ينال عهدي الظالمين ) . فما استدلوا به من الأحاديث التي وردت في لزوم الجماعة - إن صح ورودها عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - فهي مقيّدة بقطعي ، وهو المتواتر المعروف ( في باب الأمر بالمعروف ) وإلا قد لا تصحّ ، وقد يكون أن بعض المتأخرين من التابعين وتابعيهم لما عمّهم من الطمع والميل مع الدنيا ، لزموا تلك الطريقة ، والتزموا جماعة الظلمة ، متشبثين بما ذكروا من أدلّة ، وهي كما ترون ، أوهى من نسيج العنكبوت .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 18 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وهكذا نجد هذه السلسلة من الأحاديث ( وهناك كثير غيرها يسير فى نفس الاتجاه ) تتساوق وتتعاضد مع الآيات القرآنية لترسم لوحة موحّدة هي : إن الاسلام يضع ضوابط للحكم والمجتمع قائمة على العدل والشورى وحرية التعبير وحرية النقد والانتقاد ( الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر تحدد كفريضة لكل مسلم ومسلمة ) ، وتجعل الحاكم غير المعصوم يتم اختياره من قبل المسلمين واستمراره بموافقتهم وخلعه عائد إليهم .
وبناء على القول السابق : الحاكم ليس أكثر من وكيل للأمة ونائب عنها ، هى التى تعينه وتخلعه وتحدّد صلاحياته ومخصّصاته هو وولاته ووزرائه وعمّاله .
وهذا يعني : إسقاط الآراء المرجوحة الأخرى . وهذا يعنى أيضا : أن هذه الآراء المرجوحة لو أخذنا بها لأصبحنا أمام دين جديد تماما غير الدين الذى أنزل على محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم . فيكون المسلمون مجرد مجموعة من العبيد الأذلاء الذي يتصرّف الحاكم بدمائهم وأموالهم وأعراضهم كما يشاء ! ويكونون قطيعا من النعاج يسوقهم الحاكم كما يريد ولا يملكون من أمرهم شيئا !
وقال آخرون : وقد نصّ القرآن الكريم على أن وصف الظلم موجب للمنع من نيل عهد الإمامة ( والحكم ) في قوله سبحانه وتعالى : ( لا ينال عهدي الظالمين ) . فما استدلوا به من الأحاديث التي وردت في لزوم الجماعة - إن صح ورودها عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - فهي مقيّدة بقطعي ، وهو المتواتر المعروف ( في باب الأمر بالمعروف ) وإلا قد لا تصحّ ، وقد يكون أن بعض المتأخرين من التابعين وتابعيهم لما عمّهم من الطمع والميل مع الدنيا ، لزموا تلك الطريقة ، والتزموا جماعة الظلمة ، متشبثين بما ذكروا من أدلّة ، وهي كما ترون ، أوهى من نسيج العنكبوت .
لأنه لما استقر الحكم لبني أمية ، وطبع الناس الميل مع الدنيا والدرهم والدينار ، وضع بعضهم الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وأفشوها في العامة قصدا لتتميم الأمر لهم ولمن أطعمهم من دنياه ، وتكاتموا ما ورد من النصوص بخلاف ذلك .
ومن ذلك ما وضعوه من أحاديث الجماعة والتمسك لأهل الأمر بالطاعة ، وزوروها على الوجه الموافق لهواهم . والذي ثبت من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في وجوب الطاعة لأولي الأمر ليس مطلقا كما زعموا بل مقيدا بإقامة الكتاب والسنّة .
فعند البخاري ومسلم من حديث علي بن أبي طالب : ( لا طاعة لأحد في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف ) ، وعندهما من حديث ابن عمر : (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) ، وعند البخاري من حديث أنس : ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عبدٌ كأن رأسه زبيبه ، ما أقام فيكم كتاب الله ) ، وهو عند مسلم من حديث أم الحصين الأحمسية ، وعند ابن خزيمة وابن حبان والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري : ( من أمركم منهم - يعني الولاة - بمعصية فلا تطيعوه ) ، وعند ابن خزيمة والحاكم من حديث عمران بن حصين والحكم بن عمرو الغفاري : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ، وعند البخاري والحاكم من حديث عبادة بن الصامت : ( لا طاعة لمن عصى الله ) ، وعند أحمد من حديث أنس : ( لا طاعة لمن لم يطع الله ) ، وعند الطبراني في الكبير من حديث أبي هريرة والنواس بن سمعان بنحوه . وعند ابن ماجه من حديث ابن مسعود أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( كيف أصنع إن أدركتهم ، قال : تسألني يا ابن أم عبد ، لا طاعة لمن عصى الله ) ، وعند الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس : ( سيكون أمراء يعرفون وينكرون ، فمن نابذهم نجى ، ومن اعتزلهم سلم ، ومن خالطهم هلك ) ، وعند ابن حبان من حديث أبي هريرة : ( من أنكر عليهم بريء ، ومن أمسك يده سلم ، ولكن من رضي وتابع ) ، وعند مسلم بمعناه من حديث ابن مسعود : ( من جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 19 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
لأنه لما استقر الحكم لبني أمية ، وطبع الناس الميل مع الدنيا والدرهم والدينار ، وضع بعضهم الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وأفشوها في العامة قصدا لتتميم الأمر لهم ولمن أطعمهم من دنياه ، وتكاتموا ما ورد من النصوص بخلاف ذلك .
ومن ذلك ما وضعوه من أحاديث الجماعة والتمسك لأهل الأمر بالطاعة ، وزوروها على الوجه الموافق لهواهم . والذي ثبت من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في وجوب الطاعة لأولي الأمر ليس مطلقا كما زعموا بل مقيدا بإقامة الكتاب والسنّة .
فعند البخاري ومسلم من حديث علي بن أبي طالب : ( لا طاعة لأحد في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف ) ، وعندهما من حديث ابن عمر : (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) ، وعند البخاري من حديث أنس : ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عبدٌ كأن رأسه زبيبه ، ما أقام فيكم كتاب الله ) ، وهو عند مسلم من حديث أم الحصين الأحمسية ، وعند ابن خزيمة وابن حبان والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري : ( من أمركم منهم - يعني الولاة - بمعصية فلا تطيعوه ) ، وعند ابن خزيمة والحاكم من حديث عمران بن حصين والحكم بن عمرو الغفاري : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ، وعند البخاري والحاكم من حديث عبادة بن الصامت : ( لا طاعة لمن عصى الله ) ، وعند أحمد من حديث أنس : ( لا طاعة لمن لم يطع الله ) ، وعند الطبراني في الكبير من حديث أبي هريرة والنواس بن سمعان بنحوه . وعند ابن ماجه من حديث ابن مسعود أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( كيف أصنع إن أدركتهم ، قال : تسألني يا ابن أم عبد ، لا طاعة لمن عصى الله ) ، وعند الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس : ( سيكون أمراء يعرفون وينكرون ، فمن نابذهم نجى ، ومن اعتزلهم سلم ، ومن خالطهم هلك ) ، وعند ابن حبان من حديث أبي هريرة : ( من أنكر عليهم بريء ، ومن أمسك يده سلم ، ولكن من رضي وتابع ) ، وعند مسلم بمعناه من حديث ابن مسعود : ( من جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) .
روى ابن الأثير في الكامل أن المعتصم بلغه أن امرأة مسلمة صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم : وامعتصماه ، فأجابها وهو جالس على سريره : لبيك ، لبيك ، ونهض من ساعته ، وصاح في قصره : النفير النفير ! وأشهد القضاة والشهود على ما وقف من الضياع ، وغزا عمورية وأمر بها فهدمت وأحرقت .
وهذه القصّة ، حدثت في عصر كان الحاكم ملزما أن يخضع للسيطرة الغالبة فيه ، وهي الحمية الإسلامية ، والغضب للحق ، والانتصار للمظلوم ، والأخذ على يد الظالم ، وكان الذين يتولون أمور المسلمين - رغم معاصيهم الخاصّة الصغيرة ، ورغم كونهم غير معصومين - ، مضطرين أن يعتبروا أنفسهم حماة للإسلام والمسلمين ، يجازفون في سبيل حماية فرد ضعيف ، وفي سبيل عجوز بائسة بحياتهم وملكهم ، وكان المسلم قويا عزيزا آمنا مطمئنا في كل بلد وفي أقصى مكان في العالم ، يؤمن بأن له أنصارا يحمونه وإخوة أشقاء يثورون له ، وكان الظلمة أو الأعداء يعرفون أن الاعتداء عليه إثارة لليوث الغاب وتحريك لخلايا النحل الحانقة الموتورة ، التي لا تهدأ حتى تنتقم لصاحبها ، وأنه لا ينجو منها الظالم أو العدو لا في برّ ولا بحر ولو كان في قصور مشيّدة .
بل كان الأمراء المسلمون الذين روى التاريخ عنهم كل فضيحة وشائنة ، ولم يعدوا قط في طبقة الصالحين الأبرار أو العادلين الأخيار ولم يزعموا لأنفسهم فضلا في دين أو علم ، بل اعترفوا بذنوبهم وأقروا بخطاياهم ، بلغت بهم الحمية الإسلامية إلى أن أرسلوا جيوشا كثيفة يقودها أفضل قادتهم وأعزهم عليهم لحماية بيت من بيوت المسلمين أو نسوة تعرض لهن بعض من لا خلاق لهم بأذى أو اعتداء .
والتاريخ الإسلامي حافل بمثل هذه الأحداث التي تجلت فيها الغيرة ، الغيرة التي هي من أعظم مواهب الله تعالى ومن أسمى الأخلاق التي تكتسب بها الحياة الإنسانية الحيوية والعزّة والكرامة ويرجع إليها الفضل الأكبر في حماية الدين والمدنية .
والذي يتجرّد من الغيرة إنسان فاقد لأبسط مبادئ الإنسانية السويّة . ولا يزال التجرّد من الغيرة وصمة عار في جبين من فقد أو تهاون في هذا المكوّن الإنساني المهمّ . وقد عيّر الإنسان في كل زمان ومكان كل من تجرد عن هذه الغيرة ، ووصفه بأقبح الأوصاف والنعوت .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم ؟
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 

العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 20 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
روى ابن الأثير في الكامل أن المعتصم بلغه أن امرأة مسلمة صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم : وامعتصماه ، فأجابها وهو جالس على سريره : لبيك ، لبيك ، ونهض من ساعته ، وصاح في قصره : النفير النفير ! وأشهد القضاة والشهود على ما وقف من الضياع ، وغزا عمورية وأمر بها فهدمت وأحرقت .
وهذه القصّة ، حدثت في عصر كان الحاكم ملزما أن يخضع للسيطرة الغالبة فيه ، وهي الحمية الإسلامية ، والغضب للحق ، والانتصار للمظلوم ، والأخذ على يد الظالم ، وكان الذين يتولون أمور المسلمين - رغم معاصيهم الخاصّة الصغيرة ، ورغم كونهم غير معصومين - ، مضطرين أن يعتبروا أنفسهم حماة للإسلام والمسلمين ، يجازفون في سبيل حماية فرد ضعيف ، وفي سبيل عجوز بائسة بحياتهم وملكهم ، وكان المسلم قويا عزيزا آمنا مطمئنا في كل بلد وفي أقصى مكان في العالم ، يؤمن بأن له أنصارا يحمونه وإخوة أشقاء يثورون له ، وكان الظلمة أو الأعداء يعرفون أن الاعتداء عليه إثارة لليوث الغاب وتحريك لخلايا النحل الحانقة الموتورة ، التي لا تهدأ حتى تنتقم لصاحبها ، وأنه لا ينجو منها الظالم أو العدو لا في برّ ولا بحر ولو كان في قصور مشيّدة .
بل كان الأمراء المسلمون الذين روى التاريخ عنهم كل فضيحة وشائنة ، ولم يعدوا قط في طبقة الصالحين الأبرار أو العادلين الأخيار ولم يزعموا لأنفسهم فضلا في دين أو علم ، بل اعترفوا بذنوبهم وأقروا بخطاياهم ، بلغت بهم الحمية الإسلامية إلى أن أرسلوا جيوشا كثيفة يقودها أفضل قادتهم وأعزهم عليهم لحماية بيت من بيوت المسلمين أو نسوة تعرض لهن بعض من لا خلاق لهم بأذى أو اعتداء .
والتاريخ الإسلامي حافل بمثل هذه الأحداث التي تجلت فيها الغيرة ، الغيرة التي هي من أعظم مواهب الله تعالى ومن أسمى الأخلاق التي تكتسب بها الحياة الإنسانية الحيوية والعزّة والكرامة ويرجع إليها الفضل الأكبر في حماية الدين والمدنية .
والذي يتجرّد من الغيرة إنسان فاقد لأبسط مبادئ الإنسانية السويّة . ولا يزال التجرّد من الغيرة وصمة عار في جبين من فقد أو تهاون في هذا المكوّن الإنساني المهمّ . وقد عيّر الإنسان في كل زمان ومكان كل من تجرد عن هذه الغيرة ، ووصفه بأقبح الأوصاف والنعوت .
وكان العرب الذين عاش بعضهم ، في جاهليتهم وإسلامهم , على أفضل السجايا الخلقية والمواهب الفطرية ، يعتبرون هذه الغيرة أساس أخلاقهم وعماد حياتهم ويعيّرون القبيلة التي تخذل أختها في النائبات وعند شن الغارات وتتهاون في نصرتها ، ويعدّون ذلك عارا يلتصق بها على مدى الدهر ويتوارثه الأبناء من الآباء ويهجونها الهجاء المقذع الذي يخلد في تاريخ الأدب ، وكان المبدأ الذي يؤمنون به ( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ) وكل من أخلّ به أو فرط فيه كان من سقط المتاع وممن لا قيمة له في المجتمع .
أغار ناس من بني شيبان على قريط بن أنيف أحد بني العنبر، وأخذوا له ثلاثين من الإبل ، ولم يقم له بنو قومه بما جرت به العادة في الجاهلية من النصر والحماية ، فغضب الشاعر العربي الكريم الأبيّ وقال شعرا خالدا طار في الآفاق ، وذهب مثلا في المجتمع العربي :
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي *** بنو اللقيظة من ذهل بن شيبانا
إذا لقام بنصري معشر خشن *** عند الحفيظة أن ذو لوثة لانا
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم *** طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم *** في النائبات على ما قال برهانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد *** ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
2 22 الإسلام العدل في ميزان والظلم
عودة
أعلى